أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادهم ابراهيم - ازمة وطن ام ازمة مثقف














المزيد.....

ازمة وطن ام ازمة مثقف


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 13:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




ازمة وطن ام ازمة مثقف
ادهم ابراهيم
اظهر الاحتلال الامريكي للعراق والارتدادات اللاحقة له مدى هشاسة الانظمة العربية ، فتفجرت كل التناقضات التي كانت مؤجلة او مكبوتة في ظل دكتاتورية الحزب الواحد او العائلة الواحدة للانظمة العربية . فبرزت الانتفاضات العربية المسماة بالربيع العربي بهدف الخلاص من النماذج الاستبدادية السائدة والانطلاق الى ساحة الحرية الفكرية والعقائدية . ولما لم تكن للجموع الثائرة نظرية بديلة ولا قيادة واعية لتوجيههم نحو اهداف واضحة . برز تيار الاسلام السياسي بشقيه ليملئ الفراغ الحاصل . وبالرغم من عدم وضوح المنهج السيىاسي والاقتصادي لهذا التيار . واكتفائه بلافتة عريضة اسمها الاسلام هو الحل . انتظم بعض الشباب لهذا الفكر العام وغير الواضح . قابله شباب اخرون لديهم توجهات اخرى عديدة ، فاندفع الجميع بصراع حول احقيته بسيادة الشارع العربي . وتدخلت دوائر خارجية ، لتحرف كل الافكار المطروحة وتحولها الى نزاعات طائفية عنيفة باسم الدين . . كما عملت على تغذية هذه الصراعات باتجاه التطرف والتعصب فوقعنا في منطقة القتل حسب التعبير العسكري

هذا ماحصل بالشارع العربي . ولم يكن الشارع العراقي بمعزل عن هذا الصراع بل بالعكس كان في لبه . ونتيجة لذلك قتل من قتل وهجر من هجر باستخدام العنف المفرط الذي لامبرر له اللهم الا النزعة الطائفية المقيته والتي اججها من الداخل احزاب وكتل متخلفة وفاسدة جلبها الاحتلال الامريكي ، واخرى ذات اجندات اقليمية مسبقة . وقد انعكس هذا العنف بشكل رئيس على كاهل الطبقة المثقفة . فتعرض المثقف العراقي الى صدمة حقيقية وهو يعتقد ان من واجبه التصدي لهذا العنف والصراع بموقف واضح وصريح . وبدلا من ان يقف بوجه هذا الصراع ويدينه لكونه يعتمد على مفاهيم واسس رجعية متخلفة لاعلاقة لها بالدين . نراه قد انحاز الى هذا الطرف او ذاك ، وانتقل الاضطراب الامني في الشارع العراقي الى اضطراب فكري وسلوكي للمثقف العراقي واصبح يخوض مع الخائضين في تفاهات طائفية عقيمة متهافتة . وتحولت المحنة السياسية الى محنة ذاتية وثقافية
فزادت من اغتراب المثقف العراقي داخل البلد وخارجه . انها محنة وطن . . ولكن
لماذا انغمس المثقف بالخطاب الديني والطائفي بطريقة مباشرة او غير مباشرة ودخل في نفق مظلم افقده البوصلة الثقافية والحضارية ، فاخذ يلبس لباس الدين والتعصب تارة ولباس التقدم والحضارة تارة اخرى ، متذبذب لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء . ونتيجة لازمة الاصطفاف الطائفي وقع في ازمة اخرى وهي صراعه الداخلي بين الحداثة والتمدن من جهة والتمسك بالعادات والطقوس الدينية من جهة اخرى ، ولم يتعب نفسه في التوفيق بين التمدن والحضارة وبين القيم الاسلامية العليا البعيدة عن الطقوس والعادات . . بعدها يتسائل لماذ انهار الصرح الثقافي والفني في بلد الحضارات ولماذ خبت شعلة الادب ومات الفن واطفأت اضواء المسرح واندرست بيوت العلم والادب والفن

اين الشعر الراقي والنص الهادف . اين اللوحات الفنية والمعارض . اين دور السينما والمسرح ومراكز الفنون . هل فقدنا روح الابداع واصبحنا ترسا في عجلة الضياع

وفوق هذا كله يريد المثقف مجتمعا متحضرا وهو لايؤمن بالحداثة . يريد حكومة مدنية ولايتخلى عن تقاليده البالية . يريد حزبا قادرا على قيادة الجماهير وليس له اساس لمنهج واضح . يريد ايديولوجية لاتشبه الغرب ولا يتعب نفسه بايجاد عقيدة فكرية مستقلة . يريد منظمات مجتمع مدني وهو لايملك الحد الادنى من التوافق مع الغير . يريد ازدهار الفنون ، ويضع محددات لاحصر لها من التقاليد العشائرية . يريد تطوير المدارس والجامعات وينتقد مناهج التعليم المعمول
بها في العالم المتقدم . يريد خدمات عامة اسوة بالغرب المتقدم ولايقوم باي عمل تطوعي او خيري في خدمة الناس

اننا لانريد ان نثبط العزائم ولكننا نطالب المثقفين بان ينحازوا الى شعبهم في تحقيق التقدم والحياة الحرة الكريمة اسوة بالعالم المتقدم . اي ان يكون المثقف العراقي مثقفا عضويا على مقولة غرامشي ، ليشارك في تشكيل مجتمع متحضر يؤمن بان الانسان قيمة عليا مقدسة غير القيم البالية التي يقدسها
كما نطالب المثقفين بان ينقدوا انفسهم وسلوكهم وان ينفضوا عنهم غبار الزمن البائد ويشرعوا بالتقدم والنهوض . وان يكونوا رواد حضارة فاعلة ومتفاعلة ، دون الالتفات الى اصوات الناعقين المتخلفين . وان يقدموا اجابات عن المشاكل المحيرة التي تواجه مجتمعنا للارتقاء به الى مصاف المجتمعات المتقدمة . واعادة النظر بالقيم الاجتماعية السائدة ومدى تماهيها مع المنظور الحضاري العالمي . وان ينظر بعين الشك الى المعتقدات الاجتماعية والاخلاقية والعرف والتراث . لان الشك اساس اليقين . ولان الثقافة عماد البناء الحضاري وان الصعود في سلم المعرفة والعلم هو الاساس في تطوير المجتمعات . فاذا كان المثقف مكبلا بمفاهيم عفى عنها الزمن فكيف سيكون قائدا لجموع الشعب التي تتطلع اليه للنهوض والتقدم
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الكراهية سلاح ذو حدين
- مؤشرات انتخابية
- الطبقة المتوسطة في العراق
- ايران واسرائيل . . احتمالات الصدام
- نحن الشعب وهم السلطة
- نهج التخلف
- التواجد الامريكي في سوريا
- تهافت الاغلبية السياسية
- البيئة الملوثة اجتماعيا
- النخبة السياسية
- معطلات الانتفاضة في العراق
- الموقف من الانتخابات .
- فرض سلطة الدولة
- المحركات الاقتصادية للحروب الاقليمية
- صرخة عراقي موجوع
- لمن نصوت
- التدخل التركي في عفرين
- نقد القيم السلبية
- حزب الدعوة و الانتخابات القادمة
- الخوف والدين والحكم


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادهم ابراهيم - ازمة وطن ام ازمة مثقف