أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبد القادر الفار - فلسطين إذ تجعلنا أناركيين














المزيد.....

فلسطين إذ تجعلنا أناركيين


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 5874 - 2018 / 5 / 16 - 21:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


الأناركيون فوضويون وعاطفيون ولا يقدمون نماذج أو بدائل للإدارة الذاتية للمجتمعات دون سلطة. ولكن عند مسألة مثل فلسطين بالذات أجد الخطاب الأناركي المغرق في بساطته هو الأقدر على إصابة كبد الحقيقة ودون مواربة:

كل أشكال السلطة تحمل معها بوادر العنف واحتكار السلاح ووجود الزنازين والسجانين. والكيان الإسرائيلي دولة، وكل دول العالم نشأت ومعها سرديات تؤسس لشرعية وجود وضرورة استمرار وإحداثيات تاريخ وجغرافيا تتعلق بالانتماء لدوائر أوسع من "الأمم" أو ترهنها لأشكال تقليدية من العداء مع جهات أخرى. الانتماء والعداء كلاهما إرادوي لا نتيجة لحقائق مباشرة معاشة.

لم تنشأ دولة إلا وقتلت لتبدأ وقتلت لتنمو وقتلت لتستمر، ولم تنشأ دولة دون سرديات تتنازع شرعية وجودها وحدودها وانتماءاتها. وكان ما يسود ويحكم هو خطاب السلطة التي تنتزع كل ذلك بالقوة.

وما الحل النهائي لدى الجذريين "المؤمنين بالحق العربي من النهر الى البحر". أليس دولة جديدة؟ وماذا لو تحررت فلسطين بالكامل وابتلع البحر إسرائيل فتأسست مكانها دولة تشبه جاراتها من كل النواحي، وأصبحت مرتعا للقواعد الأجنبية. خطاب "الواقعيين" في المقابل يريد دولة، اي دولة، حي الله دولة، بال أو سيكام.

ومن سيحكم الدولة؟ خليفة أم رئيس ديمقراطي أم ملك متوج أم إمبراطور، أم هو صاحب الزمان؟ نعلم أن هذه اشكال للحكم تحول دون فهم محتواه الطبقي والجيوسياسي، والديمقراطية لا شيء. فلا حرية ولا مشاركة في وجود سلطة ووجود سجون، وكله ضحك على الذقون.

العالم ذاهب إلى فدرلة على أدق المستويات، وعلى انفتاح تجاري غير مسبوق، ولحكم شركات تحتكر أشكالا معقدة من التكنولوجياو كل هذا سيخلق صيغا جديدا للحياة والنظام خاصة تطور مستويات جديدة من المعلوماتية واختراق الخصوصية. وحريٌّ بمن يريد القضاء على عصابات القتل الحاكمة، بما فيها العصابة المحتلة لفلسطين، أن يقدم تصورا للحل النهائي يتوافق مع رؤى الأناركية اللاسلطوية "الفردية"، ولو كتمرينٍ يستعدّ للمستقبل.

إنّ اللاسلطوية أو الأناركية هي خطاب الحدّ الأقصى من العدالة، ولكنّ تطبيقها بحاجة إلى تطوّر هائل في السلوك الإنساني وفي السيطرة على الذات. لا ينبغي طرحها حاليا كخيار جدّي ولكنّ بقاءها مطروحة ومتداولة كيوتوبيا غير ممكنة حاليا يساعد على أن نكون نقديين لكل أشكال السلطة، حتى التي تحمينا، وحتى التي تقاوم، ويساعد على تطوير أدوات تهذّب السلوك الإنساني على المستوى الجماعي. وفي الحدّ الأدني نظلّ ناصحين لمن يتولى أيّ سلطة حتى وإن لم نحسب على معارضيه، ولا نصل بأي حال من الأحوال إلى حضيض التسحيج والتشبيح لأي سلطة حاكمة مهما كانت.



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليل من الحقد، كثير من الخوف
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة -3
- معنى الموت في المستقبل
- ما هو الإيجو، وكيف تمنعه من حجب سلامك الداخلي ومحبتك غير الم ...
- متى
- وأنا أيضا لا أنطق عن الهوى
- معنى اليوم الآخر
- فيروز - نص الألف خمسمية
- القادر من يعلم أنه قادر
- معنى الجسم البشري - تجارب (3)
- معنى الجسم البشري - تجارب (2)
- جمال المرأة، كحسرة للرجل
- معنى الجسم البشري - تجارب (1)
- هل تريد أن تعرف الله
- جاذبية العناد 2
- في تبرير السأم من الاهتمام
- مُتْ فوراً
- جاذبية العناد
- معنى المعاناة ومعنى الصبر عليها
- عيون مغلقة على اتساعها


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبد القادر الفار - فلسطين إذ تجعلنا أناركيين