أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق ساحة الصراع القادمة بين إيران وأعدائها ح1















المزيد.....

العراق ساحة الصراع القادمة بين إيران وأعدائها ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق ساحة الصراع القادمة بين إيران وأعدائها ح1

الأستراتيجية الأساسية لمحور الصراع الأمريكي والحلفاء من جهة وإيران ومحورها الأخر له خاصية وميزة تعد من ملامح الحرب الشاملة متعددة الأطوار والصفحات والساحات، ويعتمد في إدارته على مبدأ واحد هو المطاولة والنفس العميق في خوضه دون النظر لمصلحة العالم خارجهما ومنها مصالح الشعوب والدول التي ستكون محلا وموقعا ونتائج لهذا الصراع، المعلن من كلا الطرفين هو البحث عن السلام بطريقة أشعال النار في كل مكان تصل له أياديهم والنار لا يمكن أطفائها بنار أخرى، لذا ستتعدد الحرائق في كل مكان وعلى أكثر من مستوى لا ينجو حتى الأبعدون من أثارها ومخلفاتها مهما كانت طريقة وصولها لهم، حتى من لا يريد لهذا الصراع أن يتطور سيجد نفسه في يوم من الأيام ضمن محور ما تحت دواع أمنية أو أقتصادية أو سياسية خضوعا للأمر الواقع.
الصراع برمته ليس جديدا ولا مفتعلا بموجب أستحقاقات بدية لا مفر منها ولا يمكن السيطرة عليها، الواقع يقول أن مرحلة الفوضى الخلاقة قد أنتهت وبدأت مرحلة تصفية الحسابات وحصاد المكاسب لكليهما، أبتدأ من تحطيم الخارطة الجيوسياسية للمنطقة برمتها وأنتهاء بالمكاسب التي تلد مكاسب على أمتداد جوهر المصالح المخفية والمعلنة لطرفي الصراع، الحقيقة التي لا يقولها الأخرون أن أعادة رسم خارطة جديدة لأمبراطوريات يراد لها أن تولد والتزاحم والتداخل بين حدودها ومصالحها هو جوهر الصراع وهدفه، القادة الإيرانيون وبعنوان الإسلام والمقاومة هدفهم معلن وواضح بعث الأمبراطورية الفارسية براية إسلامية وبالتالي فرض تمدد أذرها لا يتوقف عند حدود خاصة طالما تخدم الهدف الأساس، والأمبراطورية الصهيونية لا تقل قسوة ولا تخفي هدفها أيضا في دولة تمتد من الفرات إلى النيل مع رغبة أكيدة في أن تكون محور فاعل وقائد للمنطقة بعنوان توراتي موعود لا رجوع عنه ولا يمكن حتى التساهل في تأجيل فرضة في ظل غياب شبه كامل لشعوب المنطقة المعنية بكل ذلك وهي تخوض حروبها الخاصة فيما بينها وبالنيابة والعنوان طائفي مذهبي عنصري بحت لا يرى المصلحة القومية ولا حتى المصلحة المذهبية في خوضه.
أبتدأ من لبنان سوريا فلسطين اليمن الخليج بثقله وموقعه الأستراتيجي ومكانته الأقتصادية وصولا للأبعد ليبيا وجزء مهم من أفريقيا حتى حدود الصين وروسيا وجنوب شرق أوربا ولبمرتكز الأساس يبدأ من العراق وينتهي فيه، هذا ليس تشاؤما ولا هو قفز على الوقائع، فالعراق خاصرة إيران الضعيفة والباب التي منها يدخل الأمريكي والإسرائيلي للخارطة الجديدة، تنوع مكاسب الصراع بين ربح هناك وخسارة هنا لا تغير من سير المعادلات ولا من نتائجها بقدر ما يحسمه أمر العراق والنتيجة التي يصل إليها مرغما، إيرانيا وأمريكيا الصراع سيكون عراقيا وبأدوات محلية تمهد للصفحة الثانية من المعركة المرتقبة وهذا ما يمنح العراق أهمية كبرى في مفهوم إدارة الصراع وتركيز الجهد لترتيب وضعه الداخلي لمصلحة هذا الطرف أو ذاك.
النتيجة التي نتلمسها اليوم واقعا أن القوى السياسية المتصارعة على الساحة العراقية قسم منها مع أمضاء الوضع على ما هو عليه وما يمكن أن ينتج منه، وبالرغم من كل شيء سيحدث لا بد أن يكون ممهدا لما هو مرسوم أصلا ولا بد من أن يسير وفقا للخارطة هذه، لأنها ضمن محور يريد تهدئة الوضع في العراق لبدء مرحلة الصراع بين إيران وحلفائها من جهة وأمريكا وأدواتها من جهة أخرى، والثانية تريد أن لا يتم الأمر ولا يستقر الوضع أبدا كي تؤجل على الأقل الموعد المفترض لذلك الصراع أو في محاولة التشويش على الخطة قبل مرحلة عض الأصابع، ومع هذا الأختلاف فكلاهما مستمر في كسب النقاط لمشروعه في تشكيل الحكومة العراقية العتيدة ولو على مصلحة العراقيين ووجودهم وكلهم يعلمون تماما إن إرادة أمريكا وحلفائها ستكون لها الكلمة الفصل، الغريب في الأمر أن العراقيون هم حطبها المتقد شاؤوا أم أبوا ومع ذلك ينقسمون على أنفسهم في تأييد هذا الطرف أو ذاك دون الألتفات لمصلحتهم الخاصة.
الواقع العراقي لا يخلو من التعقيد المركب ولا يمكن التعامل معه من خلال القفز على مواقع الألغام المزروعة في كل خطوة فيه، بل يراد أصلا وكحل ينقذ شعب العراق هي سياسة نزرع الألغام تلك وتفكيكها قبل أن تنفجر بوجه العراقيين، هذه المسألة هي الغائبة عن ذهن المنظومة السياسية كلها، فهو يتبعون سياسة الهروب للأمام في محاولة التخلص من الأستحقاقات الوطنية بالتركيز على مفردات الصراع الفئوي بينها ومنهم من يسعى الآن لرفع شعار الطائفية والفئوية مجددا، ليس لحماية طوائفهم أو مكوناتهم ولكن لأنهم لا يؤمنون بالعراق كلا ومجموعا، البعض يظن أن أنتصار إيران سيمكن من تقوية مواقعهم الخاصة لذا يجتهد ويعلن أنه مع إيران في صراعها القادم حتى لم تم تدمير كامل الوجود العراقي، الأخر المناقض يرى أن أمريكا في صراعها مع العدو اللدود يمكن أن يعيد مسار الواقع إلى ما قبل التاسع من نيسان 2003، وهذا يرتب عليه واجب الأصطفاف مع مشروع أمريكا والحلفاء، الموضوع المشترك بين الطرفين لا يتعلق بالعراق وبمصلحته القومية والوطنية إذا ولا يلبي مشروعية المخاوف العراقية الشعبية مما سيحدث من جراء تفاقم الصراع هذا.
من ينتظر أن تنأى الحكومة العراقية العتيدة القادمة بالعراق من أن يزج العراق في أتون الصراع المحتدم بين إيران ومحورها وأمريكا وحلفائها واهم، وعليه أن يراجع خطوط ومسارات هذا الصراع الدولي والأقليمي ومن هم اللاعبون الأساس والمشاركون الداعمون له والساعون لأيقاده في كل مرة شرقا وغربا، العراق اليوم في فوهة المدفع العملاق أما أن يغلق هذه الفوهة وهذا أكبر من قدرته وإمكانياته الفعلية مهما كانت بغياب مشاركة الشعب العراقي من خلال مصالحه الأساسية وفرضها بقوة،أو يتلقى أثرها كأول المتضررين وأخرهم دون أن يكسب شيئا أو يستفيد من ترتيبات الخارطة القادمة بل المتوقع في أحسن الأحوال هو الأسوأ حتى من حدود ما واقع الآن، على الشعب العراقي إذا أراد تجنب هذا المصير أن يخرج من دائرة اللا مبالاة وأن يدافع عن وجوده بكل قوة ويرفض أن يكون الضحية بكثير من الوحدة الوطنية والعمل على تحصين قوته الذاتية، وإلا فيوغسلافيا مصيرا سيكون عنوانه القادم مهما سمعنا من كلام عن وحدة العراق وصيانة وجوده على لسان المتصارعين.
الوقائع على الأرض العراقية خاصة والأقليمية بشكل مفصل تشير إلى سجالات لا يمكن أن تنتهي بدون نتائج على الأرض، وكل من الطرفين يسعى لتطويرها وإنضاجها بالقدر الذي يؤهلها لتكون مفاصل محورية في الصراع، فبعد الأنتصار الإيراني في لبنان مثلا بادرت أمريكا وحلفائها بنصب شبكة ألغام وضمن أجراءات مقابلة تمثلت في فرض عقوبات وأجراءات أقتصادية ضد لاعبين أساسين في محور لبنان إيران لأفراغ هذا النصر الجزئي من محتواه، كما أن خلط الأوراق في كل مرة في سوريا بعد أي أنتصار يحسب لطهران وحلفائها يعقد من الأمر ويعيد الوضع للمربع الأول بتدخل مباشر كما حدث مع الضربات الأمريكية أو بتحريك القوى المقاتلة والتي تستهدف التحالف السوري الإيراني للأنقضاض على كل منجز على الأرض، الأمر هنا في العراق لم يكن بعيدا عن المنهج الصراع الأمريكي الإيراني الذي يرسم وجه المنطقة عامة، ولو أن نتائج الأنتخابات أظهرت صوت نوعي للشعب العراقي يحدث لأول مرة، وهو رفض كلا المشروعين المتصارعين بوضوح وبلغة صارمة، بالرغم من أن بعض التفاصيل كانت بمصلحة هذا الطرف أو ذاك ولكن النتيجة الكلية التي نؤمن بها، (أن تطوير وأنضاج التجربة المرافقة لأنتخابات السبت العظيم قد تؤسس لمرحلة قرار عراقي مستقل) يراع المصلحة العراقية العليا وقد ينقذ الوضع عامة ويجنب العراق المزيد من الخسائر الأستراتيجية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهر النرجس والجلنار _ فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- ربيع النرجس والرمان _ فصل من روايتي (النرجس والرمان)
- الإيمان الممدوح والتدين المذموم
- البديل الممتهج لإدارة الأصلاح والتغيير في العراق
- العلمانية وموقف الرفض المسبق للأفكار المنافسة
- أهمية مشروع الدين وأرتباطه بالتحولات الزمنية الكونية
- قسم
- قراءة في المشهد العراقي ما بعد الأنتخابات... ح4
- لا تطرق الباب
- قراءة في المشهد العراقي ما بعد الأنتخابات... ح3
- قراءة في المشهد العراقي ما بعد الأنتخابات... ح2
- قراءة في المشهد العراقي ما بعد الأنتخابات... ح1
- بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغير والأصلاح ليوم 1352018
- تناقضات الخطاب الديني في المفاهيم والممارسات
- رسالة الى السيد نوري المالكي مع شديد الأحترام.
- البحث عن ملاذات أمنه في زمن هبل
- من مذكرات جندي على ساتر الحجابات....ح4
- من مذكرات جندي على ساتر الحجابات....ح3
- مفهوم النظام والتنظيم ودورهما في صيانة المجتمع المدني
- من مذكرات جندي على ساتر الحجابات....ح2


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق ساحة الصراع القادمة بين إيران وأعدائها ح1