أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - بغبائنا نصنع منهم أبطالاً














المزيد.....

بغبائنا نصنع منهم أبطالاً


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 08:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب د.منصف المرزوقي الطبيب التونسي المعروف خاصة بكتابه "الأقدام العربية تطأ أرض المريخ" مقالاً رائعاً يصف فيه رد فعل العالم العربي والإسلامي على الرسوم السخيفة التي نشرتها جريدة دنماركية مغمورة لكاريكاتريست غير موهوب، بأنها ردود فعل تتصف بـ"الضوضاء والتصرف الأحمق"لأن هذه الرسوم كما يري د. المرزوقي لا تستحق أي رد ولا أي ضوضاء. لماذا؟ أولاً: لأن العالم أجمع المتشبع بحرية التعبير يعتبر ضوضاء العرب والمسلمين وتصرفهم الأحمق"همجية ما بعدها همجية" لأنه تعود على أن يري يومياً تقريباً كاريكاتير للمسيح أو لموسى تثير الضحك ولا يرد على ذلك بشيء لأن حرية التعبير كاملة. بل أن الحداثة الغربية كلها قامت على السخرية من المقدس. والسخرية لا تضر بالمقدس إلا إذا كان أصحاب هذا المقدس يشكون لا شعورياً أو بوعي في قداسة مقدسهم. وهذا ما يدفعهم إلى رد فعل يتصف بـ"الضوضاء والتصرف الأحمق" كما يقول عن صواب د. المرزوقي، وثانياً: لأن هذه الرسوم التافهة والتي نشرت في جريدة كانت على وشك التوقف كان القصد منها إثارة ردود تتسم بـ"الضوضاء والتصرف الأحمق" ، أو كما قال البروفسير حمادي الرويسي ردود هستيرية،. لكي لا تغلق الجريدة المفلسة أبوابها ولكي يصبح رسام كاريكاتيراتها الساذج علماً يُشار إليه بالبنان. تماماً كما فعلها الأحمق الخميني الذي حول سلمان رشدي من روائي متوسط أو دون المتوسط كما يقول النقاد البريطانيون إلى روائي عالمي تطبع رواياته المملة بعشرات الآلاف، وتترجم إلى عشرات اللغات، وروايته الشهيرة والحقيرة "آيات شيطانية" ترجمت إلى حوالي 60 لغة ، وباعت أكثر من 30 مليون نسخة، ولو أن الأحمق الخميني لم يصدر فتوى بقتله لما باعت حتى الآن أكثر من بضعة آلاف ، ولما ترجمت إلى أي لغة. ومعروف أن سلمان رشدي أصدر قبلها عديد من الروايات ولم يترجم أي منها إلى اية لغة إلا بعد صدور فتوى الخميني بقتله.
والرسام المغمور غير الموهوب الذي رسم قنبلة على رأس نبينا صلي الله عليه وسلم، كان يريد أن يكون سلمان رشدي آخر، بدليل أنه تظاهر بالاختفاء منذ نشر رسومه في سبتمبر الماضي وقبل أن تثير أي ضجة حمقاء، وصرح للصحافة بأنه "لا يريد أن يكون سلمان رشدي" وهو بالضبط أراد أن يكون سلمان رشدي آخر.ومعروف أن الإمام الدنماركي الذي كان وراء هذه "الضوضاء" يعمل مع السلطات الدنماركية، ولا أستبعد أن يكون فعل ما فعل بدافع من الصحيفة ورسامها. ولا أنسي الدور الشيطاني الذي لعبه الملياردير المهرج في قناة "الجزيرة" لتهييج العامة إشعالاً لحرب الديانات التي يعمل لها المتأسلمون على قدم وساق، خدمة لفقه "القاعدة" القائل بضرورة جهاد الغرب إلى قيام الساعة، وقتل"المسلمين لآخر يهودي".
وفي نفس الموضوع كتبت الأستاذة الجامعية رجاء بن سلامه مقالاً بعنوان"ردود الفعل الكاريكاتورية على الرسوم الكاريكاتورية" المنشور في إيلاف بتاريخ 6/2/2006، تقول فيه: "هل رسول الإسلام والإسلام نفسه مهدّدان إلى هذا الحدّ بالانهيار والتّلاشي جرّاء الرّسوم الكاريكاتوريّة المنشورة في صحيفة دانماركيّة، حتّى تتعالى صيحات الفزع من كلّ مكان، وتبادر الحكومات إلى سحب سفرائها، ويبادر المتفقّهون بالمطالبة بمقاطعة البضائع الدّانماركيّة، وتبادر الهيئات الإسلاميّة الموقّرة إلى الاحتجاجات الرّسميّة؟ الموقف فعلا أكثر كاريكاتوريّة من الرّسوم نفسها، لأنّ الكاريكاتور التي أنتجه الصّحفيّ الدّانماركيّ هو من باب الخيال الفنّيّ، أمّا الكاريكاتور الذي تنتجه الشّعوب الإسلاميّة والعربيّة منها بالخصوص فهو من باب الواقع المرير الذي تتحوّل مرارته إلى فكاهة سوداء مبكية مضحكة "وتختتم مقالها الرئع بقولها:"لا حدّ لهذا الهوس الشّعبيّ والرّسميّ الذي ترامت أطرافه: ربّما سنطالب في يوم من الأيّام بمحاكمة فولتير لسخريّته من الأديان، وماركس لاعتقاده بأنّ الدّين أفيون الشّعوب، وفرويد لاعتباره الإله بديلا عن الأب واعتباره الدّين وهما، وسارتر لوجوديّته الملحدة... وأن نطالب الحكومات المسؤولة عن رفاتهم بالاعتذار للمسلمين وبإحراق كتبهم ومنعها من التّداول، لأنّها تسيء إلى الإسلام. وربّما طالبنا الأمم المتّحدة أيضا بسحب المادّة 19 من الإعلان العالميّ عن حقوق الإنسان، وبالاعتذار عن المبادئ التي تجعل أيّ صحفيّ أو كاتب يبدي رأيا أو يرسم كاريكاتورا يسيء من بعيد أو قريب إلى الإسلام".
فشكراً للدكتور المرزوقي وأشد على يديه بكل حرارة وأود أن يراسلني على بريدي الإلكتروني لألتقي به فأمثاله وأمثال الأستاذه رجاء بن سلامة في هذه "الأمة" الإسلاموية المصابة بالهستيريا قليلون. والخير دائماً قليل كما يقول مواطني مصطفي صادق الرافعي.



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة الامبريالية الثقافية
- الإدعاء الثاني - هل رحب الأقباط بالفتح العربي لما سمعوه من ع ...
- حلف إرهابي بين: الزرقاوي ونصر الله
- هل رحب الأقباط بالعرب لتخليصهم من ظلم الرومان؟ الإدعاء الأول
- رداً على :العفيف الأخضر والمسألة الكردية
- هل رحب الأقباط بعمرو بن العاص
- العبّارة ... أبو تريكه ... انفلونزا الطيور
- لماذا جاء رامسفيلد إلى المغرب؟
- تنبيه للبيانوني : احذر ثعلب تونس
- نصيحتي لحماس
- الجنة لنا جميعاً
- نجح الإخوان وهرب الاقتصاد
- اختطاف لفتاتين أم اختطاف لمصر؟
- حاكموا بشار الأسد
- المسجد أولاً أم الكنيسة؟!
- بعد القمني والأخضر جاء دور لكحل
- مازال الأقباط يرزحون تحت عهد عمر
- للأقباط كل الحق في بناء كنائسهم
- نداء للقمة الإسلامية بمكة المكرمة اطردوا من الإسلام الإرهابي ...
- متى المساواة بين المصريين في دور العبادة؟ رسالة مفتوحة إلى ا ...


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - بغبائنا نصنع منهم أبطالاً