أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر صالح - في نتائج الأنتخابات البرلمانية العراقية: المعارضة خير من الحكم














المزيد.....

في نتائج الأنتخابات البرلمانية العراقية: المعارضة خير من الحكم


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 20:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عامر صالح

لا تشكل الانتخابات نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية/ 2018 منعطفا حاسما في تحول الوعي العراقي صوب التغير عبر ايجاد اصطفافات سياسية جديدة تقطع الصلة بالموروث السابق, ولكنها أشرت الى وجود اختمارات لبدائل لم ترتقي الى حجم أزمة الحكم القائمة وتداعياتها خلال عقد ونصف من الزمن. أي أن الوعي البديل والمنظم أو ما يسمى بالعوامل الموضوعية والتي تجسدها المعارضة ومستوى التنظيم الجماهيري والفكري لم يكن بحجم الازمة العامة لنظام الحكم والتي تعصف في البلاد, والتي شكلت أبرز ملامحها: الفساد الاداري والمالي والسياسي والاخلاقي, وانهيار البنية التحتية الاقتصادية ـ الاحتماعية للدولة العراقية والانتقال العنيف الى الهويات الفرعية والتمترس في الحدود الأثنوطائفية والمذهبية وأحلالها بديلا عن قيم المواطنة, مما ادخل العراق في ديمومة التشظي والارهاب وأحلال لغة السلاح والتهديد بديلا عن لغة الحوار, وتقهقر الحياة المدنية بالعودة الى قيم العشيرة والقبيلة البالية.

تشير نتائج الانتخابات الى عودة الطاقم القديم والمسبب للأزمة في غالبيته, وكان حضوره في نتائج الانتخابات يتراوح بين 80 ـ 90 %, وأن القوى الجديدة تشكل ما نسبته 10 ـ 20 %, وهي قوى متناثرة من اقصاه الى اقصاه وذات تباينات برنامجية وانتمائية مختلفة يضع بعضها اضداد للبعض. كما أن قوى المقاطعة للانتخابات ألقت بظلالها وتأثيراتها المتشعبة على العملية السياسية بصورة عامة وعلى الانتخابات بشكل خاص, في الشطر الأول عبرت عن رفضها العملية السياسية برمتها, بأسسها القانونية والدستورية وملابساتها التأسيسية من قانون انتخابات وقانون احزاب وداعية اعادة النظر فيها" بأستثناء جزء مهمش يعمل على قاعدة نسف كل شيء مقابل لا شيء. وفي الشطر الثاني فقد تراوحت نسبة المقاطعة للانتخابات بين 55 ـ 75% حسب ما يقابلها من نسبة في المشاركة في الانتخابات, فالمعلومات الرسمية تقول أن نسبة المشاركة بلغت 44.5%, وهناك من يؤكد ان المساهمة تراوحت بين 20 ـ 25%.

هذه المقاطعة أضفت على العملية الانتخابية سمة " مبايعة الأتباع ", فكل ذهب للأنتخاب حزبه او تحالفه أو عشيرته, أي لم يذهب شعبا للأنتخاب في حراك اجتماعي شامل يجسد ارادة التغير الجذري ويعبر عن الطموح الشامل نحو الافضل, وقد ساهمت في الانتخابات شرائح اجتماعية وافرادا مستقلين يحدوهم الأمل في التغير. كما أن غياب الأطر التنظيمية والمعرفية الجامعة لقوى المقاطعة لم يضعها في مستوى المقتدر على احلال بديل الأغلبية عبر المساهمة المباشرة من خلال صناديق الاقتراع, فجزء من قوى المقاطعة يمتلك رؤى واضحة لما يفعله, والآخر يعكس احجاما على خلفية أثر صدمة الحكم وأزمته المستعصية. وهكذا كانت المقاطعة والمشاركة تعبير شديد عن الأمل في التغير نحو الأفضل برؤى مختلفة.

أن الانتقال من الدعاية الانتخابية التي أتسمت بالشحن الانفعالي الشديد ودغدغة عواطف الناخب بأفراط وعرض سوبرماني في القدرات والامكانيات لوضع الحلول والقدرات الخارقة في اصلاح ما فسد الى مرحلة ما بعد الانتخابات للبحث عن حلفاء, هو انتقال من لغة الانفعال الى لغة العقل والممكنات وان كان الانفعال لازما للعقل لتأمين طاقة معقولة من العمل الفكري, ولكن لا ننسى ان الفرد العراقي الذي تأثر بالدعاية الانتخابية وفي مجتمع لازال يبحث عن الحاجات الاساسية ذات الطابع البيولوجي " الأمن والغذاء " يبقى منفعلا لتلبية حاجاته بعد عقد ونصف من الحرمان, وتجعله منتظرا لحكومة قادمة ستحل كل اشكالاته منذ الوهلة الاولى لتشكيلها, مما يشكل تهديدا مبكرا لأفضل حكومة " إن صح ذلك " قادمة في ظروف العراق, عابرة للطائفية والمحاصصة, وطنية الانتماء والتوجه, تستند الى التكنوقراط في أدائها وتمتلك برنامجا تكامليا ومفصليا لمعالجة الازمة. أن أي حكومة قادمة مهما كان لونها وشكلها ستصتدم بمهمات عضال, أبرزها بأختصار شديد:

ـ نسبة البطالة في المجتمع 31%

ـ مستوى خط الفقر اكثر من 35%

ـ أكثر من 5 ملايين طفل يتيم

ـ أكثر من 2 مليون أمرأة أرملة

ـ تراجع مساحة الاراضي الزراعية من 48 مليون دونم الى 12 مليون دونم

ـ أنتشار الحشيشة والمخدرات وتعاطيها بنسبة 6%

ـ اعداد النازحين والمهجرين داخل العراق وخارجه بلغ 7 ملايين ونصف

ـ استيراد 70% من احتياجات العراق من المواد الغذائية و 91% من الاحتياجات الاخرى

ـ تردي قطاع الخدمات وتدهوره المستمر, من صحة وتعليم وماء وكهرباء وعموم الخدمات الاجتماعية.

هذه المؤشرات غيض من فيض في بلد بلغت وارداته النفطية للفترة 2003 ـ 2016 أكثر من 1000 مليار دولار, ويتصدر الآن دول العالم في الفساد المالي والأداري.

أن اول ألتماس للآفاق التغير في العراق ستجد تعبيرها في صدق الحكومة القادمة ومدى نبذها للمحاصصة هو الموقف من الرئاسات الثلاث وأسس اسنادها: رئيس الجمهورية ونوابه, رئيس البرلمان ونوابه, رئيس الوزراء وأسس اختياره وكذلك أسس توزيع الحقائب الوزارية.

أن حجم الكارثة في العراق قد يضع سائرون " الفائز الأكبر " بمكوناتها الاساسية ذات الصبغة الاجتماعية اليساروية, اذا توفرت لها فرصة تشكيل الحكومة, في موقف حرج قياسا بطموحاتها الانتخابية, وقد يفقدها زخمها الجماهيري الناقم على الفساد والذي حصلت عليه في حراكها الاجتماعي الممتد لسنوات خلت, وقد يفقدها كذلك تعاطف قوى المقاطعة للانتخابات. أن بقاء سائرون في المعارضة مدعوما من قوى المقاطعين والزخم الشعبي الذي تتمتع به سيضعها في موقع حكومة الظل القوية لمراقبة الآداء الحكومي والبرلماني, ويمهد لرسم استراتيجيات طويلة الأمد لأنتشال العراق من مستنقع التخلف الاقتصادي والاجنماعي والفساد, ويوفر فرصا افضل لأعادة بناء العملية السياسية, وهو افضل بكثير من الوقوع بتحالفات تقود الى المحاصصة في النتيجة النهائية, وتبقى سقطة الشاطر بألف !!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغتراب النفسي بين الناخب والمرشح في الانتخابات البرلمانية ...
- في سيكولوجيا القيمة الأخلاقية والتربوية للصوت الأنتخابي وليس ...
- في الذكرى الخامسة عشر لأحتلال العراق وسيكولوجيا أستعصاء أزمة ...
- في سيكولوجيا الأنتماء للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه
- في سيكولوجيا تزوير الوعي الأنتخابي ومستلزمات النهوض به
- اليوم الدولي للمرأة وسيكولوجيا التحرش الجنسي
- في سايكوسوسيولجيا الصوت الأنتخابي العراقي !!!
- الحراك الأجتماعي الايراني بين المشروعية والآفاق
- العقلية الذكورية وتعنيف المرأة في مشروع تعديل قانون الاحوال ...
- لا لتأصيل سلوك الكراهية بين مكونات المجتمع العراقي
- خطاب الكراهية بين جذوره الفردية واسبابه السوسيوسياسية
- استفتاء كردستان .. نعم مع حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بما ...
- ارتفاع نسب رسوب امتحانات البكالوريا في العراق للعام 2017 من ...
- - دولة المؤمن الفاسد والمنافق - وفرار محافظ البصرة مجرد غيض ...
- رسالة الى السيد وزير التربية في العراق حول التسرب المدرسي: ا ...
- ليست فقط تجريم التحريض الطائفي والعنصري بل والطائفية السياسي ...
- الفن بين التحريم والتجريم والترويح/ كرار نوشي لم يكن الأخير ...
- الحرب الحقيقية مع داعش تبدأ عندما تتوقف العمليات العسكرية/ ا ...
- في سيكولوجيا الأنتماء الطائفي - بمناسبة استشهاد الامام علي(ع ...
- القمة العربية والاسلامية الأمريكية في الرياض وأنتصار العقل ...


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر صالح - في نتائج الأنتخابات البرلمانية العراقية: المعارضة خير من الحكم