أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-عدت أيّها الشّقيّ














المزيد.....

بدون مؤاخذة-عدت أيّها الشّقيّ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 07:20
المحور: سيرة ذاتية
    


صباح الخامس من حزيران-يونيو- ٢٠١٨ أدخل عتبة عامي السبعين كما تقول شهادة ميلادي غير الدّقيقة، فعلى الأغلب أنّني ولدت في الثلث الأوّل من شهر آذار-مارس- ١٩٤٩، فرواية والديّ –رحمهما الله- تقول أنّ شقيقي ابراهيم الذي يكبرني بأحد عشر شهرا قد ولد في ٨ نيسان –ابريل-١٩٤٨، وهذا التّاريخ مقرون في ذاكرتيهما باستشهاد البيك-عبدالقادر الحسيني.-
ما علينا فلم يعد هناك فرق لثلاثة أشهر ما دامت القدس قد أمضت واحدا وخمسين عاما تحت احتلال أهلك البشر والشّجر والحجر دون أن يدرك العربان عواقب ذلك، والله أعلم كم عدد السنين التي ستتوالى على القدس وهي تئن من ثقل بساطير الغزاة، الذين لن يختلف مصيرهم عن مصير سابقيهم الذين احتلوا الصّدارة في مزابل التّاريخ، وما المحتلون إلا كما قال الرّاحل درويش"عابرون في كلام عابر".
لكن الذي ما زال يحيّرني هو طبيب الصّحّة في القدس، الذي اصطحبني إليه المرحوم أبي، كي يقدّر تاريخ ميلادي لأدخل المدرسة وعمري ست سنوات، فلماذا اختار ذاك الطّبيب هذا التّاريخ تحديدا؟ فهل كان يعي أنّ هذا التاريخ باليوم والشّهر سيكون لاحقا لعنة على كلّ من يزعم أنّه عربيّ؟ أم أنّه جاء محض صدفة ليكون لعنة مزدوجة عليّ أنا دون غيري، ومع أنّني عشت في بيئة لا تنتبه لذكرى ميلاد أيّ من أبنائها، إلا أنّني لم أستطع الاحتفال بيوم مولدي الذي يأتي في ذكرى حرب حزيران-يونيو-١٩٦٧ وما تركته من نتائج كارثيّة على شعبي الفلسطينيّ وأمّتي التي كانت عربيّة، عدا عن وقوع أراض عربيّة وفي مقدّمتها القدس مجبولة بدماء الآباء والأجداد تحت احتلال بغيض.
لن أبتعد كثيرا عن يوم مولدي، فها هي تسع وستّون حجّة من عمري قد طويت بما لها وما عليها، وما خلت نفسي يوما أنّني سأعيش كلّ هذه السّنوات، هذه السّنوات التي يراها الجيل الشّابّ طويلة، مع أنّها مرّت مرّ السّحاب لمن عاش بجرها وعجرها مثلي، فتأكّد لي من جديد أنّ الحياة مجرّد رحلة قصيرة شاقّة وممتعة. ومتعة الحياة لي أنّني أفنيت هذا العمر في جنّة السّماوات والأرض، أفنيته في القدس الشّريف التي لا يشبهها مكان آخر على هذه البسيطة. ومشقّة الحياة أنّني وأبناء شعبي عشنا ونعيش حياتنا كمعذّبي الأرض، في زمن عاهر ارتضى فيه الأقوياء أنّ يغتصبوا حقّنا الطّبيعيّ في الحياة الكريمة الحرّة على أرض وطننا، وأن يواصلوا طغيانهم بحرمان شعبنا من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشّريف، وما كانوا ليفعلوا ذلك لولا ظلم ذوي القربى الذين ارتضوا الذّلّ والمهانة، وارتضوا أن يكونوا وكلاء لأعداء الأمّة التي استطابت الهزائم، ولا تدري أنّها تسير مختارة في طريقها إلى الفناء؛ ليكتب تاريخ قادم الأيّام أنّه كانت من ذلك المحيط إلى ذلك الخليج أمّة طواها التّاريخ فلحقت بعاد وثمود!
عشت ما مضى من سنوات عمري، عشتها بخيباتها وانكساراتها ونجاحاتها، وهذا ديدن الحياة التي تقوم على الصّراع، لكنّني أزعم أنّني عشتها بكرامة رغم المآسي الخاصّة والعامّة التي مرّت بي، فالاحتلال الذي حرمنا الحرّيّة ، لم يترك للفرح مكانا في قلوبنا، تسانده في ذلك قوى الشّرّ والطّغيان التي امتهنت كرامة أمّتنا بفضل كنوزها الاستراتيجيّة التي تتحكم برقابنا في المنطقة، ومع ذلك فإنّني على قناعة بأنّ"على هذه الأرض ما يستحق الحياة" وأنّنا شعب" يعشق الحياة ما استطاع إليها سبيلا".
وها أنا أدخل عامي السّبعين لأكمل ما تبقى لي من عمر، وأنا على قناعة تامّة بأن ّ ليل الظّلم قصير وسيمحوه الفجر القادم لا محالة.
2-6-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميّات رثاء أمّة-سوزان
- بدون مؤاخذة-قطاع غزة جرحنا الدامي
- في ذكرى فيصل الحسيني-العظماء لا يموتون
- يوميّات رثاء أمّة: حاميها حراميها
- يوميات رثاء أمّة:الله يشفيه
- يوميات رثاء أمّة: معقول؟
- يوميات رثاء أمّة: كلّ يغني على ليلاه
- يوميات رثاء أمّة: صلاة
- يوميات رثاء أمّة-نجاسة
- يوميات رثاء أمّة:اختطاف الدّين
- يوميات رثاء أمّة-غثاء السيل
- يوميات رثاء أمّة- مفارقة
- يوميات ما قبل فناء العربان-سقوط
- بدون مؤاخذة-صفقة القرن بدأت قبل ترامب
- يوميات ما قبل فناء العربان-ضحك وبكاء
- يوميات ما قبل فناء العربان-ليلى
- بدون مؤاخذة-الاثنين الأسود وضياع أمّة
- فوزي البكري شاعر القدس بامتياز
- بدون مؤاخذة-ملاحظات حول انعقاد المجلس الوطني
- بكائيات قيلت بالشهيد عبد القادر الحسيني


المزيد.....




- إسرائيل ترد على -تحذير- أممي من مجاعة في غزة: -حماس- تسيطر ع ...
- الخارجية الأمريكية: نرحب بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة ونتطلع ...
- تظاهرات حاشدة بصنعاء تأييدا للفلسطينيين
- انتخابات السنغال.. ضربة جديدة لفرنسا
- بودولياك: نحن في وضع دفاعي والجيش الروسي يتقدم للأمام بقوة
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- اليمن: مقتل 3 جنود إثر هجوم جوي منسوب لـ -أنصار الله- في محا ...
- زيلينسكي: نحتاج إلى صواريخ ATACMS لضرب القرم
- طلب بولندي يتسبب بإحراج شديد لممثلي كييف في مفاوضات حول المن ...
- السعودية.. الأمن العام يضبط أكثر من مليون ونصف مليون قرص مخد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-عدت أيّها الشّقيّ