أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي الصافي - العملية السياسية في غرفة الانعاش














المزيد.....

العملية السياسية في غرفة الانعاش


قصي الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 07:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل وبعد الانتخابات لم تهدأ موجة الأدعاءات بوجود مخالفات قانونية وعمليات تزوير، الكثير من تلك المزاعم كان موثقاً والكثير منها أيضاً قد تمت فبركته، وقد شاركت في ترويج المزاعم الموثقة و المفبركة القنوات الفضائية والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.

تعثر العملية السياسية في العراق بما فيها الانتخابات يعود الى هشاشة مؤسسات الدولة وضعف المجتمع المدني، فالمفوضية والقضاء والبرلمان والاعلام مؤسسات هشة مرتهنة للقوى المتنفذة ولا تمتلك الآليات والمصداقية لاستقصاء وفرز الحقائق، مما يفسح المجال لترويج الاشاعات و فوضى اختلاط الحقيقة بالاكاذيب.

اذا كان جوهر الديمقراطية هو حكم القانون -القانون كنسخة لتطلعات الشعب المعبر عنها بتشريعات يسنها البرلمان الذي يفترض ان يكون من اختياره - فان الاشتراط الرئيسي لنجاح الديمقراطية وجود دولة قوية بمؤسساتها لفرض القانون، بجانب مجتمع مدني متماسك لمراقبة الدولة والبرلمان.

لنبدأ بمؤسسات الدولة ونسأل ما هي مقاييس المؤسسة الفعالة؟.

الشروط التي يضعها فوكوياما للمؤسسة الحديثة هي التخصص والاستقلالية النسبية وامتلاكها خطة عمل تستجيب لحاجات المجتمع في مجال تخصصها، على ان تمتلك خططها ديناميكية التفاعل مع متغيرات المرحلة وتطور تلك الحاجات، وأخيراً سهولة التواصل والتنسيق بين المؤسسات التي تتداخل أنشطتها مع بعضها ( المفوضية مع القضاء، الصناعة مع التعليم، الاعمار مع الكهرباء وهكذا ).
في ظل الدكتاتورية كانت الطغمة الحاكمة تتمتع بسلطة قوية بجانب دولة ذات مؤسسات هشة، لانتفاء استقلاليتها وافتقادها للخطط الثابتة بسبب التدخلات والتشابك الفوضوي بين المؤسسات، فالقائد الحزبي أو المسؤول السياسي أو العسكري بل حتى اصدقاءهم وأقاربهم يمارسون سلطتهم في التدخل بعمل جميع المؤسسات التربوية والصحية والاعلامية والرياضية وغيرها، لتحقيق مآرب شخصية أو حزبية أو لمجرد ارضاء نزوة سلطوية، وبهذا تمددت مخالب السلطة الى جميع المؤسسات لتلتهم الدولة، فلم يعد بمقدور اي مؤسسة انجاز خططها باستقلالية، بل أصبحت اداة لتنفيذ أوامر و نواهي السياسي المتسلط. لا ريب اذن أن تصبح الموءسسات أوكارا للفساد والنهب، و يكاد يكون الفساد هو الموروث الوحيد الذي بقي من مؤسسات الدولة بعد تدميرها عقب سقوط الدكتاتورية، كما أن السلطة لم تتوزع أفقياً كما هو معروف في الانظمة الديمقراطيه، بل تركزت بأيدي قوى اوليغاركيه متنفذة. و من هنا تأتي أهمية المجتمع المدني في الحد من سلطة الحكومة و العمل على اعادة توزيع السلطة و الثروة والمعرفة، لتمكين المواطن من الدفاع عن حقوقه السياسية والاقتصادية، والمطالبة بتوزيع عادل للثروة وفرص متساوية للوصول الى المعلومة. المقصود بالمجتمع المدني المؤسسات والمجاميع المنظمة والمستقلة عن الدولة (ولا يمنع أن تكون لها صلات معها أو مع الاحزاب ) مثل النقابات المهنية والمنظمات النسوية و الجمعيات الخيرية والاعلام المستقل والجامعات و مراكز الابحاث ومنظمات حقوق الانسان..الخ. يمكن لتلك الجماعات القيام بنشاطات هامة لدعم وترسيخ العملية الديقراطية نذكر منها:

اولا: بجانب الدفاع عن حقوق من تمثلهم (العامل، الفلاح، المرأة، المحامي.. الخ) تقوم بمراقبة البرلمان للتأكد من تمثيله لطموحات ناخبيه والتاكد من عدم اساءة الدولة للسلطة ، وفي حالة القصور أو الاساءة تنشط في توعية و تحشيد المواطنين لتفعيل قوة الضغط الشعبي بجميع الوسائل القانونية المتاحة.
ثانياً: القيام بنشاطات و برامج توعية لنشر ودعم قيم وتقاليد الحياة الديمقراطية وتشذيب القيم المنافية لها كالتقاليد القبلية والتعصب الديني والعرقي.
ثالثاً: فضح قضايا الفساد والمفسدين وتأجيج الرأي العام ضد انتهاكات حقوق الانسان والتجاوز على الحريات العامة، وتفعيل الضغط الشعبي على البرلمان والحكومة لصياغة تشريعات و برامج وخطط عمل من شأنها ضمان الصحة والتعليم والحد من توسع الفجوة الطبقية وتحقيق الرفاه الاقتصادي لجموع الفقراء، فالحرية لا طعم لها مع الفقر، والخبز بلا حرية ذو مذاق مر.
رابعاً: الضغط باتجاه سن قانون عادل للأنتخابات ومراقبة عملية التصويت وما يتخللها من تجاوزات.
خامساً: القيام بمبادرات ثقافية وفنية لرفع مستوى الوعي المدني.
سادساً: إقامة دورات تدريبية لتأهيل قادة يتمتعون بالكفاءة والنزاهة، ودعمهم للترشح في الانتخابات أو لتولي مناصب تنفيذية.

من الواضح ان المجتمع المدني والدولة في العراق يعانيان من اختلالات بنيوية حادة، مما يجعل طريق تحقيق الديمقراطية شاقاً و طويلا، على اي حال فمسار الديمقراطية في اي بلد يمر عبر بناء تراكمي و صيرورة بطيئة.

بالعودة الى الانتخابات الاخيرة، تشير نسبة المقاطعة والعزوف عن التصويت الى ان العملية السياسية في حالة احتضار، وهي بين ايدي الاصلاحيين الوطنيين في غرفة الانعاش لانقاذها من أمراضها الخطيرة. اذا كان الاصلاحيون يمتلكون الارادة والمصداقية فعليهم اولا العمل على استعادة ثقة الشعب بالعملية السياسية، وذلك بالدفع للقيام باجراءات جذرية وسريعة، و عليها أن تثبت ان فرزاً حقيقياً وصراعاً منتجاً سيبدأ بين تياري الاصلاح الوطني من جهة والقوى المفسدة من جهة اخرى، سيكون الشعب وخاصة الفئات المتضررة جزءاً من هذا الصراع حين تعرض أمامه مجريات العملية السياسية بشفافية تامة كأن تعرض المناقشات والتصويت والمناكفات في جميع جلسات البرلمان والحكومة لمعرفة من يقف مع ماذا و ضد ماذا. لاعادة الثقة بالعملية السياسية، يمكن البدء بتعديل رواتب وامتيازات اعضاء البرلمان والمسؤولين و وضع ضوابط وآليات في ابرام العقود لحرمانهم تماماً من القومسيونات والكسب غير المشروع، والعمل بحزم ودون مهادنة في محاسبة المفسدين واستعادة الاموال المنهوبة. لتنفيذ برامج طويلة الامد من اجل انعاش الاقتصاد وتوفير الخدمات يجب اعادة هيكلة الموءسسات وتنظيفها من العناصر الفاسدة والانتهازية واقترح البدء بالقضاء ولجنة النزاهة ولجان العقود وغيرها.



#قصي_الصافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائرون. . .هل من آفاق للتغيير؟
- موحدون تحت مظلة الخوف
- هل تصنع النصوص الدينية بمفردها إرهابياً؟ الجزء الثالث
- هل تصنع النصوص الدينية بمفردها إرهابياً؟ الجزء الثاني
- هل تصنع النصوص الدينية بمفردها إرهابياً؟
- رسل -التنوير-العدمي
- أساطير الليبرالية الجديدة الحلقة 2
- أساطير اللبراليه الجديدة
- طيف ماركس الذي لا يختفي الجزء الرابع
- طيف ماركس الذي لا يختفي الجزء الثالث
- طيف ماركس الذي لا يختفي الجزء الثاني
- طيف ماركس الذي لا يختفي
- العولمة إلى أين؟
- من انتخب ترامب ولماذا؟
- الجالية العراقية والثورة السياسية في أميركا
- الملحدون الجدد والدارونية الاجتماعية الحلقة الثانية
- للالحاد مدينته الفاضلة -الحلقة الاولى
- الديمقراطية وسلطة المال عبر التأريخ - الحلقة الأخيرة
- الديمقراطية وسلطة المال عبر التأريخ - الحلقة الخامسة
- الديمقراطية وسلطة المال عبر التأريخ / الحلقة الرابعة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي الصافي - العملية السياسية في غرفة الانعاش