أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسني أبو المعالي - سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة














المزيد.....

سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 10:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد مخاض دام أكثر من شهرين تقريبا، من المفاوضات الماراطونية التي تلت الانتخابات لم يلد جبل الخلافات العراقية حكومة جدية توافق عليها الأطراف المتنازعة وتزكيها، ويكاد هم الخلافات العراقية العراقية على السلطة، أن يتصدر أولوية الهموم الكثيرة التي يعيشها الوطن بعد هم الاحتلال الكبير الذي أهدانا شكلا للحرية والديمقراطية وسلب منا مضامين الأمن والاستقرار والسعادة وتقرير المصير، إضافة إلى هم الرعب والخوف ناهيك عن هم انقطاع الكهرباء وانعدام الماء، ومن هذا وذاك وهذه وتلك يعيش العراقيون كل يوم أمواتا بملابس الأحياء وكل ذلك يجري من أجل شيطان السلطة، فمن أجل السلطة يسود الآن قانون الغاب في العراق، ومن أجل السلطة يتغافل قادة الأحزاب عربا وأكرادا، ورجال الدين من الشيعة والسنة عن كل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا في العراق من قبل المحتلين الذين يعبثون بنا سرا وعلانية بهدف التفرقة والتقسيم، ومن أجل السلطة وليس غير السلطة يتساوى المواطن العراقي صاحب الأرض مع الجندي الأمريكي المحتل، في القتل لدى من يدعون زورا وبهتانا بتحرير الوطن، فتنتهك حرمة الإنسان العراقي ويقتل في الشارع وفي السوق وفي العمل والمدرسة وفي أي مكان يعتقد الإنسان بأنه في منأى عن الاستهداف حتى أصبح الموت يلاحق كل من يقيم بالعراق من الأبرياء والعزل، ويكاد الجميع أن يكونوا على قائمة الانتظار لهذا الفعل اللاوطني واللاأخلاقي، على يد من تغريهم مراكز السلطة والذين يلهثون وراءها بواسطة الدماء والأشلاء والانفجارات والأحزمة الناسفة بعيدا عن الحوار الأخوي البناء والأساليب الحضارية الناجعة، ومن أجل شيطان السلطة تتفق عناصر الإرهاب والسلب والنهب مع السياسيين والأصوليين، وإن اختلفت مآربهم، على قاسم عمل مشترك ينتهج أسلوب الغاية تبرر الوسيلة، ويلعب كل في سبيل أهدافه الخاصة على حساب الشعب العراقي، ومن أجل السلطة يتعامى قادتنا الميامين عن دموع ودماء العراقيين وهي تنهمر وتتدفق وتسيل أنهارا حزينة تلف شوارع الوطن في مشاهد مروعة ومأساوية يندى لها جبين الانسانية وتجعلنا صغارا في نظر العالم. وهموم أخرى لا تقل أهمية عن السابقة، وهي استهداف البنى التحتية العراقية كمصافي النفط والكهرباء والماء من قبل عشاق التخريب، أتساءل ما العبرة في ذلك في ظل غياب توفر خدمة تكنولوجية جاهزة في الوطن وبالتالي ضرورة الاعتماد، في كل الحالات، على الغرب؟ لا شك أن الاحتلال قد مارس هذا الفعل التخريبي في مستهل عدوانه الغاشم على الوطن، وذلك بهدف الاستثمار لصالح شركاته التجارية، ولكن كيف يساهم بعض أبناء هذا الوطن في دعم المحتلين لهذه المهمة التي تلحق بالضرر على الشعب العراقي وحده. ومن المؤسف أن يقع الإعلام العربي تحت ضلال خلط الأوراق فيعتبر استهداف العراقيين والبنى التحتية العراقية من قبل الإرهابيين مواجهة ضد الاحتلال، ويصف الفاعلين بالمقاومة. ومن همومنا المستعصية أيضا تشبث ساستنا وقادتنا ورجالاتنا الأفاضل من السنة والشيعة بأخطائهم وعدم الاعتراف بها والإبحار بنا في عباب المحيطات المجهولة بلا أشرعة حتى وإن حملتنا تلك الأخطاء إلى ما لا يحمد عقباه، فمن سيناشد هذا الشعب الكسير من أجل الإنقاذ إذا كان الربابنة هم العلة ؟ وأخيرا وليس آخرا هم المحاكمة الأضحوكة لرؤوس النظام الدكتاتوري السابق فقد أزاحت تلك المحاكمة الرماد عن جمرات الفتنة وأشعلتها أكثر مما كان متوقعا أن تطويها وتطفئها، فتلك المحاكمة ما هي إلا إحدى المؤامرات الأمريكية المستترة التي أريد بها الاستمرار في الاقتتال بين أبناء الشعب العراقي، واسمحوا لي أن أورد بهذه المناسبة مثالا لمحاكمة موسوليني في ايطاليا بعد نهاية العهد الفاشي، فعندما امتثل هذا الأخير أمام هيئة المحلفين سأله القاضي: ما اسمك؟ أجاب المتهم: موسوليني، فرد القاضي: إن اسمك يكفي لإدانتك فحكم عليه بالإعدام وانتهى الأمر، وأغلق الستار عن مرحلة سوداء من تاريخ أوروبا، فهل نحن العراقيين أكثر ديمقراطية من الطليان؟
يا لهذا العراق الجريح الذي لم يكد يصبر على حزن حتى تتراكم عليه الأحزان تلو الأحزان، وما أن يواري يوما شهيدا حتى يودع كل يوم عشرات الشهداء.
يقول الشاعر: فلو كان هما واحدا لاحتملته.. ولكنه كرب لأكثر من هم
أيها الوطن، المحتلون أمامك والإرهابيون من خلفك وشياطين السلطة من حولك فأين المفر



#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟
- الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر
- الطائفية في العراق: قريبا من السلطة بعيدا عن الاسلام
- بانوراما الألوان واحتفالية الأشجار
- الفنان التشكيلي المغربي المكي مغارة وحوار العتمة والنور
- ثلاث محطات ضوء مغربية من شمس الموسيقى العربية
- أنين العود في ليل العراق الطويل
- إعلان مدفوع الثمن
- من الذي أساء إلى الإسلام غير المسلمين ؟
- الأغنية العربية في ميزان الفيديوكليب
- الشمس والغربال / رأي في الأغنية العربية
- رنين العود أنين العراق
- بغداد الحرية في ظل الاحتلال
- الإبداع والمدينة
- محنة العراق بين الإرهاب والاحتلال
- حدود اللون وآفاق الكلمة
- فضيحة أبي غريب أهون من فضيحة اختلاف الأطياف العراقية
- ليت شعري هذا العراق لمن؟
- هموم التشكيل وأوهام الحداثة
- جاهلية المسلمين في زمن الانفتاح والعولمة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسني أبو المعالي - سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة