أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل محسن - فكرنا الديني والفكر السياسي المعاصر















المزيد.....



فكرنا الديني والفكر السياسي المعاصر


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 11:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدء ماذا يعني الفكر السياسي المعاصر هل هو فكر الديمقراطية الغربية وامتدادته كنظام وفلسفة حكم استطاعت الخروج منتصرة من مخاض الحروب والتنافس والصراع مع الفسلفات المغايرة كألفاشية والشيوعية طوال القرن العشرين وها هي فكرة الديمقراطية تشرق في القرن الحادي والعشرين ولا تجد منافساً حقيقياً يمتلك وزناً وله برنامج فلسفي مغاير الا القلة القليلة التي تحاول ان تؤجل المواجهة او التي تغلف نفسها بالدثار الاقتصادي وجعل نموه هو الهدف الرئيسي الذي تقف خلفه انظمة حكم لا هي في طور المجابهة العلنية مع الامتداد الديمقراطي ولا هي تريد ان تلقي السلاح للدخول في لجة الموج الديمقراطي الهادر والمنتشي حالياً بسقوط غريمة الاساسي النظام الاشتراكي ألسوفييتي لنفترض ان الصورة هي هكذا ولنبحث لنا من خلال مسيرة الاعلام عن موطئ قدم في هذا العالم ولنحاول ان نتعرف على انفسنا وان نكون نحن في محاولة التوافق مع العالم من حولنا وايضاح الرؤية التي نحتاجها لتلمس الطريق نحو المستقبل.
ولان كل ممنوع مرغوب وهذا هو حالنا مع الديمقراطية المجردة من كل تزويق او زيادة لدرجة الترف او نقصان الى درجة الشكل الفارغ المجوف انه الحرمان الكامل الذي تم دفننا فيه طيلة عقود بحيث انهم حين اخرجونا لم نر فيهم غير اشباح وسفن فضاء ولم يروا فينا غير الدهشة والاستغراب.
والان من اي فكر ديني سننطلق ونحاول اعلامياً ان نوفق ونقارن ونحاور انه الاسلام الذي نحمل فكرته في قلوبنا وعقولنا وما تربينا عليه ولكن الاسلام هل هو خط مستقيم واحد يمتد منه بصرك لترتد الرؤيا واضحة جلية واحدة ام هو افكار مختلفة متشعبة تمنح رؤيا متنوعة واستنتاجات عقلية متفاوتة متباعدة انه الزمن والتطور وتصادم الافكار وتمازجها انه الجديد يولد من القديم يحمل من صفاته ويمنحه واقعه المعاش صفات اخرى وهكذا فمن اين ننطلق من البداية حيث الرسالة النشوء والتكون والتفرع حيث الطوائف والمذاهب وليس في ذلك ما يعيب الى حيث توقفت الشريعة عند البعض في درجتها الثالثة كتاب الله وسنته وأحاديث نبيه والعرف السائد مع القياس ثم ما طوره البعض ليلائم العصور اللاحقة وسمي الاجتهاد وما تلاه من درجات دنيا حيث للمجتهد مقلدين كل ذلك يدخل ويبقى في اطار الفكر الاسلامي الواسع الذي يستوجب التطوير وملاحقة المستجدات ما دام هو دين ودنيا لا دين فقط يحدد علاقة البشر مع خالقه وتكون المقومات الاخلاقية هي القوانين المحددة للسلوك الانساني ولا علاقة لها بالقوانين والدساتير الوضعية التي تسير الاقتصاد والسياسة والقضاء وارتباط الفرد مع غيره ضمن الجماعة ومع المجتمع نفسه ثم الكتلة السكانية التي يحددها اطار دولة ومستوى علاقاتها مع الدول الاخرى وهكذا لا نستطيع الاشارة الى الفكر الديني وحده اذا دخلنا في المقارنة عندما يكون القصد هو الجدل والمحاورة مع الافكار السياسية المعاصرة خاصة اذا قلبنا صفحات كتب مثل (فلسفتنا) و (اقتصادنا) وكذا (الحكومة الاسلامية) فمن يتصدى لمثل هذه العناوين لا ينطلق من فكر ديني مجرد بل من نسيج واسع من الاراء السياسية والاقتصادية والاجتماعية لنقل ان اطارها الجامع هو الاسلام بوجهه السياسي الذي لا يتقاطع بل يتكامل مع الوجه الديني حيث الصلاة عمود الدين والصيام والحج وبقية الفرائض والاحكام ومن هنا تنطلق شمولية الاسلام ومن هنا ايضا تتوجه اليه السهام وربما يكون هذا حديث اخر خارج السياق ولكن في الاشارة اليه بعض الضرورة فمنذ التأسيس والانتشار كانت الكنيسة المسيحية او المعبد البوذي او الهندوسي هو خارج بيت الحكم والسياسة والقضاء وهذا الفصل المستمر والذي ترسخ اكثر في عصور النهضة الاوربية الحديثة حيث المجتمع الكنسي المنفصل وحيث القسس والرهبان والمؤسسات الدينية التي لا علاقة لها بالمؤسسات السياسية او القضائية الا بمقدار تبينه القوانين المحددة للعلاقة بين الطرفين ويلعب الدين هنا دور النصح والارشاد ولو ان الفصل لا يكون بشكل كامل وعدا الدول العلمانية الخالصة كفرنسا فأن احزاب المسيحية الديمقراطية تعج بها دول الديمقراطيات الغربية سواء في الحكم او في المعارضة.
والان وبعد تحديد الهدف اي فكر ديني سنناقش ومن اي فكر سياسي معاصر ننطلق الى غاية البحث (الاعلام) ويجر السؤال السؤال مرة اخرى اي اعلام وفي اي مرحلة ويبدو الجواب واحد كما ارجوه هو الحديث عن دور الاعلام العراقي في هذه المرحلة وبقدر ما يكون الجواب مختصراً فان تفرعات الحديث كثيرة وأشبه بالمتاهة التي تتطلب منا تقليب صفحات الماضي القريب والبعيد والاساس الذي ننهل منه ونستفيد بمعرفة تشعباته التي تجمعت كلها الان لتقول ان هذه الفرصة التاريخية الحالية هي لكم وكما تتصرفون سيكون المستقبل وان ضياعها قد يسبب نوماً طويلاً ثانياً يحسب بالقرون وليس بالسنين والاعلام جزء من المعركة.
ونقول ثانية من يوفق بين فكرين مختلفين لا شك انه اما ان يكون تابع لاحدهما او قريب منه وله اطلاع على خفايا وتوجهات كل منهما في الماضي والحاضر واحسب اني سأحاول في الصفحات التالية ان اوضح ما اتصوره نقاط التقاء وحوار اعتماداً عن ماضي وحاضر كل منهما ولنقل بأننا سندخل في منهج وتطورات الاعلام الديني في العراق ماضياً وحاضراً مع اطلاله على بعض التجارب في دول حكمها الاسلام السياسي حسب مقولة الفئات او القوى التي استلمت السلطة فيها وكيف خوطب الغرب اعلامياً من قبل الحاكم المسلم.
ولنبدأ من الخاص لنذهب الى العام وخاصنا هنا هو اعلام الاحزاب العراقية والاعلام له اطلاقات كثيرة وبتعابير هذا الزمان الـ (ميديا) التي تشمل الاذاعة المرئية والمسموعة والجرائد والفضائيات والمجلات والمعارض وخطب التحريض وغيرها ولكن ما هو الموجود حقيقة بأيدينا على الارض من اداتها؟ لنستطيع أن نعبر بشكل كامل واصيل وليس بالاستعارة او المنة ان الجواب الان هو اقل القليل واقصد به الاعلام الموجه نحو الاخر لتكون وجهات نظرنا واضحة غير محورة او محرفة كما يجري الان فنحن في مجال الاعلام لا زلنا في اول الطريق فكيف يستطيع حزب ذو توجه ديني اسلامي مثلا التحاور مع الفكر الغربي او المعاصر وليس له من ادوات الاعلام غير نشرة دورية محلية تصدر مرة او مرتين في الاسبوع وحديثنا لا يزال يدور حول التعاطي مع الفكر الاخر قد تكون هنالك ولا شك محاولات جادة عبر شبكة الانترنت قليلة التواجد هنا او عن طريق المندوبين والدعاة خارج العراق ومحاولتهم الاتصال مع المنظمات والاحزاب الاجنبية ولكن هل توجد حتى فكرة نشر صحيفة باللغة الانكليزية او الفرنسية او انشاء مراكز اعلامية في عواصم مؤثرة او حتى ( فضائية) بلغة اجنبية مؤثرة يبدو الكلام سهل ولكنه ابعد من حدود الامكانات المتاحةوالقادرة على الفعل ومتى ستتوفر هذه الامكانات (وهل نفكر بها) لانشاء مراكز اعلام عراقية لها صفة العالمية مرة اخرى سيتوجه اللوم الى شبكة الاعلام العراقي او تلفزيون العراقية وكيف ان قوات الاحتلال لم تسع الى تشكيل اعلام قوي يواجه استحقاقات المرحلة وكأننا نطالبهم بحك جلودنا بأظافرهم ووسط هذا التشابك والتقاطع والالتقاء والافتراق بين مصالح دول العالم المختلفة عموماً ودور دول الجوار خصوصاً التي يكون اعلامها غالباً موجه لخدمة مصالحها لا مصالحنا وضمن شبكة تمتد وتتكاثف وتتركز الى حيث مراكز القرار الرئيسية ليكون الاعلام انعكاس لرغباتها وليس واقع الحال للخبر الذي يتولون نشره لاضهار مدى نصاعة بياض الغسيل لا قذارته.
كيف ينظرون هم الينا لابد ان نتوجه لانفسنا ولتاريخنا بهذا السؤال بالنسبة لطريقة تفكيرهم فالفكر الديني يجب ان يتواجد في اماكن العبادة فقط حيث تتجلى علاقة الفرد بخالقه اما على مستوى الشارع والمجتمع فتتغير التسميات ويتحول الفكر الديني الموجود لدينا بالنسبة لهم الى اسلام سياسي يمارس دوراً عقائدياً على اختلاف تسميات فئاته او مدارسه الفكرية فالسياسة بالنسبة اليهم غالباً هي لعبة السياسيين والاحزاب بمختلف تياراتها واتجاهاتها الفكرية والاقتصادية ولا يكون للدين اكثر من دور النصح والتوجيه او شعار للحزب يحدد انتمائه لا منهجه ومقدار بعده عن التيارات العلمانية واخرى لا تفرض للدين وجوداً في بنود برامجها او شرطاً موجباً لقبول انتماء الاعضاء اليها وهنا يرد بذهني نقاش دار في محاضرة لاحدى السيدات الاوربيات ومديرة مركز صحفي هناك حول الانتخابات في العراق ومدى تأثير مختلف الاحزاب العراقية على فئات المجتمع المختلفة وكيف يمكن مثلاً لمثقفين دينيين اغلبهم من ابناء المدن كأعضاء حزب الدعوة ان يستطيعوا التأثير او يتمكنوا من اختراق حواجز العشائرية او الجهل وعدم المعرفة التي تحيط بالملايين من ابناء الارياف العراقية وتشعب النقاش وتنوعت الاجابات ولكنها لم تصل الى الجوهر الى الرابط الاساس الذي يجمع بين ابناء الارض العراقية والدعاة (الثورة الحسينية) حيث التضحية من اجل الدين حيث الشهادة الواجبة لمقارعة حاكم جائر وسياسة خاطئة ذلك ما حفظ للدعوة ديمومتها وجعل انصارها انصار الحسين يخرجون من كل بيت وقرية وريف ومدينة وحسينية وموكب عزاء هو مهرجان انتخابي متجدد لمرددي دعوة الحسين ضد فساد تجار الدين ومغتصبي الحكم والسلاطين والشرح يطول وتساؤل الاخرين مشروع أساسه الفصل الواضح بين الدين والسياسة والذي شكل واقع حال قد يكون سببه طبيعة الديانة المسيحية نفسها او التطور التاريخي والاقتصادي منذ تجارب القرون الوسطى ومحاكم التفتيش ولحد الان وما شاب تجاربهم من الدروس والعبر التي تستوجب العناية في البحث والمقارنة قبل الحديث او القول بأختلاف الطريق او اننا على نفس دربهم سائرون ما دام السبق والريادة الاقتصادية والثقافية والتقنية لهم ذلك ما يتطلب الفهم العميق والجاد للافكار ومسيرة التاريخ وعدم التردد او الخوف من الخوض في المياه الاسنة مادام الهدف واضح وصريح وهو الوقوف على نقاط التلاقي والتفاهم وصولاً الىالغاية المشتركة والتي هي التعددية واحترام وجود الاخر ورأيه.
والان ما هي افعالنا في الحكم والمعارضة والتي تحدد نظرتهم الينا وسأحاول مناقشة تجارب بعض دول وانظمة الاسلام السياسي والممارسات التي تحسب لها او ضدها خلال العمل السياسي على امتداد رقعة الاسلام في ارجاء العالم والعلاقة مع الانظمة الحاكمة التي لا ترى في الحركات والقوى الاسلامية ما دامت لا تنطوي تحت ظلالها الا منافس خطر اي كان توجهها ولذلك كان التصادم سيد الموقف كلما خرج الاسلام من المسجد سواء كان خروجه لتأدية واجبه كرقيب على الحاكم ناصحاً ومحذراً عند الجور وداعماً وموالياً وقت العدل والانصاف او محاولة الامساك بزمام الامور.
فهل سارت الاحوال كما يتمنى دعاة الحكم الاسلامي ام ان الدولة الحديثة لا تساس بالامنيات الطيبة في بلدان العالم الثالث بل بخليط متنافر من فلسفات القوة والعنف والاستبداد والشمولية متنوعة العقائد بحيث ان لكل دولة وضعها الخاص وتركيبة حاكمة تختلف عن الكيانات الاخرى ولا يجمع بين هذا الخليط المتنافر من المجموعات المتسلطة الا محبة الكرسي الازلي والرغبة في الجلوس عليه مرة واحدة و الى الابد.
ولنعد الى الوراء حيث الدولة العثمانية وانحلالها وبداية النشوء للكيانات الجديدة ذات سلطة القوانين الوضعية والبحث عن الذات القومية والعرقية خارج الاطار الشمولي الاسلامي الذي غلفت به الدولة العثمانية بالحديد والنار وبالجهل والتخلف حيناً وبالشعور الجمعي لشعوب البلدان الاسلامية المختلفة بالانتماء الى خلافة واحدة ودين واحد، حطمت هذا المسار تركيا العلمانية ذاتها الخارجة بواسطة جمعية الاتحاد والترقي من مركز ورحم الدولة العثمانية والذي كان من نتائجها تسهيل الامر على الشريف حسين وغيره من مفكري العرب والاقوام الاخرى للخروج من السيطرة العثمانية حتى لو كان ذلك بالتحالف مع البريطاني المسيحي لان التاريخ والزمن كان قد تجاوز حينها استعمارية الامبراطورية التركية بثوبها الاسلامي بحيث اصبحت الرجل المريض في العالم لا تصلح لقيادة امة من قوميات مختلفة يجمعها الاسلام وتأتي بعدها اتفاقات سايكس بيكو ويتبدل وجه الصراع ليصبح مع المستعمر المحتل والرغبة المستمرة في نيل الاستقلال ويتلاقى ويتصالح الدين مع الوطنية ثانية فقد ذهب احتلال وجاء اخر ورغم البدء بوضع الاسس للدولة الحديثة في العراق وسوريا مثلاً فان زمام الامور كان بيد انكلترا و فرنسا في البلدين وفي هذا الوقت بالذات كان الاحتكاك الاول في العراق خصوصاً بين الفكر الديني والفكر السياسي الغربي الراغب ولو نظرياً في انشاء دولة عراقية لها مؤسسات دستورية توضع من خلالها اولى اللبنات في البناء الديمقراطي ولكن ما يبدأ في وقته كفقاعة تنفجر قد يتحول يوماً الى حقيقة والعبرة فيما تقدمه لنا ايادينا والزمن وما حصل بعدها هو الاصطدام في اغلب الاوقات بدل التوافق بين الرغبات في تحقيق المصالح البريطانية ولو على حساب تقدم وسيادة العراق والفهم الواعي والرفض لفئات واسعة من الشعب العراقي بقيادة علماءه ومثقفيه لهذه المصالح المغلفة بندائات التحرر والديمقراطية ولكنهم تناسوا ان الديمقراطية هي واحدة في جميع الاحوال لهم ولغيرهم حقوق وواجبات وفهم مشترك لمصالح الحياة في عالم تسوده المساواة بين الجميع امم وافراد وما سبق هو عصارة مئات بل الاف السنين من محاولات مقاومة الاستبداد والعبودية هزيمة ونصر لتصل الينا الرسالة واضحة في القرن العشرين حيث العدالة هي الحرية والاخاء والمساواة بين جميع البشر وافشلت المصالح وسوء الفهم المتبادل التجربة فهل تغير الحال الان: لا أريد الدخول في ذنب الاجابة بغير وقتها وكي لا نبتعد عن بحثنا الاساسي بعد وصولنا الى قراءة فهمهم لنا من خلال ما سطرته التنظيمات الاسلامية سواء التي وصلت الى الحكم او التي لم تصل وحديثها يطول ولكنه واجب التمعن والقراءة فمن حركة الاخوان المسلمين في مصر وما شاب تاريخها من عنف وارهاب وقمع سلطوي وعدم اعتراف متبادل بين السلطات الحاكمة سواء الملكية منها او الجمهورية وبين الحركة وما تفرع منها من تنظيمات تحولت فيها مصر الى ساحة اقتتال طويل الامد لان الطبقة الحاكمة في مصر وممثليها في السلطة لا يريدون احزاب عقائدية واسعة الانتشار سواء كانت اسلامية او شيوعية او اي تسميات اخرى ما دامت تضع ضمن برامجها العدالة الاجتماعية للشعب ومبدأ محاسبة السلطات كانت كعادة الحكومات المستبدة تريد الدين في الجامع وليس في الشارع ولا تعارض بين فاروق والسادات وعبد الناصر واخيراً حسني مبارك الذي افتى بأن الدولة المصرية الحديثة لا يجب ان تسمح لاحزاب دينية بالعمل مهما كانت برامجها متغافلاً عن حقيقة كون اوربا نفسها توجد في اغلب دولها احزاب للمسيحية الديمقراطية سواء في السلطة او المعارضة، واذا انتقلنا الى الجزائر فاننا قبلها يتوجب علينا الاعتراف بكم التوازن العقلاني للمجتمع المصري قياساً بـ (الاستئصالية الجزائرية) وهذا اللقب ناله عن جدارة الحكم العسكري الفاشي الدموي هناك والذي فقد مبرر وجوده وشرعيته يوم الغى انتخابات الـ 1992) وفوز جبهة الانقاذ الاسلامية بأكثر من (70) بالمائة من الاصوات ثم العمل على حبس وقتل وتشريد قادتها والبدء بالانتقام من الشعب الذي اوصل الاسلاميين للفوز من خلال صناديق الاقتراع خاذلاً حكامه ليبدأ فصل جديد من تاريخ الجزائر اوله مهزلة الالغاء وامتداده الذبح والتقتيل الدموي ثم منظمات الارهاب التي لا يعرف احد كيف تكونت وهل هي رد فعل لعنف السلطة ام ان حاظنه المخابرات العسكرية السلطوية تولت تفريخ العديد من تنظيمات الارهاب التي ترفع راية الاسلام لتتولى الذبح العشوائي وتكفير ومحاربة منظمات الاسلام عقلانية التوجه صاحبة الفكر والبرنامج الواضح ويقع الشعب في المنتصف ويقتل كل وطني شريف اسلامي او علماني مدني او عسكري سواء في أقبية وسجون الجيش او برصاص وسكاكين منظمات التكفير مدعية الامارة والخلافة والاسلام والمتخرجة في اغلب قياداتها من مختبرات الحقد والارهاب في افغانستان وتتوزع القيادات الاسلامية صاحبة الشرعية الشعبية (احمد مدني، وبلحاج) في سجون العسكر او تتلقفها المنافي الاوربية والامريكية وتستمر مهزلة الانتخابات على مسمع ومرأى من اوربا وامريكا الحائرتين بين مصالحهما ونهجهما السياسي في الجزائر وشمس الحق الساطعة لجهة شرعية جبهة الانقاذ والتي لا توجد تهمة توجه لها غير انها ستتحول الى دكتاتورية اسلامية لو استولت على السلطة ولن ترضى بالتداول السلمي للسلطة والحكم وهذا ما ينفيه قادتها وكأن من يصوت له أكثر من 70% من الشعب غير قادر على الرجوع الى السلطة لو فقدها ولكنها الايام نتداولها بين الناس وتجارب الحوار مع الفكر الاخر.
الأقرب الينا والاكثر فائدة للدراسة والتحليل هما تجربتا افغانستان وايران واستخلاص السلبيات والايجابيات من مسار تجربة التحزب الاسلامي واستلام السلطة وتحول بعض الاحزاب الى المذهبية والقومية وخاصة في افغانستان ورفع السلاح في وجه بعضها البعض وأسالة دماء اكثر ووقتاً اطول مما حتمه الجهاد ضد المحتل لتنطلق صيحات الله اكبر من طرفي الصراع قبل المواجهة ليسود بعدها الظلام والارهاب وسط الملاحظة والتمعن للعالم أجمع الغرب خصوصاً ولكن ماذا حصل وهل الاسلام والفكر الاسلامي هو كتلة واحدة متراصة ام هو علي وعمر ومعاوية ومروان والزبير وطلحة والعلويون والامويون والعباسيون والخوارج والسنة والشيعة وبقية المذاهب والعرب والاكراد والفرس والاتراك والطاجيك والاوزبك والباشتون واخيراً الغني والفقير مالك الاراضي والفلاح والمثقف والجاهل يفهم كل منهم الدين بطريقته فكيف جرت الاحداث في افغانستان ومدى تقيمنا لحوار وصراع الحضارات والإرادات الدولية المسلح فوق الارض الافغانية فكما هو معروف سيطر الشيوعيون في السبعينات بعد انقلاب مسلح على السلطة في كابول بمساندة سوفيتية ولكن الشيوعيين ايضاً لم يكونوا نسق واحد بل تيارات نصبت الفخاخ لبعضها وعوضاً عن النهوض بواقع الشعب الافغاني وانعاش اقتصاده بدأ التناحر والانقلابات تتوالى على خلفيات عشائرية ومناطقية الى ان حل التدخل العسكري السوفيتي المباشر لحفظ التوازن بين الاجنحة الحزبية وعدم سقوط النظام وبالتالي افغانستان بيد الغرب وذلك ما حفز الامريكان الخارجين من تجربة مرة قبل بضع سنوات في فيتنام لاسقاط السوفيت في نفس المستنقع الامر الواقع هو السيطرة والاحتلال العسكري الذي يخلق بالضرورة مقومات ومبررات مجابهته خاصة اذا طالت مدته وافتقد الى القاعدة الشعبية التي تتفهم غاية تواجده ولاداع للشرح الاطالة فيما حدث ولكن ما يعنينا هو ما حصل بعد دخول الاحزاب الافغانية الاسلامية الى كابول وانسحاب السوفيت وتشتت الحزب الشيوعي والابتعاد الامريكي عن التدخل في خيارات الاحزاب الافغانية التي سرعان ما انقلبت على بعضها في صراع دموي على النفوذ وتفتت الجبهة الاسلامية الواسعة وتحول الاحزاب للتكلم بأسم الطائفة والقومية والعنصرية والمنطقة وذهبت الشورى والرابطة الدينية ادراج الرياح ولم نعد نسمع ومعنا الفكر الغربي المراقب والمحلل غير البروز المدوي لمصطلحات الباشتون والطاجيك والاوزبك والهزارة ومناطق النفوذ وامراء الحرب في حرب أهلية أمتدت لسنوات اكثر من حر ب التحرير كان فيها القادة يزدادون نفوذاً ووجاهة ولا يزيد عليهم غير اعداد القتلى واللاجئين من فقراء الشعب الافغاني وسط تصريح لقيادات انها ماجائت الا من اجل التنوير والهداية لا الكراسي والمناصب ربما كانوا قد توافقوا لو صح القول ولكن البلوى بأشخاص مثل حكمتيار الذي طوق عاصمة بلاده كابول وظل يرجمها بالقنابل والصواريخ ايام عديدة حتى احالها خرائب لانها لم تسقط بأيدي قواته (هو) ثمرة ناضجة وتعالى صراخ الناس يطلبون الخلاص بأي شكل وجائتهم طالبان تمثل قمة الفاشية والتخلف والعنصرية والتمذهب والرافضة لتعددية الاحزاب الاسلامية وشمل تكفيرها الجميع فأنت إما معها أو ضدها لتستحق لقب حزب بعث جديد بثوب ديني متشدد خلقه عدم اعتراف الاحزاب الافغانية صراحة بالتعددية والقبول بالاخر وممارسة الاحتراب المتبادل بالنتيجة واجتاحت طالبان الجميع لتنشر ظلاميتها فوق السهول والجبال لاعنة ما عداها حتى وصلت حدود ايران وكأنها تريد الاستفزاز والقتال الذي ليس في جعبتها حمل ولا بضاعة غيره فهو الجهاد والتكفير جاهز ولكن ما زاد شيء عن حده الا وانقلب ضده وهو ما فطن اليه الايرانيون تماما تاركين طالبان تنزلق اكثر ويحصل ما حصل ويتلقون تبعات 11/9 وما علينا الا الاستفادة من الدروس لنفهم ان الغلو لا يقود سوى للكارثة وان التشبث بأفكار الماضي وعدم الاجتهاد والتطوير لمواكبة العصور الراهنة بفقدنا الرؤية ويورثنا الندم والصراع بين الماضي والحاضر ومحاولة تلمس الطريق نحو المستقبل هو بحثنا الاخير لما حصل ويحصل في ايران لنستطع بعدها القول اين نحن الان وهل مقدر لنا الاستدلال والسير نحو طريقنا العراقي المستقل الذي نستطيع عنده تملك حق الاختيار لا الذوبان في تجارب الاخرين بل محاولة الاستفادة منها حتى لا نكرر نفس الاخطاء ونفقد سنين اخرى نقيس بها ثياب الاخرين على اجسادنا وما حصل في ايران درس في قدرة الدين عموما والمذهب الجعفري خصوصاً على التكيف مع الزمن والتجدد وطرح البديل في كل وقت بما يلائم المجتمع والتقدم ونصرة المستضعفين ولكن الى متى وكيف هذا ما بدأه الامام الخميني أواسط القرن الماضي وهو على قمة المؤسسة الدينية الايرانية بأعتراف الجميع كما يبدو ولا أدعي الاطلاع الواسع على افكار واوضاع هذه المؤسسة ولكني سأنطلق من كونها تتبع المذهب الجعفري وتنادي بالتشيع لال البيت ولجذرهم الاول الامام علي (ع) ولا شك ان افكاره في الدين والحياة في الاسلام وسنة نبي الله هي المنبع الاساس لاجتهادهم وفي ذلك راحة نفسية لدراس سيرة الامام (علي) المحاور الاول وصاحب الكلمة قبل السيف وفاتح قلوب الناس بالمحبة والعدل قبل فتح القلاع والبلدان بالحرب وسفك الدماء رافع راية العدالة الاجتماعية البعيد عن العنصرية والاستبداد تلك هي البذرة الاولى لثمرة الثورة الاسلامية الايرانية تسقيها وتربيها أفكار ودماء الحسين واصحابه فوق ارض كربلاء كما سقتها دماء الاف الايرانيين سحقا بالدبابات والرصاص من اجل ازالة الطغيان والتفاف المستضعفين الكبير حول رجال ال البيت شهادة مستمرة في سبيل الحق والعدل والمساواة وافكار واجتهادات نيرة تتطورجيلا بعد جيل تغذي شجرة الحرية والاخاء ولم تبتعد العامة شعوبا وملل واقوام مختلفة عن الاسلام وهم يرون تكالب بني امية وبني العباس على السلطان فسيبرز في اعتقادهم كل حين علوي مستنير يهدي الظالين ويموت مسموما او مشردا او مقطع الاوصال وما اشبه اليوم بالامس ذلك هو اساس الثورة الاسلامية في ايران وسط التنوع في التركيبة القومية والمذهبية هناك حيث لا يستطيع عنصري اري مثل شاه ايران اموي النزعة ان يحافظ على الحكم دون ان يستبد ويظلم ثم يطير ريشة في مهب الريح ويستلم الامام الخميني السلطة وبعد الكفاح الطويل دانت له الامور بسهولة ويسر تدعمه جماهيريته الطاغية فهو صاحب كلمة (تواجد الشعب في الساحة) يستمد منه العون في كل ضيق ولا يهاب ديمقراطية الغرب ومؤسساته بل يطرح للتصويت كل بناء سياسي جديد الدستور ومجلس الشورى ورئاسة الجمهورية ومن ثم ولاية الفقيه وهنا يمكن التشاور قليلا كان الامام من معدن القادة المعدودين اللذين يقدر لهم ان يصنعوا التاريخ والقلائل اللذين تستمع اليهم وتتبعهم النخبة والعامة يسير بمركب الثورة الايرانية (ولم يهمل او يتجاوز المؤسسات الدستورية يوما) رغم العواصف الهوجاء داخليا وخارجيا يستمد العون دوماً من الشعب ولا يخذله يعطي الامل والمثل للشعوب الاسلامية المقهورة بأمكانية زوال عهود الطغاة كما يعطي الانذار والإشارة إلى الحاكمين باهتزاز كرأسيهم وتبدأ القصة الحزينة بالتكرار لا يمكن لثورة إلا أن تشع لما حولها ولا لأنظمة ظلامية إلا أن تقاوم التأثير المحتمل على امتيازاتها واندلعت الحرب العراقية الإيرانية وهب أصحاب الكراسي المتوارثة أو المهيأة للتوريث يساندون صدام لاستنزاف الخميني وأفكاره وشعبيته فمنذ كم من السنين في هذه المنطقة حمل الشعب رجل مدني اعزل إلى مواقع القيادة ؟ . انه الضد من أنظمتهم الاستبدادية ودكتاتوريتهم ملكية كانت أم جمهورية صعدوا أليها بتعيين أجنبي أو من فوق ظهر دبابة تساندهم انتخابات الـ ( 99 , 99 ) وجوقات المنتفعين واشتعلت البوابة الشرقية حربا ضروس حطبها الدم العراقي والإيراني والمال الخليجي والسلاح الشرقي والغربي واختلط الحابل بالنابل كل يغني على ليلاه وكان الهدف الأساس للجميع حتى لقوى داخل ايران كان تحطيم النواة الصلبة للفكر الإسلامي المدافع عن حقوق المستضعفين والدعم لحقهم في الحرية والحياة لو جاءهم على دبابة لاحتضنوه ولكنه اتى من باريس على طائرة مدنية لتتلقاه الملايين كان الفكر الغربي كعادته ينظر إلى مصالحه قبل مبادئه فترك الإمام لمصيره محاصرا بالأعداء والفتن تنهال عليه وعلى شعبه اطنان القذائف والصواريخ ولا يتزحزح ثم الكيمياوي المحرم ثم الله يعلم ماذا وأحس وتجرع السم ورضي بقرار الأمم المتحدة الذي يساوي بين القاتل والقتيل في وقتها ثم يتوفى تاركا لمن بعده فراغا قياديا لا يملأه شخص واحد ولكن دولة مؤسسات انتخابية وتيارات مختلفة الآراء متوافقة الاعتقاد بضرورة الاجتهاد ومسايرة العصر الحديث كل حسب فهمه فهل نجحوا ذلك هو شأنهم وعلى كاهلهم تقع تبعات النجاح أو الفشل ولكن دورنا نحن هو النظر من بعيد ودراسة التجربة ومحاولة الاستفادة من اوجه التشابه مع واقعنا الحالي حتى لا ننزلق إلى مجرد التقليد غير الواقعي أو إغماض العين عن سلبيات وإيجابيات تجربة قريبة منا.
ولنعد إلى موضوعنا الأساسي في جوهرة ( محاولة التوفيق ) فنقول ان الديمقراطية كما أسلفنا واحدة وحدة لا تتجزأ في مختلف الأماكن والعصور فأذا ابتدأ الغرب تجربته في اليونان حيث سقراط وبقية الفلاسفة ومجالس روما وتشريعاتها فقد ابتدأت تجربتنا كعراقيين من بابل وشريعة حمورابي وتدرجا من مكة وشرعه الإسلام وشورى الخلفاء الراشدين وإذا مروا بالقرون الوسطى وعصور الظلام ومحاكم التفتيش فقد مررنا بالوراثة الأموية والعباسية وقتل الحلاج وذبح آل البيت واستمرار الاجتهاد وإذا قالت شرعه حقوق الأنسان في القرن العشرين ان البشر حر لا فرق في اللون أو العرق او الدين أو اللغة فهذا تقدم وتطور محسوب للبشرية جمعاء وحسبنا قول أحد الخلفاء الراشدين متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار فكلها شموع تنير طريق واحد وما التعددية والقبول بالآخر ورأيه واحترام الاختلاف معه إلا جزء من سيرة الإمام علي ( ع ) وخاصة وقت خلافته فكم حزب ورأي كان في مجلس وجيش الإمام كانوا هم لا كما يريدهم السلطان أليس هو القائل عن نفسه وهو الخليفة ( ولكن لا رأي لمن لا يطاع ) وأحسب ان ترجمتها اليوم انه أحيانا كان يتزعم تيار الأقلية ضمن الجماعة التي تحيط به وان هناك رأي يخالفه بينهم يحظى بالأكثرية وله الكلمة المسموعة حينها ما فرق ذلك عن أحداث الديمقراطيات التي تقيد البرلمانات فيها أحيانا الرئيس وتضمن حدود تحركه أو اللجنة القيادية لحزب تمنع الأكثرية العددية فيها الرئيس أو الأمين العام من تنفيذ قرار لا توافق عليه إلا أقلية داخل القيادة والآن وبهذا الفهم نحن متساوين متكافئين مع الفكر السياسي المعاصر وليس فقط نبحث عن التوفيق معه بواسطة إعلامنا لنبدأ ببناء دولة المؤسسات والأحزاب والتداول السلمي للسلطة ولا نجاهر بالخوف على ديننا وكأنه فخار معرض للكسر فهو في قلوبنا ولكن أعيننا يجب أن تتطلع إلى بناء اقتصاد قوي فعال يثبت أركان الدولة ويعمق تمسك الشعب بمرتكزاتها فدول أوربا بدأت بالتفكير ببناء دولة الوحدة الأوربية بإطلاق السوق الأوربية المشتركة والتركيز على البناء الاقتصادي وجعل مقياس الدخول إلى هذا السوق لا الوطنية ولا الإيمان بالوحدة الأوربية ولكن بحفظ معدل التضخم وقياس درجة النمو الفعلي في قطاعات الاقتصاد المختلفة واحترام الديمقراطية التعددية وحقوق الإنسان وذلك ليكون الفرد معافى ومرتاح اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وبذلك تصبح مفاهيم الوطنية والقومية تحصيل حاصل لإنسان حر التفكير والتصرف فيما ينفعه وما هو ليس وقت تحقيقه من عوامل التوحيد والاندماج هل سنستوعب هذه المفاهيم والزمن يجري وما حولنا يفرض ويرمي علينا الكثير من إحماله ويستوجب المراجعة ومنها دراسة الحاضر الإيراني وما آل إليه الوضع بعد وفاة الإمام الخميني حيث استمرت القيادة بنفس الثوب الذي أتصور انه لا يمتلكه إلا من له وزن الإمام الخميني ومرحلته وضروفه والمعني هنا ( ولاية الفقيه ) والفرق شاسع ولا مقارنة مع السيد الخامنئي فكان أول تركيز عال ومستمر للسلطة يمكن إطلاق تعبير غير منتخب او غير ديمقراطي عليه واستمرت دولة المؤسسات تعمل وسط تناقضات تجمع الضدين صعد السيد الرفسنجاني إلى الرئاسة الأولى واكمل مدته بشكل طبيعي وجرت انتخابات متعددة لمجلس الشورى وجاءت أسماء تتراوح بين ما سمي بالإصلاح والمحافظين ثم ارتحلت واستمر مجلس الشورى ولكن الحاكم والحكم عليه مجلس صيانة الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام وهي هيئات مختارة وغير منتخبة شعبيا بل يمارس بعضها الاختيار بين المرشحين للانتخابات وتبعد أسماء وتوافق على أخرى فمن أعطاها هذا الحق الذي لم تأخذه من الشعب ثم تنظر في القوانين التي يصدرها مجلس الشورى المنتخب شعبيا ثم ترضى وتجيز او لا تجيز مرة ثانية اين رأي العامة إذا كانت النخبة هي التي تقرر واين تواجد الشعب في الساحة ذلك هو الفرق بين الخميني والخامنئي ناهيك عن تطبيق سياسة تمنع في العلن ما تعلم انه منتشر في السر وهو من ابسط الحقوق كالستلايت أو الانترنيت أو تقييد استعمال أو منع بعض قضايا الترفيه التي تولد كبتا وتظلما قد يتحول الى إفساد عام أو رشوة متفشية أو إدمان الشباب للمخدرات للتنفيس والهروب من جو الكبت والحرمان وننتقل إلى السبب الأساس الاقتصاد ولا أقول ان الشعب هناك يعيش في فقر وعوز فلا شك ان الدولة التي تعتمد غالبا على الاقتصاد الموجه توفر للمواطن حاجاته الأساسية ولكن بأي ثمن إنها لعنة النفط ثانية والتي تشبع بطون الجميع إلى حين ولا تخلق اقتصاد متطور نام يمنح الأجيال الجديدة آفاق واسعة للمستقبل ولكنه يعطي جهاز الدولة مبرر للقول ان الأمور تسير على ما يرام في ظل منع ابسط ركائز التثقيف والتعليم للناشئة كالانترنيت وغيرها وتقييدها وعندما سيعجز الاقتصاد عن النمو وإيجاد فرص عمل جديدة للعاطلين ستتحول رشوة الغذاء مقابل بيع النفط إلى سراب فالتكاثر السكاني يزداد والاقتصاد الفعال بمعني النمو الصناعي والزراعي بمعدل يفوق زيادة عدد السكان لتحقيق إضافة حقيقية في معدل دخول الأفراد كما يحدث في دول النمو الفعلي ثم نعود ونقرأ بهدوء وعلمية مسيرة اقتصادهم وما طوروه خلال هذه العشرات من السنين ونقارنه بالاقتصاد الهندي او التركي مثلا من حيث معدلات النمو والإنتاجية والتراكم نلاحظ إن الأتراك يعودون ديمقراطيا ومع اقتصاد قوي متطور إلى تراثهم الإسلامي الأصيل ليس بالقوة ولكن بصناديق الاقتراع محاولين تجاوز سلبيات التخلف غير خائفين من وجود أنماط مختلفة من السلوك والتصرفات التي يعتبرها البعض مخالفة للدين والشريعة لانهم يقارنون الآن بالكم الذي كان موجود قبل ( 10 ) أو (20) سنة من الاختلافات ويتطلعون إلى المستقبل حيث لا يصح إلا الصحيح بالإقناع والاقتناع الذي هو أساس كل تجربة ديمقراطية وهو الذي سيقودنا إلى رفع راية أعلام متوازن يوفق بين الفكر الديني والفكر السياسي المعاصر



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسود والابيض
- تاريخ الحركة الشيوعية في العراق من يكتبه؟؟
- يوميات عاطل عن العمل
- ستالين تروتسكي والسلطة
- مسرحية محكمة السيدة العجوز
- ( حول ( مشاكل الحزب الشيوعي العمالي
- الظلام


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل محسن - فكرنا الديني والفكر السياسي المعاصر