أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد الطائي - الرسالة التي لم تنشر















المزيد.....

الرسالة التي لم تنشر


عماد الطائي
فنان تشكيلي


الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 07:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتبت عام 2003 أفكاري وتوقعاتي لما سيحدث للعراق في حالة نجاح حربا كبيرة عليه تطيح بنظام صدام وتنتهي بانتصار أمريكا، فكتبت يومها الموضوع بشكل بسيط وعلى اساس ان كل شيء قد تم وان الحرب قد إنتهت مع انها كانت قائمة ولم تزل وان خيارات عديدة كانت تطرح سواء من الدول الاوربية او العربية وما كان علي الا وان ارسل تشاؤمي ذاك الى أصدقائي والى صحيفتين عربيتين لاطلاعهم والتفضل بالنشر لو سمحت سياستهم لكن النشر لم يحدث وقررت ان اسمّي الحرب احتلال بدلا من التحرير لذلك عنونت الموضوع (العراق بعد الاحتلال)......
وهاهي الرسالة اطلعكم عليها اليوم بمناسبة مرور ثلاثة اعوام على الاحتلال الغاشم الذي جاء بثورة للتخلف والطائفية المقيتة ثورة الدماء والفرقة ثورة استباحة ارض العراق لكي تتحول الى ملجأ الى اكثر أفاعي العالم سموما، الثورة التي اعتقلت صدام لكي تأتينا بآلاف مثله ثورة الايمان المزيف والإتجار بالدين وارواح الابرياء ثورة القضاء على كل ما هو جميل في العراق!!!!
واليكم النص الكامل بدون أي تغيير، كتب اثناء الحرب في الرابع والعشرين من شهر آذار 2003

(العراق بعد الاحتلال)
ها هي الحرب الامريكية لاحتلال العراق قد حطت رحالها واحتلت القوات الامريكية بعد معارك ضارية كافة انحاء العراق وسيطرت على اموال العائلة الحاكمة برمتها وكرر التأريخ نفسه حيث بدأ الاستعمار البريطاني للعراق بحجة تحريره من الحكم العثماني واليوم بحجة تحريره من نظام صدام.
واضحى جليا لكل عراقي ان امانيه وغالبية احلامه حول العراق التي كان يحلم بها ايام حكم صدام هي مجرد احلام لا يمكن تحقيقها حيث اصبح العراق تحت هيمنة الطغمة العالمية لاستغلال العالم، خليط من المافيات الاستعمارية السابقة والمنظمات الصهيونية اليمينية المتطرفة والتي تضع خطوط حمراء للتقدم لا يمكن تخطيها من قبل الانظمة العربية مهما كان جبروتها وقوتها خاصة ما يتعلق بتطوراتها الاقتصادية والاجتماعية وفق مبدأ صهيوني استعماري شعاره كل ما يضعف العرب قوة لنا وكل ما يقويهم إضعاف لنا.
إن كل ما حصل هو مجرد القضاء على الرئيس العراقي وعائلته وعشرات القياديين التابعين له ولاجهزة الامن والمخابرات المروعة مقابل سيطرة امريكا على الشؤون النفطية والمالية. اما الباقي فلن تطرأ عليه تغيرات جذرية كبيرة وفق الصورة التي ارسمها لكم أدناه
- يبقى الامن منفلت تماما والجريمة على اشد أشكالها،وتبرز الاغتيالات وجرائم المافيات بشكل مثير وهي صمامات تحركها وتستغلها حسب مصالحها وخططها أجهزة السيطرة العالمية التي ذكرتها أعلاه.
2- تشتد ظاهرة الرشوة والمحسوبية والمنسوبية بحيث تفوق ما كانت عليه عشية النظام السابق.
3- يمنع تطوير أي تصنيع عراقي جاد وتبقى الزراعة متخلفة والقرى العراقية محافظة على نمطها كمثل صارخ للتدهور الحضاري.
4- تبقى مشاريع الري الكبيرة مجمدة ومهام التفريط بالمياه قائمة وذلك لكي تكون ضمان لتحريك المشاكل مع سورية أو تركيا ، حين يتطلب الامر.
5- تبقى ظاهرة التخلف الاجتماعي على شكلها قبل الإطاحة بحكم صدام حسين بحجة ان ذلك من قـيم الدولة الاسلامية وتقاليد العرب كما جرى لأفغانستان بعد القضاء على نظام طالبان ، حيث تم الحفاظ على النمط الرجعي للدولة وكذلك الحفاظ على الاجراءات التي قامت بها حكومة طالبان لتدمير البنية التحتية للمؤسسات الثقافية والاجتماعية المتمدنة التي كانت على وشك ان تزدهر وتتطور بسرعة قبل سيطرة الرجعية العميلة لامريكا على زمام الامور في افغانستان.
6- تكون ظاهرة البطالة من الاوراق المهمة للعبة القادمة وستسارع الحكومة القادمة لجلب آلالاف بأسرع وقت كأيدٍ عاملة تمهيداً لسد تدفق العراقيين العائدين من بلدان الغربة وضمان إستمرار تشويه المجتمع العراقي بعادات وممارسات سبق وان مارستها غالبية هذه الفئات الخطرة مثل اشاعة اللاابالية ، ترك العمل بالسياسة، التملق والرياء، الانتهازية، الغش والحيلة، نشر تعاطي المخدرات والرشوة اضافةً الى التجسس والتخريب المبرمج.
7- ستقوم تصفيات تدريجية للتجمعات والاحزاب المعادية للامبريالية اضافة الى الاغتيالات المبطنة واحتمال ان يستغل الدين لهذه المهام استغلالاً بشعاً وتتم تصفية الشخصيات الديمقراطية والمتعلمة من طائفة الشيعة العائدة للعراق وسوف يعول على اشاعة الفوضى في صفوف هذه الفئات.
8- سيمنع العراق من ان يتوجه الى سياسة الانفتاح الاقتصادي لايجاد بدائل عن ايرادات تصدير النفط وتكون ظاهرة الفقر والشحاذة مستمرة وقوية كأحد الروافد العظيمة لاذلال العراقيين وتثبيت فئة إجتماعية فقيرة أزلية في المجتمع وسيتم عزل ومحاربة كل الشخصيات والتنظيمات السياسية التي وقفت ضد الحرب الامبريالية على العراق.
9- يكون الطابع العام للمجتمع رجعي منغلق كما كان في عهد صدام، تمنع فيه كل المؤسسات الحضارية المتمدنة بما فيها مراكز اللهو والترفيه التي كانت قائمة حتى في ظل حكومة نوري السعيد وسيتم الحفاظ على التحجب على اعلى مستوياته المبالغ بها.
10- ربما تعطى في الوهلة الاولى بعض المؤسسات لادارتها من قبل نساء عراقيات كخطوة تكتيكية مؤقتة حالما يتم إلغائها لاحقا بحجج مدروسة مسبقا ويبقى دور المرأة العراقية هامشي.
11- سيبقى الاقتصاد العراقي مثقل لسنوات طويلة بديون تحرير العراق والتي تدفع لامريكا وبريطانيا.
12- منع وتخريب أي نهضة سريعة لتصنيع النفط والقيام بثورة صناعية مهما كانت بسيطة ، وسوف يصبح العراق مستورد ابدي لابسط احتياجاته.
13- مد خط نفطي مباشر يضمن تصدير النفط الخام العراقي الى إسرائيل مباشرة مع تسهيلات لمصر والأردن وذلك تنفيذا لاتفاقيات سرية بين محتلى العراق وهذه الدول وكرد للجميل والمساعدة العظيمة التي قدمتها الاجهزة الصهيونية المتطرفة في ايصال السياسة الامريكية نحو الاحتلال المباشر لمنابع أعظم احتياطي للنفط في العالم. وكشكر للجهات السرية التي ساهمت واستغلت ما بعد جريمة الحادي عشر من شهر ايلول في نيويورك، وسيتم حالا بيع النفط العراقي بالدولار الامريكي بدلا من اليورو الاوربي.
14- التضييق على السلع الفرنسية والألمانية وتصبح مصر المصدر الرئيسي العربي للعراق والمستفيد الاول من النظام الجديد بينما تبقى العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية مع سورية ولبنان وليبيا شكلية.
15- سيتم الاحتفاظ ببعض ضباط المخابرات العراقية ورجال الامن للاستفادة منهم لاحقا.
16- تعود ظاهرة (سحل)القتلى والتمثيل بجثث الموتى في الاسابيع الاولى للحكم القادم.
17 يتم فتح سفارة لاسرائيل في بغداد بعد فترة وجيزة من الحاق العراق بسياسة مصر والاردن الخارجية مع ضمانات مشددة جدا لعدم ظهور تقارب بين اليسار اليهودي المعادي لليمين الصهيوني المتطرف والحركات العراقية اليسارية السرية والعلنية منها وسوف تستفيد إسرائيل من هذه الفرصة لتصبح أفضل دولة عسكريا واقتصاديا في المنطقة وبدون منافس.
18- يتحول العراق الى نظام اقتصادي مشوه تجري خلاله عملية إنهاء القطاع العام برمته وسيطرة القطاع الخاص على زمام الامور حيث تبرز ظواهر غلاء وأزمات مواصلات وسكن ورعاية صحية.
19- تلغى المخصصات الهائلة التي كانت تهدر على تسليح الجيش من قبل الانظمة العراقية السابقة لكنها لن تخصص لمشاريع صناعية اجتماعية مثمرة انما تستغل كحجة فقط لتبرير جعل العراق ذو إمكانيات عسكرية ضعيفة متواضعة وشكلية.
أخيرا سوف تشيع فوضى سياسية واجتماعية كبيرة بعد أن تنطفئ فرحة ونشوة القضاء على النظام الحاكم في العراق الذي لم تشهد دولة في العالم مثيلا له، للطرق والبدع التي اتبعها في تثبيت حكمه وقسوته الفائقة في انهاء المعارضين له ، وحالما تشعر الناس ان ما يجري من تغيرات في العراق هي مجرد نتائج رفع الحصار الاقتصادي عنه وليس هبة من الحكومة المؤقتة للشعب العراقي وذلك بسبب الخطة المحكمة جدا للسيطرة على اقتصاده وجيشه لمصلحة من يقف خلف مقاليد الهيمنة الامريكية واليمين المتطرف الاسرائيلي.
عماد الطائي 24 آذار 2003



#عماد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتداعى استغلال الدين الإسلامي !! .....
- من سيشكر ايران على دعوتها الفارغة؟
- المسلمون كبش للفداء!
- اما المرجعية الدينية او دولة القانون
- ما الذي ننتظره من الجبهة العلمانية؟
- الحوار المسؤول لا يحتمل التأجيل
- العراق بحاجة إلى سلطة اليد الحديدية
- مصالح الانسان الذاتية اقوى من التأثيرات الدينية والسياسية
- القضاء على الفساد الإداري بين الواقع والحلم
- مصائب قوم عند قوم فوائد
- ما هي شروط خوض انتخابات المستقبل
- أعداء الاحتلال ليسوا بالضرورة أعداء لأمريكا
- احد عشر شهراً...هل هي امتحان لرئيس الوزراء أم للشيعة؟
- إدارة بوش تعمل على خنق العلم
- الديمقراطية أصناف ونحن لا نستوعب حتى أسوأ أنواعها
- الوطنية بين التشويه المتعـمد ومكر المحتـل!
- التضامن مع اليسار نصر للديمقراطية
- الامم المتحدة تدعم نهب العراق
- كيف فتـتوا الفولاذ
- الاتفاق على الحد الأدنى قبل الانتخابات ام بعدها؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد الطائي - الرسالة التي لم تنشر