أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد المحسن - صاحب مخبر طبي بمحافظة تطاوين الدكتور محمد العزلوك للحوار المتمدن-أؤمن بأنّ المهنة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..ومن لا يساعد الفقراء،المرضى والمحتاجين..فهو من خفاة الضمير















المزيد.....


صاحب مخبر طبي بمحافظة تطاوين الدكتور محمد العزلوك للحوار المتمدن-أؤمن بأنّ المهنة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..ومن لا يساعد الفقراء،المرضى والمحتاجين..فهو من خفاة الضمير


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 03:29
المحور: المجتمع المدني
    


صاحب مخبر طبي بمحافظة تطاوين الدكتور محمد العزلوك للحوار المتمدن"أؤمن بأنّ المهنة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..ومن لا يساعد الفقراء،المرضى والمحتاجين..فهو من خفاة الضمير
مع ازدياد انتشار مخابر التحاليل الطبية والتصوير الشعاعي الإيكوغرافي وخاصة في الأحياء الشعبية وغيرها والإقبال المتزايد للمرضى على هذه المخابر وأهميتها, لابد أن نسلط الضوء بنظرة تحليلية على واقع هذه المهنة قديماً وحديثاً
_ فقديماً .. كان المريض يشتري دواءه مباشرة من الصيدلي أو بالاعتماد على خبرة الطبيب وتحليلاته النظرية ومدى تشخيصه لحالة المريض وعند شكّه بحالة خطيرة يطلب من المريض أو ذويّه إجراء التحاليل أو التصوير الشعاعي اللازم.
_ بينما حديثاًً .. نلاحظ أن كل الأطباء أصبحوا يطالبون المريض بإجراء التحاليل أو التصوير وبأشكال مختلفة حتى أصبح المريض يشكّ بأنه هناك علاقة بين الطبيب المعالج وطبيب التحليل والتصوير، من هنا تأتي أهمية تسليط الضوء على واقع هذه المهنة وحقيقة أهمية التحاليل المخبرية وغيرها لعلاج المريض الذي يشعر بأنها زيادة تكاليف وقد تكون منهكة اقتصادياً لذوي الدخل المحدود.
_ إن العلاقة الصحيحة ما بين الطبيب المخبري والطبيب المعالج بعيداً عن الفساد والربح والسمسرة وخارج أسرار وأخلاقيات شرف المهنة لها علاقة وثيقة وذات أهمية كبيرة في الجوانب الإيجابية،..
وإذن؟
تعتبر إذا المجمعات الطبية والمستشفيات والمختبرات الطبية من أكثر الأماكن المناسبة لعمل خريجي العلوم الطبية المخبرية، بحيث تتيح لفنيي المختبرات إجراء الفحوصات المخبرية المختلفة؛ مثل: فحص الدم، والبول، والبراز، وفحوصات نشاط الرئة، والكلية، وفعالية الكبد، وإجراء الفحوصات السريرية في الدم؛ مثل: فحص الدهون الثلاثية، ومستوى الكولسترول، كما يتاح لهم العمل في مختبرات ومصانع الأغذية بجميع أشكالها من مواد غذائية وعصائر، والعمل في مصانع الأدوية، كما أنّ لديهم الفرصة للعمل في مجالات التقنية الحيوية، ومراكز الأبحاث الطبية، ومجالات تنمية المنتجات الطبية؛ مثل: الأجهزة الطبية، والمحاليل، ومراكز تحليل المعلومات الطبية.
ومن هنا،علينا أن علينا أن نرتقي بالعمل المهني العلمي إلى مستوى أهمية دور العمل المخبري للتحاليل الطبية والشعاعية في المجتمع. التحاليل الطبية بمختلف فروعها البيولوجية والكيميائية والدموية ضرورية لكل شخص كل سنة أو بعد مرحلة معينة من العمر.
فإجراء التحاليل الطبية لمصلحة المريض وتوفير في أمواله بدلاً من زيارة عدة الأطباء للوقوف على وحدة الرأي فالتحليل يقطع الشك باليقين..
ولعل ما دفعني لإإثارة هذا الموضوع الذي يعتبر في تقديري من الأهمية بمكان هو ما يشعده المختبر الطبي بمحافظة تطاوين (الجنوب الشرقي التونسي) لصاحبه الدكتور الفذ محمد العزلوك الإبن البار لهذه المحافظة النائية الجاثمة على التخوم الصحراوية خيث التصحر الثقافي،الجدبنالقخط والجفاف..هذا الرجل النبيل(د.محمد العزلوك) فضل العمل بهذه الربوع الجنوبية الشامخة (تطاوين) رغم قسوة الطبيعة ورغم المغريات التي وردت عليه من مختلف تراب الجمهورية ليفتح مختبره هنا..أ هناك لما عرف به من دماثة في الأخلاق وبراعة فائقة في التحاليل الطبية الدقيقية..
أنا محمد المحسن الكاتب الصحفي الذي أؤتمن عاى قول الحقيقة دون محاباة أو مجاملة،ايمانا مني بالمقولة الشهيرة في عالم الصحافة:" الخبر مقدّس..والتعليق حر" لا أرمي الورود جزافا على هذا الدكتور الفذ(محمد العزلوك) الذي جادت به الأقدار علينا وكان سببا في شفاء مئات المرضى إن لم أقل الآلاف..هذا الدكتور فضلا-كما أسلفت-عاى براعته عرف أيضا بإنتصاره للفقراء والمحتاجين،إذ طالما أجرى تحاليل طبية دقيقة على ضعاف الحال دون مقابل تقربا إلى الله..وقد جدد عدد من علماء الإسلام وأساتذة الاقتصاد الإسلامي دعوتهم للمسلمين القادرين ماديا الذين يحرصون على السفر سنويا لأداء مناسك الحج والعمرة للتبرع بنفقات سفرهم للفقراء وأصحاب الحاجات خاصة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في معظم البلاد العربية والإسلامية .
وقال العلماء: إن التبرع لأعمال الخير ومساعدة الفقراء والمرضى غير القادرين أكثر أجراً وثواباً وقربى إلى الله من حج التطوع وتكرار العمرة حيث تسقط فريضة الحج عن أصحابها بمجرد أدائها مرة واحدة..
في البداية ينصح المفكر الإسلامي د .محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وزير الأوقاف المصري الأسبق، كل مسلم قادر بتوجيه نفقات حج التطوع وتكرار العمرة إلى الأعمال الخيرية، ويقول: لا خلاف على أن حرص المسلم على أداء عبادة تتوافر له مقوماتها أمر يثيب الإسلام عليه، بل يحمد له ذلك، والذي يسافر لأداء مناسك الحج أو العمرة وينفق ماله الحلال في عبادة أفضل وأكرم عند الله من الذين يسافرون ليهدروا أموالهم ويفسدوا أخلاقهم في رحلات سياحية هنا أو هناك . لكن ما نريد توضيحه هو أن الحج فرض على الإنسان القادر عليه مرة واحدة في العمر، وتكراره مجرد عبادة تطوعية يثاب عليها المسلم الذي يؤديها بإخلاص ومن دون رياء، ولا يعاقب على تركها، ولذلك لو وجه المسلم نفقات حجه التطوعي إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين كان ذلك أفضل وأكثر ثوابا عند الله، ومجتمعاتنا العربية والإسلامية تعج الآن بالفقراء والمرضى وأصحاب الحاجات، وهذا أمر لا يجوز للإنسان أن يتجاهله، والمسلم لكي يعيش سعيداً في مجتمعه فإن عليه حقوقاً للفقراء والمحتاجين في هذا المجتمع وعليه أن يشعرهم أيضاً بقدر من السعادة والرضا حتى يمحو ما في نفوسهم من حسد أو حقد .
ويضيف: لذلك أناشد القادرين الذين يحرصون على أداء مناسك الحج كل عام أن يعيدوا حساباتهم وأن يقدموا الأموال التي ينفقونها في رحلات الحج التطوعية إلى الفقراء والمرضى وأصحاب الحاجات لأنهم بذلك يحلون مشكلتين كبيرتين:
- الأولى: مساعدة الفقراء والمحتاجين، وهذا أمر مهم للغاية وواجب ديني واجتماعي .- والثانية: تخفيف حدة الزحام في الحج وإعطاء الفرصة لمن لم يسبق لهم أداء الفريضة لكي يؤدوها في سهولة ويسر .
وتنصح د . آمنة المسلم القادر بالإنفاق في وجوه الخير خلال رحلة الحج لأن لذلك أجرا وثوابا مضاعفا، وتقول: كل ما يفعله الإنسان من خير وطاعة خلال هذه الرحلة المباركة له أجر وثواب مضاعف، ولذلك ينبغي أن يتسابق ضيوف الرحمن في أداء كل الطاعات ومساعدة كل المحتاجين، والمساعدة هنا لا تقتصر على بذل المال فقط، بل قد تكون مساعدة المرضى وكبار السن والسيدات على أداء المناسك والعبادات أكثر أجراً وثواباً، وعلى كل حاج أن يدرك معنى قول الحق سبحانه وتعالى: وما أنفقتم من خير فهو يخلفه وهو خير الرازقين وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له .
أعود ثانية إلى الدكتور محمد العزلوك لأذكّر القارئ الكريم بخصال وشمائل هذا الرجل الفذ من خلال واقعة حصلت لي السنة الفارطة وأعني ذات صيف دامع من سنة 2017 حيث توفي إبني اليافع (24 سنة) غريقا بإحدى البحيرات الألمانية وسافر إلى رحاب الله حيث نهر الأبدية ودوع بني البشر أجمعين..قلت قصدت هذا الرجل النبيل ملتمسا مساعدة رمزية تعينني على مراسم الدفن وتغطية مصاريف الوافدين علي من الأصدقاء لتقديم واجب التعزية..رويت على مسامعه قصتي الموغلة في الألم فأشتذّ به التأثر وكادت أن تدمع عيناه..صمت قليلا ثم ترّم على روح الفقيد وسلمني مبلغا ماليا لن يجود به أثرياء القوم في زمن الجوع الكافر والقهر السافر..وظللت إلى حدود هذه الساعة مدينا له بهذا المعروف ومتضرعا لله أن بجازيه ألف خير..
كما حدثني صديق آخر عن هذا الرجل سليل الكرام (الدكتور محمد العزلوك) قائلا"ّ لتعلم أن مخبره مفتوحا للفقراء وضعاف الحال ولا يتقاضى أجرا ممن ضاقت الدنيا في وجوههم وأنسدت الآفاق..
وبما أني صحفي"ماكر" أجيد "فن" السؤال سألت دكتورنا الفذ: ما الفوائد التي تجنيها من إجراء تحاليل طبية مجانية على الفقراء والمساكين سيما وأن تكاليف المخابر الطبية جد مشطة..؟ فأجابني بتواضعه المعهود:"لأن تعاليم مدرسة محمد (صلى الله عليه وسلم)، بحسب أوامر الله سبحانه، تقضي بالإيمان بوعود الآخرة أولاً، ثم إلى جانبها الحلال من مكاسب الدنيا، تماماً كما تقول الآية القرآنية: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾[24]. وبهذا الاعتدال والتوسط بين الدنيا والآخرة، استمر الإسلام حتى اليوم.. وصار عمره أكثر من /1400 عام/.
ثم أضاف:"مع ازدياد انتشار مخابر التحاليل الطبية والتصوير الشعاعي الإيكوغرافي وخاصة في الأحياء الشعبية وغيرها والإقبال المتزايد للمرضى على هذه المخابر وأهميتها, لابد أن نسلط الضوء بنظرة تحليلية على واقع هذه المهنة قديماً وحديثاً
_ فقديماً .. كان المريض يشتري دواءه مباشرة من الصيدلي أو بالاعتماد على خبرة الطبيب وتحليلاته النظرية ومدى تشخيصه لحالة المريض وعند شكّه بحالة خطيرة يطلب من المريض أو ذويّه إجراء التحاليل أو التصوير الشعاعي اللازم.
_ بينما حديثاًً .. نلاحظ أن كل الأطباء أصبحوا يطالبون المريض بإجراء التحاليل أو التصوير وبأشكال مختلفة حتى أصبح المريض يشكّ بأنه هناك علاقة بين الطبيب المعالج وطبيب التحليل والتصوير، من هنا تأتي أهمية تسليط الضوء على واقع هذه المهنة وحقيقة أهمية التحاليل المخبرية وغيرها لعلاج المريض الذي يشعر بأنها زيادة تكاليف وقد تكون منهكة اقتصادياً لذوي الدخل المحدود.
_ إن العلاقة الصحيحة ما بين الطبيب المخبري والطبيب المعالج بعيداً عن الفساد والربح والسمسرة وخارج أسرار وأخلاقيات شرف المهنة لها علاقة وثيقة وذات أهمية كبيرة في الجوانب الإيجابية،..
وإذن؟
تعتبر إذا المجمعات الطبية والمستشفيات والمختبرات الطبية من أكثر الأماكن المناسبة لعمل خريجي العلوم الطبية المخبرية، بحيث تتيح لفنيي المختبرات إجراء الفحوصات المخبرية المختلفة؛ مثل: فحص الدم، والبول، والبراز، وفحوصات نشاط الرئة، والكلية، وفعالية الكبد، وإجراء الفحوصات السريرية في الدم؛ مثل: فحص الدهون الثلاثية، ومستوى الكولسترول، كما يتاح لهم العمل في مختبرات ومصانع الأغذية بجميع أشكالها من مواد غذائية وعصائر، والعمل في مصانع الأدوية، كما أنّ لديهم الفرصة للعمل في مجالات التقنية الحيوية، ومراكز الأبحاث الطبية، ومجالات تنمية المنتجات الطبية؛ مثل: الأجهزة الطبية، والمحاليل، ومراكز تحليل المعلومات الطبية.
ومن هنا،علينا أن علينا أن نرتقي بالعمل المهني العلمي إلى مستوى أهمية دور العمل المخبري للتحاليل الطبية والشعاعية في المجتمع. التحاليل الطبية بمختلف فروعها البيولوجية والكيميائية والدموية ضرورية لكل شخص كل سنة أو بعد مرحلة معينة من العمر.
فإجراء التحاليل الطبية لمصلحة المريض وتوفير في أمواله بدلاً من زيارة عدة الأطباء للوقوف على وحدة الرأي فالتحليل يقطع الشك باليقين..
ولعل ما دفعني لإإثارة هذا الموضوع الذي يعتبر في تقديري من الأهمية بمكان هو ما يشعده المختبر الطبي بمحافظة تطاوين (الجنوب الشرقي التونسي) لصاحبه الدكتور الفذ محمد العزلوك الإبن البار لهذه المحافظة النائية الجاثمة على التخوم الصحراوية خيث التصحر الثقافي،الجدبنالقخط والجفاف..هذا الرجل النبيل(د.محمد العزلوك) فضل العمل بهذه الربوع الجنوبية الشامخة (تطاوين) رغم قسوة الطبيعة ورغم المغريات التي وردت عليه من مختلف تراب الجمهورية ليفتح مختبره هنا..أ هناك لما عرف به من دماثة في الأخلاق وبراعة فائقة في التحاليل الطبية الدقيقية..
أنا محمد المحسن الكاتب الصحفي الذي أؤتمنت على قول الحقيقة دون محاباة أو مجاملة،ايمانا مني بالمقولة الشهيرة في عالم الصحافة:" الخبر مقدّس..والتعليق حر" لا أرمي الورود جزافا على هذا الدكتور الفذ(محمد العزلوك) الذي جادت به الأقدار علينا وكان سببا في شفاء مئات المرضى إن لم أقل الآلاف..هذا الدكتور فضلا-كما أسلفت-عاى براعته عرف أيضا بإنتصاره للفقراء والمحتاجين،إذ طالما أجرى تحاليل طبية دقيقة على ضعاف الحال دون مقابل تقربا إلى الله..وقد جدد عدد من علماء الإسلام وأساتذة الاقتصاد الإسلامي دعوتهم للمسلمين القادرين ماديا الذين يحرصون على السفر سنويا لأداء مناسك الحج والعمرة للتبرع بنفقات سفرهم للفقراء وأصحاب الحاجات خاصة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في معظم البلاد العربية والإسلامية .
وقال العلماء: إن التبرع لأعمال الخير ومساعدة الفقراء والمرضى غير القادرين أكثر أجراً وثواباً وقربى إلى الله من حج التطوع وتكرار العمرة حيث تسقط فريضة الحج عن أصحابها بمجرد أدائها مرة واحدة..
في البداية ينصح المفكر الإسلامي د .محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وزير الأوقاف المصري الأسبق، كل مسلم قادر بتوجيه نفقات حج التطوع وتكرار العمرة إلى الأعمال الخيرية، ويقول: لا خلاف على أن حرص المسلم على أداء عبادة تتوافر له مقوماتها أمر يثيب الإسلام عليه، بل يحمد له ذلك، والذي يسافر لأداء مناسك الحج أو العمرة وينفق ماله الحلال في عبادة أفضل وأكرم عند الله من الذين يسافرون ليهدروا أموالهم ويفسدوا أخلاقهم في رحلات سياحية هنا أو هناك . لكن ما نريد توضيحه هو أن الحج فرض على الإنسان القادر عليه مرة واحدة في العمر، وتكراره مجرد عبادة تطوعية يثاب عليها المسلم الذي يؤديها بإخلاص ومن دون رياء، ولا يعاقب على تركها، ولذلك لو وجه المسلم نفقات حجه التطوعي إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين كان ذلك أفضل وأكثر ثوابا عند الله، ومجتمعاتنا العربية والإسلامية تعج الآن بالفقراء والمرضى وأصحاب الحاجات، وهذا أمر لا يجوز للإنسان أن يتجاهله، والمسلم لكي يعيش سعيداً في مجتمعه فإن عليه حقوقاً للفقراء والمحتاجين في هذا المجتمع وعليه أن يشعرهم أيضاً بقدر من السعادة والرضا حتى يمحو ما في نفوسهم من حسد أو حقد .
ويضيف: لذلك أناشد القادرين الذين يحرصون على أداء مناسك الحج كل عام أن يعيدوا حساباتهم وأن يقدموا الأموال التي ينفقونها في رحلات الحج التطوعية إلى الفقراء والمرضى وأصحاب الحاجات لأنهم بذلك يحلون مشكلتين كبيرتين:
- الأولى: مساعدة الفقراء والمحتاجين، وهذا أمر مهم للغاية وواجب ديني واجتماعي .- والثانية: تخفيف حدة الزحام في الحج وإعطاء الفرصة لمن لم يسبق لهم أداء الفريضة لكي يؤدوها في سهولة ويسر .
وتنصح د . آمنة المسلم القادر بالإنفاق في وجوه الخير خلال رحلة الحج لأن لذلك أجرا وثوابا مضاعفا، وتقول: كل ما يفعله الإنسان من خير وطاعة خلال هذه الرحلة المباركة له أجر وثواب مضاعف، ولذلك ينبغي أن يتسابق ضيوف الرحمن في أداء كل الطاعات ومساعدة كل المحتاجين، والمساعدة هنا لا تقتصر على بذل المال فقط، بل قد تكون مساعدة المرضى وكبار السن والسيدات على أداء المناسك والعبادات أكثر أجراً وثواباً، وعلى كل حاج أن يدرك معنى قول الحق سبحانه وتعالى: وما أنفقتم من خير فهو يخلفه وهو خير الرازقين وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له .
أعود ثانية إلى الدكتور محمد العزلوك لأذكّر القارئ الكريم بخصال وشمائل هذا الرجل الفذ من خلال واقعة حصلت لي السنة الفارطة وأعني ذات صيف دامع من سنة 2017 حيث توفي إبني اليافع (24 سنة) غريقا بإحدى البحيرات الألمانية وسافر إلى رحاب الله حيث نهر الأبدية ودوع بني البشر أجمعين..قلت قصدت هذا الرجل النبيل ملتمسا مساعدة رمزية تعينني على مراسم الدفن وتغطية مصاريف الوافدين علي من الأصدقاء لتقديم واجب التعزية..رويت على مسامعه قصتي الموغلة في الألم فأشتذّ به التأثر وكادت أن تدمع عيناه..صمت قليلا ثم ترّم على روح الفقيد وسلمني مبلغا ماليا لن يجود به أثرياء القوم في زمن الجوع الكافر والقهر السافر..وظللت إلى حدود هذه الساعة مدينا له بهذا المعروف ومتضرعا لله أن بجازيه ألف خير..
كما حدثني صديق آخر عن هذا الرجل سليل الكرام (الدكتور محمد العزلوك) قائلا"ّ لتعلم أن مخبره مفتوحا للفقراء وضعاف الحال ولا يتقاضى أجرا ممن ضاقت الدنيا في وجوههم وأنسدت الآفاق..
وبما أني صحفي"ماكر" أجيد "فن" السؤال سألت دكتورنا الفذ: ما الفوائد التي تجنيها من إجراء تحاليل طبية مجانية على الفقراء والمساكين سيما وأن تكاليف المخابر الطبية جد مشطة..؟ فأجابني بتواضعه المعهود:"لأن تعاليم مدرسة محمد (صلى الله عليه وسلم)، بحسب أوامر الله سبحانه، تقضي بالإيمان بوعود الآخرة أولاً، ثم إلى جانبها الحلال من مكاسب الدنيا، تماماً كما تقول الآية القرآنية: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾[24]. وبهذا الاعتدال والتوسط بين الدنيا والآخرة، استمر الإسلام حتى اليوم.. وصار عمره أكثر من /1400 عام/.
ثم أضاف:"يُمكن مُساعدة الفقراء من خلال الزكاة التي تُعرف بأنَها جزء مُعيَّن من المال فرضه الله سبحانه وتعالى ليتم إنفاقه على عينة من الناس ذكرهم في القرآن الكريم، ومن ضمنهم الفقراء والمساكين والمرضى الذين لا يمتلكون متاعاً أو مالاً أو طعاماً أو لا يمتلكون دخلاً لإعالة أنفسهم أو من يعتمدون عليهم في العيش.."
ثم أردف محدثي (الكتور محمد العزلوك) بالقول :"إن العطاء والإحسان إلى الفقراء في المجتمع المسلم قرة عين الإنسان في حياته عندما يحس بتخفيف الآلام عن المسلمين ،فبذلك تحلو الحياة وببركتهم يستجلب الرزق وتتنزل الرحمة ويضاعف الأجر، مما يجعل منهم عناصر خير وعوامل بر ومصادر سعادة ،فالفقراء والمساكين لهم حق على المسلمين، فجدير بالمسلمين ألا يغفلوا عنهم وأن يعتنوا بهم، فأولئك الفقراء الكثيرون الذين ليس لهم من يتولاهم ويحسن إليهم ،فرحمة الفقير والعطف عليه من أعظم القربات والطاعات لله تعالى، فالأيام الطيبة المباركة التي نعيشها الآن تستوجب على كل مسلم أن يكون مؤمنا بالله حق الإيمان وثيق الصلة به دائم الذكر له والتوكل عليه يستمد منه العون مع أخذه بالأسباب ويحس في أعماقه أنه بحاجة دوما إلى قوة الله وعونه مما يجعله يذكر ربه في كل وقت ويراه في كل شيء من مشاهد الطبيعة وأحداث الحياة ،ومثله الأعلى في ذلك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ،فقد كان يذكر الله في كل أوقاته وأحيانه في يقظته ومنامه وذهابه وجلوسه ، ولقد كانت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالفقراء رحمة نافعة دافعة لكل خير تهدف إلى إسعادهم سعادة حقيقية لا زيف فيها ولا تزوير.
ختاما،أنا الكاتب الصحفي محمد المحسن المقيم-كما أسلفت- بالشمال الإفريقي وتحديدا بمحافظة تطاوين الجاثمة على التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة (...) لا يسعني إلا أن أرسل باقة من التحايا إجلالا وإكبارا لهذا الرجل(الدكتور محمد العزلوك) الذي نشأ وترعرع في بيئة مسلمة تعرف معنى الإيمان الحقيقي وتجود بما ملكت يمناها على الفقراء والمرضى والمحتاجين..
شكرا يا دكتور محمد العزلوك أيها الإبن البار لمحافظة تطاوين..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاج عكرمة الوذان الإبن البار لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي ...
- صيدلي بمحافظة تطاوين (الجنوب الشرقي التونسي) يؤمن أنّ:المهنة ...
- التجارة أخلاق وأمانة..والأخلاق دين وحضارة
- إنسانية الطبيب..ودماثة أخلاقه..نصف العلاج
- همسة في أذن -رجال الدولة الجدد-: رأفة بحملة الأقلام..فهم روا ...
- رجل أعمال بمحافظة تطاوين (الجنوب الشرقي التونسي) سليل الكرام ...
- طبيب..حمل رسالته الطبية بنبل وإخلاص..وإنتصر للفقراء والمحتاج ...
- حتى لا يتكرر مسلسل المفاوضات العبثية… مع الكيان الصهيوني الئ ...
- رجل..حمل قبس الكرم والسخاء بكل نكران للذات..انتصر للفقراء..و ...
- سفينة العودة
- حين تصبح المقاومة الفلسطينية.. سيدة القرار
- ..حتى لا تمضي الجرائم الصهيونية دون عقاب
- ..هي ذي فلسطين الصابرة.. تفيض دما ودموعا
- على هامش الجنون الصهيوني المتدحرج بقطاع غزة
- حين يلامس رذاذ الدم الفلسطيني وجوهنا..تتعرى حقائقنا المخزية
- لمسة وفاء..إجلال وإكبار لمناضل عتيد..قاوم الظلم الكافر..والق ...
- حوار مع الشاعرة التونسية المتميزة نفيسة التريكي
- رجال ما هادنوا الدهر يوما..عاهدوا التاريخ..وتواصَوا بالصبر ر ...
- تصاعد حماوة الإنتخابات البلدية بتونس
- عندما..ترقص تونس على ايقاعات الإنتخابات


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد المحسن - صاحب مخبر طبي بمحافظة تطاوين الدكتور محمد العزلوك للحوار المتمدن-أؤمن بأنّ المهنة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..ومن لا يساعد الفقراء،المرضى والمحتاجين..فهو من خفاة الضمير