أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد صالح أبو طعيمه - من ضيع القدس؟














المزيد.....

من ضيع القدس؟


محمد صالح أبو طعيمه

الحوار المتمدن-العدد: 5872 - 2018 / 5 / 14 - 15:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


الإجابة على هذا السؤال لا تحتاج إلى أبحاثٍ وتجاربٍ، وكتب، الإجابة لسان حالها الواقع.
وعودةٌ بسيطة إلى عام 2000م تكشف لنا أمور كثيرة غابت عنا، عندما اقتحم رئيس وزراء إسرائيل (شارون) المسجد الأقصى ليدنسه، قامت الدنيا ولم تقعد، واندلعت انتفاضة مجيدة، أعادت القدس إلى حاضرة الأمة من جديد، وأعادت البوصلة المغيبة إلى مكانها الصحيح، ولو ظاهريًا، لم يكن لنا أية هموم، وفعلنا ذلك راغبين، ناهيك عن المحركات الخفية، ونتحدث عنها في مقام آخر، أما ما يهمنا اليوم هو المقارنة بين ذلك الزمان الذي ليس ببعيد، وزماننا اليوم منذ أشهر ضئيلة أعلن ترامب أنه سينقل السفارة إلى القدس، ليعترف بها عاصمةً لدولة الكيان، وتبعته دولٌ بذلك، فانتفض الناس في كل مكان من الأرض في مظاهرات تعبر عن الرفض، وانتفضنا هنا في غزة والضفة والقدس، لكننا كنا أسوء ظاهرة صوتية مرت على القدس، أشعلنا الكوشوك والإطارات وربما من شدة دخانها الذي أعمانا، ما عدنا نرى الصواب من الخطأ، ألهتنا التنظيمات الفلسطينية، بمهرجانات انطلاقتها بدلًا من أن تقود المواجهة الشعبية ضد القرار الأمريكي الغاشم، فذوت ثورتنا وخبت جذوتها حتى نسينا الأمر بالتمام، وعدنا لما نغص علينا حياتنا هنا في غزة لأحد عشر عام، أحداث القتل عام 2006، التي انتهت بسيطرة حماس على غزة، وانفراد السلطة الوطنية بالضفة، التهينا أحد عشر عامًا بالحصار، بالجوع والكهرباء، بالطعام والشراب والدواء، بالغذاء والحياة المسلوبة، بسبب الحصار الذي سوغت لفعله التنظيمات الفلسطينية بانقسامها الخائن للقضية، فما عدنا نتحدث عن القدس ولا القضية، وبدأت خيوط المؤامرة تُنسج بالخفاء تارةً، وبالعلن تارة أخرى، ونحن في سبات الجوع غارقون، فنجح المحتل والغول الأمريكي على حدٍ سواء في حرف مسار القضية الفلسطينية، وإلهاء أهلها ومناصريها، لكي ينجزوا المصالحة الفلسطينية بين الفلسطينيين فتح وحماس، بعشرات الاتفاقات واللقاءات الإقليمية والمحلية، ولم يبقَ سوى إسرائيل كي تدخل بينهم.
نعم أحد عشر عامًا ألهونا في أنفسنا عن قضيتنا، ولم نعد نطالب بأي قضايا سياسية أو أي مطالب ذات قيمة في المحافل الدولية، وإذا ما حققت السلطة الوطنية إنجازًا في مؤسسات العالم، سفّهه آخرون، وبين حانا ومانا ضاعت قضيتنا، وعندما أوشكت السكين أن تجز رقاب المختلفين وكاد الشعب يثور على الجوع، ابتدعوا مسيرات العودة، ذلك الخير الذي يراد به مصالح الأحزاب الأثيمة، رفعوا شعار العودة، وغيبوا شعار القدس، وحتى اليوم لا زالوا في ذلك الطغيان، والخلاف المقيت، على إذاعاتهم، وتجنيدهم كل مقوماتهم للنيل من الآخر الفلسطيني، والقدس تضيع أمامنا ويقولون التنسيق الأمني، القدس تضيع أمامنا ويقولون خونة وعملاء، القدس تضيع أمامنا ويقولون مجلس خياني، ورئيس فاقد لأهليته، والآخرين شرواهم يريدون تمكين وشرعية وعودة إلى ما قبل 2006، سواء كنت أنت أو هو على حق تعتقدوه، فنحن نراه أكبر الباطل، فبدلًا من أن نُعِد جيلًا قادرًا على الخوض أمام العالم كله بوعيه وافتنانه لأجل قضيته، خلقتم انفصاليين تحركوهم بحبالكم وعصيكم لأجل مآربكم الضيقة، وإذا سألت مشاركًا في المظاهرات يقول لك العودة، كفوا عن استخراء العقول، وأنتم لم تُعدوا شيئا للعودة، ولو عدتم لاختلفتم على ذلك النصر، وتقولون عن الذين يفكرون انهزاميون، لو ثرنا لأجل القدس منذ إعلان القرار الأمريكي ووجهنا هذه الثورة في اتجاهها الصحيح، لطالب العالم كله الأمريكي الغول، بأن يتراجع عن قراره الظالم، وفي الخفاء ستكون إسرائيل متمنيةً على ترامب تأجيله لقراره، لكننا قد كفيناهم النضال بأيدينا، ليصمموا على قرارهم طالما نحن غارقون بأنفسنا.
لقد ارتكبت الأحزاب الفلسطينية الجرم الأكبر في حق القضية، فبدلًا من أن يُنظر إلينا كشعب مظلوم محتل، يناضل لأجل الوطن والقضية، صار يُنظر إلينا على أننا مجموعة من الجوعى المحاصرون المختلفون على الحكم، بتخلفٍ ورجعيةٍ مقيتة، لقد جعلتم من قضيتنا مومس، بين أحضان كل من أراد أن يكون له شأن في العالم، ليمتطي قضيتنا سبيلًا لذلك، وجعلتم من غزة بديلًا من القدس على طاولات السياسة والإعلام الخطير، صبرتم حتى نُفذ القرار، ومن ثم تدارون خيبة عجزكم وفشلكم بقولكم فليفعلوا ما يشاؤوا فنحن رافضون، واهبلتكم أمهاتكم، هذا شرفٌ أم ليس شرف، إنها آية من كتاب الله، فلا تقرأوها في الصلاة فلا يخسفن الله بكم الأرض " سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "



#محمد_صالح_أبو_طعيمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جديد، من لا يملك، لمن لا يستحق
- اسمٌ من كل شيء...
- سلبُ الحياة.
- عربيٌ في تسفا هَجَناه ليشرائيل
- الأولُ من أيار.
- لم يخلقوا متطرفون.
- نصيب وكالة الغوث من اسمها؟!!
- حين تفشل، هيّج العاطفة...
- آفة السياسة الكذب...
- كفوا، فالدين لم يقل.
- حتى الرئيس موظف لديك
- نفسي نفسي، وإن كان أخي
- أي جمعةٍ هي إذا ؟
- مقامات الموت


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد صالح أبو طعيمه - من ضيع القدس؟