أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - صراع الأجيال في الوسط الثقافي














المزيد.....

صراع الأجيال في الوسط الثقافي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:34
المحور: الادب والفن
    


تفرض محطات العمر النهائية عطالتها على المبدع فيصبح أقل قدرة على الاكتساب المعرفي للتواصل مع العالم المعاصر، ويخفت وهج ملكته الإبداعية فتأتي آراءه مخالفة للواقع المعاصر لأنه ينطلق من مسلمات ثابتة فات عليها الزمن بفعل توقف اكتسابه للمعرفة الجديدة فتصطدم آراءه وأفكاره الجاهزة بآراء وأفكار الجيل الجديد الذي يتعاطى معها بالاستهزاء والتندر.
لايمتد العمر الإبداعي على طول مساحة عمر المبدع، لكن ينتج خلاله كائناته الإبداعية وفيما بعد تنطفأ جذوته مع تقدم محطات العمر، ولربما يستمر إبداعه لحين بالرغم من خفوت وهج ملكته الإبداعية نتيجة تواصله مع المعرفة المعاصرة.
أذكى قرار يمكن أن يتخذه أي مبدع للحفاظ على مكانته في الوسط الثقافي هو التوقف عن النتاج الثقافي عند شعوره بخفوت وهج ملكته الإبداعية وإلا فإنه سيكرر نفسه في كل نتاج جديد (على حد تعبير أدونيس) وبالتالي فإنه يصدر حكم الإعدام على نتاجاته الإبداعية السابقة. ولطاقة الإبداع عمر محدد فإن تم توظيفها وتقنينها بشكل جيد حققت غرضها في إنتاج كائنات إبداعية تسهم في رفد الحضارة الإنسانية، وأن تم إهمالها تتلاشت دون أن تحقق غرضها.
صراع الأجيال بين المبدعين هو صراع مكانة ووجود، فجيل الشيوخ يرفض التخلي عن مواقعه لجيل الشباب ويجد أنهم غير مؤهلين وتنقصهم مقومات الإبداع ولايمكنهم النهوض بأعباء المسؤولية. ويعتقد جيل الشباب بأن الشيوخ يتلكأون في التخلي عن مواقعهم، متسلحين بالحجج الواهية للممارسة الهيمنة عليهم.
يرى ((موريس دوفرجيه))"أن النزاعات بين الأجيال لايبدو أنها ستزول، سيظل الشباب يتعارضون مع الشيوخ قليلاً أو كثيراً على باب المجتمع، فالشباب يستعجلون الدخول والشيوخ يتلكأون في الخروج".
غالباً ما يتخذ الصراع بين الأجيال في الوسط الثقافي خاصة في الدول المتخلفة أشكالاً غير حضارية من أساليب الحط والإساءة لعدم وجود مؤسسات ثقافية تعنى بالشيوخ من المبدعين وتأخذ على عاتقها إقامة المهرجانات للاحتفاء بهم وتثمين جهودهم في الخلق الإبداعي وما أسهموا في الرفد الحضاري للأمة.
والاستفادة من خبرتهم في إعداد وتأهيل جيل الشباب، ليأخذوا زمام المبادرة والمساهمة في التراكم والفعل الحضاري للإنسانية. والمطلوب من جيل الشيوخ المبدعين تسخير إمكانياتهم وخبراتهم لإعداد وتأهيل جيل الشباب للمستقبل. ويتوجب على جيل الشباب المبدعين احترام وتقدير منابع أصولهم الإبداعية، فشيوخ اليوم كانوا شباباً بالأمس وشباب اليوم سيكونوا شيوخاً في الغد.
التراكم الإبداعي والحضاري في حياة الأمة هو مساهمة واعية للمبدعين من كل الأجيال، فلا يوجد إبداعاً دون جذور. والأمة العظيمة هي الأمة التي تفتخر بمبدعيها وعلماءها ومثقفيها، والمبدع الحقيقي هو جزء من تراث الأمة فمن لايحترم تراثه الإبداعي بالتأكيد لايحترم نفسه.
يقول ((طه حسين))"أن الشباب يشكو من أن شيوخ الأدباء لايحفلون بهم، ولايلتفتون إليهم ولايمهدون لهم طرق النجاح ولايعرفونهم إلى القراء كأنهم يؤثرون أنفسهم بما أتيح لهم من ارتفاع المنزلة ويسرفون في الاعتداد بها. ولايكادون يزدرون ما لقي الشيوخ من عناء وما احتلوا من مشقة وما ذلوا من عقاب".
تحتفِ المؤسسات الثقافية في الدول المتحضرة بشيوخها من المبدعين ومساهمتهم في البناء الحضاري للأمة، وتعمل على تكريمهم بالجوائز التقديرية وبتسمية قاعات المكتبات العامة وصالات العلوم والمعرفة في الجامعات بأسمائهم وهناك العديد من أسماء الشوارع والساحات العامة تحمل أسماء المبدعين، فالأمة الحية هي الأمة التي تفخر بمبدعيها. ويتوجب إعادة النظر بالأساليب غير الحضارية المعتمدة في الوسط الثقافي بين الأجيال في الدول المتخلفة لصالح أساليب حضارية يحترم من خلالها جيل الشيوخ من المبدعين الذين أسهموا في التراكم الحضاري للأمة والبشرية معاً.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضوب الإبداع عند المبدع
- العمل الإبداعي وآلياته
- الكاتب والمجتمع
- الإبداع والفن في الأدب
- الأديب والموقف الإنساني
- الأسلوب الأدبي
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد
- مهام الكاتب
- ماهية الكتابة
- نفسية الشعراء
- دور الشعر في النقد الاجتماعي
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - صراع الأجيال في الوسط الثقافي