أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - المرجعية والانتخابات النيابية















المزيد.....

المرجعية والانتخابات النيابية


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 10 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنذر نتائج الانتخابات النيابية ( البرلمانية) ، حتى قبل اجرائها، بمخاطر جمة على العراق يمكن ان تتسبب بالمزيد من التصدع في المجتمع . إذ ان خمسة عشر عاما من تسيّد الاسلام السياسي،وتحديدا القوى الشيعية، وتنكرقادتها لمباديء المذهب ذاته، وتصارع اقطابه على الاثراء والجاه والنفوذ و لضعفهم وجهلهم ةةصم معظمهم بالفساد وعدم اتيقنهم في كسب اصوات عامة العراقيين ادى الى حاجتهم الى اسناد خارجي. وذلك واضح بجلاء في توجه قوى واحزاب وتيارات إلى إعلان الولاء لغير العراق جهارا . وأن المرجعيات في النجف وكربلاء على علم بالغليان و الصراع المحموم الشيعي– الشيعي للهيمنة على العملية السياسية.فالمرجعيات اليوم في موقف لا تحسد عليه . بل أن صراعا واقع بين اقطابها هي الاخرى. ذلك أنها تخلت عن تجردها عن السياسة لقرون. لكنها اليوم معنية بخوض غمارها. وإن إدعت أن دورها اصلاحي. غير متتناسين ان حكومتين " منتخبتين" جاء قادتها الفاسدون بوحي من اسنادها.
ذلك الصراع تسبب بحملات متبادلة بين القوى الأبرز نفوذا سميت ب "التسقيط" مصدره ذات القوى الشيعية المتنفذة و قوى سنية مدعومة خليجيا.وتصاعد تراشقها باخس الوسائل عبر الفضائيات. وكان مسرحها الاوسع وسائل التواصل الاجتماعي. حتى قيل ان حملات التسقيط المتبادلة شملت محاولات التصفيات الجسدية للمرشحين . بل ان بذاءة منفذي حملات التسقيط المتبادلة لبعض المترشحين للانتخابات وصلت الى حد التعريض بالشرف و العرض. ناهيك عن تفشي "تجارة اصوات الناخبين" بيعا وشراءً. فضلا عن الكثير من مهازل حملات الترويج التي يسلكها عدد من المترشحين التي تفضح جهلهم التي تتناولها وتعرض يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي.
لابد ان اقطاب وقادة الاحزاب والتيارات والتحالفات والكتل واي تجمع من الوجوه القديمة الفاشلة المصرّة على خوض الانتخابات على بيّنة وتصلهم وهم مطلعون على ، لا اقول النقد، شتائم الناس والتعريض المهين باشخاصهم ووصمهم بتهم الفساد وبمسؤوليتهم عن نهب مليارات المال العام وفشلهم في التصدى للارهاب وجهلهم المطبق في ادارة الدولة.هؤلاء اليوم يتصدرون المشهد الإنتخابي فان في عودتهم تشكل خطرا وحافزا لعودة الارهاب بذرائع طائفية وحجج مقاومة الفساد.
غير ان الخطر الاكبر مصدره القوى الشيعية والسنية المسلحة التي. إذ ان كلاً منها يحتمي بمعتقد وبمرجع " ديني مذهبي" . ومع أن القوى السنية لا تجاهر بتدابيرها في استعداداتها لمواجهة نتائج الانتخابات. الا انها وجدت سندا خليجيا تسلل للداخل لاستئناف العمل المناهض للهيمنة الشيعية على حكم العراق. كما ان بلدات في غرب العراق لا تزال تحتضن فلول "داعش"
ولعل القوى التي تجاهر بالولاء لغير العراق وإيمانها النفعي لا العقائدي ب " ولاية الفقيه" مصدر خطر اكبر محفّز لصراع شيعي – شيعي وشيعي – سني . بعد ان تمكن العراقيون من تجاوز التشظي الطائقي الذي مزق اللحمة الاجتماعية لعشر سنين دامية بفعل الملحمة البطولية التي كتب سطورها رجال القوات المسلحة بصنوفها ومسمياتها كافة بهزيمة "داعش"
وكلما اقترب موعد إجراء الانتخابات يتصاعد الصراع المحموم بين التحالفات والاحزاب والتيارات من يوم لاخر لكسب اصوات الناخبين بأكثر الوسائل دناءة وخسة . وكان الكل ينتظر رأي المرجعية الموقرة " مرجعية كربلاء" الذي أعلنتها في خطبة صلاة الجمعة في 4 نيسان 2018 والتي جاءت بمقدمة مضمونها الاصلاح التي نسبت للرسل والانبياء والائمة الاطهار. علما بأن الاصلاح اليوم غير الاصلاح الذي نادى به الرسل والانبياء والمُخلصون. إصلاح اليوم اقتصادي سياسي يوفر مستلزمات الحياة التي نادى به " الاعلان العالمي لحقوق الانسان" لعام 1948. وكالعادة جاء بيان المرجعية الموقرة مؤكدا على وجوب نزاهة الانتخابات مُسقطا اقطاب الفساد في العملية السياسية الذين وُصِموا بسرقة المال العام وهدره ،علما وجهالة، على مدى خمسة عشر عاما. كما تضمن البيان " ان المرجعية الدينية العليا تؤكد وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين ومن كافة القوائم الانتخابية، بمعنى أنها لا تساند أيّ شخص أو جهة أو قائمة على الاطلاق" ذلك أن المرجعية على بينة وتعلم علم اليقين أن أكثر القوى السياسية المترشحة للانتخابات النيابية هيمنة على المشهد الانتخابي هم اقطاب الفساد والفاشلون ذاتهم الساعون للعودة لصدارة العملية السياسية والاستحواذ على المناصب السياسية في الرئاسات الثلاث، في البرلمان والحكومة، متطلعين للحصانة و اللوذ بالمنصب كي لا تطالهم المسائلة القانونية.
ان غياب البديل واصرار رؤوس الفساد على تصدّر المشهد السياسي مجددا سيعيد العراق الى الظروف التي سبقت انتخابات 2006. وقد تكون المخاطر ادهى. لأن تنافس المترشحين على مختلف إنتماءاتهم وتبعيتهم الطائفية اوالحزبية للفوز بمقعد نيابي هدف معظمهم نفعي. إذ أن كل مترشح قديم لدورة او لدورتين نيابيتين سابقتين أو مترشح جديد إنما يتطلع / تتطلع لإمتيازات نقلت معظمهم من حفاة نكرات إلى مرتشين اثرياء برواتب ومنح وجاه وتقاعد ضامن للمستقبل. أما وظيفة النائب ، فيما تعارفت عليه البرلمانات، فانها مفقودة عن معظم من غنم مقعدا من قبل وعمن يفوز بمقعد في دورة المجلس الثالثة.
فإن كان المجلس النيابي القادم كسابقيه فإن المتربصين بالإبقاء على العراق ضعيفا تسوده الفوضى سينشطون من داخل المجلس كسابقيهم لتهيئة الظروف لما كانت عليه خلال دورتي المجلس السابقتين بتسييس القرارات حسب اهواء الاحزاب والتيارات والتحالفات. ويبقى العراق منهوبا مدانا وثلث شعبه يرزح تحت خط الفقر.
ويلاحظ ان عددا غير قليل من النواب ، رجالا ونسساء، ادمنوا المقعد النيابي، فمنهم راح يشتري أصوات الناخبين الفقراء. وأخرون يطبلون ويتفاخرون بانتمئهم الطائفي. والكثير منهم ينتخي ويشيّم عشيرته ... وباساليب اخرى سجلت لبعضهم " ابداع " مزري في حملات ترويج لإنتحابهم غير مسبوقة صارت سخرية وسائل التواصل الاجتماعي.ومن أدرك أن حظوظه اقل في تحقيق فوز يضمن له عدد اكبر من المقاعد دفع بذويه للترشح. ذلك كله يؤكد أن طبيعة المجلس النيابي المقبل سيكون ذات المجلس الذي تتصدر قوائمه الوجوه التي جرّبت وسرقت وأثرت أو يسّرت هدر المال العام علما أو جهلا أوإرتشت واثرت.
والسؤال التالي موجه لكل متنفذ في العملية السياسية إن تمكن من العودة لمواقع صنع القرار بمنصب قيادي وكان فاشلا فيما سبق بإقرار ذاتي ووصم بالجهل والفساد. وبسببه بقي العراق فقيرا غير آمن ينخسر مؤسساته الفساد.فهل من عذر لمذهبه او حزبه او أي اعتبار أخلاقي. إلاّ أن لا يُحاسب ويُجرَّم.
ومن بين الحقائق التي لا يمكن ان ينكرها إلاّ الجهلة أن احزاب الاسلام السياسي فشلت في ادارة الدول في إقتصاد عالم مؤسس على الإئتمان الربوي . فإن هم خضعوا للواقع وتأقلموا مع فروضه بالتعامل مع اقتصاد عالمي يهيمن عليه الدولار الامريكي يكونوا قد خانوا المبادئ. ولعل فشل تجربة " الاخوان المسلمين" بمصر برهان على أن طبيعة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية اقوى من المبادئ.



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعات في الشأن العراقي
- هل سيادة العراق - منقوصة-؟
- إيران والكرد.. مساعٍ أمريكية - للحفاظ على السلم ومواصلة الإع ...
- الحوار المرتقب بين الواقع والتطلعات المتناقضة
- الحوار ... بين مبادرة الإقليم وثوابت الحكومة الاتحادية
- لا منتصر في الحروب.. وفي السلم الحياة
- نتائج الإستفتاء تتلاشى والعراقيون أقرب إلى السلم
- الحوار والحوار.. ثم الحوار هو البديل لصالح مستقبل الكرد
- قبل استفتاء الإقليم وبعده؟
- الكرد وإسرائيل ... الاستفتاء والانفصال
- كل مصادر تمويل الإرهاب
- تطلعات الكرد ... واقع نقيض لطموحات مشروعة
- طلب من الرئيس -ماكرون- باسم القيم الفرنسية
- الفساد ... نظام اقتصادي موازي بحماية المفسدين
- استفتاءات الإقليم
- -كركوك- ... فذكر إن نفعت الذكرى
- تباعد تحقيق حلم دولة كُرد العراق
- البرزاني والمالكي
- حواضن الإرهاب .. بيوت في بغداد وحولها
- نظام نقدي عراقي معزز بعملة دينار جديد


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - المرجعية والانتخابات النيابية