أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - وهم المطلق-مائتان حجة تُفند وجود إله من178إلى190















المزيد.....


وهم المطلق-مائتان حجة تُفند وجود إله من178إلى190


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 21:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- مائتان حجة تُفند وجود إله - حجة (178) إلى حجة (190) .
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (75 ) .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت ( 106) .

أنتجت الإنسانية فكرة الآلهة فى بداية عهدها مع الحياة لإيفاء حاجات نفسية عميقة ورغبة فى تبديد غموض كبير يلف المشهد الوجودي , ولم يعنيها حينئذ أن تغوص فى الفكرة التى أبدعتها لتحاول أن تتلمس عقلانيتها , لتبقى كلمة " إله" هي الشفرة السحرية لإجابة أى غموض , وتخدير أى ألم .
مع إستيطان فكرة الإله فى المجتمعات الإنسانية بدأت تندفع لهاوية لم تخطر على ذهن مُبدعيها لتنزلق فى سراديب الفلسفة والمنطق فلا تجد سبيلاً لإسعاف نفسها إلا بفكرة المطلق واللامحدود والكمال لتهرب من إشكاليات عديدة وتعزل الفكرة وتحصنها وتبنى لها برج عاجي تبتعد بها عن الملاحقة وما سطرته الميثولوجيات الساذجة الأولى .
فكرة المطلق واللامحدود لم تقتصر على تجسيد فكرة الإله كسوبرمان للدلالة على العظمة والقوة بل تعنى فى مضمونها ترسيخ وجود مفارق يخرج الفكرة من دوائر الوجود المحدود فلا تحصره فى دائرة وجودية ذات قوة وشأن عظيم ورطتها النصوص الميثولوجية فيها بما تكفى .
لم تفلح مناورات اللاهوتيين فى الخروج من المأزق ففكرة الإله هي فكرة ليست ذات وجود حقيقي لتتشبع فى كل مفرداتها وملامحها ببشرية الإنسان قلباً وروحاً فهى إبداع إنسانى رسم الإله على صورته بألوان فخمة ..لذا بدلاً أن تعفى معانى المطلق واللامحدود والكمال الفكرة من بشريتها لتخلق كيان مفارق متوهم أوقعت نفسها فى تناقضات هائلة داخلية لم تكن لتتحملها .. فلننظر .


178- الأول والآخر , البداية والنهاية , تبدد مفهوم اللانهائى الأزلي الأبدي .
- أطلق الإسلام على الله صفتي الأول والآخر ففى الحديد 3 ( هُو الأَول و الآخِرُ وَالظَاهِر وَالْبَاطِن وَهو بكل شَيء عَلِيم ) ولتدخل هاتين الصفتين فى أسماء الله الحسنى , ولا يختلف الحال في الكتاب المقدس فالرب هو الأول والآخر والبداية والنهاية , ففى سفر الرؤيا1: 17 (فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى على قائلا: لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتًا. وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين ) وفى نفس سفر الرؤيا1: 7، 8( هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرض، نعم آمين , أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذي كان ، والذي يأتي القادر على كل شيء ) .
الله الأول والآخر تنفى فكرة الإله الأزلى الأبدى , فالله هنا محدد فى كمية يكون أولها وآخرها بينما الأزلي الأبدي تعنى اللانهائية أى عدم وجود أول وآخر , فالأول والآخر تتعامل مع كميات محددة محددوة .
- مقولة أن الله هو الأول والآخر مقولة تنسف ألوهيته وأبديته وأزليته المزعومة, فالأول والأخر تتعامل مع المُحدد والمحدود , فكلمة الأول تعنى بداية كمية محددة وكذلك الآخر تعتنى بنهاية هذه الكمية , بينما لايصح التعامل مع اللامحدود واللانهائى بالأول والآخر , فاللانهائي ليس له بداية ولا نهاية , وللتقريب فأنت لا تستطيع أن تحصل على عدد أولى ونهائي فى سلسلة أعداد لا نهائية , لذا كلمة الأول والآخر تنسف الأزلي الأبدي فلا يصبح لها أى معنى , كذلك البداية والنهاية كلمتان تعتنى بحدود .

179- الإنسان أبدي أيضاً .
لو تأملنا فكرة الأول والآخر من زاوية اخرى فسنجد إختلال أيضا وفق معطيات الأسطورة الدينية .. لن نتناقش فى فكرة الأول فلم يكن هناك أحد موجود ليرى هل سبقه أحد أم لا , ولكننا سنخوض فى الآخر فوفق إيمان المؤمنين أنهم سيُبْعثون ويعيشون الخلود ( خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفف عَنْهم الْعَذاب ولا هُم يُنْظَرونَ ) البقرة . ( سَنُدخِلهُم جَنَاتٍ تَجرِي مِن تَحْتِهَا الأنهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعدَ اللهِ حَقًا) النساء122 . "خالدين فيها أبداً" تعنى الأبدية أي اللانهائية , فكيف يستقيم هذا مع كون الله هو الأبدى , فكل البشرية صالحيها ومفسديها خالدين فيها أي لن يكون هناك أخير إلا إذا لحس الله كلامه بعد ذلك وألغى الخلود وحينها يُفترض أن لا يكون الآخر كما أسلفنا فليس فى الأزلي أخير .

180- الإله المنحاز .
في النصوص الدينية نجد ان الإله ينحاز للمؤمنين ضد الكافرين , الأخيار ضد الأشرار , ولكن يُفترض فى الألوهية عدم التحيز لفريق ضد فريق أو أن يقف مع جهة ضد جهة لأنه لو فعل ذلك سيكون متحيزاً لأحدهما وهذا من نواقص الألوهية , فالإله ليس مع أو ضد , لأنه لو كان مع أو ضد فهذا يعني أن له مصلحة مع أحد دون الآخر وهذا ينتقص من الألوهية فهو باحث عن المصلحة والمنفعة منحازاً بعاطفية , فالذي لا مصلحة له لا يكون مع أو ضد أو أنه مع اليمين ضد الشمال , ومن هنا فالإنحياز من مستلزمات البشر وليست من مستلزمات الإله , ولذلك لا يمكن أن يقال بأن الله مع المؤمنين ضد الكافرين لأنه لو قيل كذلك فهو مُتحيز أي أنه يميل لطرف مقابل الآخر , أي أن البشر يؤثرون فيه وهذا مستحيل وفق فكرة نزاهة وكمال الألوهية , فمن المفترض أنه على الحياد دائماً وأبداً لا يميل لطرف عن آخر فهو ليس عاطفي ولا صاحب مصلحة وإحتياج .

181- الإله المُنفعل .
الله يغضب وينتقم ويُمكر ويَتكبر ليستخدم الإله المشاعر الإنسانية البحتة التي تعتمد على المفاجأة والإنفعال ورد الفعل رغم أنه عليم علم مُسبق مطلق بكل ما سيحدث منذ الأزل , فكيف له أن يغضب من أبو لهب والكفار والمنافقين رغم علمه بما سيفعلون مسبقاً , كما نلاحظ أن الغضب والإنتقام والمكر جزء من المشاعر الإنسانية تحدث نتيجة الإنفعال الشديد الأهوج المنفلت , فكيف يغضب الله كرد فعل لحدث يعلمه لينفعل تجاهه .. المشاعر هي ردود أفعال تنتج عن أحداث غير متوقعة إما من صدمة أو حزن أو غضب أو فرح أو حب أو كره إلخ, فكيف لإله مطلق القدرة أن ينفعل ليمارس رد الفعل .!
هناك مشهد طريف فى قصة الانفعالات الإلهية , فهل غضب الله على أبو لهب قائم منذ الأزل مستمراً فى الزمان إلى الأبد بحكم أن الصفة الإلهية ليست طارئة بل ذات ديمومة وسرمدية ..ولنا أيضا أن نٍسأل هل الغضب الإلهى كان مرافقاً له فى أزليته قبل أى وجود ؟!

182- الحرية والمشيئة والإرادة الإلهية فى إختبار .
هل يستطيع الإله المُقترض أن يمنع نفسه من فعل أي شيء ؟ وهل يمكن أن يتراجع الله عن وعوده ؟ فمثلا يذكر القرآن : ( وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) فبهذا الوعد منع الله نفسه من مخالفة وعده , فهذا يعني أنه منع نفسه من فعل شيء..صحيح أن هذا الإله كان له الخيار فيما يفعل قبل الوعد ولكن بعد الوعد ألزم نفسه به لتنتهى حرية إختياره فلم يعد يفعل أي شيء .. إذا أجبتم بأن الله قادر على أن يخالف وعده فأنتم بذلك خالفتم ما يدعيه هذا الإله بأنه صدوق بوعده كما جاء بآية (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ ). فكيف تجتمع صفة صدق الإله مع وعد الإله لا يخلف وعده؟! وأين معنى أن الله مطلق القدرة والمشيئة والحرية في تقيده بوعده ؟!

183- إذن يحق سؤال هل يستطيع الله ان يخلق حجراً يعجز عن دحرجته .
فى المرحلة الإعدادية كانت تعجبنى آية : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ). لأرى فيها بلاغة رائعة ولكن وفقا للألوهية واللاهوت فهى خاطئة وفاضحة لقدرة الإله , فخطئها من بلاغتها نفسها , فالإله متقيد ببلاغة وتعبير وتهويل بشرى , أما مشكلتها مع قدرة الإله فهي تنسف تلك القدرة اللانهائية الغير المحدودة , فالإله عاجز عن وجود مداد لكلماته فإذا كان البحر الهائل مداداً فإنه ينفذ قبل أن تنفذ كلمات ربى .
هذه العبارة تثير الشكوك حول القرآن فهو ليس كل كلمات الله , ولكننا سنعتنى بقضية القدرة المطلقة فالإله عاجز عن وجود مداد يكفى كلامه , وهذا قصور فى القدرة لذا يحق لنا ان نسأل هل يستطيع الله أن يخلق حجر ضخم من فرط ضخامته لا يستطيع تحريكه.. نحن نتعامل مع المستحيل الذى لا يقدر الإله على تجاوزه بالرغم أن الألوهية تعنى تجاوز المستحيل والمستحيلات .
نحن هنا أمام عجز فى القدرة المطلقة وتجاوز المستحيل فهى لا تتحقق على الدوام أو للدقة لا يوجد شئ اسمه قدرة مطلقة .

184- الإله لا يكون عاقلاً ولا مصمماً .
مقولة الإله المصمم لم تذكرها الكتابات الدينية فهى لم تدركها ولم تفهمها ليأتى المحدثون من المؤمنين مطلقين مقولة الإله المُصمم فى خضم معاركهم مع العلم والحداثة التى تفسر كل الأمور طبيعياً ولا ترى تصميماً غائياً للحياة والوجود .
-جاءت فكرة الإله المُصمم من مقولة الإله العاقل الذى يُصمم ويُخطط , ولكن فكرة الإله العاقل تنال من ألوهية الإله , فالإله لا يجب أن يكون عاقلاً وهذا ما يفطن له أصحاب اللاهوت وأهل الكلام بينما يستغربه عامة المؤمنين , فالعاقل يعنى الإلتزام بقوانين العقل والمعقول ليتحدد بهما , أى أنه خاضع لمحددات صارمة لا يستطيع الحيد عنها وإلا بدا غير عاقل ليتحدد الإله هكذا وفق قوانين ونظام ومعقولات لا يحيد عنها , بينما يُفترض فى الإله القدرة المطلقة بأن يكون فوق المعقولات والمستحيلات غير خاضع لقوانين وإلتزامات العقل والمعقولية , لذا فالإله العاقل ينفى ألوهيته فهو صار معقولاً كأى شئ معقول , فكونه عاقل يعنى أنه محكوم بما هو معقول لا يحيد عنه ليقع تحت الجبرية خاضعاً للمادة وقوانينها , لذا فالسببية فى الإستدلال لا تعنى أن المُسبب عاقل لتنسف فكرة المُصمم العاقل , فليس بالضرورة أن يكون وراء الشئ سبب عاقل لإنتاجه , فالإله ذاته ليس عاقلاً , كما أن المؤمنين يرونه فوق العقل , وبالتالي فالإله ليس عاقلاً ولا معقولاً وهذا يعنى أنه غير مُصْمم .
-فكرة الإله المُصمم تعنى أن الإله خاضع لقانون المادة فلا يستطيع أن يحيد عنها لأنه ليس عشوائياً فهو مُلتزم فرضاً في كل تصميماته بقوانين المادة أي أن قوانين المادة هى الحاكمة والمقيدة , والنتيجة المترتبة على هذا هى أن الله بوصفه من أرسى القوانين المُسيرة للكون فرضاً فلا حاجة لأن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة إذ لا معنى لأن يجعل الكون متحركاً وفق هذه القوانين وفي الوقت نفسه يتدخل بنفسه لتسييره , فالقوانين متكفلة بتسييرها بدون تدخله , لتكون فرضية الإله هنا فرضية زائدة يمكن الإستغناء عنها وفقاً لنصل أوكام أى ذاك المنطق الذى نعتمده بأن كل فرضية زائدة يمكن إهمالها .
هذا التفسير الذي يعطي الأولوية للقوانين التي تقف خلف الظواهر تضع فكرة القدرة والتدبير الإلهي للكون على المحك فهى تعفيه من المسئولية عن الكوارث الطبيعية مثلا , ولكن المؤمنين لن يقبلوا بهذا التفسير لأنه يضع الإله فى دائرة العجز وعدم القدرة والهيمنة فهو خاضع لقوانين المادة مثلهم لذا يفسرون الكوارث الطبيعية بإرادة ومشيئة وإبتلاء الإله .. أرى أن الربوبيين تجاوزوا هذا المأزق .
- هناك إشكالية أخرى فى فكرة الإله المصمم , فهم يقولون أن صفات الإله أزلية أبدية ولكن فعل الخلق والتصميم فعل حادث ليس من الأزل , كذا لا يتفق التصميم مع الخلق , فالتصميم يتعامل مع ماهو موجود , وهذا يعنى أن صفة التصميم مُستحدثة وليست أزلية مما يضع فكرة التصميم وصفات الإله على المحك .

185- الله حكيماً .
يُفترض في الصفة الإلهية أنها تعنى الإطلاق أى ملازمة للإله في أزليته وأبديته لنسأل هنا كيف يكون الإله حكيماً فى أزليته عندما كان وحيداً هو والعدم فكيف يمارس الحكمة ,فالحكمة هى المفاضلة بين بضعة أمور منطقياً للخروج بسلوك مقبول ومتوزان.!
هناك نقطة أخرى لا نفطن إليها فلا تكون الصفة إلا لمن يُقيمها من الخارج , فعندما يقال أن الله حكيم فلابد أن يقيمها الآخر المتمثل بالإنسان من خلال ملاحظاته ومقارناته بين سلوك الإله وسلوك الآلهة الأخرى أو مع سلوك الإنسان ليستحق الإله لقب حكيم ومن هنا نُدرك أن الإنسان هو من لصق صفة الحكمة تحت رغبته فى تبجيل وتعظيم فكرة الإله .. هذه الفكرة تنطبق على كل الصفات الإلهية فكيف لها أن تتواجد فى الأزل قبل الوجود الإنسانى كموضوع الصفة .

186- الله يُميت .
الله يميت الإنسان " هو الذى يحيى ويميت " فقدرة الإماتة تكون أساسية فى منحه الألوهية فإذا لم يقدر على أن يميت فهو ليس بإله , ولكن هل الله يُميت الإنسان فعلاً .. لو سلمنا بهذه الفكرة فتكون الحياة كلها عبث وبرمجيات , فالموت إما يكون نتاج إنهيار الوظائف الحيوية وإختلالها أو موت حادث مثل القتل , ففي الحالة الأول سيكون الله داخل أجسادنا يعبث فى أحشائنا حتى تختل ليأتى الإنهيار والموت , أما فى الحالة الثانية فيكون الله المُحرض الأول والأخير للقاتل على القتل وإلا لما تحقق الموت , فلو ترك الأمور لمزاج القاتل فلن يتحقق الموت الذي حدده لهذا الإنسان في اللحظة التي قدرها ورتبها .

187 – فكرة الإله وثنية أم لم تخرج من بشريتها .
آية "تبارك الله أحسن الخالقين" بالقرآن , وآية " وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ " بالكتاب المقدس , قد نمر عليهما فلا نفطن لما تحملهما من أخطاء تقوض فكرة الله , فقول " تبارك الله احسن الخالقين" تعنى مقارنة وهذه المقارنة يجب بالضرورة أن تكون بين نفس النوع وبالتالي تسمح بوجود عدة آلهة خالقة والله الأحسن بينهم , وهذا ينفى فكرة التوحيد وكون الله واحد أحد متفرد فهناك آلهة أخرى لتخلق فكرة المقارنة ليكون الله أفضلها خلقاًً .!
البعض يحاول الخروج من هذه المعضلة بالقول أن المقارنة بين مايخلقه الله ومايخلقه الانسان , وهذا يُعتبر عذر أقبح من ذنب إذ تًجري المقارنة بين الله ومخلوقاته , بين المحدود واللامحدود , بين الخالق والمصنوع , كما لا يجوز المقارنة بين طبيعتين مختلفتين , وفى النهاية لن تنفع المناورة فالقرآن يعنى بأحسن الخالقين المقارنة بين آلهة ففي موضع آخر " آتدعون بعل وتذرون احسن الخالقين" الصافات .
فكرة الكمال تبدد أحسن الخالقين كون إنتفاء التقييم فكمال الخلق لا يجعل أى وجه للمقارنة فأنت تعقد مقارنة بين المثالى المطلق والنسبى , وبين طبيعتين متغايرتين لا يوجد أى شئ يجمعهما.
-عندما يكون الله متفرداً واحداً فلا يجوز منطقياً أن يصف هو أو أنبياءه أن فعل الخلق حَسن لأن من المفترض أن الخلق حالة قاصرة على الله لا يشاركه ولا يقاربه أحد بحكم عدم وجود مثيل فكيف يتم تقييم صفة حَسن وأحسن طالما لا يوجد الضد المتمثل في القبيح أو الأقل حُسناً , فتقييم الصفة يأتى من وجود ضدها ونقيضها حاضراً ليجعل للصفة وجود ومعنى .

188- الله اكبر.
كذا مقولة "الله اكبر " تعنى تحديد الإله ودخوله فى مقارنة وتقييم لتسأل السؤال البديهى :أكبر مِن مَن ؟ بينما فكرة الألوهة تعنى الإطلاق أى خارج النسبية والمقارنة والمعايير والحدود ومن هنا ندرك أن مقولة الله اكبر تنسف فكرة المطلق وتضع الصور فى إطار الفكر والخيال الإنسانى .

189- الله والمكان .
يَفترضون أن الله كائن لا مادى مطلق وكامل ولا نهائي , و أنه لذلك لا حدود له ورغم ذلك موجود فى المكان ! , وبما أنه قبل خلقه للكون المادى لم يكن يوجد سواه إذن كان هو وحده فى اللا مكان ,ذلك لأن المكان بأبعاده الثلاث الطول والعرض والارتفاع مفهوم نسبى مرتبط بالأشياء المادية فبدون تلك الأشياء المادية لا يمكن أن نتخيل المكان , فالأشياء المادية فقط هى التي يمكن أن نقيسها طولاً وعرضاً وارتفاعاً ومن ثم نحدد مكانها, وبما أن نتيجة وجود الكون المادي أصبح هناك مكان فلا يمكن أن نتصور وجود المكان بدونه .
وجود هذا المكان يضع حداً لوجود الله ومكانه أى يصبح الكون المحدود بالمكان فى مقابل الله اللا محدود فى مكان , ومن أجل أن يتلافوا هذه التناقضات يلجأ المؤمنون بالله لفكرة أنه موجود فى كل مكان لأنه لا يحده حد بما فيها الكون المحدود رغم أن مكونات هذا الكون منفصلة عنه , لأنهم يتمسكون فى نفس الوقت بأن الله مستقل عن أى مكان لأنه خارج الكون, يحتوى الكون ولايحتويه الكون , وهو أكبر من الكون الذي خلقه كما يزعمون , رغم أنه لا طول له و لا عرض و لا ارتفاع طالما نفينا عنه الأبعاد المادية المكانية باعتباره كيان غير مادي , فما هو الدليل إذن على أنه يحتوى على ما له طول وعرض وارتفاع إلا مجرد هذيان وإفتراضات العقل البشرى التعسفية غير القائمة على دليل .

190- إختبار لإثبات وجود إله .
تزعم الكتب الدينية بأن الله مجيب دعاء البشر لتحفل هذه الكتب بين ثناياها بالكثير من الآيات التى تؤكد أن الله أو الرب يجيب دعاء المؤمنين بلا تحفظ .. فلنقرأ أولاً بعض مما قاله القرآن والكتاب المقدس بخصوص الدعاء وقصة الإله المجيب :
فى البقرة آية 186 (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) . وفى سورة هود آية 61( إنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) . وفى سورة غافر 60 ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) .
وفى الكتاب المقدس متى 7: 7 ( اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ) .وفى مرقس 11: 24 ( كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ ) . وفى متى 21: 22 ( وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ) .
- بداية قصة الإله مجيب الدعاء تضع فكرة الألوهية فى مأزق ما بين قدرته على تلبية الدعاء وما بين علمه ومعرفته وقدره وقضاءه الذى سجله فى الكتب منذ الأزل عن مسيرة وحياة كل إنسان , فهل يغير الدعاء مخططاته ومقدراتها التى دونها منذ الأزل ليلبى دعاء أحدهم . !
- دعنا من هذا ولننتبه أننا أمام رخصة مفتوحة بلا شروط لإستجابة الإله لدعاء المؤمنين من منطلق أنه كلى القدرة ليطلق هذا الوعد للمؤمنين به , ولنلاحظ أن الوعد بإستجابة الدعاء فى آيات القرآن والكتاب المقدس جاءت مُطلقة غير مشروطة حتى لا يخرج علينا ملفقى النصوص الدينية بالقول أن تلبية الإله للدعاء مشروط بكذا وكذا , وكأنه كان فى حضرته يشاوره فى هذا الأمر , فالنصوص لا تضع أى شرط أو حالة خاصة لإستجابة الإله للدعاء .
- هناك حجة إضافية قوية فى هذا الصدد نستلهمها من قول القرآن " إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم " و " والذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون . أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون "و" إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "العنكبوت:17 و" قل أدعوا الذين زعمتم من دون دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير " .
هذا يعنى تحدى إلهى بأنه المُتفرد بسماع وتلبية الدعاء ومنه يمكن إثبات وجوده بتلبية دعاء المسلم ولكن هذا غير حادث .!!

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلتى- العدد الثانى- تسالى رمضانية
- أسئلة للتفكير والتمعن – تسالى رمضانية
- إنتبهوا وإستفيقوا .. كل أديانكم وثنية
- مجلتى – العدد الأول
- السذاجة والطفولية فى الميثولوجيا الدينية-إكتشف بنفسك
- أسئلة ساخرة على أفكار شديدة التهافت والسخرية
- كيف يعتقدون ؟ – الإمتثال الإجتماعى
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون–التمتع بالمازوخية
- أفكار مغلوطة أم إيمانكم خاطئ أم وهم الفكرة
- ثقافة قميئة- لماذا نحن بشعون متخلفون
- ثقافة هشة خايبة-لماذا نحن متخلفون
- شرود وتوهان الآلهة وتهافت قصة الإعجاز البلاغى
- شذوذ الآلهة-السذاجة والطفولية والشذوذ فى الميثولوجيا الدينية
- فكر فيها-نحو فهم الحياة والوجود والإنسان
- فيروسات الإيمان
- المعادلات الرياضية تقوض فكرة الإله والدين
- نقد الحالة النفسية والذهنية لأصحاب الفكر الإيمانى
- أسئلة لفهم الحياة والوجود وفكرة الإله
- حاجة تقرف..ثقافة تودى فى داهية
- ثقافة تودى فى داهية..أسئلة مُحرجة


المزيد.....




- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...
- -شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - وهم المطلق-مائتان حجة تُفند وجود إله من178إلى190