أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مرتضى محمد - الشلل الرباعي يحول دون لمس يد جوليا! شرعنةُ الانتحار أم رفضه ؟ سؤال يطرحه -البحر من الداخل-















المزيد.....

الشلل الرباعي يحول دون لمس يد جوليا! شرعنةُ الانتحار أم رفضه ؟ سؤال يطرحه -البحر من الداخل-


مرتضى محمد
(Murtadha Mohammed)


الحوار المتمدن-العدد: 5873 - 2018 / 5 / 15 - 21:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


* روبرت ج. ريتزيما "1"
ترجمة: مرتضى محمد

ليلة الجمعة الأخيرة، أقامت جامعة (ميثودست"2") بالتعاون مع اقسامها الممثلة بــ (قسم اللغة الحديثة وقسم الفلسفة والدين وقسم علم النفس وقسم علم الاجتماع)، بتنظيم جلسة حول الفلم الاسباني (مار أدينترو"3"/ البحر من الداخل). الفلم يصور محاولات الانتحار المستمرة التي (تمناها) رامون سامبيدرو (خافيير بارديم) الرجل المصاب بالشلل، لكن بالرغم من تلك الاماني المستمرة لم يتمكن من بلوغ مراده ؛ ذلك ان من العقبات التي واجهته وأحالت بينه وبين (قتل نفسه) أنه لم يستطع (الانتحار) إلا بمساعدة أحد ما؛ وهذا النوع من المساعدة ممنوع في القانون الاسباني الذي كان صارماً في هذا الشأن، محملاً أي أحد يقدم على مثل هكذا أمر بعقوبة جنائية شديدة.

في الحياة الواقعية كان رامون سان بيدرو ،قد قضّى 29 سنة من حياته غير قادر على تحريك أي من يديه أو قدميه؛ كونه مصاب بالشلل الرباعي . لاحقا وفي عام 1998 الذي ساعدوه في أمنيته الوحيدة؛ لم يتم اتهامهم بأي جريمة !!.

طبيعة عمله كميكانيكي للسفن أعطته ميزة التواجد المتنقل في البحر حيث أمضى فيها فتره بلوغه سن الرشد ؛لكنها سببت له أصابته بالشلل الرباعي نتيجة غوصه في المياه الضحلة بسن 26 سنة . على الرغم من تلك الحادثة التي ابقته ملقىً على سريرة بشكل عمودي لا يتحرك منه سوى رأسه!؛ لكنها لم تمنعه من القراءة والكتابة على نطاقٍ واسعٍ جداً، حيث أعطته ذلك المفتاح السحري الذي أولجه عالم الخيال الخصب والشديد، وشده للسفر عبر تلك الصور الذهنية الى أماكن لم يزرها من قبل قط. لكن الأماكن التي شكلت (مادية) سفرة كانت موجودة وملموسة متمثلةً بمكان تواجد عائلته ً، الاب خواكين (جوان دالمو) وأخيه خوسيه (سيلسو بوجالو) ألى جانب زوجة أخيه مانويلا (مابيل ريفيرا) وأبنها الشاب خافي (تمار نوفاس) خصوصا زوجة أخية وابنها اللذان لعبا دوراً مهما وكبيراً في حياته؛ حيث كان هذا المكان (المتسع بالعاطفة والمحبة) أشبه بالمعالج الذي حاول استيعاب رغابته باستثناء الانتحار! (فمن وجهة نظري فأني أقول ان هذا الفلم قد جسّد بدقة حياة رامون سان بيدرو).
عجزه الدائم ولّد عنده ذلك الرفض للكرسي المتحرك؛ وبالتالي بقاؤه في مكان واحد، متمثل بغرفة في بيت أخيه؛ ربما ذلك الرفض الجزئي كانت له أبعاد يشكلها رفض أكبر يحاكي خمول النفوس التي اعتادت أن تكون جزءً اعتيادي يتوافق مع شلل الحياة الرباعي. حتى بعد مرور عقود من المدارة والعناية من قبل الاخرين/عائلته (بكل الحب والاهتمام الكبيرين) وجد انها عملية مشينه بالنسبة له؛ لذا شكلت خوالج الرفض تلك صياغات لرغبته بالانتحار، حيث كانت هذه الصياغات مسوغ له رغبة منه بالكرامة كمسالة حتمية –بالنسبة له-ينهي بها تلك الحياة. عززت تلك الرغبة التي مدتها باستمرارية ملحة (للانتحار) ، تلك الخوالج عندما لم يستطع لمس يد جوليا (بيلين رويذا) التي تبتعد عنه بضع (سنتيميترات) فقط !!، جوليا المحامية التي وافقت على تولي قضيته؛ على اعتباره يعاني من مرض انتكاسي لا أمل في الشفاء منه.
على أي حال انا لا أملك موقف فيما إذا كانت الرغبة والمساعدة على الانتحار يجب ان تحظر أو انها احتمال لا يستبعد أن يكون مبرراً في بعض الأحيان ؟!!. أنني مؤمن بان الحياة هي هبة من الله يقودني هذا الاعتقاد وبكل عناية الى التدقيق في أي تأكيد على ان الحياة لا تستحق العيش؛ حتى أنني لم أجد ما يفهرس ذلك الشعور العظيم بالأحراج أو العار الذي اعترى رامون وشكل له حجة مقنعة للموت، أيضاً على وجه الخصوص وجدت صعوبة في اعطاءه الكثير من المصداقية حول زعمه أن حياته تفتقر الى الكرامة! ؛ ذلك أن رامون قد نسي العلاقات التي كونها مع الاخرين ، والذين كانوا يحترمون وجهات نظره جداً ، ناهيك على أنه كان مرشدا لابن أخيه الشاب ، وأيضا كان مرشدا لتلك المرأة روسا (لولا دويناس) حيث كانت تسكن بالقرب منهم ، التي زارته مرات عديدة - تعلقت بعدها بحبه كثيرا - برفقة أطفالها بعد سماعها له من خلال برنامج أذاعي كان يتحدث فيه عن حياته ، كتاباته التي أصبحت محط اهتمام بسبب جوليا التي كانت تثني عليها بشدة ، وقد جمعتها بعد ذلك لتنشرها في كتاب"4" ؛ ألا تتمتع هذه الحياة بقيمة وكرامة، حتى لو كانت مصحوبة بالقسطرة وتغذية بواسطة الملعقة؟؟!!!

اعترض رامون بقوة على أي شخص كان يقترح عليه أن يعيد النظر في قراره بشأن الموت ؛ حتى حينما فاتحته روسا – بخجل ممزوج بالخوف - بهذا الشأن ، بالأحرى انها أعلنت له أنها تأمل ان تساعده في العثور على أسباب للاستمرار بالعيش ، صاح رامون بصوت عال وشديد الحساسية موجها ذلك لروسا : " انتِ لا تملكين الحق لتحكمي علي" . الشخص الوحيد الذي تجاهل رفض رامون (بكل تجلياته وهواجسه) هو كاهن كاثوليكي مصاب بالشلل الرباعي أيضاً، حيث صوّره الفلم بأنه مهرج ورجعي"5".
أن الفيلم لا يقدم الكثير من الخطاب العقلاني حول مسألة الانتحار بوقوفه معها أو ضدها!؛ كونه أعطى التركيز الأكبر على ثيمة الفلم الرئيسة وهي كيف تأتى لرامون ان يتكيف مع أعاقته، وزاده أكثر أن الفلم أعطى تلك المساحة التي بينت أن إنسانية رامون قد تجاوزن الاختصارات المادية.

يتبين لنا بعد هذا العرض أن هذا الفلم يظهر المعنى الذي يمكن العثور عليه في هذه الحياة ؛ وهذا يجعلني أشك في المطالبات على أن الحياة قد فقدت معنى الكرامة.
**********************************
1. Robert J. Ritzema (روبرت ج. ريتزيما) ، كاتب الماني-امريكي ،حاصل على شهادة التاريخ من جامعة (كالفن)/الولايات المتحدة . حاصل ايضا على شهادات عليا في اختصاص (علم النفس الاكلينيكي) من جامعة (كينت ستيت) /الولايات المتحدة.
2. جامعة تقع في فايتيفيل/نورث كارولينا/الولايات المتحدة الامريكية (نقلاً عن المصدر، موقع الجامعة: http://www.methodist.edu)) .
3. تسمية الفلم باللغة الاسبانية، وهي اللغة الاصلية للنص، تقابلها باللغة الإنكليزية (The sea inside). حاز على جائزة الاوسكار بنسختها السابعة والسبعون كأفضل فلم ناطق باللغة الأجنبية ، فاز أيضا بـ (67( جائزه ، ورشح لــ (36) جائزة أخرى (نقلا عن موقع http://www.imdb.com (.
4. كان قد كتبه قبل موته، عنوانه "(Cartas desde el inferno) / رسائل من الجحيم" كما ورد في المصدر (Wikipedia/ Ramón Sampedro).
5. هناك حوار قد دار بين رامون سامبيدرو والكاهن بادري فرانسيسكو Padre Francisco (جوزيب ماريا بو / Josep Maria Pou) كنت أتمنى لو ان الكاتب قد أفرد له مساحة تتيح للقارئ تتبع حالة الحوار التي دارت بينهم فيما يخص مسألة الانتحار تلك، والتي أيضا كان قد رفعها للمحكمة الاسبانية مرارا للنظر فيها حيث قوبلت بالرفض في كل مرة. (المترجم)



#مرتضى_محمد (هاشتاغ)       Murtadha_Mohammed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((نص بالعامية العراقية))
- استنشاق لما تأخر منكِ
- *سوناتات نيرودا وهواجس أحدهم للصديق الاخير *
- * ثلاثة أوشام على كتف ما *
- ما بين رياض والنواب -لغو الحديث-..... يرتدي - الصوف مقلوباً-
- كرسيان عند شاطيء -أبليس -
- حضرة النهد/ نص بالعامية العراقية
- امرأة ، ومرآة ترويان (صويحب ) / قراءة في العمق النفسي الذي ي ...
- (( حلم )) / نص باللهجة العامية العراقية
- القصاب يفتح ( شباجين * ) ل ( كلمات سبارتكوس الاخيرة)**
- مظفر النواب ....... ومساحة التأويل
- تساؤلات وجيه عزيز .. تعتق ب ( الطريق)
- لويس كارول : سهرنالك دهر ما جيت !!!!
- بيبيتي ... تتحدث ( الابستومولوجيا ) * محاورة من زمن المشراكة ...
- (شقق الغجر، وأغاني بوشكين ......... ........................ ...
- **كأس بالقرب من طيف**... مرات ومرة ، يشرب النخب وحيداً وسط ا ...
- (طالما كنتَ هاتفاً لليل ..... واِعادة ما ) / نص بالعامية الع ...
- هاتف من زمن - الكوليرا-
- مخاطبة ***
- مشاهدة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مرتضى محمد - الشلل الرباعي يحول دون لمس يد جوليا! شرعنةُ الانتحار أم رفضه ؟ سؤال يطرحه -البحر من الداخل-