أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - اللّجَاجُ مَاْ بَيْنَ الشِّرْعَةِ والمِنْهَاجِ (A):















المزيد.....



اللّجَاجُ مَاْ بَيْنَ الشِّرْعَةِ والمِنْهَاجِ (A):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 16:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك في أن الحرب المنظمة المتصاعدة التي تقودها طغمة من مرضى النفوس الذين نذروا أنفسهم لمحاربة الحق والحقيقة أينما وجدت, والذين إستهدفوا الإسلام بصفة خاصة وكل ما يتعلق به من شَرْعِ ومُشَرِّع, وأثر ومؤثر,,, الخ, غايتهم الأساسية فسح المجال كاملاً للشر والفساد والإفساد. وقد قصدوا الدين في مصادره الأساسية فلم يسلم منهم شئ إلَّا وخاضوا فيه ولكنهم في نهاية المطاف يصتدمون بأنه "عَصِيُّ متين" وعر لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه,, فلا يفتأون يعيدون الكرة تلو الأخرى تشكيكاً وتحقيراً لشأنه فيفاجأون بأنهم يزيدونه صلابة ومتانة وتألقاً وهم لا يشعرون بأن الله الذي يحاربونه يمكر بهم بعد أن يحبط مكرهم, وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال, فكلما إزدادوا إحباطاً كلما تضاعف صلفهم وكبرهم وعنادهم وحقدهم, فقد جبلوا على قتل الأنبياء والرسل, وتحريف الدين وإبدال كتبه القويمة بروايات "غثة" يفوقها التاريخ متانة وحبكةً, ولعل الله قد كتب عليهم التيه الفكري كما كتب التيه المادي على أسلافهم بظلمهم وعدوانهم عليه وعلى أنبيائه ورسله والمخلصين له.

هذا المكر السئ, وهذه المنهجية الخادعة التي يتبناها هؤلاء الأنبياء والكهنة والكتبة الكذبة منذ آلاف السنين وإصرارهم عليها لا شك في أنها ستترك أثراً على كثير من العامة وأنصاف المثقفين والجهلاء والمقلدين, وقد يتفاوت هذا الأثر بدرجات مختلفة بإختلاف مفاهيم ومدارك ضحاياهم فقد يبلغ بهم الشك حد التصديق بل ومشاركة المعتدين الأفاكين في سعيهم الذي لن يبلغ مقاصده ما دامت السماوات والأرض (أقول: لن يبلغ مقاصده ما دامت السماوات والأرض), ونحن بدورنا لا ولن نقلق على الصفوة من المؤمنين الراسخين لأن ذلك سيتيح لهم فرص أكثر لتوثيق إيمانهم وتأكيده وتفعيله, ولكننا سنتصدى لهؤلاء المخادعين الآفاكين حتى لا يتأثر بهم العامة فيضلوا عن سواء السبيل.

قال لي أحد القراء في تعليق له على موضوعنا السابق (... الاستاذ بشاراه, الواجب ان ادلو بدلوى فى هذه المعضله, انت اكيد سوف لن تحب ارائى فى هذا المضمار بسبب انها منطقيه وعقلانيه, اقولها وبكل صراحه ان ايات القرأن مسروقه من ديانات اخرى سابقه اهمها التوراه والزراداشتيه والمانويه والصابئيه وغيرها الهرطقات البدويه الاخرى, تم تجميع هذا القرأن فى مكان ما وفى زمن ما ؟؟ وهنا نحن فى اشكاليه كبيره بسبب ان الغموض يكتنفه من كل جانب, السبب هو التناقض المروع بين الايات, لغه الدم والعنف والكراهيه والمراره والتعالى والفوقيه واجبار الناس على الايمان بهذا المعتقد البدوى والا كان السيف على رقبتهم, لايمكن ابدا ان تؤمن بهذه الطريقه الارهابيه القميئه, اهم شئ فى الايمان ان تؤمن به فى قلبك وعقلك وبدون اى ارهاب او تهديد بالقتل او قطع الرقبه, هذا اجرام وبربريه بدويه واضحه ...).

طبعاً كل شخص له حقوق وعليه مثلها,, فالمنطق يقول ذلك,, نعم هو حر في أن يقول ما عنده ولكن عندما يمس هذا القول الآخرين فيتحتم عليه أن "يبرهن" صدق قوله ويدلل على مصادره ويقدم أدلته التي – على أقل تقدير – ترجح صدقه فيه, خاصة إذا كان إتهاماً مباشراً وتشهيراً بالآخرين ومقدساتهم. فلقد إستمعنا لما قاله بكل إهتمام فلم نغضب من آرائه فى هذا المضمار كما ظنَّ ولكننا وقفنا مشفقين عليه عند وصفه لهذه الآراء بانها منطقيه وعقلانيه, لأننا ببساطة نراها على العكس من ذلك تماماً.
لذا فمن المنطق والعقلانية أن نطالبه بإثبات صدقه في هذه الآراء ليعرف القراء إن كان لها رصيد من مرجعية أو صدق أم هو مجرد رأي مبتور الأطراف ومكسور القوام مبهم الهوية.

وقد ردننا عليه بكل أدب وإحترام فطالبناه بأن يبقى في الواجهة ليذب عن آرائه التي سنفندها "تفنيداً" وليثبت للقراء صدقها – إن إستطاع لذلك سبيلاً - فضلاً عن منطقها وعقلانيتها الذين لا نرى لهما قوام, ونحن بدورنا سنتناول كل حرف نطق به بالتحليل والنقد العلمي وبالأدلة والبراهين التي توصل القراء إلى الحقيقة, ولكن لم نجد الطريق أمامنا معبداً, بل واجهتنا عقبات غير منطقية ولا زلنا نحاول وضع الأمور في نصابها الصحيح, ونأمل أن ترفع عنا القيود.

على أية حال,,, رددنا عليه بمنهجية واضحة قلنا له فيها ما يلي:
((... أولاً: تقول لي إن - الواجب أن تدلوا بدلوك في ما أسميته بالمعضلة -, إعلم أن هذا بالضبط ما نسعى إليه ونتمناه إن كانت الغاية حقاً هي وصولك للحقيقة المجردة بعيداً عن الأهواء والشنآنات والأحكام المسبقة والتصورات الإجتهادية الفارغة من المضمون والمحتوى التي لم نجد غيرها في أغلب, إن لم يكن في كل التعليقات والمداخلات التي نتلقاها من الكثيرين الذين يأتون للهو والمكائد.
وأنا أقول لك مؤكداً جازماً إن كل إنسان سليم العقل والوجدان – يجب - عليه أن يعمل كل جهده من أجل نصرة الحق أينما وجد وإزهاق الباطل حيثما كان.

أما قولك بأنني - سوف لن أحب آرائك في هذا المضمار أو غيره -, وتأكيدك على ذلك بصيغة الواثق, أقول لك وأجزم بإنك مخطئ تماماً في هذا الإعتقاد, وواضح أنك لا تعرفني حتى من خلال متابعتك لكتاباتي ولم تكوِّن فكرة صحيحة عن توجهي بعد. على أية حال أنا آمل منك أن تفتح مسار حوار – علمي - بحثي نزيه شفاف مباشر بيننا تحت سمع وبصر مرقابة القراء الكرام. وأعدك بأنني لن أقترح الموضوع الذي سأناقشه معك, ولن أراجعك في الموضوع الذي تختاره – إطلاقاً -, شرط الإبتعاد عن – الأنا - و – النحن - و – الأنت - و - الهُم والهُنَّ.
فإن قبلت بهذا العرض ستجدني مستعداً وتام الآهلية للتفاعل معك – حصرياً - وبمنهجية واضحة متفق عليها حتى نتحقق من كل ما تطرحه من إتهامات أو معتقدات بغض النظر عن صحتها أو خطئها,, فالبحث والحوار - العلمي- المباشر سوف يوصلنا للحقيقة إن سلمت النوايا وصلحت المصاصد.

ثانياً: أنت الآن في هذا التعليق قد طرحت عدة إتهامات صريحة ومباشرة بصيغة المتأكد الواثق, وهذا يعني أنك قد ألزمت نفسك بها وببرهنتها,, ما يلي:
1. قلت لنا: (... بكل صراحة إن آيات القرآن مسروقة من ديانات أخرى سابقة أهمها:
(‌أ) التوراه,
(‌ب) والزرادشتية,
(‌ج) والمانوية,
(‌د) والصبنية,
(‌ه) وغيرها الهرطقات البدوية الأخرى ...).
2. وقلت أيضا: (... تم تجميع هذا القرآن في مكان ما وفي زمن ما ...),
3. وقلت عن القرآن: (... إنكم في إشكالية كبيرة بسبب أن الغموض يكتنفه من كل جانب ...),
4. كما قلت عنه: (... إن السبب هو التناقض المروع بين الآيات ...),
5. ثم قلت (...:
(‌أ) لغة الدم,
(‌ب) والعنف,
(‌ج) والكراهية,
(‌د) والمراره,
(‌ه) والتعالي,
(‌و) والفوقية,
(‌ز) وإجبار الناس على الإيمان بهذا المعتقد البدوي وإلَّا كان السيف على رقبتهم ...),

فقلنا له: ((... هل تقبل بأن تكون هذه الإتهامات المؤكدة منك هي أساس محاور حوار - علمي- منطقي موضوعي شفاف مفتوح بيننا إبتداءا من الآن فوراً, ؟؟؟ وأنا سأكون على أتم الإستعداد لعدم تقديم أي رأي خاص أو شخصي من جانبي, بل سأكتفي فقط بالنصوص والمرجعيات الموثقة وسأطالب بالبرهان على كل كبيرة وصغيرة تقال, كما سأكون أنا أيضاً مطَالبٌ بما أطالب به الآخرين, على أن نتجنب معاً الأحكام المسبقة. وتذكر بأنني سأتبنى عبارتين لك وردتا في تعليقك أو مداخلتك,, هما:
1. قولك في الاولى: (... لايمكن ابدا ان تؤمن بهذه الطريقه الارهابيه القميئه), فإن استطعت أن تثبت عن الإسلام ما قلته سأعترف لك بهذا وأقبله على رؤوس الأشهاد "هذا إلتزام" ...).
2. وقولك في الثانية: (... اهم شئ فى الايمان ان تؤمن به فى قلبك وعقلك وبدون اى ارهاب او تهديد بالقتل او قطع الرقبه, هذا اجرام وبربريه بدويه واضحه ...), فإن إستطعت أن تثبت هذا الظن على الإسلام – تركته – أنا الآخر لأنه حينئذ لا ولن يصلح أبداً لأن يكون ديناً محترماً يمكن أن يعتنقه عاقل كريم, كما لن يكون لائقاً بأن ينسب إلى الله تعالى ...)).

ثم قلنا له: ((... فقط دعني أضيف إلى نقاطك الخمس نقطة واحد وهي أن لا نُدخِل الآراء الشخصية في الدراسة والتحليل, وهذا لا يعني عدم طرحها لمن شاء ذلك ولكن لن تقبل ضمن التقييم. وأذكرك ونفسي ان تبصرة الناس تعتبر غاية إنسانية سامية يجب على كل واثق في نفسه أن يبذل جهده من أجلها " ألا يعنيك أن تساهم في حسم وحل ما أسميتها إشكالية كبيرة " ؟؟؟ أنا في إنتظار ردك بالقبول أو الرفض ...)).

طبعاً,, كان المتوقع من هذا الأخ قبول التحدي والمواجهة ليس لشخصه ولكن للآراء التي تقدم بها واثقاً من صحتها ومنطقها وعقلانيتها, ولكن للأسف الشديد لم يضع كل هذا الطرح في إعتباره فإتجه لمنحى آخر بعيداً عن أصل الموضوع, وقد تناسى تأكيداته وعقلانيته محاولاً التعويم والتعميم والتعتيم. وحتى لا يكون تحليلنا مبالغاً فيه سأعرض هنا رده على عرضنا هذا في مداخلته التالية:
قال لنا: (... الاخ عرمان, « انت لم تكن متواجد فى القرن الاول الهجرى لكى تكون متيقن من الاحداث الى حدثت », يعنى سيادتك « تريد ان تقوم بدور شاهد ما شفش حاجه », اكيد هذا سوف يكون حوار صعب معك, فى نفس الوقت تراث الاسلام والاحاديث والسيره الذاتيه لرسول الاسلام امدتنا بمعلومات وافره عن سلوك رسول الاسلام فى وقت البعثه...).

ثم قال بثقة الواثق من طرحه: (... كلهم اجمعوا على ان:
1. محمد كان يحب الغزو وقطع الطريق على القوافل الامنه من اجل سرقتها ونهبها مع الاحتفاظ بالنساء من اجل قيام المناكح والمتعه الجنسيه,
2. ايضا سيره محمد الذاتيه تقول انه كان خبير فى السطو المسلح وفنون السرقه,
3. كان ايضا شرس ودموى وعنيف لااى فرد يقول شعر ويهجوه فيه حتى انه قتل امرأه اسمها ام قرفه فى التسعين من عمرها بسبب انها هجته فى بعض اشعارها, كانت طريقه القتل بشعه حيث ربط ساقيها فى جملين متضادين ونخس الجمال فأنشقت المرأه الى نصفين؟؟,
4. كان ايضا يستخدم لغه خبيثه لتغيير طبيعه الحدث, يعنى السرقات كان يسميها الفئ والغنائم وكلمه سبى النساء بدل من اغتصاب النساء وهلم جرا, الرجل كانت سيرته دمويه بغيضه ...).

طبعاً قد أعلن الرجل صراحةً بجهله التام عن أصل ما يتناقله العوام والجهلاء من أكاذيب يعلم جيداً الذين أطلقوها كيداً عدم صحتها, ولكن هذا الأخ قرر حمل وزر ذلك الإفك على عاتقه, فله ذلك بعد أن نبين الحقيقة للناس,, لذا لن أعلق على هذا الكم الهائل من الأعباء التي ألقاها هذا الأخ على عاتقه, فهو للأسف الشديد يعتمد على "القيل" و "القال", ولا يكلف نفسه عناء البحث والتقصي لأن الأمر على ما يبدوا لا يعنيه, فكل الذي يريده هو إيجاد مبررات لموقفه من شخص لا يعرف عنه سوى الإفتراءات والأكاذيب التي سمعها مع أخص شخص طلعت عليه الشمس ونسب إلى البشرية,, شخص ظاهره فقط يفضح ما يحمله من وجدان متعفن منتن, بجانب عصابته الفاشلة وصبيه الغبي.
إذاً لقد هرب الرجل من الساحة جزعاً هلعاً لأنه لا يملك ما يؤكد به شئ من أقواله التي جمعها من وسائل الإعلام ومن الكتب المشبوهة التي يترمم عليها ذلك القذم الذليل الذي يتستر وراء الجهلاء والسفاء والأفاكين لا أكثر, ولعلمه بأنني سأضع الأمور في نصابها بإذن الله وعونه وبآياته البينات.

على أية حال,, كان لا بد من إستفذاذه ليقبل المواجهة التي لن تترك له حجر على حجر,, ولكنه آثر الهروب بهذه المراوغات والتشتيتات التي لن تثبت له سوى ما يخشاه ويتفاداه فرددنا عليه بالتعليق التالي حتى لا يظن انه إستطاع خداع القراء بهذه الإضافة التي أثقلت عليه كاهله فقلنا له فيها:
((...أوتظن أنني كنت واثقاً من أنك ستقبل المواجهة وتأكيد تلك الإدعاءات المنقولة من طرف أو أطراف شريرة غير موثوقة حتى بين أفرادها, وليس لها مصادر مؤكدة أو محترمة بأي حال, وأنك تعرف هذا ولكنك تريد أن تأتي بمزيد من الإدعاءات التي تعرف يقينا أنك لن تستطيع إثبات شيئ منها وليس لك مصادر موثقة سوى تلك الأباطيل التي تروق لك لأنها تتفق مع ما تريده أنت ضارباً الحقيقة بعرض الحائط.

لقد كان عرضي واضحاً ومحدداً ومباشراً. إذ أنني حصرت إتهاماته المجحفة الظالمة في خمس نقاط قد تحدث فيها بصيغة المتأكد بقوله إنها عقلانية ومنطقية, وعلى الرغم من علمي بأنها مجرد مكائد لا أكثر إلَّا أنني طلبت منه "متحدياً مستفذاً مستنفراً" أن يثبت للقراء وليس لي أنه صادق في كلمة واحد منها على الأقل حفاظاً على مصداقيته أمام نفسه وأمام آلاف القراء أو أن يتهرب من قبول ذلك وهذا يعني الحكم على ما قاله بالإدعاءات الباطلة الكاذبة والكيدية المتلاحقة ضد الإسلام الذي يزداد شموخاً وإعجازاً بكل هذه المحاولات التافهة المضعضعة التي تحمل هلاكها في إستهلاكها.

فليتذكر أنني لا أدخل في لجاجة أو – جدل - مع أحد بل أحاصره بأقواله وأشهده على نفسه وأشهد القراء عليه وهذا هو الاهم,, فالبهتان الذي قال عنه بأنه – رد - لن يغنيه عن الإثبات الذي أصبح حتمياً عليه حتى يحافظ على ما يحرص عليه الكرام من مصداقة وفضل ومكارم أخلاق. أما المراوغة هذه يا عزيزي هي إعتراف صريح وليس ضمني, بل مباشر يشهد بأنه لا يملك ما يبرهن به هذه الإدعاءات الجوفاء الفارغة من المضمون والمحتوى, ودخوله في إتهامات أخرى إضافة إلى ما سبق فهذا العرض الضعيف لن يعالج إخفاقه في المواجهة والتحدي المباشر ولن يشوش علينا قط.

ولكن فليعلم أنه بهذا قد كشف عن مكنون نفسه بوضوح, وأنه متحامل جراء ما سمع من أباطيل لم يتوثق منها قبل أن يتبناها لا أكثر ويريد أن يسئ إلى الآخرين بأباطيل وإفتراءات على أكرم مخلوق وطئ الثرى وهذه فرصة لنا لنرمي عصفورين بحجر واحد. نثبت أباطيل الأباطيل والإفتراءات, مع أصحابها ومقاصد المفترين من جهة وفي نفس الوقت نبين للقراء الكرام من هو ذلك الذي تطاولتم عليه وهو أكرم الأكرمين من ولد آدم, ولنا مراجعنا وأدلتنا وبراهيننا العلمية والواقعية التي لن يستطيع أحد منكم - مهما عمل - تغيير روعتها وأزليتها.
ونقول له: ألم تفطن للتناقض الغريب في قولك لي (بأنني لم أكن متواجداً في القرن الأول الهجري لكي أكون متيقناً) وفي نفس الفقرة تتحدث عن النبي الكريم الأكرم بثقة ويقين (كأنك كنت متواجداً في القرن الأول الهجري) وماثلاً مع الأحداث ومحدثيها باعاب بباع ويد بيد؟؟؟ فما دمت قد وصفتني - بشاهد ما شافش حاجة – وهذا الوصف لا ينطبق علينا لسبب بسيط أننا ننطلق من أصول ووثائق مؤصلة وموثقة ومقدسة,, وهذا ما لا تملكه أنت وملهميك,, على أية حال: كيف إذاً ستصف نفسك بإتيانك ما تنتقده في غيرك,,, فهل أنت كنت (شاهد شاف حاجة؟) أم إرتضيت لنفسك بأباطيل القيل والقال - والتلعثم عند السؤال- وقلت بالظن ما لا تملك إثباته لا أنت ولا مصدرك من المبطلين؟؟؟

وقلنا له: (... ألا تشعر بشئ من الحرج وأنت تصف أناس غيرك بما لا ولن تستطيع إثباته عليهم إذا أخذنا هذا الموقف من الجانب الأخلاقي والإنساني فقط؟؟؟ ..... لماذا يضع الناس أنفسهم في مثل هذه المهازل أمام الآخرين دون إعتبار لمصداقيتهم ولأمانتهم العلمية ولماذا كل هذا الوجد الحانق الخانق والآنق الغريب من هؤلاء الذين يدعون الحضارة والوداعة والأمانة والموضوعية, وهم يجسدون الجهالة والعنصرية والإرهاب بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى ومدلول ومفهوم؟؟؟

إنني حقيقة لم أفاجأ بهذا الموقف, ولن أندهش لقولك المتناقض ,,, ولكن لتعلم أنك قد هربت من المواجهة وهذا بالنسبة لنا مبرر ويكفيناً من رد مباشر بالرفض تفادياً لوضع نفسك في حصار معلوماتي أنت تعرف نتيجته, وأنك لن تستطيع الإفلات منه لأنك لا تملك ما يساعدك على ذلك, واعلم أنني سأرد على هذه الخزعبلات والتراهات التي لن تزيدنا إلَّا قوة وتحدي وإصرار على أن الساحة ليس فيها صدق ولا مصداقية ولا ندِّية فكرية, ولا جدِّية ولا أمانة علمية,,, وإنما مكائد ومصائب ومآسي وأحقاد لوث المرضى بها الحضارة والرقي والإنسانية.

على الرغم من كل هذه المحاولات حصرناه في موقف ثابت ينطلق منه ليثبت مصداقيته إلَّا انه قد أدمن الهروب من المواجهة بمزيد من الأباطيل والإفتراءات مما يضعه في دائرة التوجس من مقاصده الحقيقية من وراء كل ذلك الوجد السالب,, يؤكد هذا الإستنتاج تعليقه التالي الذي قال لنا فيه:
(... الاخ بشاره عرمان, من المؤكد انا لم اهرب , واهرب من ماذا ؟ لقد ذكرت انك لاتستطيع ان تثبت ان محمد كان اشرف الخلق بأى صوره, هذه الاحداث وقعت قبل اكثر من الف وربعمائه عام ؟ اول من كتب عن رسول الاسلام محمد تم بعد وفاه محمد بأكثر من مائه وخمسين عام, هل تتخيل هذه الكارثه, يعنى انسان مات وشبع موت ثم يأتى بدوى دجال لم يرى محمد ويقول كلام مشكوك فى صحته بعد مائه وخمسين عام من وفاته ؟ انا لا اؤمن بموضوع العنعنات, من الصعب جدا تأكيدها واثباتها...).

ثم إنتقل إلى مسار آخر, قال قيه: (... لاتنسى ايضا ان اهم شئ فى شريعه محمد هو التقيه او الكذب فى ثلاث حالات ولكن الفقهاء رويدا رويدا زادوا من اشكال الكذب, حتى اصبح كل شئ فى الاسلام مباح فيه الكذب, نحن امام منظومه هائله من الاكاذيب والتدليس اصطبغت بالقداسه المحمديه والالهيه حتى اصبحت مرتبه محمد من مرتبه الله بل وفى اقوال كثيره اصبح محمد هو الاول بل واهم من الله واصبح الله هو الذى يصلى ويسلم على محمد وكذلك يأمر الملائكه والبشر اجمعين بأن يصلوا على محمد والى ابد الابدين, هل من الممكن ان تشرح لى ماهو السبب فى هذه الصلاه اللانهائيه على اشرف الخلق؟ ...).

واضع أن الرجل من ضحايا الأفاك الزنيم وحاشيته وصبيه الغبي,, فكل معلوماته مستقاة من ذلك المستنقع الآسن. ولكننا سنأخذ كل كلمة قالها في الإعتبار وسنريه ما لم يتوقعه أو يخطر على بال مصدر الإفك, ذلك الأفاك الجاهل,,, بل وسنثبت له وللقراء الكرام أن كل حرف قاله هو عكس الحقيقة تماماً وأن عليه – من الآن فصاعداً - أن يدافع عن مصداقيته التي ستصدعها ردودنا على إتهاماته وبهتانه بمرجعية وبرهاك لن يستطيع إنكاره ونرسل إلى الخناس المحبط باقة من الإبحاطات والخزلانات والصفعات, وليعلم أنني لن أتعامل معه على أنه هو مصدر هذه الخزعبلات بل من المتأثرين بها والمصدقين لها, وله العذر إن كان كذلك فإن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً.

نقول له:
1. كذباً قولك بأنني لن أستطيع إثبات ان محمد كان اشرف الخلق بأى صوره, فإن الذي تنفي علي القدرة على إثباته هو مثبت إبتداءاً وإنتهاءاً,, ولا يحتاج مني إلى كبير عناء, ومع ذلك ستعرفه موثقاً مفحماً,
2. وكذباً إدعائك بأن هذه الاحداث التي وقعت قبل اكثر من الف وربعمائه عام أنها لم تسجل عن الرسول محمد الأمين, وكذباً الإدعاء بأن اول من كتب عن رسول الاسلام محمد تم بعد وفاه محمد بأكثر من مائه وخمسين عام, وستعرف أن كل حركاته وسكنانه وأقواله وأفعاله قد دونت في حياته وكل في وقته الذي حدث فيه, ليس كتابة فحسب, بل اصبحت ملكات في صميم كيان الناس يتأسون به وقد أمرهم الله بالتأسي به بقوله لهم في سورة الأحزاب: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا 21), فكيف ستكون هذه الأسوة إن تركت حتى تكتب بعدهم بمئات السنين؟؟؟ ..... إذاَ,, كذباً محضاً إدعائك بأن بدوى دجال لم ير محمد ويقول كلام مشكوك فى صحته بعد مائه وخمسين عام من وفاته, فالنبي هو الشخص الوحيد في الكون كله الذي وضعت ضوابط ومعايير يصعب معها قبول أي قول عن النبي دون أن يمر بمسار دقيق للفلترة والتمحيص ليس للحديث نفسه فحسب, وإنما للشخص الراوي نفسه, ومع ذلك هناك عدد من الضوابط التي تضع الرواية في مكانها الصحيح, فما دام أنك لا تعرف هذه الضوابط في علم الحديث والتجريح,, فليس غيريبا قولك بأنك (لا تؤمن بموضوع العنعنات), وليس غريباً أن تقول عنها (من الصعب جدا تأكيدها واثباتها),, وهذا يعني ظنك بأن القرآن غافل عن تمييز الخبيث من الطيب بصفة عامة, وفيما يتعلق بسنة نبيه الكريم بصفة خاصة ,
3. كذباً وجوراً كبيراً قولك لنا: (... لاتنسى ايضا ان اهم شئ فى شريعه محمد هو التقيه او الكذب فى ثلاث حالات ولكن الفقهاء رويدا رويدا زادوا من اشكال الكذب ...), وسنثبت لك إنك متوه ومغسول الدماغ من أفاكين ضحلين أغبياء, فالكذب من آيات النفاق السبع, حيث "لا يكذب الكاذب حين يكذب وهو مؤمن".
4. وكذباً فاضحاً قولك إن الإسلام: (... اصبح كل شئ فيه مباح فيه الكذب ...), لذا أقول لك: نعم,,, أنتم حقيقة (... امام منظومه هائله من الاكاذيب والتدليس التي أصبغتموها بما تسمنه المنطق والموضوعية والثقافة التي نراها قد شهدت عليكم بغير ذلك.
5. ثم نراك تتوهم بقولك إن (... القداسة المحمديه والالهيه حتى اصبحت مرتبه محمد من مرتبه الله بل وفى اقوال كثيره اصبح محمد هو الاول بل واهم من الله واصبح الله هو الذى يصلى ويسلم على محمد وكذلك يأمر الملائكه والبشر اجمعين بأن يصلوا على محمد والى ابد الابدين ...),

واضح أنك تتحدث عن مفاهيمك أنت وليس عن الحقائق والمرجعيات, ونراك تزهد كثيراً في العلم والبحث والمصداقية, فتقول ما يخطر على بالك وما تسمعه من الآخرين, وواضح أنك لا تفهم النصوص أو لعلك لا تريد أن تفهم ما يمكن أن يغير ما بداخلك من وهم.
وواضح انك قد صدقت هذه الخزعبلات المضحكة بدليل قولك لنا: (... هل من الممكن ان تشرح لى ماهو السبب فى هذه الصلاه اللانهائيه على اشرف الخلق؟ ...).
ونقول لك في ذلك: وهل تظن حقاً أنه من الممكن أن نترك غيرك على هذا الضلال دون أن نضع النقاط على الحروف ونشير إلى حيث حجبك لمداركك الوصول إليه مع ظهوره وبيانه وتبيانه؟؟؟


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

على أية حال, فإن برنامجنا من الآن فصاعداً سيكون كالآتي:
أولاً: سأبدأ من حيث بدء هذا الشخص في إدعائه وبهتانه بقوله بأن آيات القرآن الكريم مسروقة من ديانات أخرى سابقة أهمها: (التوراه, والزرادشتية, والمانوية, والصبنية, وغيرها الهرطقات البدوية الأخرى). ومن ثم فإننا سنستنطق كل هذه الديانات "إستنطاقاً" ليعرف القراء مدى كذب الكذابين وإفك المحبطين, وأنها إن إلتقت في شئ مع القرآن فهذا الشئ يكون من أصل الدين الأساسي الواحد.
ثانياً: سنثبت سذاجة وسخافة وهزلية الإدعاء بأن القرآن الكريم "تم تجميعه في مكان ما وفي زمن ما". ولن نكتفي بذلك فقط, بل سنحاصر هؤلاء الدجالين بأقوالهم حتى يُعرفوا على حقيقتهم بين الناس ويوصموا بالكذابين والمدلسين الأفاكين.

ثالثاً: سنواجه المدعين بإنهم في إشكالية كبيرة بسبب الغموض الذي يقولون إنه يكتنف القرآن من كل جانب, فنقول لهم نيابة عن القراء الكرام, ها هو ذا القرآن "ماثلاً شامخاً متحدياً" ومتاهاً للجميع,, وها أنتم بإدعائكم وتطاولكم, فعليكم أن تدرأوا عن أنفسكم شبهة الإفك والكذب بالإشارة إلى حيث وجدتم به من غموض يكتنفه من كل جانب كما زعمتم وإدعيتم,, بل نحن نتحداكم أن تكتفوا بجانب واحد فقط ومن ذلك الجانب تكتفوا فقط بذكر شئ واحد من الغموض الذي تدعونه إن كنتم صادقين,,, فالآن سيعرف الصادقون بصدقهم والكاذبون به.

رابعاً: لقد ورطت نفسك بقولك عن القرآن بأنه غامض وأن السبب هو التناقض المروع بين الآيات ...), فالآن أطالبك بإسم القراء وبمصداقيتك وأمانتك الإعلامية أن تعرض لنا نموذجاً واحداً من أي نوع من أبسط أنواع التناقض فضلاً عن التناقض المروع بين الآيات الذي إدعيته, وإلَّا فالمقابل هو الوصم بالكذب والتدليس بجانب القول بالجهل والجهالة والتجهيل.

خامساً: وصفت القرآن بأوصاف يستحيل عليك أن تثبت وصفاً واحدا منها (هذا تحدي) ليس لك أنت وحدك, وانما لجميع الدجالين المشعوذين الذين يروجون لهذه الأباطيل. على أية حال نحن مع القراء الكرام نريد نماذج لهذه الأوصاف بالقرآن الكريم التي وصتها: بــ (... لغة الدم, والعنف, والكراهية, والمراره, والتعالي, والفوقية, وإجبار الناس على الإيمان بهذا المعتقد البدوي وإلَّا كان السيف على رقبتهم ...),

(أ‌) سنبدأ أولاً بالجواب على السؤال الإفك: هل "حقاً" آيات القرآن الكريم مسروقة من ديانات أخرى سابقة, كما يدعي المبطلون؟؟؟ .... فإن لم يكن ذلك كذلك,, فمن أين جاء هؤلاء السذج بهذه الفرية المضحكة التي تفضح جهلهم وجهالتهم؟؟؟ ..... إذاً,, حتى نضع النقاط على الحروف فلا بد من أن سنستنطق هذه الديانات "إستنطاقاً" بحثياً علمياً حتى يعرف القراء إستحالة ذلك, ومدى كذب الكذابين وإفك المحبطين وذلك بعد إجراء مقابلة بينها وبين آيات القرآن الكريم. ولكن قبل هذا وذاك, علينا أولاً تصحيح مفاهيم الناس عن "دين الله الحق المبين" ومداه وغايته ومنهجه لتأسيس قاعدة راسخة ننطلق منها إلى الأمام.

نعم,, للأسف, لقد إختلطت الأمور على الكثيرين, فخلطوا ما بين « أصل النظام, وتركيبه وكمال حلقاته, وتماسكه », وبين « نماذج تطبيق ذلك النظام ومدى تفعيله في الحياة العملية », فالعقلاء من الناس والعارفين, يتحركون وفق منهجية واضحة لا تختلط عندها الأوراق ولا تلتبس الحقائق:
أولاً: هم أولئك الذين يُقَيِّمُونَ النِّظَامَ لذاته بعيداً عن مناهج ونماذج تطبيقه والإلتزام به "قُربَاً وبُعْداً", "إيْجَاباً, وسلباً", حتى يسهل عليهم الوقوف "حقيقةً" على مدى قدرته على تحقيق الأهداف التي وضع من أجلها, ومدى مرونته وتجاوبه مع البشر, والموارد المتاحة والبيئة التي ينبغي تطبيقه فيها, فيخرجون بنقد إيجابي صحي يمكن أن يقدم فائدة ملموسة محسوسة للناس.

ثانياً: ثم بعد ذلك, - وبصورة منفصلة مستقلة تماماً - يًقَيِّمون التطبيق عليه وإلتزامه ومدى تجاوب المطبقين معه من جهة ثانية, وذلك دون التفكير في نسبة إيجابيات وسلبيات المطبقين للنظام وتحميله أوزارهم وإخفاقاتهم وتجاوزاتهم لقواعده ومقتضياته, ولا مجرد التفكير في تحميل ذلك النظام نواقص المطبقين وأعمالهم المخالفة لتعليماته والمنتهكة لحرماته - كما يفعل الحمقى الذين لا يفرقون ما بين الأضداد فيشقون أنفسهم ويشقون الآخرين معهم - بصلفهم وغبائهم وجهلهم لحقائق وعظائم الأمور.

بالنسبة للمؤمنين منذ بدء خلق الإنسان فإنهم يعلمون حقاً أن الذي خلق الخلق كله, وأبدع الكون هو «« إله خالق مبدع واحد أحد "فريد" صمد »»,, لا شريك له ولا ند ولا معين,, وبالتالي فإن إيمانهم المنطقي الموضوعي والعقلاني يقودهم دائماً إلى التفكير العميق في هذا الكون فيدركون بحسهم المرهف السليم أن الذي خلق هذا الكون لا يمكن أن يكون له خالق أو موجد, ومن ثم فهو « الأوَّل » بلا إبتداء, وما دامت بيده مقاليد الأمور التي تبدأ منه وتنتهي إليه, فإنه هو الباقي بعد فناء الكون وإبداله بغيره, لذا فهو « الآخِرُ » بلا إنتهاء, وذلك "بالفطرة" السليمة التي فطرهم عليها قبل أن يتلقوا وحيه ويبين لهم مراده من هذا الخلق بصفة عامة ومن خلقه للبشر متساويين في الخلق, لا فروق بينهم في الأصل وأساس, "مختارين" - بصفة خاصة, وذلك عبر إرساله أنبيائه ورسله,, فما أن تأتيهم الرسالة لا ولن يستغربوها لأنهم أدركوها بفطرتهم التي فطروا عليها فبقيت متقدة عندهم بينما خمدت عند آخرين فيرسخ الإيمان في أفئدتهم.

فما دام أن الخالق واحد,, وهو الذي أمر بعبادته وتوحيده,, وليس هناك إله غيره,,,, فلا بد من أن الدين الذي فرضه على عباده وخَلْقِه يكون (ديناً واحداً), لا يتغير مقصده ولا يتبدل بتبدل الأزمان والأماكن والأمم والأنبياء, ولا بد من أن يأتي هذا الدين الواحد متسقاً مع ظروف وأوضاع وثقافات وتجارب المستهدفين به في كل زمن وحقبة من زمان, ومكان وأمَّة, ويكون متسقاً تماماً مع قدراتهم وإستعداداتهم وتجاربهم,, فيكون في شكل "شِرْعَةِ" خاصة بهم في الإطار العام لأصول الدين الواحد لأن مصدره واحد إله آحد صمد "لا يضِل ولا ينسى", ولكن بمنهجية تتناسب مع متطلبات حياتهم وظروفهم ولكنها لن تخرج من الإطار العام لذلك ألدين المنجَّم بأي حال. وما دامت لكل أمة "شرعة" خاصة, فلا بد من أن هذه الخصوصية تستلزم "منهاجاً" خاصاً يتناسب ويتسق مع تلك الشرعة, إذ أن المنهاج هو في حقيقته (آلية تطبيق تلك الشِّرعة بأنسب وأقصر وأسهل الطرق والوسائل). ولكن أكثر الناس لا يعلمون,, بل لا يفقهون.

هناك أناس قد إجتهدوا بإخلاص وشفافية سعياً وراء فهم حقيقة "الدين" فمنهم من قعدت به قدراته المعرفية والفكرية عن بلوغ الحقيقة كاملة, فدخل في دائرة الشك والتوجس فإختلط الأمر لديه فبات حائراً,, وقد يقع في شباك المبطلين المضلين فيذهبون به إلى حافة الكفر أو الزندقة, ولكن هناك شريحة من الناس قد أعملت فكرها في بدائع وروائع الوجود, وفي حقيقة المخلوقات بدراسة حركاتها وسكناتها, ومقارنة ملاحظاتهم وإستنتاجاتهم بالنصوص الموحاة للأنبياء والرسل فبلغوا اليقين بالقناعة المطلقة المبنية على العلم والمعرفة فصاغها عشق الحق والحقيقة إلى واحة الإيمان المطلق فمنَّ الله عليهم بمزيد من المعرفة فأبقى لهم "البصيرة". ولا تزال دائرة الإيمان ووهدة الكفر تتصارعان حتى يحكم الله في عباده يوم الدين.

نحن هنا لن ندعي شيئاً, ولن نأتي بشئ من عند أنفسنا, بل سنكتفي بعرض كل النصوص التي إختلف الناس حولها بمنتهى الشفافية والأمانة العلمية لغاية واحدة فقط لا غير,, ألا وهو الوصول بالقراء إلى الحقيقة صافية بلا رتوش أو تزويق بإضافة رأي خاص أو دس فكرة خاصة وفقاً لهوى أو مصلحة شخصية ضيقة, فنترك النصوص هي التي تتحدث وبالتالي لا بد من أن تجيب عليها نصوص أخرى ترقى إلى مستواها على الأقل عند أهلها الذين يقدسونها.

فالدين لدى المسلمين هو "وحدة كاملة, واحدة موحدة" وإن شاء المعبود به أن يقدمه للبشر من خلال عدة "شِرْعَاتٍ" ولكل شرعة منها "منهاجها". وهذا ليس سراً بل جاء ذلك "صراحةً" لرسوله الأمين وأمته قال تعالى عنه في سورة الشورى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ « مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا » - «« وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ »» - « وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى » - أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ - كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ 13). هذا هو الدين كله لكل البشر,

إذاً,,, شِرعَةُ أمة محمد الخاتم الأمين هي الدين كله بدءاً مِمَّا وَصَّىْ الله به نوحاً "أول الرسل",, مروراً بما وصَّىْ به خليله إبراهيم, ووصى به كليمه موسى بن عمران, ووصى به عيسى ابن مريم الصديقة البتول, ثم إنتهاءاً بما أوحاه إلله إلى خليله وخاتم أنبيائه ورسله للبشرية كلها والجن معها بعدُ, وقد تضمن هذا الوحي كل تجارب الأنبياء والمرسلين السابقين الذين سبقوه, وإظهار ما أخفاه الناس ونسوه من شرعتهم, وإنحرافهم عن منهاجهم,, ومهدوا لرسالته الأم الخاتمة موحدةً لكل البشر الذين سيأتون بعد رسالته, وقد بين الله تعالى إنه لن يقبل من أحد غيرها, فآتاه شرعته ومنهاجه المهيمن على الدين كله لإشتماله على الدين السماوي كله بلا إستثناء, والذي يلتقي كله في (التوحيد المطلق, والشهادة له بتفرده بالخلق كله والإيمان باليوم الآخر والقدر خيره وشره), ثم إلتزام منهجه في العلاقات البينية معه سبحانه, ثم علاقات البشر بعضهم ببعض, ثم مع الخلق كله بأحيائه ونباته وجماداته.

وقال الله تعالى في السورة ذاتها عن تفرق وتناحر أهل الكتاب: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ « بَغْيًا بَيْنَهُمْ » وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى « لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ » وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ 14),, ثم قال لعبده ورسوله الخاتم الأمين آمراً محذراً: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ «« كَمَا أُمِرْتَ »» وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ « آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ » - «« وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ »» - « اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ » « لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ » « لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ » « اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا » وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ).

من هنا سنبدأ, بمحاورة هذه الديانات التي عددها ذلك الشخص وهي: (التوراه, والزرادشتية, والمانوية, والصبنية, وغيرها الهرطقات البدوية الأخرى). ليعرف الجميع أين تلتقي هذه الديانات مع الإسلام وأين تنتهي,, فإن كان فيها خير وتوحيد لا بد أن يكون ذلك من نبي لهم أو رسول, وإن كان فيها شر فلا بد أنه من عند أنفسهم ومن تحريفاتهم ودسهم التي سيكشفها القرآن ويفند زيفها وكذبها وسدها.
ففي موضوعنا القادم سنبدأ أولاً "بالتوراة", التي بلا شك ما صدق فيها وبقي على حاله فإنه سينطبق "معناه ومدلوله" مع ما جاء بالقرآن الكريم, وسيلحظ القارئ هيمنة القرآن عليه, وإن كان فيها غير ذلك كشفه القرآن وعراه وأقام البرهان على زيفه وكذبه وحذر منه.

لا يزال للموضوع من بقية باقية,

تحية كريمة للأكرمين,

بشاراه أحمد عرمان.



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العَجِيْبَةُ العَجَبَهْ - هُمُ الأنْبِيَاءُ والكَهَنَةُ الكَ ...
- ورطة الحصار - وحر الإنتظار (أ):
- وقفة تأمل وتصحيح مفاهيم:
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (E1):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (1D):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (C):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (B):
- تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (A):
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! وقفة تأمل إضطرارية لازمة لمناقشة حالة:
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...
- التّحَدِّيْ!! بِمَحْقِ وسَحْقِ مائَةِ فِرْيَةٍ مُفْلِسَةٍ (a ...


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - اللّجَاجُ مَاْ بَيْنَ الشِّرْعَةِ والمِنْهَاجِ (A):