أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فادي اسكندر - ردود الفعل الإقليمية على فوز حماس















المزيد.....

ردود الفعل الإقليمية على فوز حماس


فادي اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 10:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


كلما فتحت صناديق الاقتراع في الوطن العربي ظهر المارد الإسلامي ليصاب الجميع بصدمة، وربما أربكت هوامش الديمقراطية التي تمنحها السلطات الحاكمة للناخبين كافة الأطراف بمن فيهم الإسلاميون أنفسهم ولعل ما حدث في الانتخابات الفلسطينية مؤخرا من اكتساح حماس للانتخابات التشريعية الفلسطينية وحصولها على 57.5 % (76 مقعدا) في مقابل 32.5 % (43 مقعدا) لفتح بما يتيح لها تشكيل الحكومة الفلسطينية منفردة شكَّل صدمة لحماس ذاتها بالانتصار ووضع حركة فتح أمام حقيقتها في الشارع الفلسطيني بوصفها حزب السلطة الحاكمة، وهو جرس الإنذار الحقيقي الذي أطلقته نتائج الانتخابات الفلسطينية لكافة العواصم العربية وربما يأتي على رأس هؤلاء مصر التي كانت قد اكتشفت جزئياً مدى قوة التيار الإخواني في الشارع المصري بعد حصول الإخوان على 88 مقعداً في الانتخابات البرلمانية الماضية. ولأن الحركة الأم في مصر تعي جيداً تبعات الانتصار كما تعرف نتائج الهزيمة فإنها قررت أن الوقت مازال مبكرا علي مثل تلك الخطوة التي لم تكن مستعدة لها في هذا التوقيت. وربما الأمر لا يقتصر على مصر وفلسطين فقط، ولكنه امتد إلي السعودية حيث فاز جناح الإسلاميين بعدد كبير من مجلس الشورى وانتخابات البلدية، وكذلك جناح الإسلاميين في كل من الكويت والعراق والأردن، وهو الأمر الذي يوضح اتجاهات خيارات الشارع العربي في السنوات القليلة الماضية، وبما يهدد بقاء الأنظمة الحاكمة ويفرض عليها تحدياً يجبرها على التخلي عن جزء من سلطاتها للقوة الإسلامية الصاعدة، والحد من الفساد الذي يعتريها.
كما أن فوز حماس هو في جانب ما مؤشر على تحولات داخلية وكذلك إقليمية، وأقل ما يقال إنه جاء للتعبير عن فشل الخيارات الإقليمية والدولية التي راهنت على نخبة معينة من القياديين الفلسطينيين والمستعدين للقبول بصيغة دولية للتسوية تضمن حداً من التنازلات المطمئنة للجانب الإسرائيلي.
هذا المشهد الفلسطيني غير المتوقع، بالنسبة للذين راهنوا على عدم دخول حماس المعترك الانتخابي، يعد مؤشراً على تحولات عميقة بدأت تشهدها المنطقة منذ فترة، ذات أهمية للدول والأنظمة ذات الثقل السياسي.
فوز حماس بأغلبية في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، ألقي بظلاله على المشهد الإقليمي، العربي خاصة، بين مؤيد ومرحب للفوز الكاسح لحماس في كل من ( إيران وسوريا) وفقا لمصالحه الخاصة في التعامل مع الضغوط الخارجية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبين من يعتبره أمر واقع إلا أنه رحب بحذر ( مصر –الأردن ) نظرا لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في الداخل نظراً لسيطرة الإخوان المسلمين " الحركة الأم " لحماس في المشهد الداخلي.
مصر:
شهدت مصر حراكاً سياسياً أثبتته نتائج الانتخابات الأخيرة، وعلى الرغم من محدودية هامش التحرك الذي حصلت عليه الأطراف المعارضة للحزب الوطني الحاكم، فإن العملية الانتخابية بينت مدى رغبة الشارع المصري في تغيير الوضع القائم مع تفضيل تجربة الخيار الإسلامي على الخيارين القومي والليبرالي.
فجماعة «الإخوان المسلمين» الأم التي تعد «حماس» رافداً من روافدها نجحت في الحصول على 20 في المائة من مقاعد مجلس الشعب المصري مما أعطى دفعة قوية لحركة «حماس» التي حصدت نحو 58 في المائة من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، ولا بد أن تنعكس القفزة النوعية التي قفزتها هذه الحركة بدورها على «الإخوان» الذين يستعدون بقوة الآن لانتخابات محلية قد تكون حاسمة في تحديد صورة التنافس على السلطة في مصر.كما أنه من الواضح وحسب تصريحات قادة حماس أن الإخوان سيدعمون حماس بكل قوتهم حيث قال الدكتور مروان أبو راس النائب في المجلس التشريعي عن حركة «حماس» إن جماعة الإخوان المسلمين ستقتطع ربع مدخولاتها من أجل دعم حكومة برئاسة «حماس» في فلسطين .
وهنا يقفز الدور المصري الرئيسي في التعاطي مع التطورات التي تحدث علي حدود مصر الشرقية، وبما يقلب الاستراتيجية المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية، فمصر التي احتضنت حوار الفصائل الفلسطينية في منتصف عام 2005، وقفت بكل ثقلها خلف فتح للفوز في تلك الانتخابات ربما لمعرفتها الوثيقة بنتائج زلزال فوز حماس، والآثار الناتجة عن فوز حماس على الداخل المصري من ناحية، وعلى توتر الأوضاع ما بين حماس (كسلطة) وإسرائيل وأثره على الأمن القومي المصري. وإن كان ذلك لا ينفي أن تبادر القاهرة إلي احتواء الأوضاع داخل فلسطين المحتلة بعد زلزال حماس في أكثر من اتجاه، أولها محاولة التأثير على حماس فيما يتعلق بضبط الأوضاع الداخلية الفلسطينية لاسيما إمكانية الاقتتال الفلسطيني الداخلي وتحديداً بين حماس وفتح التي لا تستطيع السيطرة على عناصر كتائب شهداء الأقصى، وما قد يستتبعه ذلك من حرب أهلية داخلية، وثانيها دور القاهرة في إقناع حماس في تغيير رؤيتها الأيديولوجية وقبول إسرائيل في المنطقة، وكذلك إقناع فتح بالمشاركة في حكومة فلسطينية ائتلافية تسيطر فيها حماس علي الوزارات الخدمية التي تخدم مشروعها السياسي والابتعاد قدر الإمكان عن الوزارات السياسية والأمنية وهو الأمر الذي قد يجنب كافة الأطراف مأزق وجود حماس في السلطة، ونخص بالذكر مواقف حماس المبدئية من التسوية مع إسرائيل ورؤية حماس للتفاوض ، وكذلك الاتصال المباشر ما بين رجال حماس والسلطة الوطنية. ومن ناحية أخري تستطيع فتح إبقاء العلاقات السياسية بين السلطة الوطنية الفلسطينية والعالم الخارجي لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية والدول المانحة واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي وكذلك العواصم العربية الأخرى. و يبقي الملف الأهم وهو موافقة القاهرة على وجود عناصر أمنية مصرية في فلسطين والدور الأمني المصري الذي بدأ على الحدود المصرية بعد الانسحاب من غزة وربما يكون ذلك هو الملف الأسخن في ظل إمكانية تصاعد الفلتان الأمني في غزة بعد فوز حماس، وكذلك ملف نزع أسلحة الفصائل وهو الشرط الرئيسي لاعتماد حماس كشريك في الحكم في فلسطين إلي جانب الاعتراف بإسرائيل.
وكان واضحا خلال الشهر الماضي أن مصر لم تراجع بعد دورها الإقليمي في ضوء التغيير الكبير الذي أحدثه فوز «حماس» بالغالبية. ولا يمكن مراجعة هذا الدور إلا إذا كانت لديها إجابة واضحة، بل حاسمة بشكل ما، عن سؤال بالغ الصعوبة هو كيف يمكن التعاطي مع الارتباط القوي بين «حماس» و»الإخوان» في مصر، ليس فقط من الناحية التنظيمية ولكن أيضا من زاوية التأثير والتأثر المتبادل في لحظة ينتعش فيها الإسلام السياسي في المنطقة؟
المخاوف المصرية المتعددة بخصوص "الفرع" الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، ومنها الترتيبات الداخلية في مصر التي شهدت انتخاباتها الأخيرة تحقيق "التنظيم الأم "- جماعة الإخوان المسلمين المصرية- انتصاراً تاريخياً، ومنها ما يتعلق بالصراعات الفلسطينية-الفلسطينية، وبعضها يتعلق ببروز التيار الإسلامي في دول المنطقة إما كشريك سياسي أو بديل مما يهدد الحكومات الحالية.
تجنب المسئولون المصريون حتى الآن التعليق على نتائج الانتخابات الفلسطينية التي حصلت فيها حماس على 76 مقعدا من مجموع المقاعد البالغ عددها 132 مقعداً حصلت منها فتح على 43 مقعداً. إلا أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر الأسبق وأحد مهندسي اتفاقيات السلام المصرية والفلسطينية مع إسرائيل حاول تذكير حماس بضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية التي أصدرتها قمة بيروت في عام 2002م، وهي المبادرة التي أعلن فيها الرؤساء العرب حسمهم لخيار التعامل الاستراتيجي مع إسرائيل عن طريق السلام والمفاوضات هذا الأمر أكد عليه أيضا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ولو في صيغة تحليل سياسي يستشرف إمكانية وصول حماس إلى مقاعد المجلس التشريعي.
الأردن:
ربما تشهد السياسات الأردنية- الإسرائيلية بعد فوز حماس، منعطفاً جديداً، لا يمكن إدراكه في المدى القريب كما فعلت مصر، حيث تعتبر العلاقات الأردنية - الإسرائيلية بالنسبة للقيادات الفلسطينية المعارضة خاصة الحركة الإسلامية حماس ذات خطر حقيقي على القضية الفلسطينية. وفي ظل تشكيل حكومة حماس الجديدة ستجبر الحكومة الأردنية على التعامل مع الوضع الجديدة بحذر شديد – وتضبط العلاقة مع الدولة العبرية في ضوء تلك المتغيرات، لاسيما بعد تخوفات الحكومة الأردنية من المد الإسلامي المهيمن في الشارع الأردني ونقاباته في الانتخابات التشريعية عام 2007 مما سيعيد صياغة العلاقات بين الإخوان المسلمين في الأردن ونظيرتها في الحكومة الفلسطينية " حركة حماس ".
لم تشهد العلاقات الأردنية مع حركات الفصائل الفلسطينية وضعا جيدا منذ 1970، وذلك نظرا لأطماع المملكة الأردنية في لعب دور بديل للقيادات الفلسطينية وطرحت أكثر من مرة مشروعات من شأنها التعاطي مع روئ إسرائيل حول كونها الدولة البديلة، مما أدي إلي تفاقم الخلافات والتوجسات لدي القيادات الفلسطينية، ومع بروز التيار الإسلامي في الأردن في الثمانينيات وسيطرته علي المشهد السياسي الرافض للعلاقات الأردنية – الإسرائيلية، واتصالاته المكثفة مع القيادات الإسلامية الفلسطينية ( حماس – الجهاد الإسلامي)، تعاملت الحكومات الأردنية مع الحركات الإسلامية الفلسطينية بعنف شديد وصل إلي الطرد الجماعي للقيادات حماس في منتصف التسعينيات، وتمنع أي تعامل مع هذا التيار الذي يهدد السلم الاجتماعي السياسي في الأردن خاصة في علاقة النظام مع إسرائيل.
ومن الواضح أن النظام الأردني ينتظر تشكيل الحكومة ليختبر وجهة حماس في المستقبل لكنه منذ الآن مستعد لفتح قنوات الاتصال مع حماس كحكومة ومكون رئيسي في السلطة ولهذه الغاية بدأت الدبلوماسية الأردنية على كل المستويات حملة اتصالات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية وفتحت خطوط الاتصال بشكل مستمر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لبناء تقييم مشترك للوضع بعد الزلزال السياسي في فلسطين.


السعودية:
غيرت المملكة العربية السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر إلي حد كبير من تعاملها مع حركات المقاومة الإسلامية في الأراضي المحتلة، وعلى رأسها حماس من جهة الدعم المادي الذي كانت تحصل عليه المقاومة وأسر الشهداء وهو الأمر الذي أضعف المقاومة وحماس إلي حد كبير، وربما تكون الحكومة السعودية المحافظة أكثر تعاطفًا مع فلسفة حماس، لكنها حريصة تمامًا على الأهمية الاستراتيجية لتحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد انتقال السلطة إلي حكومة يهيمن عليها الشيعة والأكراد في العراق والمطامح النووية الإيرانية، مما يجعل الوقت غير مناسب إطلاقًا بالنسبة للسعودية للخوض في خلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي ظل فوز حماس وتشكيلها للحكومة ربما تكون الرياض قادرة على مد يد العون لحكومة حماس بشكل رسمي وربما بطلب من أطراف دولية، ضغطت من قبل على الرياض لوقف تلك المساعدات وذلك كنوع من أوراق الضغط التي تلوح بها في مواجهة المد الشيعي الكردي .
وقد أعلنت الرياض سابقاً علي لسان الأمير سعود الفيصل بأنها ستبقي على موقفها بوصفها أكبر داعم عربي مالي للفلسطينيين، مشيرا إلى أنه إذا غيرت كل جهة علاقاتها مع السلطة الفلسطينية على خلفية نتائج الانتخابات فستقع كارثة.
سوريا وإيران:
كان من المؤكد أن فوز حماس سيسبب لسوريا مشكلة جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة وان سورية تستضيف عدد كبير من الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها القيادات السياسية لحركة حماس، إلا أن الترابط بين سوريا وإيران، جعل من فوز حماس ورقة ضغط جديدة لسورية لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يجعل من ورقة المقاومة الفلسطينية إلي جانب حزب الله ذات تأثير إيجابي على الموقف السوري، كأحد أقطاب المعادلة الإيرانية/ السورية لمواجهة الضغوط الدولية الأمريكية الموجهة لدمشق، وهو ما يجعل الملف الفلسطيني الآن بعد فوز حماس، أكثر أهمية في أوراق الضغط السورية لاسيما أنها الحاضن الفعلي لفصائل المقاومة الفلسطينية .
كما لم تخف إيران سعادتها الغامرة من صعود حماس لاسيما بعد تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مؤخراً التي طالب فيها بنقل الكيان الصهيوني من فلسطين إلي الدول الأوربية التي أنشأت إسرائيل في المنطقة، وهو الأمر الذي أثار موجة غضب عارمة ضد إيران، واعتبر أقوى موقف داعم للمقاومة الفلسطينية، ولعل زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخيرة لطهران ولقاءه بممثلين عن حزب الله في العاصمة الإيرانية طهران وما قيل عن التنسيق بين الأطراف الثلاثة، يمثل عنصرا آخر من عناصر قوة حماس كمقاومة في الداخل، أو سند سياسي لحكومة تشكلها الحركة في الخارج، حتى أن خالد مشعل قال في 15 ديسمبر الماضي خلال زيارة إلى العاصمة الإيرانية أن حركته ستصعد هجماتها ضد إسرائيل إذا شنت الدولة العبرية عملا عسكرياً ضد إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
كما تعتبر إيران وحماس حلفاء سياسيا رغم تباين إيديولوجيتهما، وقد أعلنتا بعد فوز حماس أنهما تمثلان "جبهة موحدة" ضد إسرائيل، وقد أعلنت إيران دعمها المالي والمعنوي لحكومة حماس كما تدعم حركة الجهاد الإسلامي وحزب الله الشيعي اللبناني.
ولقد أرادت إيران إبراز طبيعة المعركة المحتملة التي سوف تترتب على أي عدوان عليها وامتداداتها الجغرافية التي تغطي مساحة تمتد من آسيا الوسطى إلى فلسطين مرورا بأفغانستان والخليج والعراق وسوريا ولبنان، والتي تشكل خطوطا دفاعية لإيران، وما ينجم عنها من خسائر مادية وبشرية وفوضى تنعكس دمارا على مصالح الولايات المتحدة وسلبا على الاستقرار الدولي قد يمتدان لعقود، وتحديد ثمن تحاشيها: السماح لإيران بتنفيذ مشروعها النووي السلمي (إلى الآن على الأقل).
وهكذا أدى الجو العام الذي يسود المنطقة العربية والرافض للتدخل الأمريكي فيها إلى تعزيز فرص حماس في الحصول علي ثقة الناخب الفلسطيني التي قدمت برنامجا لا ينسجم مع المطالب الأمريكية والإسرائيلية رغم علم المواطن الفلسطيني بالصعوبات التي قد تصيبه في حالة التصويت لحماس ومع ذلك قرر إعادة الاعتبار لنفسه وأختار برنامج المقاومة والصمود ووقف التنازلات الذي مثلته حماس في برنامجها الانتخابي, كما كان لأجواء المنطقة الداعية إلى الإصلاح والانتخابات دور في خلق قناعات وأفكار بأنه لا يكفي العمل المسلح وحده في صفوف حماس بل لابد من الدخول في بناء النظام السياسي لتحقيق الحماية للمقاومة وقيادة الشئون الوطنية للشعب الفلسطيني وأهمها المشاركة في القرار السياسي ( حسب تعبيرات حماس ) .
وبطبيعة الحال فإن تقدم حركة حماس يعد جزءا من تقدم الإسلام السياسي في المنطقة بشكل عام فقد أثبتت صناديق الاقتراع أن الجماهير تقف خلف برامج وقيادة الحركة الإسلامية في العديد من الأقطار العربية والإسلامية لاعتبارات متعددة.
وهكذا يبدوا أن هناك إدراكًا واسع الانتشار في المنطقة يرى أن "الحرب على الإرهاب" هي في الحقيقة حرب ضد الإسلام وضد الثقافة العربية/الإسلامية، وهو ما تقوم الأحزاب الإسلامية باستغلاله. هذا الإدراك المنتشر، مقرونًا بحظر عدد من التنظيمات الإسلامية بوصفها تنظيمات إرهابية، والإجراءات التي يتبناها العديد من الحكومات الموالية للغرب لغرض قمع خصومها السياسيين، عزّزت من الفرص السياسية للأحزاب الإسلامية. كما أن موقف الأحزاب الإسلامية المركب نسبيا بما يتعلق بالعلاقة بين الإرهاب والمسلمين في "الحرب على الإرهاب" جعلهم ذات جاذبية لدى جمهور الناخبين المسلمين بشكل أكبر مما كان عليه الوضع قبل الحادي عشر من سبتمبر وقبل قيام إدارة بوش بـ "الحرب على الإرهاب". كما أن العديد من الناخبين قد يصوتون للأحزاب الإسلامية كإشارة رمزية، تأكيدًا على اعتزازهم بإيمانهم وثقافتهم، فضلاً عن العوامل الأخرى، مثل أجندتها الاقتصادية أو قدرتها على حل المشاكل الاجتماعية - الاقتصادية الملحة.



#فادي_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوان ام الحزب الوطني ؟؟
- التمييز التعليمي ضد عرب 48
- الإصلاح والتغيير في مصر ( 2) الإخوان المسلمون والإصلاح
- الإصلاح والتغيير في مصر


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فادي اسكندر - ردود الفعل الإقليمية على فوز حماس