أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد صبيح - في حتمية زوال (اسرائيل)















المزيد.....

في حتمية زوال (اسرائيل)


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 22:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


في لقاء متلفز قال ذات مرة الشاعر المصري احمد فؤاد نجم:

( اسرائيل دي حاتزول، وماتسألنيش ازاي عشان ماوجعلكش دماغك وتوجعلي دماغي)

الفاجومي لايعرف كيف يبرر ويفسر قناعته بزوال هذا الكيان الملفق لانه ليس استراتيجي، فهو شاعر، وماقاله هو نبوءة شاعر، رؤيا.

بيد ان ايران لها رؤية واقعية وعملية حين تقول عند اي نزاع وتوتر بينها وبين امريكا وصنيعتها (اسرائيل):

(إن (اسرائيل) ستزول من على الخريطة في اي حرب تشتعل في المنطقة).

ولا اظن ان ايران تتنطع بكلام مجاني بلا اسس، وهي تعني ماتقول، ولقطع الطريق على احتجاجات كارهي ايران، اقول ان لايران في قولها هذا (وفعلها في المستقبل) دوافع نابعة من خلفية ايدلوجية ولمصلحة قومية ايضا، كما يقولو العارفون بشؤون الاستراتيجية.
ومايجعل ازالة اسرائيل امرا ممكنا وحتميا ليس رغبة ايران او غيرها بازالتها، وهي رغبة يشترك فيها كثيرون، وانما الامر يتعلق بجذر تكوينها وبنيتها ذاتها. فهي قامت، في دعاوها المعلنة، على تلفيقات ايدلوجية دينية غير منطقية، مثل اسطورة ارض الميعاد، والدين باساطيره ليس تاريخا، وهذه الخلفية شكلت طبيعتها التي ستطبعهبا بطابعها وتشكل بنيتها وتركيبتها التي بسببها (بالاضافة لعوامل اخرى طبعا) سيتحلل ويضمحل هذا الكيان ويزول.

فـ (المجتمع الاسرائيلي) كما يعرف من يعرف تاريخه تشكل من هجرة واسعة من قوميات وأوطان مختلفة، يعني ثقافات وبنيات عقلية ونفسية مختلفة ومتباينة يصعب صهرها في بوتقة عقلية ونفسية مشتركة. وكما كانت دوافع هؤلاء للهجرة لهذه الارض المغتصبة دوافع مصلحة وهروب من بؤس اقتصادي وعزلة اجتماعية وخوف مزمن صاحب بعض اليهود في مجتمعات اوربا التي اضطهدتهم فان مايبقيهم (متماسكين) داخل (مجتمع) مشترك هو مدى قوة شعورهم بالامان. ولهذا نرى (دولة اسرائيل) تراهن على قوة الردع لديها وتنشغل به وتجعله اولوية استراتيجية لها لانه يعني وجودها كله. فهي بغير هذا الردع لن تستطيع ان تبقى على قيد الوجود. ولهذا تبالغ وتتطرف في ردود فعلها ازاء اي تحدي لقوة ردعها لان هذا سيفضي بالضرورة الى اختلال في قناعة (ساكنيها) بامكانية بقاءهم وجدواه. ونتج عن ذلك قلق وجود جماعي، فـ(الاسرائليون) يعيشون في غيتو موسع، كبير، يعانون فيه من العزلة وعدم القدرة على التواصل مع محيطهم، فهم يقفزون على الجغرافيا، كما قفزوا على التاريخ، في تواصلهم وممارسة اي فعالية تمارسها كل المجتمعات، فهم يمارسون فعالياتهم الرياضية والفنية ضمن القارة الاوربية لان محيطهم يرفضهم، واكيد ان مجتمع لايستطيع التواصل بسلاسة مع محيطه سيعاني العزلة والاحباط. وسيعشش الخوف غريزيا داخله.

ورغم ان (اسرائيل) تطور بشكل متواصل، وبدعم غربي وامريكي على وجه الخصوص، قدراتها الردعية وتصعد في عنفها بطريقة لا اخلاقية ضد اي تحرك ضدها حتى وان كان سلميا،(مسيرات العودة مثلا) بل انها تحاول قمع حتى الانتقادات العادية ضدها التي يمكن ان تتعرض لها اي دولة او نظام حكم، حتى تلك الصادرة من مثقفين واعلاميين غربييين، رغم كل هذا الا ان قدراتها الردعية في انحسار وتراجع مستمرين، وهذا نابع بالاساس من تعاظم قدرة المواجهة والمقاومة لمشروعها ولوجودها، وهذا من بداهات الواقع، ماولد توازن رعب وردع مضاد صار يخيفها.

ولنلقي نظرة سريعة ومختصرة على هذا التاكل والتراجع.

كانت هزيمة حزيران عام 1967 قمة صعود الغطرسة ( الاسرائيلية) وغرورها، (راجعوا كيف كانت تتصرف وكيف كان يتحدث قادتها في تلك الفترة). (بالمناسبة هم غالبا ما يحققون نجاحاتهم بسبب هشاشة خصمهم الذي تعجزه اشياء مثل الغرور وانعدام الكفاءة والتفكك الداخلي، وهذه كانت حال نظام عبدالناصر المتسبب في هزيمة حزيران.

بعد هذه الهزيمة كانت هناك حرب الاستنزاف التي توجت بحرب اكتوبر التي كسرت شوكتهم واذلتهم والغت اسطورة الجيش الذي لايقهر الزائفة.

واذا كان عبدالناصر لا يجيد استثمار طاقات المصريين والعرب، فان السادات قد فرط بها، مامنح العدو متنفس جديد وحقق نجاحا جزئيا بتفكيك وحدة الجبهة المواجهة له باخراج مصر منها.

لكن حرب تشرين كانت اخر حرب مناسبة لمزاج العدو، فـ( اسرائيل) تريد مواجهة جبهوية شاملة مع جيوش نظامية تعرف ان البلدان العربية لاتجيدها بسبب غياب مركزية القرار ووحدة التوجه وغيرها مما هو معروف عن اوضاع الانظمة العربية واساليبها الركيكة في مواجهتها لـ (اسرائيل).

وهنا انبثق اسلوب حرب التحرير الشعبية التي كانت تقودها منظمة التحرير الفلسطينية التي أدمت العدو واستنزفته لسنوات وغيرّت جزئيا في معادلة المواجهة معه. لكنه تمكن بتواطئ دولي، وصمت عربي وتعاون محلي لبناني من ابعاد المقاومة الفلسطينية من خط المواجهة معه في سابقة خطيرة باحتلاله لعاصمة عربية، هي بيروت، عام 1982. لكن مشروعه فشل فشلا ذريعا بدءا بمحاولته تنصيب رئيس عميل ياتمر باوامره ( بشير الجميل) (الذي اغتيل بقرار وطني لبناني على يد حبيب الشرتوني) ولاحقا بانسحاب جيشه المذل من بيروت وهو يتوسل المقاومين عبر مكبرات الصوت بعدم استهدافه.

واذا نجح العدو في ابعاد المقاومة الفلسطينية، فقد ولدت، كامتداد وتطوير نوعي لها، مقاومة وطنية لبنانية ستاخذ لاحقا هوية اسلامية يقودها حزب الله توجت مواجهتها النوعية المستمر له بطرده، وتصفية صنيعته (جيش لبنان الحر، جيش انطوان لحد) عام 2000 من جنوب لبنان الذي كان يتنزه به واليه قبل ذلك دون رادع.

اشتد عود المقاومة اللبنانية واصبحت ندا يقلق العدو ماحدى به الى مغامرة جديدة بحرب تموز 2006 التي اعترف هو نفسه، رغم الخراب والتدمير الذي تركته ترسانته المتطورة وهمجيته في لبنان، بفشله بتحقيق اي من اهدافها، حيث لم تتوقف صواريخ المقاومة عن ضرب العمق (الاسرائيلي) طوال ايام الحرب. ونتج عن هذه الحرب تطوير نوعي وكمي لقدرات المقاومة وتكتيكاتها. واذا كانت في حرب تموز تمطر عمق فلسطين بـ(150) صاروخ يوميا، فانها قادرة الان، وباعتراف العدو نفسه وبارقامه، ان تمطره باكثر من (1500) صاروخ يوميا وبمديات تطال كامل ارض فلسطين المحتلة.

وقد راهن العدو على تفكيك الدولة السورية واسقاط نظام الحكم فيها باطلاق كلابه المسعورة من دواعش واشباههم في (الثورة) السورية المشبوهة، واشغال حزب الله بالمعارك هناك لانهاكه واضعاف قدراته،لكن الصراع تمخض بالنتيجة عن صمود الدولة السورية وتعاظم قدراتها، وكذلك تعززت قدرات حزب الله القتالية وازدادت خبراته وقدراته التسليحية، بالاضافة الى تغير بعض الموازين الدولية والاقليمية لصالح تعزيز موقف المقاومة، وربما سيفضي الامر بعد كسر حواجز الخوف بفتح جبهة الجولان ضد العدو.

هذه المعطيات والتحولات تؤكد رجحان كفة المقاومة مايعني أن ( اسرائيل) سوف تصبح بمرور الزمن عاجزة عن مواجهة القدرات القتالية للمقاومة ومن يدعمها، وبالتالي سيكون لهذا انعكاسا نفسيا ومعنويا على الجبهة الداخلية، ولن يجد عندها المستوطن، الذي لاتربطه في هذه الارض غير المصلحة والحاجة للأمن، مايبرر بقائه بعد أن يصير أمنه متزعزعا، وحياته واملاكه مهددين، وعندها، نتيجة لذلك، وبالتضافر مع عوامل اخرى تصب في نفس الاتجاه سيترك هذا الوافد الانتهازي الارض لأهلها ويعود من حيث اتى وتضمحل تلقائيا (الدولة) الملفقة التي لن تجد ( شعبا) تدير شؤونه.

هذا الكيان زائل لانه يعاند التاريخ ويريد السير بعكس اتجاهه، غير مدرك من ان تجربة امريكا واستراليا لن تتكررا، وان مصائر الشعوب ومسار التاريخ لن يقرره تاجر بذيء مثل ترامب.



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شّب على شيء شاب عليه
- طفح الكيل في السليمانية
- أولوية الأولويات
- ممكنات التغيير في العراق
- لمحة عن الصراع في الحركة القومية الكردية
- تحديات الاستفتاء
- شيء من الماضي
- حلقات مفقودة من سيرة (مناضل)
- مديح زائف
- وعود خفية
- مأزق الاستفتاء
- مهرجان الاستفتاء والانفصال
- ذات يوم كان ديلان
- مخالب فولاذية أُنْشِبَت في غير مكانها
- تلك هي شقائق النعمان إذن!2
- تلك هي شقائق النعمان إذن!
- نظرة إحادية
- مشروع مؤجل
- محنة العجز
- محنة عراقية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد صبيح - في حتمية زوال (اسرائيل)