عبدو إسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 00:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن النظام الملكي الديكتاتوري بالمغرب يعد من أبشع الأنظمة الديكتاتورية في العالم, فالذي يجعله في مأمن بدون محاسبة أو عقاب دولي , هو أنه نظام يخدم المصالح الصهيونية والإمبريالية بمافيها السياسية والإقتصادية, فوجد أرض خصبة يمارس فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية منذ الإستقلال المزيف حيث أن الدولة المستعمرة فرنسا هي من تتحكم في إقتصاد المغرب مع حليفها وعميلها الملك وعائلته وأصدقائه, أكبر المشاريع والإستثمارات التي تقوم بها فرنسا إلا ويكون هناك شريك إما مع الملك أو عائلته أو أحد الأصدقاء له , فرنسا لا يهمها الجانب الإنساني بقدرما تهمها مصالحها الإقتصادية وهي من تدافع عنه في المحافل الدولية وفي داخل الإتحاد الأوروبي وتتستر على إنتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها النظام الديكتاتوري بالمغرب , لقد ثم تعذيب وقتل عدد كبير من المغاربة في داخل السجن الرهيب تازمامارات, ولا بد للإشارة هنا بالمواقف الشجاعة التي قامت بها زوجة الرئيس فرانسوا ميتراند السيدة دانيال ميتراند وبعض أصحاب الضمير الإنساني أمثال الكاتب جيل بيرو صاحب كتاب صديقنا الملك الذي أكن له كامل الإحترام والتقديرعندما كان يراسلني الإنجليزية بشأن أن نقوم بترجمة كتابه للغة الإنجليزية , فكانت فكرته أن كتابه كان موجها للقراء المغاربة وليس للأمريكان أو البريطانيين الذين سوف لن يعطوا أي إهتمام لكتابه وإحترمت رأيه وتوقفت على المضي معه في ذلك, فسبب تلك الضعوطات التي قامت بها السيدة دانيال ميتراند و كشفت السيدة نانسي الطويل زوجة أمبارك الطويل أسرار سجن تازمامرات الرهيب وهي من قامت بالتعريف بأسرار القضية لدى السفير الأمريكي بالرباط ولدى مجلس الشيوخ الأمريكي والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب حيث هذا الأخيرهو من إستدعى الحسن الثاني للبيت الأبيض الذي خضع للضغوطات الأمريكية فأمر بإطلاق سراح كل المعتقلين وهدم سجن تازمامارات بعدما ظل سنين ونظامه ينفي أي وجود سجن سري يلقب بتازمامارت كما هو معروف عنه الكذب والنفي . أحمد المرزوقي هو أحد الضباط العسكريين الناجون من جحيم سجن تازمامارات الرهيب صرح بأن النظام الملكي كان يريد الإنتقام منهم بالموت البطيئ وسأل هل كان الملك الحسن الثاني يعلم بوجود ذلك السجن قال بأن الملك كان يعلم بوجوده وبأوامره رمينا في داخل تلك الزنانات وهو الذي يعلم بكل صغيرة وكبيرة .
نفس الأساليب والكذب والنفي التي كانت تمارس بالأمس في عهد سنوات الجمر والرصاص عهد حكم الديكتاتور السفاح المجرم الحسن الثاني ضد الإنسانية يمارس على نشطاء حراك الريف وعلى رأسهم ناصر الزفزافي والصحفي حميد المهداوي وغيرهم من معتقلي الرأي , ثم إختطافهم وتعذيبهم وإدخال قنينات وعصي في أدابرهم ورميهم في سجون إنفرادية وصلت إلى أزيد من سنة , لم يكتفي النظام الملكي الديكتاتوري بذلك بل قام بإبعادهم عن أهاليهم بمئات الكليلومترات إنتقام من أهاليهم , وإعتقل من منطقتهم بالريف وبالخصوص قرية إمزرون أزيد من تلاثون طفلا تتراوح أعمارهم بين 11 و16 سنة مورس عليهم والشتم والترهيب والتخويف, أعرف جيدا ما يعانيه الطفل في داخل السجون المغربية من أزمات نفسية التي ستأثر على مستقبل حياته الشخصية من خلال تجربتي عندما إعتقلت بيوم واحد بعد المجزرة الرهيبة لمدينة الدارالبيضاء في 23 مارس 1965 وسني كان لا يتجاوز العشر سنوات إنذاك. قامت السيدة كاتي بيري ممثلة هولندا في داخل البرلمان الأوروبي من خلال ضميرها الإنساني بمجهودات بتحريك ملف الريف داخل البرلمان الأوروبي حيث أشكرها عليها وأشكرها على دعوتها لي بالحضور داخل البرلمان الأوروبي حول نقاش قضية الريف فلم أتمكن من تلبية الدعوة بسبب المرض والمسافة الطويلة على الطيران التي تزيد على 12 ساعة جوا. واجهت مندوبة هولندا داخل البرلمان الأوروبي السيدة كاتي بيري إعترضات وعراقيل من طرف بعض المندوبين من فرنسا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب الذين أجهضوا مجهوداتها القيمة ذات الطابع الإنساني. هناك مجموعة كبيرة في صناعة القراربفرنسا يتنعمون برشاوي عن طريق السياحة المجانية للمغرب وإقامة مشاريع إستثثمارية تعطى لهم أراضي بأثمان رمزية وإقامات سكنية بالمجان والأخطر من ذلك فمنهم من يرغب في ممارسات شهواته الجنسية حيث تقدم له الأجهزة الأمنية الأطفال دون سن البلوغ فيجدون في المغرب تلبية رغباتهم الجنسية على ممارسة الأطفال , بعض رؤساء الدولة الفرنسية تهدى لهم إقامات بالمجان أمثال الرئيسين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي. بلا شك وبعدما أصبح العالم مكشوفا كقرية صغيرة بفضل ثورة التكنلوجيا الحذيثة ومواقع التواصل الإجتماعي وبالرغم من التضليل والكذب والنفي على الرأي العام الدولي حول إنتهاكات حقوق الإنسان بالمغرب من طرف النظام الملكي الديكتاتوري بالمغرب , إفتضحت تلك الهمجية والقمعية والترهيبية للأجهزة الأمنية المغربية التي تقوم بها ضد الإنسانية في الصحراء الغربية وفي إيفني وفي زاكورة وفي الريف وفي جرادة من إختطافات وتعذيب وقتل وتلفيق التهم الباطلة برمي الأبرياء في السجون وممارسة أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفساني عليهم , والغريب في هذا النظام الملكي يدعي أن الدولة هي دولة إسلامية يحكمها أمير المؤمنين , لا أعرف لماذا يستعملون تلك الأسماء بتشويه صمعة الإسلام مثل تلك المنظمة الإرهابية داعش التي تقطع رؤوس الناس, والإسلام بريء منهم ومن أفعالهم .فالذي تقوم به الأجهزة الأمنية المغربية أبشع من تلك المنظمات الإرهابية تقوم بإختطاف الناس وتمارس عليهم التعذيب في داخل مراكز الأمن إما عن طريق الإغتصاب وإما إدخال قنينات أو عصي في الدبر وإستعمال الكهرباء في أجهزتهم التناسلية وإدخال رؤوسهم في مياه التعفن والبول ويتناوب عليهم الجلادون بالضرب صباحا ومساءا وعندما يقدمون للعدالة يحرمون بممارسة الخبرة الطبية عليهم وعندما يرجعون إلى السجن بعد تصريحاتهم أمام المحكمة تزداد معانتهم ومحنتهم داخل السجون فيرمون في زنانات إنفرادية أليس هذا أبشع من قطع الرؤوس التي تمارسه تلك المنظمات الإرهابية ؟ أين هي الإنسانية أولا , والبشر لما يولد يولد كإنسان لا يعرف لا دين ولا عقيدة ولا فكر ولا لغة وأين هو الدين إن كان النظام الملكي في المغرب كما يدعي أن المغرب دولة إسلامية ومتى كان أمير المؤمنين يعذب الناس في السجون ويعطي أوامره للجلاد بأن يمارس أبشع أنواع التعذيب على السجين ؟ كل ذلك يمر على مرأى وبتواطئ الأنظمة الإمبريالية التي تمارس ضغوطها على المنظمات الدولية لكي لا يفتح ملف حقوق الإنسان أمام اللجنة الأوروبية وأمام المنظمة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لكي لا تثم التحقيقات تحث إشراف الوكيل العام الأممي لمحكمة الجنايات الدولية لكي يظل المجتمع الدولي صامتا يتفرج على إنتهاكات حقوق الإنسان بالمغرب ولا يستطيع أن يحرك الضمير الإنساني بسبب الرشاوي التي يقدمها النظام الملكي الديكتاتوري بالمغرب .
#عبدو_إسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
