أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد امباركي - العلمانية ضرورة ثقافية و تاريخية...














المزيد.....

العلمانية ضرورة ثقافية و تاريخية...


محمد امباركي

الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 16:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بصوت مرتفع ..
العلمانية ضرورة ثقافية و تاريخية...
عندما نطرح الحاجة الى العلمانية ليس من باب الترف الفكري او الطرح الشعاراتي او القفز على واقع يحبل بالكثير من مظاهر التخلف الاجتماعي و التأخر الثقافي و الاضطراب القيمي...بل لان الثورة الاجتماعية و الثقافية التي تشكل حركة الإصلاح الديني جزء منها و التي ننشد من خلالها تحرير الوعي الجمعي من سلطة النص الديني المغلق الذي يعمل على إنتاجه و معاودة إنتاجه فقهاء التأطير العقائدي المظلم القائم على اغتيال العقل و النظر الى المستقبل عبر بوابة الارتماء الكلي في احضان الماضي و أسطرته، لا يمكن ان تتحقق ( أي الثورة الاجتماعية و الثقافية ) إلا بالانتصار الصريح للعلمانية و الدفاع عن الضرورة الموضوعية، الثقافية و التاريخية لإقرارها على الاقل بالنضال من اجل مدرسة مجانية، ديمقراطية، علمانية و جيدة باعتبارها الرافعة الأساسية لتوطين قيم التسامح و التعايش و المساواة و المواطنة القائمة على تنمية ملكة النقد و التفكير و المساواة في الحقوق و الواجبات، مع العلم ان العلمانية تتأسس بالدرجة الاولى على حرية المعتقد من خلال :
- فصل الدين عن السياسة و بالتالي تحرير الدين من الاستغلال السياسي و الأيديولوجي للسلطة السياسية و جماعات " الاسلام السياسي " و الفصل بين الفضاء العام كفضاء مشترك من الواجب ان تحكمه قواعد و قوانين و مؤسسات توجهها مبادئ السلم و المساواة و التكافؤ و الإنصاف خارج أي معيار تمييزي يمس بكرامة الانسان كإنسان، و الفضاء الخاص كمجال للحرية الشخصية على مستوى العقائد و الاختيارات الثقافية و الفكرية و نمط العيش ( اللباس، الفن، ...)
- الاحتكام الى العقل و العقلانية بالدرجة الأولى في مقاربة الظواهر الطبيعية و الاجتماعية مهما كانت درجة تعقدها و بالتالي إخضاع النص الديني لمنطق التاريخ و لسلطة العقل العلمي المنفتح على تطورات و مستجدات العصر في شتى المجالات، وهذا الامر هو الكفيل بحماية الدين من كل توظيف ضيق في خدمة الاستبداد سواء كان خشنا أو ناعما و بالتالي إتاحة الفرص الهائلة للكشف عن الوجه المتنور للدين على صعيد حرية الاعتقاد و قيم التسامح والتعايش و نبذ العنف " السياسي " المغلف بلبوس دينية و بالنتيجة تقويض أسس عدو مزدوج ومشترك : الداعشية و ومشتقاتها التكفيرية من جهة، و من جهة ثانية الاسلاموفوبيا و نزعة التمركز حول الذات ( Égocentrisme ) لدى العديد من الأوساط السياسية و الثقافية في الغرب.
- الاعتراف القانوني و المؤسساتي بالمساواة التامة بين المرأة والرجل في اطار منظومة اجتماعية و ثقافية تنويرية تلغي اي تمييز على اساس جنسي أو عرقي أو عقائدي ...و من ثمة تحمي حرية المعتقد و الحق في الاختلاف.
خلاصة القول، إن القراءة العلمية التفكيكية للنص الديني و قبلها اجتهادات فقهية متنورة عديدة هي التي كشفت عن قدرة الاديان على التأسيس لنظرية في حرية المعتقد لا يستطيع فقه السلطة تلمسها و فهمها لأنه ببساطة يصادر استعمال العقل النقدي خشية من هدم اركان تلك السلطة التي اذا هدت تهاوت معها مصالح عديدة هي من صميم المتع الارضية و ملذات الدنيا التي يحرم منها الانسان المقهور المغلوب الذي يعده ذلك الفقه بانه سيتمتع بها في السماء طالما انه يحارب المنكر.....هنا يتم استغلال فقر و جهل الناس و تسهل عملية تعبئتهم و تحريضهم على مواجهة " الفاحشة " كما وقع مؤخرا خلال الاعتداء على طالبة باحثة من طرف عصابة بنواحي آسفي باسم تطبيق الحدود ...أي منكر أكبر من هذا؟ و اية " فاحشة " اشد وحشية من هذه المتاجرة في البؤس الاجتماعي و شروط العيش الصعبة ل" ساكنة " الهامش الاجتماعي و المجالي؟.
إن تحالف الجهل المؤسس و الجهل المقدس هو من اقوى التحالفات التي اعاقت تاريخيا التطور الحضاري و التحول الديمقراطي للعالم العربي الإسلامي، و هكذا، ففي اعتقادنا أن الدفاع الصريح و الشجاع لقوى و فعاليات و نخب التنوير و التقدم عن العلمانية يعتبر من الشروط التاريخية الضرورية لهدم ذلك التحالف البراغماتي الماضوي و بالتالي الانتقال فعلا نحو ديمقراطية الفكر و السلوك أفرادا و مؤسسات.
ملحوظة
بعد نشر هذا المقال الجديد، سأعاود نشر مقال سابق لي تزامن مع أحداث مشابهة تغرف من نفس الدلو " الاصولي " المتخلف....مقال تحت عنوان " الداعشية و " البلوكاج " الثقافي". يعود الى شهر يناير 2017.
محمد امباركي
وجدة الفاتح من يونيو 2018



#محمد_امباركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء المقاطعة في المغرب..
- أعشق طفولتي حتى الثمالة...
- النظارة السوداء لن تصمد أمام حراك الريف.
- الداعشية و - البلوكاج - الثقافي
- النساء في خدمة الرجال انتخابيا !! ... قراءة أولية في الحضور ...
- المرأة ليست قضية فقهية...
- ثلاث ملاحظات بصدد الوضعية السياسية في المغرب على ضوء الانتخا ...
- العلمانية.... حاجة متجددة و حوار مستمر...
- الانتقائية، عطب بنيوي في تنظيمات -الإسلام السياسي..-
- العلمانية و المرجعية الكونية لحقوق الإنسان
- حركة 20 فبراير : وجهة نظر عشريني...
- من حقكم الدفاع عن -مرسي-.. لكن ارحموا العلمانية من سوء الفهم ...
- الربيع المصري المفتوح...
- دفاعا عن العلمانية :
- تثاؤب البشر في زمن التيه..
- العلمانية ليست بالضرورة موقفا مضادا للدين..نحو تقويض بعض أسس ...
- حركة 20 فبراير : أسئلة من أجل الفهم و قضايا لنقاش
- في الحاجة إلى دليل المناضل
- المغرب: الديمقراطية قطرة - قطرة أو المأزق التاريخي للدولة ال ...
- محمد بوكرين: معتقل الملوك الثلاثة ...(مقال مترجم عن أسبوعية ...


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد امباركي - العلمانية ضرورة ثقافية و تاريخية...