أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - الدعم الأمريكي لتايوان ومناكفة الصين















المزيد.....


الدعم الأمريكي لتايوان ومناكفة الصين


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5882 - 2018 / 5 / 24 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تتوقف آلة صنع القرار الأمريكي عن إنتاج قرارات وإجراءات بهدف تعميق سيادة وهيمنة البيت الأبيض ورجال المال الذين يقفون خلفه على العالم، ومناكفة أي بؤرة مقاومة أو منافسة عالمية.. تُمرِر تلك الآلة نفوذها عبر بوابات عدّة قد تخلقها خلقًا إن تطلب الأمر، أو تبني على ما هو قائم، بحيث تنمي بذور الشقاق والخلاف الداخلي، بهدف إضعف الكيان المُستهدف وإرباكه، وخلق بيئة تسمح لها بالتواجد ضمن النسيج تحت لافتات "تقديم الحل" أو "رعاية التوافق" أو "دعم أحد طرفي النزاع"، وهو الطرف الذي يدور في فلكها وينتمي إلى معسكرها، وهو ذاته الذي يتم تسويقه إعلاميًا على أنه الطرف مهضوم الحق، الذي يجب أن يتوافر له ما يحميه من أنياب الطرف الآخر، في عملية تسووية تجري بعناية واحتراف، وتقوم عليها شركات علاقات عامة جبّارة، تجعل صاحب الحق والمضاد له على مستوى واحد، ثم يتم التلاعب بالمزاج الإعلامي فيما بعد اتكاءًا على جملة من الشعارات "الإنسانوية" المبتورة مع التضخيم والنفخ وتركيز الضوء، وجعل الخطأ أيًا ما كان مستواه على درجة واحدة، بحيث يبدو، على سبيل المثال، من يركن سياراته في منطقة مخالفة بالطريق، معادل تمامًا لخطأ سائق سيارة نقل، يقود وهو نصف مخدّر، وقرر أن يصطدم بمجلس عزاء على هامش الطريق وخلّف وراءه قتلى ومصابين!.

الصين وتايوان.. خليفة تاريخية:

تايوان هي عبارة عن جزيرة محدودة المساحة 36 ألف كيلومتر مربع (أكبر من نصف مساحة شبه حزيرة سيناء بقليل) تقع شرقي الصين، تاريخيًا هي جزء طبيعي من الصين، وبصورة أوضح منذ تأسيس الجمهورية في عام 1912 على يد "صن يات سين" والكومنتانج، وقعت الجزيرة تحت الاحتلال الياباني في أوقات سابقة عن الحرب العالمية الأولى، وبقيت حتى هزيمة اليابان في نهاية الحرب الثانية، وانسحبت منها اليابان مع غيرها من الجزر بالإضافة إلى إقليم منشوريا شمالي شرقي الصين.

حتى عام 1949، لم يكن هناك جدال في تبعية الجزيرة للصين، التي كان يحكمها آنذاك "شيانغ كاي شيك"، وهو بذل جهدًا في توحيد الصين، بمحاربة الأباطرة الانفصاليين، بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي بعد رحيل "صن يات سين"، لكنه انقلب فيما بعد وطرد الخبراء السوفيت، وحارب الاشتراكيين، ومارس أفعال ديكتاتورية بالبلاد، حتى أنه انصرف عن الغزو الياباني لـ"منشوريا" في مقدمات الحرب العالمية الثانية، منشغلًا بمهاجمة الجيش الأحمر، وبعد هزيمة اليابان وانتصار الحلفاء في الحرب التي خاضها الصينيون كجبهة موحّدة كان فيها "ماو سي تونج" والاشتراكيين مع "شيانغ كاي شيك" ضد العدو التوسعي الياباني، عادت الأجواء للتوتر وأدى إلى نشوب حرب داخلية، كان الطرف المضاد للقوميين "الكومنتانج" هو جماهير الفلاحين الصينيين والطبقات الشعبية بزعامة ماو سي تونغ، انتهت الحرب بخسارة حكومة "شاينغ كاي شيك"، وفراره من عاصمته شرقي الصين، إلى الجزيرة الصينية "تايوان"، وأعلن منها أن حكومته هي الممثل الشرعي للصين، ولقي دعمًا غربيًا كثيفًا، لمواجهة جمهورية الصين الشعبية التي أسسها "ماو" ورفاقه، حتى مقعد مجلس الأمن الدائم، الذي هو من نصيب الصين، تم تسلميه للحكومة "التايوانية" باعتبارها ممثل الصين.. لقيت جمهورية الصين الشعبية بقيادة ماو، دعمًا من المعسكر الاشتراكي، رغم خلافات مستقبلية ستقع مع الاتحاد السوفيتي، وانضمت لحركة عدم الانحياز، ونتيجة للعلاقات المتطورة بجمال عبدالناصر، تباعدت علاقتها مع الكيان الصهيوني، وناصرت العرب في حروبهم مع "إسرائيل"، وانحازت بقوة للتنظيمات الثورية الفلسطينية تحديدًا بالستينات، ردًا على دعم "إسرائيل" للهند في حربها مع الصين.

حازت تايوان بقيادة شيانغ كاي شيك، بعلاقات تجارية قوية مع المعسكر الغربي و"إسرائيل"، واعتبرتها الولايات المتحدة "قاعدة بحرية لا تغرق"، وتقع في منطقة شديدة الحساسية والأهمية، وعليه حركت قطعها البحرية في عهد "هاري ترومان"، للتصدي لأي بادرة قد تظهر من جمهورية الصين الشعبية إن هي قررت القيام بعمل عسكري، وإعادة تايوان إلى أحضان الدولة.. ورغم أن الولايات المتحدة لم تكن في باديء الأمر متحمسة للتدخل كونها رأت أن "الصين الشعبية" –قطعًا- ستكون قادرة على ضم الجزيرة، وأنه من المناسب البحث عن مدخل آخر، لمناكفة وتعجيز هذا الكيان القوي الناشيء، إلا أن الحرب الباردة، والصراع الكوري-الكوري، بين الشمالية الاشتراكية والجنوبية التي تحظى بدعم غربي بين عامي 1950 و1953، دفع الولايات المتحدة للتحرك ومناصرة حكومة "تايوان" وتقديم الدعم اللازم، إلى حد تحريك الأسطول السابع إلى المنطقة.

في عام 1971، انتقل مقعد الصين، إلى حكومة الصين الشعبية، وكانت الخطوة الأمريكية، جزء من محاولة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون خطب ود الصين الشعبية للتخفيف من دعمها لقوات فيتنام الشمالية التي أذاقت القوات الأمريكية وقوات فيتنام الجنوبية التي تحظى بدعمها، الأمرّين (حرب فيتنام من 1955 حتى 1975)، ووصلت خسائر الفيتناميين في هذه الحرب مئات الآلاف من البشر، ويقفز البعض بالرقم إلى ما هو أبعد من ذلك حيث يوصله إلى ما بين 2 إلى 4 ملايين؛ ونفذ نيسكون زيارته التاريخية إلى الصين الشعبية والتقى "ماو"، وكان هذا يعني صفحة جديدة في العلاقات مع بكين، ويعني بالتبعية تقليص العلاقات مع تايوان، رغم أن الولايات المتحدة دفعت نحو السماح لتايوان بالإبقاء على مقعدها أيضاً، بمجلس الأمن، إلا أن ثقل المعسكر الصيني السوفياتي في العالم وتورّط الولايات المتحدة في فيتنام، أجبر البيت الأبيض على قطع علاقاته مع تايوان، التي كان لا يزال "شيانغ كاي شيك" حاكمًا دمويًا لها وبقي حتى وفاته في 1975، ويقدم الدعم للمجهود الحربي الأمريكي في فيتنام، بينما يقوم بعدد من الاعتقالات والإعدامات للسكان الأصليين، وسيطور ابنه الذي سيخلفه في الحكم، قبضته.

لكن الولايات المتحدة، لم ترفع في الحقيقة دعمها عن تايوان، إذ أصدرت في عام 1979 ما يعرف بقانون "العلاقات مع تايوان" والذي بموجبه تلتزم واشنطن بالوقوف إلى جانب تايوان ودعمها في جهودها الهادفة لتعزيز قدراتها على صعيد الدفاع عن نفسها ضد الصين.

بعد رحيل الزعيم الصيني "ماو سي تونج" في 1976، اختلفت سياسة الصين الاقتصادية وبالتالي السياسية، وإن ليس بالكلية، حيث لا تزال الشركات الصينية المملوكة للقطاع العام –بحسب أحمد السيد النجار- تقود اقتصاد البلاد، ولكن تبدّل السياسات الصينية، وسياستها الانفتاحية على الغرب، والتخفيف من الصدام، حتى على مستوى العلاقة مع "إسرائيل" فقد تطورت إلى تحالفات تجارية وتعاون، أدى إلى إتمام علاقات دبلوماسبة في 1992!، ما يعنينا هنا، أن العلاقة مع الغرب، كانت دومًا ما تتزامن مع تخفيف للتوتر مع تايوان (التي تنامت فيها الأحزاب والحركة السياسية، وتنوعت المشارب بين دعاة انفصال عن الصين، ودعاة وحدة وتقارب، وقوميين من أتباع "الكومنتنانع" حزب شيانح كاي شيك القديم).. إلا أن الصين التي نوّعت في شكل اقتصادها، بقيت قوية كما كانت ومنافس قوي للمنظومة الغربية، وقطب جديد ناهض في السياسة الدولية، خاصة إذا تم التركيز على هذا القطب في سياق علاقة القرب مع روسيا، وهو ما اتضح في الأزمة السورية الأخيرة، والفيتو المتكرر، والذي أجهض أي محاولة أوروبية للتدخل المباشر في الأزمة، أو تعطيل جهد تطهير البلاد من التنظيمات المتطرفة، وللصين موقف أخرى مشروفة فيما يخص معارضة الحرب على العراق في 2003، والامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن بالتدخل في ليبيا 2011.. ماسبق، يتقدمه قوة الصين الاقتصادية وغزوها الأسواق العالمية، ونفوذها في افريقيا، يدفع الولايات المتحدة للإبقاء على العلاقة مع "تايوان" قائمة ومتطورة رغبة في مناكفة الصين، وإرباكها وتويترها.

ماذا ترى الخارجية الصينية اليوم؟

بحسب وزراة خارجية الصين فإنها تعتبر تايوان جزء لا يتجزأ من الصين ، ذلك ليس واقعا تاريخيا فحسب بل يعترف به المجتمع الدولي كله . وخلال الفترة ما بين عام 1895 و1945 ، كانت اليابان قد اغتصبت تايوان وجزر بنغهو. وفي يوليو عام 1937 ، شرع الشعب الصيني في خوض الحرب ضد الغزاة اليابانيين . وكانت هذه الحرب جزءا من النضال العالمي ضد الفاشية، ولقيت تأييدا واسعا من شعوب العالم . ومن أجل معارضة دول المحور الفاشي الذي تكون من ألمانيا واليابان وإيطاليا في فترة الحرب العالمية الثانية ، كونت الصين مع الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى محور الحلفاء. وفي أول ديسمبر عام 1943 ، أصدرت الدول الثلاث -- الصين والولايات المتحدة وبريطانيا "تصريح القاهرة" ، وأشارت فيه إلى أن " هدف الدول الثلاث هو طرد اليابان من جميع الجزر التي اغتصبتها أو احتلتها في المحيط الهادي بعد نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914 وإعادة الإراضي الصينية التي اغتصبتها مثل مناطق منشوريا وتايوان وجزر بنغهو إلى الصين. وأكد "بلاغ بوتسدام" الذي وقعت عليه الصين والولايات المتحدة وبريطانيا في 26 من يوليو عام 1945 وأيضا وقع عليه الاتحاد السوفياتي السابق بعد ذلك أكد مجددا أنه "لا بد من تطبيق شروط تصريح القاهرة". وفي 15 من أغسطس عام 1945 ، أعلنت اليابان استسلامها، وأقرت في "وثيقة استسلام اليابان" ب" قبول المواد المنصوص عليها في بلاغ بوتسدام الذي وقعت عليه الصين والولايات المتحدة وبريطانيا بصورة مشتركة في 26 من يوليو عام 1945 ووقع الاتحاد السوفياتي عليه بعد ذلك" . وفي 25 من أكتوبر، أقيمت في مدينة تايبي مراسم قبول استسلام اليابان بمقاطعة تايوان التابعة لمناطق الصين الحربية ضمن الدول الحليفة حيث أعلن ممثل حكومة الصين قبول الاستسلام :" اعتبارا من ذلك اليوم انضمت تايوان وجزر بنغهو إلى خريطة الصين رسميا من جديد ، وقد عادت الأراضي كلها والشعب والشؤون السياسية إلى سيادة الصين ". وبالتالي أعيدت تايوان وجزر بنغهو إلى سيادة الصين . وتأسست حكومة جمهورية الصين الشعبية في أكتوبر عام 1949 ، وهي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين كلها ، وقد أقامت حتى الآن علاقات دبلوماسية رسمية مع 161 دولة . وفي 25 من أكتوبر عام 1971 ، أجازت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 2758 ، اعترفت فيه بأن "ممثل حكومة جمهورية الصين الشعبية هو الممثل الشرعي الوحيد للصين لدى الأمم المتحدة ، وأن جمهورية الصين الشعبية هي إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي "، وأن قررت "إعادة جميع الحقوق الشرعية في الأمم المتحدة إلى جمهورية الصين الشعبية " . وفي الوقت نفسه تم طرد "ممثل " سلطات تايوان . وعليه قد اعترفت الأمم المتحدة والعالم كله بأن في العالم صينا واحدة فقط ، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين ، وأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين كلها.

ما الجديد؟

أعلن الملياردير الأمريكي دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية أنه سيتصدى للقوة الصينية الاقتصادية، وسيحاصر بضائعها التي تمر إلى السوق الأمريكي، ورغم أن مراقبين اعتبروا أنه كلام تقليدي من الجمهوريين لدغدغة مشاعر الناخبين وتصريف غضب الجمهور "الأبيض"، من أحواله الاقتصادية المتراجعة تجاه أعداء خارجيين أو داخليين كالمهاجرين واللاجئين، بعيدًا عن الشركات الاقتصادية الأمريكية الكبرى أو البيرقراطية العسكرية الأمريكية، إلا أن الواقع يؤكد قلق أمريكي من الصين، ومساعي واقعية لحصارها، إن أمكن أو على الأقل تحجيمها.

اتصال بين ترامب ورئيسة تايوان

ففي الأيام الماضية، الأسبوع الأول من ديسمبر 2016 أشارت وسائل الإعلام إلى الاتصال الذي جرى بين دونالد ترامب ورئيسة تايوان تساي إينغ وين، على اعتبار أنه "مخالف للعرف الدبلوماسي".

وأثار هذا الاتصال موجة انتقادات داخلية، إضافة إلى احتجاج صيني شديد اللهجة.

واعتبرت نادين شلق في الأخبار اللبنانية أن: " أسلوب ترامب الاستفزازي ليس غريباً عن السياسة الأميركية، والذي كان قد خَفُت خلال ولايتي باراك أوباما، بعدما أحاله هذا الأخير على خطاب متقارب مع الخارج، موازياً إياه بحروبه غير المُعلنة. أما الآن، فيعمل ترامب على إعادة ذلك الخطاب إلى أساسه، ولكن وفق نوعية خارجة عن القواعد العامة، تتلاءم مع لفتاته الاستفزازية، التي تطاول الداخل والخارج.

وبالنظر إلى حادثة تايوان، فهي تعدّ مثالاً معبّراً عمّا تقدّم، خصوصاً أن الاتصال لم يستفز الصين فقط، ولكن أيضاً الساسة والمراقبين الأميركيين، إضافة إلى ما يمكن أن يشكل استخفافاً لتايوان، يعكسه تبرير ترامب عبر موقع «تويتر»، بالقول إن «من المثير للاهتمام كيف أن الولايات المتحدة تبيع تايوان معدات عسكرية بمليارات الدولارات، ولكن يجب أن لا أقبل اتصال تهنئة».

ووفقاً للعرف الدبلوماسي، تعتبر تايوان جزءاً من الصين الكبرى، وغير معترف بها كدولة مستقلة، بالرغم من أنها لا تخضع للصين من الناحية الإدارية والسياسية. ويرى البعض أن المكالمة الهاتفية بين ترامب ورئيسة تايوان تشكل خرقاً لقواعد البروتوكول، خلال المرحلة الانتقالية للسلطة في الولايات المتحدة".

وقد عقّبت صحيفة «واشنطن بوست» على الأمر، بالقول إن ذلك الاتصال، كان عبارة عن حركة استفزازية متعمّدة، أسّست لقطع علاقة الرئيس المقبل مع الماضي.

ونقلاً عن أشخاص على صلة بالتخطيط لهذه الخطوة، أشارت الصحيفة إلى أن «الاتصال التاريخي ــ الأول بين زعيمي الولايات المتحدة وتايوان منذ عام 1979 ــ جاء نتيجة أشهر من التحضيرات التي جرت بصمت، وللمداولات بين مستشاري ترامب بشأن الاستراتيجية الجديدة للانفتاح على تايوان».

تجديد قانون العلاقات الأمريكية التايوانية.. واعتراض صيني

لكن قبل اتصال ترامب مع تساي، كانت الولايات المتحدة في مايو 2016، قد أقرت بتجديد الدعم للقانون خاص بالعلاقات الأمريكية التايوانية.

وقتها اعترضت الصين، وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي، عن رفض بلاده التام للقرار الصادر عن مجلس النواب الأمريكي ، متهما الولايات المتحدة بالتدخل في الشأن الداخلي الصيني.

وقال المتحدث إن هذا القانون حول العلاقات الأمريكية التايوانية يعد إنتهاكا جسيما لسياسة "الصين الواحدة"، والمبادئ التي تنص عليها البيانات الصينية – الأمريكية الثلاث، وحث الولايات المتحدة على الالتزام بتعهدها بمعارضة استقلال تايوان كما طالبها بالعمل على إزالة الآثار السلبية التي نتجت عن تبنيها لهذا القرار.

رئيسة تايوان "تساي إنغ وين" تميل إلى التباعد عن الصين.. وبكين تلوّح بالخيار العسكري

فازت رئيسة تايوان "تساي إنغ وين" من الحزب المعارض "الديمقراطي التقدمي"، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وجرى تنصيبها في مايو 2016، قد أسست حملتها الانتخابية تحت شعار معارضة تقارب الجزيرة مع الصين، وتعتبر من دعاة الانفصال.

وقد تغلبت على منافسها بفارق ملحوظ، وقد حظيت بدعم من جانب الشباب المعارض لتزايد تأثير الصين في اقتصاد الجزيرة وحياتها السياسية.

ويذكر أن الصين قد تقبل بقاء "تايوان" كما هي ضمن هذا الوضع الملتبس، شرط أن لا تبارد السلطات التايوانية، كما تطلق عليها بكين، إلى الانفصال أو قطع العلاقات التجارية مع الصين والتي تطورت في السنوات الماضية، وتطوير العلاقات مع واشنطن.

ووفقًا رويترز، فإن فوز الحزب المعارض على حزب الشعب القومي (كومينتانغ) في الانتخابات جاء نتيجة استياء الناخبين من مشروع اتفاقية تجارية مع الصين، تمنح شركات الأخيرة حرية واسعة للعمل في الجزيرة. لذلك، أعلن الحزب الفائز أن الصفقات الاقتصادية مع الصين مستقبلا يجب أن تحصل ثلاث مرات على موافقة البرلمان.

وتوضح صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن هذا القرار أغضب بكين، التي تعتبر تايوان محافظة صينية منشقة. غير أن الصين مستاءة ليس فقط من هذا القرار، بل تنظر إلى الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يتضمن نظامه الداخلي مادة بشأن إعلان الجزيرة "جمهورية تايوان المستقلة وذات سيادة".

فالحديث عن استقلال الجزيرة بالنسبة إلى بكين وغالبية سكان الصين، هو تحدٍ لا يمكنهم الموافقة عليه. وقد حذر الحزب الشيوعي الصيني مرارا من أنه مستعد لاستخدام القوة، في حال سيطرة الانفصاليين على الجزيرة.

وعلى الرغم من إعلان الرئيسة تساي عن أنها ستحافظ على وضع الجزيرة الحالي، فإن الصين قررت إجراء تدريبات استعراضية للقوة عشية تنصيبها رئيسة للجزيرة.

وكان هدف بكين من تدريبات الإنزال العسكري في خليج تايوان تذكير تايبيه (العاصمة التايوانية) بأن الصين ستستخدم القوة في حال إعلانها الاستقلال.

وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن القوات الجوية نفذت عمليات إنزال في مقاطعة فوجيان المتاخمة لتايوان؛ مؤكدة أن هذه التدريبات ليست موجهة ضد أي جهة.

غير أن ني ليسيون، الخبير في الشؤون الحربية – البحرية في جامعة شنغهاي، يقول إن هذه التدريبات أظهرت أن بمستطاع الجيش السيطرة على تايوان. كما أن هذه التدريبات كانت تحذيرا للأمريكيين.

ما علاقة الأمريكيين بالأمر؟ سؤال يطرح نفسه. يقول الباحث العلمي في معهد الشرق الأقصى الروسي ألكسندر لارين إن الولايات المتحدة أخذت منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي على عاتقها التزامات بشأن تايوان، "رغم أن هذه الالتزامات غامضة نوعا ما، حيث تم إقرار قانون العلاقة مع تايوان والاعتراف بجمهورية الصين الشعبية. ومنذ ذلك التاريخ لم تتغير مواقفها. فالولايات المتحدة لم تأخذ على عاتقها التزامات واضحة تجاه تايوان، ولكنها في الوقت نفسه لن ترفض الدفاع عنها".

ويضيف الباحث أن المهم لواشنطن هو إظهار أنها لن تتخلى عن تايوان، لأن "هذا مهم لواشنطن، ليس فقط لدعم صفة الجزيرة، بل وأيضا لتثبت لحلفائها في آسيا أن الولايات المتحدة لن تتركهم وحدهم ولا تنوي مغادرة المنطقة".

كما تتمتع هذه المسألة حاليا بأهمية خاصة على ضوء تطور الأحداث في بحر الصين الجنوبي؛ حيث أنشأت الصين جزرا اصطناعية وأعلنتها ملكا لها. فلم توافق الولايات المتحدة على هذا، ولذلك ترسل إلى هناك سفنها وطائراتها الحربية.

وقف الاتصالات الرسمية المنتظمة التي أجرتها بكين وتايبيه منذ 2014

في 25 يونيو 2016 أعلنت الصين تجميد علاقاتها مع تايوان، بعد أن رفضت حكومة الجزيرة الاعتراف بمبدأ "الصين الواحدة".

ونقلت وكالة (فرانس برس) عن مكتب شؤون تايوان الصيني وقف الاتصالات الرسمية المنتظمة التي أجرتها بكين وتايبيه منذ 2014.

وقال المتحدث باسم المكتب آن فنغشان على موقعه: "تم تجميد آلية التواصل الثنائية".

وأوضحت الصين أنها أوقفت الاتصالات لأن تايوان رفضت الاعتراف باتفاق ضمني تحت مسمى "توافق 1992" بين المسؤولين الصينيين وحزب كيومنتانغ ينص على وجود "صين واحدة".

وعلى الجانب الآخر رفض مجلس شؤون تايوان المسؤول عن التواصل مع الصين تأكيد تجميد العلاقات، وقال إن "الحكومة ستبقي الباب مفتوحا للتواصل وستبذل كل جهد للحفاظ على الآلية القائمة".

الصين تطلب عدم إدخال رئيسة تايوان إلى الولايات المتحدة

منذ أيام، طلبت الصين من واشنطن منع دخول الرئيسة التايوانية الأراضي الأميركية بعد تقارير، أفادت أنها قد تحط في نيويورك لإجراء محادثات مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب الشهر المقبل في طريقها إلى أميركا الوسطى.

وتقيم تايوان علاقات دبلوماسية مع 22 دولة ويقوم قادتها بزيارات منتظمة إلى مجموعة صغيرة من حلفائها في أميركا الوسطى ومنطقة الكاريبي، مع التوقف في الولايات المتحدة غالبًا للقاء سياسيين متعاطفين.

وأفادت صحيفة ليبرتي تايمز التايوانية، أن الرئيسة تساي انغ وين، قد تسعى للقاء مسؤولين مهمين في فريق ترامب أثناء توقفها في نيويورك في طريقها إلى نيكاراغوا وغواتيمالا والسلفادور، رغم أن مكتبها لم يؤكد الجولة لوكالة فرانس برس.

غير أن الخارجية الصينية دعت الولايات المتحدة، إلى منعها من الدخول.

---
نُشر في ديسمبر 2016



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤامرة على فنزويلا.. وليس شيئًا آخر
- -مفهوم الحريّة- يتبع مصالح البيت الأبيض!
- شينجيانغ مخلب القط الأمريكي لإزعاج الصين: تمويلات غربية وحمل ...
- تفكيك الاتحاد اليوغوسلافي: مخطط غربي، ودور للفاتيكان وللسلفي ...
- يناير.. وواشنطن.. وروبرت جيتس.. (الموقف المركب والبحث عن الم ...
- انتخابات روسيا 1996.. حين شارك البيت الأبيض في دعم -بوريس يل ...
- علييف.. -شيعي- يرضى عنه البيت البيض وآل سعود
- التجارة بالدين.. صن ميونغ مون نموذجًا
- أمريكا وسوهارتو والتعصب الديني.. منفذو مجازر أندونيسيا 1965/ ...
- الدور الأمريكي التخريبي في كمبوديا 2
- الدور الأمريكي التخريبي في كمبوديا 1
- السرجاني وزرياب.. وكيف يلتقي الاستشراق في نسخته الاستعمارية ...
- عن السلفيّة الجاميّة.. وغريمتها السرورية.. وكيف يلتقيان؟
- الفلك الأمريكي: حين يُمسك بك العدو
- «داعش» كحاجز حدودي.. تهشّم
- ملف كامل عن الروهينجا وأزمتهم: الدور الاستعماري البريطاني.. ...
- إشعال بورما بوابة لاستهداف وعقاب الصين وإباحة جنوب شرق آسيا ...
- هل سمعت عن ثورة التايبنج؟
- من كابول إلى دمشق.. «الإخوان» العباءة الأمريكية!
- السعودية الأخرى: كل شيء كان وشيكًا أن يتغير


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - الدعم الأمريكي لتايوان ومناكفة الصين