أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!














المزيد.....

أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 22:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


يصعب حقا التفكير في هذا التصرف المرفوض والمجنون: زعيم الشعب الفلسطيني اضطر إلى الاعتذار امام الشعب اليهودي. المسلوب اضطر إلى الاعتذار من السارق. المجني عليه من الجاني. المقتول من القاتل. المحتل حساس جداً، يجب فقط الاهتمام بمشاعره. شعب لم يتوقف عن الاحتلال والتدمير والقتل، ولم يخطر بباله في أي يوم الاعتذار عن أي شيء من ذلك يجعل ضحيته تعتذر عن جملة بائسة واحدة قالها زعيمها. والباقي معروف مسبقا: الاعتذار «مرفوض». ماذا اعتقدتم، هل اعتقدتم أن الاعتذار سيقبل. لا يجب أن تكون من أتباع محمود عباس كي تفهم عمق اللامعقول. لا يجب أن تكون كارها لإسرائيل كي تفهم كامل الوقاحة.
توجد لإسرائيل بطاقة مدهشة في يدها، ورقة يانصيب القرن: رعب اللاسامية. قيمة بطاقة الحظ هذه ترتفع بسرعة مدهشة بالضبط كلما ابتعدنا عن الكارثة وعندما تختفي اللاسامية من دول كثيرة. إن سحب بطاقة الحظ تغطي على كل شيء. من يملكها يستطيع ليس فقط أن يفعل ما يخطر بباله، بل يمكنه ايضا أن يهين ويبتز. العالم اهتز من عباس مثلما لم يهتز من أي تحريض إسرائيلي ـ جوقة الاتحاد الاوروبي، مبعوث الأمم المتحدة وبالطبع سفير المستوطنين دافيد فريدمان الذي لم يندد بإسرائيل على أي شيء، فقط يندد بالفلسطينيين. حتى «نيويورك تايمز» استخدمت لغة مدهشة في حدتها: «الاقوال المقيتة لعباس يجب أن تكون كلماته الاخيرة كزعيم فلسطيني». يصعب التصديق أن الصحيفة التي صنفها اليمين الإسرائيلي على أنها كارهة لإسرائيل، بدون أي اساس بالطبع، كانت ستستخدم لغة مشابهة ضد رئيس حكومة إسرائيل، مثل اعتباره المسؤول عن قتل متظاهرين غير مسلحين.
اخلاق مزدوجة ايضا في إسرائيل: هي لم تهاجم في أي يوم اليمين اللاسامي في اوروبا مثلما هاجمت عباس، الذي هو بالتأكيد أقل لاسامية بكثير، هذا إذا كان، من هاينس كريستيان شتراخا أو فيكتور أوربن.
عباس قال جملة كان من الافضل عدم قولها. بعد يوم قام بالاعتذار، تأسف وتراجع عنها، أدان الكارثة واللاسامية وأكد التزامه بحل الدولتين. لم يكن ينقصه الكثير من أجل الركوع أمام حذاء إسرائيل ويطلب السماح لأنه يواصل العيش تحته. ولكن إسرائيل لن تسمح لأي اعتذار بوقف رقصها الفاسد على دمه. افيغدور ليبرمان سارع إلى تلطيخ فمه كالعادة: «منكر بائس للكارثة، الاعتذار مرفوض».
عباس منكر للكارثة أقل بكثير، إذا كان كذلك، من انكار إسرائيل للنكبة. ولكن إنكار النكبة مسموح. وعمليا هو واجب في إسرائيل، وانكار الكارثة ممنوع (وبحق). حقيقة أن الكارثة كانت أكثر رعبا من النكبة لا تُحل انكار كارثة الآخر التي لم تنته حتى الآن. سواء كانت هناك لاسامية أو لم تكن، فإن وضع كل يهودي في العالم أفضل وأكثر أمناً اليوم من وضع فلسطيني في المناطق أو عربي في إسرائيل. لا يوجد الآن تقريبا يهود محرومون من حقوقهم مثل الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، لا يوجد يهود مضطهدون مثل العرب في إسرائيل. وعندما في فرنسا يتم طعن يهودي فإن رئيس الجمهورية يأتي لزيارته. وعندما في إسرائيل طعن عربي رئيس الحكومة استمر في التحريض. وفي الوقت الذي يحرض فيه لا يقوم بالاعتذار في أي وقت. إسرائيل لم تعتذر في أي يوم عن النكبة، ولا عن التطهير العرقي ولا عن هدم مئات القرى وترحيل مئات آلاف الاشخاص من بلادهم. وهي لم تعتذر ايضا عن جرائم احتلال 1967 ولا عن سلب الاراضي وبناء المستوطنات، ولا عن الاعتقالات العبثية والقتل الجماعي وتدمير حياة شعب. لا يوجد الآن سياسي واحد في إسرائيل ينوي القيام بذلك كخطوة مطلوبة لمستقبل آخر. ولكن عباس يجب عليه الاعتذار، وإلا فإن ليبرمان و«نيويورك تايمز» سيطالبان برأسه. وفي الحقيقة هما سيقومان بذلك حتى بعد اعتذاره.

(هآرتس)



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه
- أمريكا وأسرائيل ضدّ كل العالم
- فجأة ينادون بالمساواة
- مُعْجزةٌ تحدث في نابلس: حكاية مستشفى النجاح تحطّم كلّ القوال ...
- إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين
- 15 رصاصة على ابن 15 سنة
- تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن
- أقتلوهم ، دمهم مهدور
- مُتْعةٌ أن تكون عربيًا
- لا يوجد شريك
- مات عربي. حسنا
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا
- بقينا مع الهذيان، ومع الكذب
- التمْر والقهوة السّادة للمحزونين على الطفلة التي قُتِلت بهكذ ...
- في سنجل، ابن الخامسة يستقبل المُعَزّين
- شُلّ محمد بنجاح: الآن هو مُصاب برأسه، يتحرك على كرسي مُتحرِّ ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!