مؤتمر الرابطة الشيوعية الثورية (فرع الأممية الرابعة بفرنسا) البحث عن مداخل البديل الاشتراكي الثوري للازمة الاجتماعية السياسية

المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 11:09
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

عقدت الرابطة الشيوعية الثورية مؤتمرها السادس عشر من 19 الى 22 يناير 2006 بباريس، بحضور 400 شخص من ضمنهم 280 مندوبا. كما حضره ممثلون عن دد من منظمات اليسار الراديكالي الأوروبي وبعض فروع الأممية الرابعة في العالم، وكذلك ممثلون عن مختلف المنظمات والأحزاب الفرنسية المنخرطة في النضال الجماهيري ضد السياسات اللبرالية.


ولم يكن صدفة الاهتمام الإعلامي غير المسبوق الذي حظي به المؤتمر والمتابعة اللصيقة لأحزاب اليسار الفرنسي لنتائجه وذلك لاعتبارين أساسيين: اولهما ذاتي: يتمثل في الوزن السياسي الذي أصبحت تحظى به الرابطة(وكذلك الكمي حيث انتقل عدد أعضاؤها إلى الضعف أي 3000 خلال أربع سنوات فقط). والتأثير السياسي الذي أصبح للرابطةداخل الطبقات والشرائح الاجتماعية التي صوتت ضد مشروع الدستور الأوروبي الليبرالي والمعبر عنه بالشعبية الكبيرة التي يحظى بها ناطقها الرسمي خصوصا في أوساط الشباب ... زد على هذا تدخلها النشيط في معظم النضالات العمالية والشعبية بشكل كفاحي ووحدوي.

والثاني موضوعي : يمكن إيجازه في أربع عناصر . * -رفض شعبي واسع للسياسة اللبرالية للحكومة، تبلور خلال تراكم المعارك منذ سنوات وتجسد في الانتصار البين لرفض الدستور الأوروبي ضدا عن إرادة مؤسسات الدولة المدعمة بالترسانة الإعلامية (الرئيس، الحكومة ، البرلمان )، مما فتح مرحلة أزمة سياسية تفتقد فيها الجمهورية الفرنسية الخامسة لأية مشروعية شعبية.

* ظهور مؤشرات تعمق الأزمة الاجتماعية والتجذر الجماهيري، وهو ما تجسد في نضالات عمالية وتحركات شعبية غير مسبوقة في جذريتها مثل: أ) إضراب عمال شركة النقل البحري SNCM في الجنوب الفرنسي. فقد خاضوا نضالا قتاليا ضد خصخصة الشركة خارج نطاق الأساليب التقليدية (الحوارية المعهودة ) ليتم مواجهة الإضراب بالجيش !!! ب) إضرابات كفاحية طويلة النفس في شركات النقل في مارسيليا RTM وكذا الإضرابات التلاميذية (أربعة أشهر) ... وأخيرا انتفاضة مهمشي الأحياء الشعبية والضواحي التي دامت ثلاث أسابيع تمت مواجهتها بالقمع البوليسي وقانون الطوارئ الذي عمل به خلال الثورة في الجزائر!!! حيث كان مشهد فرنسا كأي بلد تابع يعيش انتفاضة المحرومين.

* لجوء اليمين الحاكم إلى سياسة هروب إلى الأمام، وتكثيف هجماته على المكاسب الاجتماعية بشكل متسارع (خصخصة ، تعميم الهشاشة...)، تقليص غير مسبوق للحريات الديمقراطية، وتعميق الطابع البوليسي للحياة العامة، واستهداف خاص للمهاجرين في سباق محموم للظفر بناخبي اليمين المتطرف الفاشي.

غياب بديل سياسي قوي ذي مصداقية في وجه السياسة الليبرالية. فالحزب الاشتراكي فقد كل مصداقيته منذ تبنيه الليبرالية التي طبقها عند توليه الحكومة سابقا. أما الحزب الشيوعي، فهو، رغم استعادته بعض الحيوية خلال الحملة ضد الدستور الأوروبي، يعيش تناقضات داخلية. فمن جهة، ثمة قيادة معبرة عن شريحة البيروقراطية وناخبيه في مؤسسات الدولة، تنهج سياسة اقتفاء أثر الحزب الاشتراكي، ومن جهة أخرى، قاعدة عمالية و شعبية تواقة إلى بديل قاطع عن اللبرالية.

لقد كانت هذه الإشكالات حاضرة بقوة داخل العصبة، حيث صيغت خمس مقاربات للوضع(أرضيات) ولمهام الثوريين في المرحلة. وكان ذلك موضوع نقاش ، أولا خلال مؤتمرات الفروع المحلية (59 فرعا)، وخلال المؤتمر الوطني بصيغة تيارات منظمة حول الأرضيات الخمس، فجسدت بذلك العصبة مستوى رفيعا من الديمقراطية الداخلية.

تمثلت نقاط الخلاف الرئيسة بين التيارين الرئيسيين (1.و3) في ما يلي: ترى الأرضية1: أن الشروط غير متوافرة للمضي في حملة الانتخابات الرئاسية 2007 بمرشح وحدوي يعبر عن القوى التي صوتت بـ "لا" على الدستور الأوروبي (وصول التجمعات الشعبية للحملة ضد الدستور للباب المسدود، تذبذب الحزب الشيوعي نحو الحزب الاشتراكي، وقوف جل القوى سلبيا في مواجهة حالة الطوارئ ...)، وبالتالي ترى الأرضية وجوب خوض حملة رئاسية بالناطق الرسمي للعصبة على أرضية برنامج مناهضة الرأسمالية موجز في وثيقة "الإجراءات الطارئة" المتضمنة لبعض المطالب الانتقالية ( المنع القطعي للتسريح الجماعي أو الفردي للعمال، تأميم ما تمت خصصته تحت رقابة عمالية، زيادة فورية في الأجور بـ 300 اورو ، تسوية وضعية جل المهاجرين بـ 10 سنوات مفتوحة...) حملة دعاوية وتحريضية للمعارك.

في حين ترى الأرضية 3: أن من شأن مرشح وحدوي للقوى التي رفضت الدستور الأوروبي أن تقوي جبهة انتخابية تطرح بديلا مناهضا للليبرالية وذا مصداقية في وجه اليمين، و تحافظ على التعبئة الوحدوية التي تجسدت في الحملة ضد الدستور الأوروبي. ورغم حصول الأرضية 1 على الأغلبية بنسبة 49% جرى تأجيل حسم خطة العصبة الشيوعية الثورية في مسالة الحملة الرئاسية إلى ندوة وطنية ستعقد في شهر يونيو المقبل. إلا انه تم الاتفاق على مباشرة جمع التوقيعات اللازمة لتقديم مرشح العصبة للرئاسة. ماعدا ذلك تلاقت التيارات حول رفض أي شكل من أشكال التنسيق مع اليسار الليبرالي (الحزب الاشتراكي...) و بالتالي رفض حضور قمة اليسار في 8 فبراير. واتفقت على الاستمرار في بناء الجبهة العمالية الموحدة داخل النضالات في وجه الباترونا واليمين.

سجل المؤتمر أيضا تسوية الأزمة المالية للرابطةو بلورة آلية وطنية للتكوين الداخلي ومركزة عمل الشبيبة .. ليختتم المؤتمر أشغاله بنشيد الأممية في جو ثوري رفاقي حماسي.

رفيق أممي

#المناضل-ة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات