أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عندما يحكمك المجرمون والعملاء














المزيد.....

عندما يحكمك المجرمون والعملاء


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5874 - 2018 / 5 / 16 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتدت أن أوفي كل ذي حق حقه، وأن لا أنساق وراء مشاعر الكراهية فأبخس الناس اشيائهم أو أشوه انجازاتهم أو أصفهم بما ليس فيهم.

ولذلك وعلى قدر كراهيتي لما فعله بني صهيون بالمنطقة من دمار وما حاكوه من دسائس وتوليتهم العملاء والمجرمين ووضعهم في أرفع المناصب، لا أنكر لهم أبدا عملهم الدؤوب ومثابرتهم التي تستحق الاعجاب، وقدرتهم على التخطيط البعيد الأمد، وتنفيذ مخطاطتهم تحت كل الظروف وتعديلها بحسب الحاجة.

كما لا أنكر لهم أبدا اخلاصهم الشديد لقضيتهم الغير عادلة والتي يبيحون بها لأنفسهم انتهاك حق غيرهم والاستيلاء على ما ليس لهم واهلاك الحرث والنسل أمنين من أي عقوبة.

وعموما ليس الصهاينة وحدهم هم من لهم اليد العليا فيما يحدث في المنطقة العربية من خراب ودمار فالقوى الاستعمارية حرصت على وضع أنظمة فاسدة على رأس الحكم في كل الدول التي خرجت منها مضطرة للابقاء على هذه الدول ضعيفة متحللة سهلة الانقياد، يستنفدون منها خيراتها وخاماتها ويجعلون منها سوقا لمنتجاتهم الباهظة وحقلا لتجاربهم الدوائية ومكبا لنفياتهم، ولكن .. من هو المسئول عن هذا الحال؟

هل هم عملاء الاحتلال من اللصوص الذين لا يتمتعون بأي درجة من الشرف أو النخوة أو الوطنية، والذي يعملون بجهد غير مسبوق على القضاء على أهم دول المنطقة بالفقر والجهل والمرض؟ أم هم الشعوب الذين سكتوا بالأمس على تولي أمثال هؤلاء أمرهم حتى تحكموا واستطالوا وقربوا اليهم من هم على شاكلتهم في العمالة والاجرام وانعدام الشرف؟

إن الحال وصل بنا أن يكون كل من في السجون – الا قليلا – من أكثر الناس ثقافة ووعيا وشرفا ومن في المناصب – الا قليلا – أسفل وأرزل الخلق وأكثرهم اجراما وحقارة وعمالة.

هنا لا يترقى ولا يكافئ الا كل لص وحقير، ولا ينتهك ويعذب ويطارد الا كل واعي ووطني وشريف.

هنا يكون القتل خارج اطار القانون مبررا والعمالة والخيانة أشياء يحتفى بها، ووضع الأيدي في يد الأعداء المغموسة بدماء اخواننا رغبة في السلام!

هنا لا سارق يحاسب صغيرا كان أو كبيرا ولا اعتراض على أي نوع من الجرائم فكلها مقبولة وكلها مأجورة ومبررة، حتى التخلي عن أهم مقدرات البلاد ومصادر بقائها، أما التنكيل والمطاردة والاضطهاد فهي فقط لكل من تسول له نفسه الاعتراض على ما يفعل ببلاده من تدمير وما يحاك لها من دسائس تدفع بها نحو الهاوية.

عندما يحكم اللصوص والخونة يطارد الشرفاء واصحاب الوعي والأحرار، فاللص لا يثير ضغينته ولا يشعر بنقصه وحقارته الا أمام الشرفاء وهو ما يدفعه للنيل منهم أكثر وأكثر والتنكيل بهم أكثر وأكثر.

والمآساة الحقيقية أنه لا أمل قريب في الخلاص من هذه المحنة، فجموع الشعب الغفيرة مطحونة مقهورة تحت وطآة الفقر والعوز، أو مضللة بفعل وسائل التضليل العديدة التي تمولها الأنظمة من دمائهم، وعلى الجانب الأخر فإن النظام العالمي يجد صالحه في تحكم هؤلاء الحثالة في أقدار الشعوب لأنهم لا يبخلون على القوى العظمى بثروات البلاد التي يضنون بها على شعوبهم ويحرموهم حقهم في العلاج والتعليم وعيش حياة كريمة.

عندما يحكم الخونة والمجرمون فإن التسابق هنا يكون على التشبه بهم والعمل بمنهجهم فتطفو على السطح قذارات المجتمع والأسافل.
وهذا هو بالضبط الحال الأن!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ربط البطن الى ربط الرقاب
- أين الله؟
- قل احتلالا ولا تقل تحالفا
- طريق الاستبداد
- الغرق في شربة ماء
- الصراع الأبدي
- كيف تصنع شعبا من المجرمين؟
- الغرب يعرف أكثر
- صفقة القرن ويوم الأرض
- الارهابي والمجنون والجريمة الكاملة
- نجاحات النظام
- مذبحة الصحافة
- أحمد خالد توفيق
- الحق المهدور في مصر
- جبلاية القرود
- القبلة المباحة
- الهدف
- ضرب الكفيل زي أكل الزبيب
- الجيفة الطافية على السطح
- قل مصالح دول ولا تقل مؤامرة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عندما يحكمك المجرمون والعملاء