أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - كل عامٍ و نحن تعساءٌ في أوطانتا .














المزيد.....

كل عامٍ و نحن تعساءٌ في أوطانتا .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 16:09
المحور: الادب والفن
    


يومٌ و نودع شهراً تبارزت فيه الشهوات ، و المغريات في تسابقٍ محمومٍ ،
الملذات رائحتها تسد الأنوف ، مختلف أطباق اللحوم صولاتها و جولاتها في كل مساءٍ من هذا المنزل إلى ذاك ، تستعد شحومها لرفع الضغط ، و انسداد الشرايين .
تدفع المحرومين للاستدانة ، أو الاقتراض لمحدودي الدخل ، تحسباً لقدوم العيد . فالبطون في جوعٍ مزمنٍ .

الأسواق أتقنت لغة الإغواء ،
و التجار بارعون في اتباع أساليب ملغومةٍ مع زبائنهم ، لغزو جيوب المقهورين .
الملابس و أدوات الزينة و السكاكر و الحلويات تسرق الأضواء ، مادام قدوم العيد بات وشيكاً .
و لِمَ لا ، فالأسعار في ارتفاعٍ و علوٍ ،
و الجشع منسوبه في تزايدٍ ، فالعيد لهم مورد رزقٍ محرزٍ ، و ربحٌ خرافيٌّ لا يعوض ؟!

في جيوب المحرومين يعربد الشح ،
و بين أيديهم تجف الموارد ، و تنكمش دائرة الرزق .
الضيق يتذمر و يشكو ، و ضنك المعيشة يهذي بمرارةٍ .

رغبة الانتقام تزداد حدةً . فلا تخمد جمرتها إلا في يوم العيد بأخذ ثأرٍ عتيقٍ ، مزقه الاهتراء ، و الزمن الغابر . لكن مذاقه لهم خاصٌ ، و طعمه يهدأ الأعصاب .
الشوارع بريقها لامعٌ من دماءٍ تسيل ، لغلٍ يغلي في الصدور .
فلا يستكين إلا لإراقة المزيد .
و قلقٌ نفسيٌّ من تفكك العائلات و فقد التوازن .
فالدقائق تمر ثقيلةً كالعقود و القرون .
تشرد الأطفال ..... بلا أبٍ يحنو عليهم أو ينقذهم ، و لا أمٍ تغمرهم بعطفٍ .
الدموع تنهمر بوجع رحيلٍ يقطع نياط القلوب .
مهجَّرون في العراء منتشرون ، لا غطاء يحمي أجسادهم غير السماء .
و صمتٌ مطبقٌ يعطب اللسان ، و يشتت الذهن .

إنه زمن الغدر .... و خديعة الحياة التي ترفع السيف في وجه الحاضر المغلوب على أمره .
تحرق قلوب المنكوبين بلا ندمٍ ، طالما قلبها من حجرٍ ... فلا إحساس بالألم ، و لا شعور بالمسؤولية .

إنه العيد مقبلٌ إلينا لاهثاً بِنَفَسٍ متقطعٍ ، و صدرٍ متحشرجٍ .
فكل عامٍ و نحن لسنا بخيرٍ ...
مادام سيوف حكامنا و معارضيهم و فتاوى رجال الدين ، و سيوف الأقوياء في العالم على رقابنا .
الجميع على اختلاف مشاربهم و ثقافاتهم متفقون : ( إما يحكموننا ، أو يقتلوننا )
فأي خيرٍ مما نحن فيه ؟!



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشبيح مهنةٌ ساقطةٌ مهينةٌ .
- الطبيعة ربيع القلوب .
- لماذا الاستخفاف بعقول الناس ؟!
- عرج دائماً نحو بهجة الحياة و جمالها .
- لن أعيش في جلبابكم .
- لا أحد جنى من الشوك عنباً قط .
- وطنٌ بالهزائم مثخنٌ .
- هوس عشقٍ عاصفٍ
- كشف المستور من وحي صناديق الاقنراع .
- شتاءٌ يغرد خارج وقته .
- لو كان حضن الوطن دافئاً ، لما هجرتَه .
- بعض المنظمات الإنسانية و الخيرية ، تخلو من الشفافية و النزاه ...
- صمت الليالي .
- لازالت ذاكرتنا بقضايا الكادحين تكتظ .
- متى تثقب أعينهم الأكمة ، ليروا ما وراءها ؟!
- بين الطموح و الطمع نرجسيةٌ عمياء ، و غرورٌ ساقطٌ .
- نحن من طوانا الدهر ، و التاريخ من صفحاته حذفنا .
- لن يستطيعوا محو ذاكرتنا .
- الحرب في سوريا لازالت في بداية شوطها الأول .
- الجهل كبرياءٌ هزيلٌ ، بلا تخومٍ .


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - كل عامٍ و نحن تعساءٌ في أوطانتا .