أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - حديث صبرائيل















المزيد.....

حديث صبرائيل


احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)


الحوار المتمدن-العدد: 5874 - 2018 / 5 / 16 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


الحنين
كومةٌ من فَحمٍ خَامد
إلا أنهُ يُوهمُني بِكونهِ شَمعةً
وَكلَّما حَاولتُ النَّوم
وَهممتُ بِأن أطفئَها بِنفخةٍ
يَشتعلُ بِوجهِي !!

___________________

كنتُ مَحظوظاً جداً
حينَما لَم يُحالفْني الحَظُّ بِرؤيتِك
وَإلا كيفَ ليّ أنا المُتثلجُ بِالهُدُوء
أن أُقابلَ شَمساً مُتوهجةً بِالعناد !!

_______________________

وجب علينا رجم المغفرة
بحجارة من أهمال
لأن ابتعادهم ذنب
يربض فوق مستوى سطح التوبة !!

_________________________

لَمْ أكنْ أعلم
إنكِ وعاءٌ من زُجاجٍ مُهشم
حتَّى مَشيتُ على قَلبِكِ حَافياً !!

_________________________

يَبدو أنَّ الحَياة
امرأةٌ عَجوزٌ مُصابةٌ بِالعَقُم
قَبلَ أن تَلِدَنا بِهذَا الشَّكلِ المُزدحم
وَإلا مَاسببُ اقتتالِنا كلِّ شَيء !!

__________________________

وَلأنَّ العَاملينَ هَاهُنا
لايَأكلونَ إلا إذا عَملوا
فَفي عُطلةِ عِيدِهِم
رَأيتُهم يَتقلَّبونَ من الجُوع !!

___________________________

لَم أدركْ أن مَجيئَك
كانَ أثغاثَ أحلامٍ بَاهتة
حتَّى تَيقنتُ أنَّ عِلاقتَنا
لَيستْ سِوى قِصةِ حُبٍّ
بَينَ بَالونةٍ وَصبَّار

____________________

ماتيسر من الخذلان...
أحاول أن أحبك بطريقة الغد
وأن أرسل إليك نفس الرسالة
التي ماكتبتها يوما
وسأسألك حينها
عما فهمتيه من سبب اختناقي
وأنا أضحك !!
وأن لم تفهمي ما أعنيه
سأجمع شتات العالم بصفعة إلهية
حتى يصفق لي كل الأنبياء
وأخبرك بنفادها تماما
دموعي التي تستهوي العصيان
وأن المحطات إذا تعبت
تضع رأسها على أكتافِ المسافرين
دون أن تطمس بطن الغيم
بنظرة مكسورة الحظ
لئلا تمطر الأرض سخافة
بشكل عكسي
وأنا أتلقى منك
تلاوة من تهريج الحب !!
حاولي أن تتذكري الأمس
وكيف كتبت على وجه اللعنة:
(يافتاة، ماهكذا تورد المشاعر)
فقط من أجل أن تدركي
إن مشاعري ماعادت كرة
لتلعبين بها بطريقة لاعب فاشل !!
هدفه من الكرة سوى الركل
وليس إيقاعها في شباك الهدف !!

____________________________

حافلة النجاة
معبأة بالخنازير
مكتوب عليها :
(ليست صالحة للاستخدام البشري)
البشر سيصلون متأخرين
طالما يحملون بعضهم البعض
كما يتجانس الذباب

_________________________

الذينَ يُصدِّقُـونَ أكذوبــةَ اللِّقـاء
سَيُصدِّقُونَ أيضاً أكذوبةَ الرَّحيل
غّيرَ أن حَياتَهم بِيـنَ التَّصديقيـن
شَائبةٌ بِمَسافةٍ وَاحـدة
مَليئةٌ بِأنهارٍ عَريضة
كأفــواه الوَقـت
تَلفضُهم تباعاً
دُونَ أن يَتظاهرَ أحدُهُم بِالنَّجاة!!

__________________________

كلنا ضالعون بنفس الخطأ
الخطأ وحده هو الضحية
حتى حبيبتي
التي قطفت لها أحلى حب
من بين جنائن قلبي الأبيض
كانت تعيرني بكثرة الأثمار !!

_________________________


لست هندوسيا
لكن ...
نحن مستنسخون عن أناس
عاشوا مرفهين فيما مضى
وإلا فليس من المنطق
أن نعيش حياتنا الان
وعلى أكتافنا تربض المشقة
منذ الولادة وحتى الممات !!

________________________

لست مرتبطا
بترهات العالم
ولست أعزبا عن ممارسة الخداع
ولست مجردا
من تلك الكدمات التي تركتها عصا أبي
عندما طالبته بشراء دجاجة
لأنها تشبهني جدا
تنام مبكرا وتستيقظ مبكرا
وعليها أن تبيض وعلي أن أركع
الظهيرة وحدها كفيلة
بأن تجعلني متهما بالعناد
فقط لانني فضلت حرية اللعب
على فريضة النوم
دون أن أمارس بعض المستحبات !!
ولأنني اضطجع كثيرا
على عتبة الباب
كانت أقدامي تؤلمني
من شدة السحق الذي مارسه الراحلين !
الراحلون فقط يحبونني
الأحياء ينفرون مني بسرعة الضوء
والجمادات أيضا تجيد نفس الدور
أتذكر دولاب الهواء
كيف نبزني من فوقه بوجه عبوس
لأنني فقير لا امتلك ثمن ركوبه
أو لأنه كان يخشى من عصا أبي !!
كل شيء كان يرتجف
مثل لولب الساعة
حتى ثلاجتنا البيضاء ترتجف
كلما حاولت فتحها ليلا !!
أمرها حير رأسي الصغير
لطالما قلت:
رباه مالذي يجعلها ترتجف !!
هكذا ولمدة أحد عشر عاما ترتجف
البارحة فقط عرفت السر
حيث وجدت فوقها عصا أبي !!

______________________________

هل تذكرين ياحبيبتي
حينما شرعنا باطلاق سراح الفراشات
بنظراتنا الضاحكة
وهل تذكرين أيضا
كيف كبرت شجرة التعلق
حينها كنت مشغولة
بقطف أمنياتك منها
وأنا مشغول بتقبيلك !!
إذا كنت تتذكرين كل هذه التفاصيل
عليك الآن أن تقصي لي كل ذلك
فأنا لم أعد أتذكر شيئا
حقا لم أتذكر شيئا
منذ أن صدمني خبر وفاتك...

_________________________

أيها الشعراء
اتركوا الرصاص قليلا
فمعظم الرصاص برئ من القتل
ولغطكم في ذكره
جعله يخاف بشدة
حتى غير طريقه المعتاد
بحثا عن ملاذ آمن في صدورنا

__________________________

أيها الشعراء
اتركوا الحرب قليلا
أما سمعتم قول النبي:
(الدال على خير كفاعله) !!

_________________________

أيها الشعراء
أتركوا الرصيف قليلا
لاتظنوه راضيا عن تعريضكم اللعين
حينما تحكون مؤخرات قصائدكم به
حتى غيرتم ملامحه اللطيفة
ونسيتم أنه صدر دافئ
للمشردين ولأوراق الخريف
أما سمعتم قول الشاعر:
لاتنه عن خلق وتأت بمثله
عار عليك اذا فعلت عظيم !!

_________________________

أعرف الكثير
ممن ضاجعوا الخرافة
فأنجبوا منها واقعا مزيفا
يقاتلون من أجله
ويدفعون له قربان
ويزكونه بعواطفهم الشائبة
وإذا حاول أحدنا أخبارهم الحقيقة
سيستمعون إليه بألسنتهم
بعدما يلعقون كل دمائه !!

___________________________


اعتدنا أن نعبأ رؤوسنا
بحشو من أحلام ورقية
وننام على وسادة من حريق
في أخر الليل
نشم رائحة الرماد
ولانبالي لجشاعة المجزرة

________________________

اعتدنا على سخافة الموقف
ونحن في باحة المنزل
نطوف حول أمي
وهي تعد لنا طعاما من ترانيم مالحة
لننام قبل أن تأكلنا أنياب العوز

______________________

اعتدنا على حيلة أبي
وهو يستر عورات التعب
بقميص عمله الأزرق
يحمل بيده كيس من الابتسامات
ويسحب خلفه أوجاع اليوم
أحيانا يأتينا مبتسما
ويخفي خلفه أشياء ثقيلة
أثقل من أن يحملها ثمانية

_______________________

اعتدنا على أن ننسلخ
من رحم الحياة اليابس
مثل أية صبارة رخيصة
غازلها اسم الماء كثيرا
بفذلكات مروره
دون أن يتزوجها

_____________________

اعتدنا على أن ندمن
هطول غيث التعلق
في أي وقت كان
دون أن نلمح تفاصيل البلل

_____________________

اعتدنا على أن نكون
نتائج لأسباب واهية
حقيقتنا الوحيدة
أننا مازلنا على قيد القلق..

_______________________

اعتدنا على أن نمثل
دور الشهامة والبطولة والعزة
وفي الحقيقة أننا جبناء
جبناء جدا
لم نستطع مواجهة ظل الخرافات
في حين أن أوتارهن تمزقت
ولم يعد فيهن شيء
يرقى أن يكون مثيرا للعزف !!



#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)       Ahmed_Abo_Magen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر التكوير
- قارعة الثراء
- وليمة السهر
- ملامة الحرير
- ما لايفضحه النطق
- أفواه مقبورة
- أضواء مهشمة
- أسلاك شامخة
- لوازم الهرب
- أنهار من يباس
- أشلاء الغمام
- حالي
- يانفسي
- تحت جب الرفض
- مزاولة النحيب
- نداء من عمق الخاصرة
- الحسين
- قلب مابين قهرين
- نفحات عارية
- أنت لابد من قلب


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - حديث صبرائيل