أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر غني الغزالي - حرية الإفطار العلني في شهر رمضان














المزيد.....

حرية الإفطار العلني في شهر رمضان


حيدر غني الغزالي

الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 09:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقال إن "حريتك تقف عند حدود حرية الآخرين".

في شهر رمضان بعض السُلطات في الدول العربية الإسلامية، تحاسب وتزج في السجون، وتغرم على المجاهرة في الأكل والشرب.

إما الأفراد الصائمين في هذه الدول، الغالبية العظمى منهم يطالبك ويجبرك تعسفًا بمراعاة صيامه، أي من الجهر بإفطارك والأكل والشرب أمامه. إلى حد أصبحت هذه المعايير مشروطة شرطًا عرفيًا، ويساندها القانون حتى لو كان لا يملك ضوابط يستند عليها في هذا التشريع .

نعلم، وعلى حد تعبير الصائم، انه حر وبإرادته يصوم في شهر رمضان، وغاية صيامه تقربًا إلى الله؛ كما أنت حر أيضا في الأكل والشرب وان تفعل ما تريد. لكن في الوقت ذاته يطلب منك الصائم أن لا تجاهر في إفطارك العلني وان لا تأكل ولا تشرب أمامه، مراعاة لمشاعره في حريته على الصيام! . لأنه وباعتبار إن قيمة حريتك تتعارض مع حريته . (سأقف عند هذه النقطة لاحقًا) .
بمعنى أخر، إن حرية الجهر في إفطارك العلني، تقف عند حدود حرية صيامه! .

تبتدئ أساس المشكلة من هنا، فكيف أنت حر في أن تفعل ما تريد، لكن في الوقت ذاته، يقال ليك أن لا تفعل كذا وكذا .
فهل لو جهر الشخص في إفطاره العلني، وأكل وشرب أمام احد الصائمين، يعتبر هذا تعدي أو أضرار معنوي على حرية هذا الصائم؟ ؛ على اعتبار إن (الفاطر) حر ما إن لم يضر، وحريته تقف عند ما يضر الصائم. والمجاهرة بالأكل والشرب أمامه يعتبرها تعدي على صيامه(حريته) .

الأمر مثله كمثل من لا يلبس اللباس العربي القديم (الثوب والغترة والعقال) .. فأن المعروف إن مظاهر حرية اللبس الحديث عند الشباب، تزعج ويأنف منها اغلب كبار السن. فهل يعتبر هذا تعدي معنوي على حرية كبار السن؟! .
عينة ومثال أخر.. شخص ما ملتزمًا دينيًا، و أبعد أن يقبل على المعصية، شاهد فتاة تسير في الشارع تلبس الملابس الخليعة والقصيرة، مما يسبب له ضرر نفسي، فهل نعتبر لبس هذا الفتاة الجميلة، تعدي على حرية هذا الشخص الملتزم دينيًا؟
وبالتالي يجب على هذه الفتاة أن تمتنع عن لبس كتلك الملابس القصيرة؟ لأنها تسبب أضرار معنوي لهذا الشخص؟! .

لنفصّل في المسألة قليلاً ..
من المعروف إن ‏القيم هدفها السامي هي مصلحة الإنسان، مثل قيم الأخلاق والحرية .
والحرية هي نقطة حديثنا هنا ..
فعند تعارض قيم الحرية مع بعضها، نقدم القيمة التي تحقق فائدة أكبر لمصلحة الإنسان، فهذا الهدف الأساسي منها.
فعلى سبيل المثال.. حرية فعل إطلاق العيارات النارية في بعض المناسبات في اغلب الدول العربية، تتعارض قيمة حرية هذا الفعل مع قيمة الأمن، وقيمة سلامة الآخرين، من سبب الضرر المادي، الناتج من حرية هذا الشخص المطلق للعيارات النارية .
‏أما قيمة حرية القول والأفعال مثل الجهر بالإفطار العلني، التي من معيار الأخر تسبب له ضرر أو ألم نفسي ومعنوي، لا يمكن إدخالها ضمن تعارض قيم الحريات، إلا إذا كانت تسبب لقيمة حرية الصائم ضرر مادي. وهي لا تفعل ذلك.

‏السؤال المهم هنا: لماذا يجب أن نسمح لحرية إفطار الشخص، حتى لو كانت قيمة حريته تتعارض مع قيمة حرية الصائم والتي تسبب له الضرر؟ ولماذا لا نعطل أو نوقف حرية المفطر العلني مثلما نعطل حرية المُطلق للعيارات النارية؟ .

هناك حرية تسمى "حرية ضارة مسموحة" وهناك حرية أخرى تسمى "حرية ضارة ممنوعة" .
فالحرية الضارة الممنوعة والتي يتم إيقافها وتعطيلها كمثل الاغتصاب والسرقة الخ.. ومثل الشخص المطلق للعيارات النارية. فهذا يعتبر تعدى على حقوق وأمن سلامة الآخرين من الضرر الجسدي .

والحرية الضارة المسموحة، هي حريتك التي لم تعتدي بها على حقوق الآخرين. مثل التدخين وغيره .
فمن الأفضل يجدر بنا القول: إن حريتك تقف عند حدود التعدي على حقوق الآخرين، أو أنت حر ما لم تعتدي على الآخرين. وليس كما العبارة في مقدمة الموضوع .

لكن لماذا يشترط بنا السماح للمفطر أن يجهر بفعلته وان يأكل ويشرب أمام الصائم؟!

المسألة مثلها مثل مسألة التفوق أو النجاح في عموم الحياة العامة على سبيل المثال، أو سمها ما شئت.

فلو كان هناك مباراة كرة قدم بين فريقين ولكل فريق منهما جمهور يشجعهما بحماس، وكل جمهور يتلهف بشدة لفوز فريقه، ومع احتداد المباراة بين الفريقين والوقت يوشك على انتهاء زمن المباراة، وما إلا أن تسمع تسجيل الفريق الأول هدفا على الفريق الثاني، مع ضرب صفارة الحكم لانتهاء المباراة، وخسارة الفريق الثاني .
فجمهور الفريق الخاسر سيتألم ألم معنوي لخسارة فريقه، ويصل ببعض الجماهير إلى حد البكاء من الضرر المعنوي .

فهل يسمح لنا هذا بتعطيل حرية الفريق الأول بالفوز لأنها تسببت بضرر وألم لجماهير الفريق الثاني؟؟ (لا أريد القول الفريق الخاسر حتى لا تؤخذ القضية بصيغة الخسارة والفوز) .

الإجابة: بكل تأكيد لا . فهذه الحرية من الحريات الضارة لكنها مسموحة. كمثل حرية اللباس، وحرية الطلاق بين الزوجين وما يسببه من ألم وضرر على الشريك الثاني. وأخيرا مثل حرية الإفطار العلني .



#حيدر_غني_الغزالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الإفطار العلني في شهر رمضان


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر غني الغزالي - حرية الإفطار العلني في شهر رمضان