أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!














المزيد.....

الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


لازال الاديب الكبير احمد الباقري، الذي بدأ مشواره الادبي في مطلع الستينيات، يعطي في مجالات الادب، رغم انه بلغ من العمر عتيا ـ وعلى معنى عَتَتِ الرِّيحُ : اِشْتَدَّتْ ، قَوِيَتْ ـ فاديبنا الكبير يشتد ابداعيا وجماليا .. فلازال الادب يتناثر حوله سردا وشعرا، ليضيء جنبات ظلمات القبح والواقع المرير من حوله، انه الانسان الذي صارع الحياة بجمالها، فصرعها لحنا سرمديا مداده .. الفن والادب .. اطالعه وقصة (الوحل لايبعث) المنشورة في جريدة الزمان، العدد 5650 في 8/2/2017م، هذه القصة التي رسم فيها لوحات من الواقع العراقي المرير، فاخذ عينة عبدالحميد سبهان ونهلة، ليرسم ذلك الواقع وصوره الاجتماعية، فعبد الحميد الباحث عن عسل اللذة عند نهلة، اعطاه بعدا انسانيا ولم يسلبه انسانيته تماما امام اللذة الجسدية، وكذلك بالنسبة لنهلة ايضا ..ذلك أن الحديث عن هذا الموضوع وعلاقة المرأة به في الغرب بشكل عام على سبيل المثال لا الحصر، قد صار مملاً وغير ذي جدوي، باعتبار أن الأسباب أصبحت واضحة ولا تحتاج إلي تفاصيل . فالمرأة هناك وبسبب الثورة الجنسية التي بدأت في الأربعينات من القرن الفائت ، لم تعد تهتم أو ترغب في معرفة ما للعرض من معنى وقيمة. فالمرأة هناك تسعي لإشباع رغباتها الفطرية بكل طريقة ممكنة، فهي تشبع رغبات الجنس والجوع واحترام الذات عبر جسدها . تذهب مع من تشاء لتشبع الرغبة الأولي ، في حين تبيع جسدها لمن يرغب في سبيل مال يحفظها من مشكلة الجوع والتشرد، وتحقق الرغبة الثالثة والأخيرة المتمثلة في صون الذات أو احترامها من قبل الغير، عبر بيع جسدها للحصول علي الكثير من المال، وبالتالي يمكنها تحقيق ما ترغب، وتشتري بذاك المال الاحترام والتقدير، الذي يكمن في بعض مظهريات استهلاكية، حسب ما تعتقد، فهذا الصراع التي تعيشه المرأة له انعكساته الاجتماعية الضارة على بنية المجتمع بصورة عامة، ناهيك على اضرارها على بنية الاسرة، فكيف اذا كان هناك حصار اقتصادي وجوع ولم تجد المرأة العمل الذي يوفر لها لقمة العيش الكريمة مع غياب الرجل، وحالة قصة (الوحل لايبعث)، فهنا الامر اصبح اضطراريا بالنسبة للمرأة امثال نهلة في هذه القصة فالعلاقة بين عبدالحميد ونهلة الغير شرعية، حاول الكاتب ان يشير لها باشارات خفية، ليدل على امر ما .. لكن يبدو ان الكاتب عجز عن المعالجة الاجتماعية، لكنه نجح في المعالجة والتبرير لهذا الفعل في امور اخرى .. تقول القصة : (كان مترددا في اعطائها ما طلبته، وذلك خشية منه ان تفعل معه فعلا ناقصا كالسابق مع ذلك، انبثق امل في نفسه بانها ستفي بوعدها في مقبل الايام، حسم امره وناولها عشرة الاف ديناراوقال بتطلب بعد ان اخذت المبلغ : "هيا نذهب الى بيتك بسيارة لننعم بنهار احمر من اللذة وانهل يانهلة من بحار عسلك هيا نذهب" قالت معتذرة : "لا استطيع ذلك الان يا عبدالحميد فبناتي جائعات ويجب ان اشتري لهن الطحين" ... اذن هنا اشارات ان عبدالحميد، رغم حاجته الجسدية لنهلة، ورغم تأكده من عدم وفائها، الا انه اعطاها المبلغ بتردد قليل، وهنا تظهر محاولات الكاتب في اعطاء هذه العلاقة مسحة انسانية تبتعد قليلا عن اللذة الجسدية، وبعد موعدها الاخير وبعد انتظار عبدالحميد لها .. تقول القصة : (ادار وجهه الى شارع بيته ومضى بخطوات ثقيلة ورسم الهم تجاعيد عميقة على وجهه وتنهد وزفر زفرات حرى وهو يمضي الى بيته الفارغ .).. وهذه دلالة اخرى للمعالجة بان عبدالحميد يعاني الوحدة ويعاني الجوع الجسدي، فبيته فارغ، أي لاتوجد فيه زوجة تنتظره، وبالتالي اظهر لنا الكاتب نهلة وكذلك عبدالحميد انهما ليس طلاب لذة جسدية عابرة فقط، انما هناك حاجات اجتماعية وجسدية كانت حاكمة بينهما ... وهكذا يبقى الادب قائما على التفاعل والاحتكاك مع باقي المؤسسات الأخرى، فلا عجب أن نصادف كتاب الرواية والقصة بمختلف تجلياتها ينفتحون على الواقع الاجتماعي ويحتكون مع ظواهره وقضاياه، خصوصا وأن الأديب واحد من هذا المحيط يتأثر به ويؤثر فيه، وقد ظلت الأشكال السردية هي الأقرب دوما لالتقاط تناقضات الواقع الاجتماعي وما يحبل به من أسرار وخبايا.



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية ...
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد ...
- التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!
- الشاعرة آمال عواد رضوان، وأنموذج المثقف الباحث عن تأصيل هويت ...
- الشاعر امير ناصر، مسار شعري وتجربة ..!!
- الشاعرة اسماء الرومي، بين التيه وبين نسبية القيم المتحققة .. ...
- شعر الشكوى ..عند الشاعر عبدالسادة البصري ..!!
- الشاعرة ليلى الزيتوني، بين الحب والشبق العشقي ..!
- الشاعر علي الشيال، يعزف الحان الحياة على سرير بارد !!
- الشاعرة اسماء القاسمي، عندها الشعر هو الجمال المدل على الخلو ...
- الشاعر مصطفى الشيخ، ووعي العلاقة بين الذاتي والموضوعي ..
- الشاعرة مفيدة الوسلاتي، وحالات القلق من اسئلة الوجود ..!!
- الكاتبة فاديا الخشن، وصراعها الجمالي بين الأنا والآخر ..!!
- الشاعرة نرجس الجبلي، والانفعال الذاتي الجمالي ..!
- الشاعرة مسار حميد الناصري، رغم الاوجاع تُسرج حلمها تحت سنبلة ...
- علي الفواز مثل حضورا فاعلا في الواح الغياب
- ليلى القواس في المحكمة الشعرية !!
- وسكتت شهرزاد، لكن الشاعر حبيب السامر لم يسكت !! /ديوان(شهرزا ...
- الكاتبة ذكرى لعيبي، الغياب وصراع البحث عن الذات ..!!
- الشاعرة اسماء صقر القاسمي، بين التراث ومحاكمة الذات ..!


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!