أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ملهم الملائكة - آسو براون الإيرانية الألمانية التائهة !














المزيد.....

آسو براون الإيرانية الألمانية التائهة !


ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)


الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 18:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


آسو الكردية الإيرانية أبعد ما تكون عن الأسّلمة، فقد هاجرت من إيران بعد أن تعرفت على رجل ألماني في بلدها، سارع الى عقد قرانه عليها (في السفارة الألمانية بطهران) وجاء بها إلى بلده. تبدو القصة عادية الى هنا، لكنّ الشرطة عثرت على آسو شبه قتيلة ذات خريف على ساحل الراين، وهي قصة أخرى.

في العاشرة من ليلة الأحد، رنّ جرس الباب، فتساءل أهل بيتي، من يزورنا في هذه الساعة. الأسر متعددة الأطفال تنام بين التاسعة والعشرة ليلا في ألمانيا، ولا أحد يرن جرس الباب إلا في أقصى حالات الطوارئ. فتحت الباب بحذر، فطالعني وجه جاري الذي يسكن في طابق يعلو شقتي، وفيه ملامح قلق لم أعهدها. وحال أن سألته عن سبب قدومه، تدفق يقول إنه بحاجة الى شخص يساعده، حيث لا يعرف أحداً في هذه المدينة سوى أخيه المتواري عن الأنظار لأسباب مجهولة، وبالتالي فهو مضطر لطلب المساعدة مني بسبب حراجة الوضع. وبعد أن طمنته الى امكانية أن أمد له يد المساعدة (بنخوة الشرق الأوسط المعهودة)، قال لي إنّه قد تلقى مكالمة من الشرطة تفيد بأنّهم قد عثروا على جسد سيدة فاقدة للوعي، ويشتبهون أن له علاقة بها بسبب عثورهم على رقم هاتفه في هاتفها المحمول! وهنا تحرك في داخلي هاجس المؤامرة الشرقية، فقد تكون في القضية جريمة قتل، هل اتراجع وأرفض المساعدة؟ لكنّ روح الشرق الأوسط غلبتني، فمضيت قدماً وسألته:
وما المطلوب مني تحديدا في هذه الحكاية؟
-أنا لا أعرف أحدا في هذه المدينة سوى أخي وزوجته، ولا أدري أين هو، وزوجته شرق أوسطية، وفكرت أنك قد تكون عوناً لنا في هذا، لاسيما أنّها عراقية؟
- زوجة أخيك عراقية؟
- نعم إنّها كردية عراقية، ولهذا فكرت أن تكون معي فقد يمكنك مساعدتنا لو طلبت شيئا ولم أفهمه.
وبلا تردد، غيرت ملابسي واخذته بسيارتي الى حيث ترقد السيدة، وهناك كان المشهد درامياً حقا، فقد نجحت الشرطة في الاتصال بجيران السيدة، فجاؤوا الى المشفى ومعهم نجلاها (بنت في الرابعة عشرة، وصبي في الثانية عشرة).
وهكذا وجدت نفسي وسط مشهد يراوح بين الفكاهة وبين الألم، فالسيدة لم تكن عراقية ، بل كردية إيرانية، ولأنّ أغلب الغربيين لا يميزون العراقيين ومن الإيرانيين (كما لا نميز نحن بين أوروغواي وبارغواي، لتشابه الاسم والشعوب واللغة) فقد توهم حموها الذي طلب مساعدتي بأنّها عراقية.
بعد أخذ ورد ومتابعة، شاهدتُ السيدة من خلف الزجاج مستلقية على سرير في غرفة العناية المركزة، وعلى وجهها شحوب الموتى. تلك الليلة انتهى المشهد عند هذا الحد بالنسبة لي، فالسيدة لم تكن تستطيع الكلام، ونجلاها قد حضرا الى المكان، فلا فائدة ترتجى من حضوري، وهكذا غادرت الى البيت.
بعد 3 أشهر التقيتُ جاري على سلم العمارة، فأكمل لي القصة وملأ الفراغات التي علقت بالمشهد بالنسبة لي. فالسيدة، قد هاجرت من إيران بعد أن تعرفت على شقيقه في بلدها، وسارع الى عقد قرانه عليها (في السفارة الألمانية بطهران) وجاء بها إلى بلده لتحمل اسم عائلته كما هو رسم الزواج في هذا البلد، فباتت آسو براون.
لكنّ التفاصيل الخفية كشفت أنّ السيد براون، كانّ مقاتلاً الى جانب نظام طالبان الاسلامي المتشدد في افغانستان، وعندما اسقطت الولايات المتحدة الأمريكية نظامهم في عام 2001 وما بعده، هرب الى إيران، وفتح مدرسة لتعليم الصلاة، واللغة الألمانية! في محافظة زاهدان (أهلها من البلوش السنة وتقع على الحدود الأفغانية) بإيران. وفي عام 2004 تعرف على آسو، وتزوج بها وجاء بها الى ألمانيا.
لكنّه عاد الى تكوينه السلفي المتشدد بسبب مناخ التسامح في ألمانيا، وحاول أن يفرض على زوجته الأسلمة على الطريقة الطالبانية! فطلب منها الانتقاب والصوم والصلاة، وسجل ابنائه في مساجد المدينة ليتعلموا ويحفظوا القرآن، وفرض الحجاب على ابنته، والجلباب على ابنه، وهو ما رفضته السيدة الأنيقة الجميلة وقاومته بشدة. وتصاعدت الخلافات بينهما وامتدت سنوات لصعوبة الطلاق في ألمانيا (اجراءات الطلاق هنا بالغة الصعوبة و تتعلق بالتزامات مالية بين الجانبين، وهذا بحد ذاته من أهم أسباب عزوف الألمان عن الزواج).
ثم انتهى المشهد بأن أقدم ج. براون على خنق زوجته آسو، ثم وضع جسدها الناحل الصغير في صندوق سيارته، وألقى به على شاطئ نهر الراين على أمل ان يبتلعه المد ليلاً، وتوارى عن المشهد الى مكان مجهول، ويُرجّح أنّه قد التحق بما يوصف في الاعلام الألماني والفرنسي ب"الجهاديين" في سوريا أو العراق، لتنتهي القصة. لكنّ ج. براون الإسلامي الطالباني الآري الجرماني نسي أن يأخذ من زوجته هاتفها المحمول وقد كان في جيب سروالها الجينز الضيق الملتصق بجسدها، وهو ما حمى الهاتف وساعد الشرطة في تعقب أثرها وكشف القضية، وعاشت آسو لتروي للعالم قصة جنونية أخرى.
بون- ألمانيا
*الأسماء الواردة في الموضوع ليست أسماء الشخصيات الحقيقية.





#ملهم_الملائكة (هاشتاغ)       Mulham_Al_Malaika#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد قرن على ثورة أكتوبر، ماذا تحتاج الشيوعية؟
- -الرئيس- ومسدس الريس
- الزعيم ومسدس الزعيم
- الحب اليساري والحب اليميني
- سميّة العذراء حسب إرادة الكاهن
- رائد فهمي: -قيم العولمة وضعت إشكالية على الوعي الطبقي-
- حقائق و أوهام عن الماء
- الملتحون في كل مكان- حقائق عن اللحية
- أين غابت القروش والفلسان والدراهم ؟
- الشهيدة والشهيد وما بينهما !
- هل تعشق المرأة أن يتأملها الرجال؟
- الرقص الشرقي- من الابتذال الليلي الى فن جماعي
- ليلى في الحمام الرومي بمدينة بادن بادن
- فيروز- صباح الخير يا موسم الشوق !
- تعدد الأزواج – فيسبوك كشف المستور بلا قيود
- فيلم -المنقبة-- التطرف الإسلامي في أوروبا بنكهة كوميدية
- عجّل فالعالم الجديد لا ينتظر أحدا !
- من أسرار الصحافة - حرية الكلمة بلا ثمن!
- الجنة تحت أقدام برلمانات الشرق الأوسط !
- -الدولة الاسلامية - والمملكة السعودية : القتل الانتقامي


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ملهم الملائكة - آسو براون الإيرانية الألمانية التائهة !