أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - هذا العراق عبثن فيه ارانب














المزيد.....

هذا العراق عبثن فيه ارانب


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


هذا العراق عبثن فيه أرانب

سكت المفوّه واعتلت خرساءُ
وتصاغرت قمم وغاص الماءُ
حتى البلابل حوصرت اجراسها
وخبت حناجر ماج فيها الداء
واستغرقت سوداء تعرض سحرها
وتراجعت في العالم الحسناء
واستعرض اللص المشين مخادعاً
حتى تهيّب كيده الشرفاء
يا يوم يوم الحسم كيف تطاولت
اقزام جيل وارتقت حرباء
كنّا مراصد أنجم ببروجها
تخبو وتطفو خنافس سوداء
هذا العراق به الفئران عابثة
في أسّه حفرت فلاح بلاء
وأتت على الأسوار تنخر تحتها
والهرّ ينظر عينه عمياء
من أين تنحدر الخطوب لساحنا
زلزالها يأتي فتبكي سماء
هذا الخليط أتى ليرسم لوحة
في عينه ماء طما ودماء
فاصطفّ ما بين الخيول منافحاً
فسمت عليه بغلة عرجاء
كنّا نردّد في ظلال مناحة
في بحر أدعية فجاس نداء
ليغيث منهوبين ما برحت
في الظل تغزل حزنها الخنساء
يتظاهرون بعمّة وبتربة
إبليس يجبل طينها ويشاء
حملوا الأمانة مثل شيطان أتى
في ثوب قدّيس علاه دهاء
يا زمرة طبعت على شرّ نما
في ظلّ سرّاق نضت أسماء
كي تحوي هذا الشعب مسّت قدسه
يد ناكر فاضت لها نعماء
ما أن أدار الظهر حتى استمرئت
طعم الحرام فغاب عنها بهاء
يا شعب كم مرّوا بحلمك فاستوت
أقزامهم من يوم حلّ الداء
سلخوك شاة يوم مصّوا عظامها
حتى النخاع فجلجلوا الخصماء
في الظلّ كم رضعوا حليبك دافئاً
ونبات شعرك منه كان فراء
يقضون في المشتى بقيّة فصلهم
وبجلدك العربي كان رجاء
من قبح فعلتهم فقصّوا نواصياً
ليد جّنوك وأنت أنت رجاء
داسوا جبينك واستحلّوا بكفرهم
ديناً وتاريخاً فطاح لواء
هم نكّسوه وجلّلوا ابناءه
ذلّاً وما قصرت يد جذّاء
يتذرّعون وما بهم من محنة
أيديهم اسودّت وغاب بهاء
كانوا هنا سقط المتاع وجوههم
تحت القناع تلفّها الظلماء
شربوا السعادة من كؤوس ذنوبهم
وتفنّنوا رقصاً فكان عزاء
حصبوا النجوم وفي الخيال تصافحوا
أحلامهم قصرت فغاب وفاء
وتكدّر الوطن الحليم بزمرة
شاب الرضيع وضجّت الأحياء
من فعل ما اقترفوا فتلك عصابة
درجت على السرقات ساعة جاؤوا
شربوا السعادة من دموع صغارنا
وتمايلوا رقصاً فكان بلاء
لمسوحهم بالأمس ما قد كرّسوا
أحلامهم كبرت فمات نماء
وتكدّر الوطن الغني بعصبة
شاب الرضيع وضجّت الأحياء
قتلوك يا وطني بفضل سلاحهم
عمّ الفساد فغرّد الضعفاء
جاسوا لكسر العظم وانتشروا هنا
مثل القراد لنا فكان عزاء
ضمروا الشرور فكنت انت ضحيّة
مذ شيّعوك فغادرت أسماء
جاسوا لكسر العظم وانتشروا هنا
ذلّاً وليلك ما له أضواء
زاروك والزوّار صرت مدارياً
خلف الوجود فجدّد الرقباء
دفنوك قبل الموت واحتفلوا هنا
عند المقابر عدّد الرقباء
أسباب موتك كان موتك شائعاً
بين الجموع فمجّد الشعراء
ذكراك بعد الأربعين فجدّدوا
والذكر يكمل شوطهم لو فاؤا



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غداد عرسك
- ذا العراق عبثن فيه ارانب
- دخل الى جميع الاخوة
- الخريف وسقوط الاوراق 12
- الخريف وسقوط الاوراق 13
- الخريق وسقوط الاوراق اا
- الخريف وسقوط الاوراق
- الخريف وسقوط الاوراق 10
- الخريف وسقوط الاوراق 8
- الخريف وسقوط الاوراق 9
- الفارس ودوي الطبول
- فلنقم الليلة مهرجاننا
- الفارس ودويّ الطبول
- فلنقم الليلة مهرجاننا
- بغلة القاضي
- الخريف وسقوط الأوراق 6
- الخريف وسقوط الأوراق 5
- الخريف وسقوط الأوراق 4
- تهرب من بين اصابعي الكلمات
- الخريف وسقوط الاوراق 3


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - هذا العراق عبثن فيه ارانب