أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الإنتحابات العراقية .. النقطة الغائبة.














المزيد.....

الإنتحابات العراقية .. النقطة الغائبة.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 17:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الإنتحابات العراقية .. النقطة الغائبة.
جعفر المظفر
كان متوقعا أن تشهد الإنتخابات العراقية الأخيرة كثيرا من التزوير, بل ان كثيرا من الممارسات الشاذة المرافقة ربما تؤكد على أن الزمن العراقي لم يحن بعد لضمان أن تكون هناك عملية ديمقراطية حقيقية يمكن التفاؤل بإمكانية أن تساهم بإخراج العراق من عنق المأساة, ولذلك يصبح أمر التزوير هنا ظاهرة طبيعية أكثر منها شذوذا, وهو هنا قد ينطبق عليه القول (حشر مع الناس عيد).
لكن ما يهمنا هنا هو الوقوف أما حالة مفصلية كانت قد قيضت لتلك الممارسات ومنها هستيريا التزوير أن تظهر للعلن وكأنها جزءأ بنيويا من الحالة الإنتخابية نفسها.
إن مراجعة سريعة للأوضاع التي سادت الإنتخابات السابقة مع أختها الأخيرة تأخذنا إلى حقيقة إن إنشقاق الطوائف السياسية على بعضها, وفي مقدمتها الطائفة الشيعية المقررة, مع ما حدث في الجسمين الأساسيين, الكردي والسني, كان جعل الصراع (البيني) بين هذه القوى أكثر حدية من سابقه, ففي هذه الإنتخابات بدا الصراع التنافسي الحقيقي وكأنه بين شيعة وشيعة وبين سنة وسنة وبين كرد وكرد.
وعلى خلاف الإنتخابات التي سبقتها, أي تلك التي جرت لثلاث مرات من عمر النظام السياسي العراقي الحالي, كان الوضع العراقي قد إختلف إلى درجة واضحة حيث بدا النظام السياسي وكأنه مقبل على مرحلة بات مطالبا بشدة أما أن يؤكد فيها على فشله النهائي أو قدرته على الإستمرار لجولة قادمة. ومن المؤكد أنه سيكون لهذه الجولة شأنا حاسما لتقدير مدى صلاحيته وقدرته على الإستمرار دونما حاجة إلى تغييرات جوهرية تنال من عقيدته وبنيته الأساسية.
لنأخذ النموذج الكردي على سبيل المثال فسنجد كل الأطراف هنا, ما عدا مجموعة البارزاني, تؤكد على وجود تزوير واضح, وحتى أنها تدعو إلى إعادة الإنتخابات. أما الجانب الشيعي فإن الصراع على السلطة بدا واضحا بشدة لأسباب أهما غياب وحدة الصف وتراجع مكانة بعض الزعامات كالمالكي مثلا الذي كان قلقه في محله, حينما توقع أن تحفل الإنتخابات بكثير من التزوير, حيث لم يأتِ ذلك التوقع من باب التنبؤ, وإنما من باب العلم بالشيء كون الرجل شاهدأ من أهل الدار وعالما خبيرا بالنظام السياسي وأساليب قواه في تجميع الأصوات من أجل ضمان الفوز في السباق الإنتخابي.
هذا التوجس الذي عاشته القوى السياسية المنشقة على نفسها مع ميل هذه القوى للتبشير بمبدأ الأغلبية السياسية كقاعدة لتشكيل الحكومة بدلا من المحاصصة المكوناتية قد خلق جوا هستيريا ما قبل الإنتخابات وفي أثنائها, إذ لم تعد هناك ضمانة لجميع الأطراف للمشاركة السياقية والمضمونة في الحصول على جزء من الكعكة السمينة الأمر الذي أوجب حاجة الفصائل المتفرقة إلى الإعتماد على رصيدها الذاتي بدلا من الإعتماد على رصيدها الكتلوي الطائفي, وشجع أكثرها على أن تتسابق في عمليات التزوير والبلطجة وتعميق المظاهر العشائرية المتخلفة من أجل ضمان الفوز بما يكفي من الأصوات الترجيحية.
غير أن الملفت للنظر حقا هو حجم التزوير الذي رافق إنتخابات المناطق الغربية من العراق وصولا إلى محافظة الموصل. المقارنة التي تتحدث بوضوح عن الفرق الكبير في حجم التزوير الذي رافق إنتخابات هذه المناطق عن تلك التي جرت في المركز والجنوب والوسط لا بد وأن تذكرنا بالأصوات التي كانت تدعو إلى ضرورة تأجيل الإنتخابات في تلك المناطق لأنها لم تكن قد غادرت بعد أوضاعها المأساوية ولم تكن قد تهيات إلى الدخول في حلبة السباق الإنتخابي المتكافئ. والأهم هنا أن هذه المناطق لم تعش الإستقرار المطلوب لإفراز قواعد الحد الأدنى للمشاركة في اللعبة الإنتخابية, إذ ما زالت القاعدة الجماهيرية العريضة تعاني من تراكمات الظروف السيئة التي خلقها الإرهاب وخلفتها حروب القضاء عليه بما جعل سياسييها في واد مختلف تماما عن الواد الذي تعيش فيه هذه الجماهير.
اغلب جماهير هذه المناطق هي جماهير مخيمات ومدن مخربة تفتقد إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة في حين أن أغلب سياسييها هم من سكنة الفنادق الفخمة ومن أصحاب الجيوب المنتفخة بالمال الحرام,وسيكون من باب الإفتراض الخاطئ وجود تصور لإمكانات أن تجري الإنتخابات في هذا الوسط المنشق على نفسه بسياقات يتوفر فيها الحد الأدنى من علاقات التواصل الأخلاقي ما بين القاعدة الجماهيرية من ناحية وسياسييها من ناحية أخرى. إن أمرا كهذا قد حسم منذ البداية طبيعة الأجواء التي سادت إنتخابات تلك المناطق حيث كان الشذوذ هو القاعدة.
لكن يبقى من المهم التذكير بأن مستوى المشاركة الشعبية المتدني سوف يبقى سيفا مسلطا على رقبة النظام. العزوف عن المشاركة في الإنتخابات لم يكن يعبر عن مقاطعة سلبية. إن كثيرا من الدعوات التي مهدت له تنذر أو تبشر بوجود معارضة جماهيرية نوعية مارست حقها الإنتخابي في ان لا تنتخب, فهي إذن مشاركة نوعية إنتخابية جماهيرية نقيضة بإمكانها أن تتطور إلى فعل فاعل من خارج العملية السياسية.
ويمكن أن تعتبر مشاركة نوعية كهذه وكأنها إنتخابات ظل تعاملت مع النظام السياسي بدلا من أن تتعامل مع شخوص هذا النظام, وهي قابلة لأن تتطور للتعبير عن نفسها بأشكال عدة إعتمادا على ما سيحققه النظام في الأربعة سنوات القادمة التي سيكون لها شأنا حقيقيا في تقرير ما إذا كان بإمكان العراق أن يعبر من مرحلة الإنتحاب إلى مرحلة الإنتخاب.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن إسرائيل وعن إيران وعن : عنا
- المالكي .. موناليزا العراق
- المجرب لا يجرب .. حَمَّال أوْجه
- القابضون على الجمر
- ثلاثة إسلامات ... الإسلام السياسي العربي السني
- خذوا كل ما تريدون وغادروا
- التاسع من نيسان .. حتى كأن الحرب لم تضع أوزارها بعد.
- العراق وإشكالية الديمقراطية
- العلمانية ضمانة بقاء العراق الواحد
- الحسناء والوحش .. جارتي الجميلة روبن* ورئيس جامعة ليبرتي
- وبمقياس الجمال
- النظام العابر للطائفية والكتلة العابرة للطائفية.
- كيف نراجع وكيف نتراجع
- خيط بيط, يا محلى صوت التعفيط : بالوثيقة... مجلس الوزراء يواف ...
- مزرعة الخنازير
- ثنائية البدائل المجحفة
- ثلاثة قرود
- عرب فرس ترك دين سياسة
- ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير
- ثلاثة إسلامات .. سرقة العصر*


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الإنتحابات العراقية .. النقطة الغائبة.