أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد بن نبارك - 2. التحول نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب















المزيد.....

2. التحول نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب


حميد بن نبارك

الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 06:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2. التحــول نحــو نظـــام عالمي متعـــدد الأقطـــــاب





إن النقاش حول ما إذا كان العالم فعلا قد تحول من أحادي القطبية إلى متعدد الأقطاب ، يستمر داخل الدوائر الأكاديمية وكما يبدو لدى كثير من الخبراء في أن العلاقات الدولية والاقتصاديات الصاعدة التي أضحت تلعب دورا هاما في الاقتصاد العالمي وفي السياسات العالمية ، فقد أكد رئيس البنك العالمي “روبرتس زوليك: إذ كان 1989 عاما شهد نهاية العالم الثاني مع خفوت الاشتراكية فان عام 2009 يشهد ما يسمى نهاية العالم الثالث، إننا ألان في اقتصاد متعدد الأقطاب متطور، أين ظهرت بعض البلدان الصاعدة كقوات اقتصادية بارزة وأخرى تتحرك نحوى أقطاب نمو إضافية، والبعض الأخر يناضل من أجل بلوغ مكانتها في إطار هذا النظام أي الشمال والجنوب والشرق والغرب هي الآن كلها في البوصلة نقاط، وليس غاياتها القضايا الاقتصادية.
فمن خلال قراءة تحليلية لهذا المقال نجده يجعل من القوى الصاعدة وعل رئسها مجموعة البر يكس لها أجندات سياسية وأمنية تلعب عليها من أجل إيجاد مكان لها في النسق الدولي الراهن.
ولعل ما يؤكد أيضا كلام “روبرت زوليك” ما قاله “جيم أونيل” بعد انضمام جنوب إفريقيا لمجموعة بر يكس أوائل عام 2011 ، إذ انه أبدى ملاحظة قال فيها : “عندما وضعت مصطلح بريك لم أكن أتوقع أن يتكون تكتل سياسي من الدول الأربع نتيجة لذلك” .
ولكن بتوسع بريك لتصبح خمس دولن فان المجموعة قد تكون في طريقها الى تكوين تكتل سياسي على شاكلة الاتحاد الأوربي وتجمع الآسيان كخطوة جانبية للتعاون التجاري والاقتصادي بين الدول الخمس. فالسياسة تتبع التجارة حيثما ذهبت، فعملية ضم جنوب إفريقيا مثلا خضعت لاعتبارات سياسية وجيوبوليتيكا أكثر منها اقتصادية او تجارية، فكوريا الجنوبية والمكسيك تركيا تصنف ضمن الاقتصاديات الصاعدة، وكانت تملك مشروعية اكبر في الانضمام إلى بريك مقارنة بجنوب إفريقيا. فالدول الثلاث تشارك كل منها بنسبة 1% من الاقتصاد العالمي(يبلغ إجمالي الناتج المحلي للمكسيك 87 مليار دولار وكوريا الجنوبية830 مليار دولار وتركيا 615 م د). لكن الصين رأت ضرورة ضم دولة إفريقيا لتكون بريتوريا هي بوابة بريك إلى القارة السمراء في ظل السباق الأمريكي-الصيني المحموم على النفوذ والتجارة في القارة. هذا علاوة على أن جنوب إفريقيا تتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة ن فهي تشرف على المحيطين الأطلسي والهندي.
وما هو مؤكد أن ظهور دول مجموعة بر يكس كأقطاب جديدة للتنمية من خلال تحقيقها لنمو اقتصادي مستدام , زيادة القدرات العسكرية , فعالية التوسع في مجال التكنولوجيا الحديثة و زيادة معدل السكان جعلها توجه حجمها الضخم نحو المصادر السياسية و العسكرية محاولة لإعادة توزيع القوى في العالم , و تشكيل نظام متعدد الأقطاب , فظهور هذه الدول كفاعلين مؤثرين في النسق الدولي , جعل القوة لا تقتصر على الفاعلين التقليديين , بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بل اعتبروا كفاعلين جدد يمكن أن يؤثروا على ديناميكيات القوة العالمية, و هذا يمثل تحديا لوضع الولايات المتحدة الأمريكية في هيكل الهيمنة العالمية .
فكل دول بر يكس أعضاء في الهيئات الدولية مثل : مجموعة العشرين G20 وكذا المنظمة العالمية للتجارة OMC , و الاتفاق مع الأمم المتحدة في إطار تغير الطقس UNFCC , كما أن حوار بر يكس يتشكل أساس من عمليتين مختلفتين :
العملية الأولى أتت لتشكل مفهوم بروزها كقوة في النسق الدولي الراهن و موضع هذه البلدان في الجيوبوليتيكيا العالمية, العملية الثانية وهي قدرتها على تحويل قوة اقتصادياتها إلى تأثير سياسي عالمي.
ولعل الاعتبارات السياسية و الإستراتيجية لم تكن غائبة على قمة بر يكس الأخيرة, فقد حرصت المجموعة على إظهار وحدة صفها بشأن القضايا الدولية الكبرى وإثبات وزنها المتزايد في العالم, خصوصا بشأن ما حدث في المنطقة العربية أو ما يطلق عليه في الإعلام الغربي بالربيع العربي, إذ توافق قادة بر يكس على ضرورة تفادي استخدام القوة , معربين عن قلقهم الكبير إزاء الاضطرابات في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا , مشيرين إلى أن وجود دول بر يكس في مجلس الأمن الدولي يمنح المجموعة فرصة للتنسيق بشأن العديد من الملفات الشائكة خاصة ما حدث في ليبيا , كما أكدت القمة على ضرورة الإصلاح التفاهمي للأمم المتحدة داعية لإصلاح في العمق , مع إصرار الصين و روسيا إبراز اهتمامهما لمكانة البرازيل , الهند و جنوب إفريقيا في القضايا الدولية و تدعم إرادتهما لدور أكبر في الأمم المتحدة .
فالخطوة الأولى لمجموعة بر يكس ضمن خطي إعادة التوازن للنظام العالمي تمثل في إنشاء بنك للتنمية بهدف خلق هيئات تمويل عالمية مبتكرة تخدم مجهودات تمويل التنمية في الاقتصاديات الصاعدة على النحو الذي يعكس أولويات المجموعة و إمكاناتها.
ففي ختام قمتهم التي استضافتها دربان في جنوب إفريقيا 2013واشارت الكلمات التي ألقاها الزعماء
الخمسة إلى نظام عالمي متعدد ومتحول ذو إمكانات متطورة ومهمة.
ويذكر أن مقترح إنشاء بنك التنمية لدول البر يكس ثم طرحه في القمة الرابعة الذي عقد بالهند سنة 2012 لهذه المجموعة,وكان من المخطط ان يكون هدا البنك مؤسسة عابرة للقارات والتي دعت إلى إنشاءها الأسواق الناشئة ودالك الآن المنظمات الدولية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي او المنظمات الإقليمية مثل البنك الأسيوي والبنك الإفريقي للتنمية ,قد انشاتها وقدتها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا و أوروبا الغربية,وغيرها من الدول المتقدمة.
ولكن بنك التنمية الذي ستنشئه دول البر يكس الخمس سوف يصبح اول جهاز مالي دولي لا يخضع لسيطرة الدول المتقدمة والمهيمنة على الساحة الدولية.
ويرى بعض الخبراء إن من المفترض أن يعمل البنك كثقل موازن لبنوك التنمية العالمية المتعدد الإطراف مثل البنك الدولي ..لكن البعض الأخر يرى انه سوف يعمل على الحد من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والأوروبية فهدا القرار يعكس النجاحات في التنمية الاقتصادية على مدى العقدين الماضيين ,ويطهر قدرة مجموعة البر يكس على العمل الجماعي ضمن إطار الأهداف المرسومة والمشتركة
كما أعلنت عن إنشاء صندوق مشترك الاحتياطيات النقد الأجنبي بقيمة 100 مليار دولار وستقدم الصين اكبر حصة للصندوق لكنها لن تتجاوز50 في المائة وعكست أوليات البيان الختامي لقمة جنوب إفريقيا 2013 . أهمية ربط علاقات تعاون وشركات وتبادل تجاري مع القارة الإفريقية من اجل المساهمة في التنمية وترسيخ التجارة بين مجموعة بر يكس وإفريقيا ضرورة تسليم الدول المتقدمة بالدور الاقتصادي والسياسي الذي أصبحت تمثله الاقتصاديات الصاعدة وعزمها بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب. كما تطرقت القمة إلى مسألة إعادة إصلاح وهيكلة مجلس الأمن الدولي , لجعله أكثر فاعلية و تمثيلا.



#حميد_بن_نبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد بن نبارك - 2. التحول نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب