أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - تنامي المؤثرات الحسية والنفسية في (الأرق استراحة النوم) للشاعر مقداد مسعود














المزيد.....

تنامي المؤثرات الحسية والنفسية في (الأرق استراحة النوم) للشاعر مقداد مسعود


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 16:35
المحور: الادب والفن
    


تنامي المؤثرات النفسية والحسية
في (الارق استراحة النوم)

علوان السلمان

النص الشعري مغامرة وجدانية مهمتها(التطهير)على رأي ارسطو وتقديم الحقيقة صوريا على رأي الواقعيين.. بمنهج فني يعتمد الاقناع في التعامل الفكري والعاطفي..انه اختراق الثابت وتجاوزه بوساطة ذات منتجة لمشاعرها ورؤاها لتحقيق هدف الشعر الذي هو (رؤية ما لايرى) على حد تعبير رامبو.. بتوظيف وسائل تعبيرية مكتنزة جماليا ومتجسدة بشكل رمزي ودلالي يقترن بالواقع ليكون نوعا من المعادل الحياتي للوجود الانساني الذي تأخذه اللحظة صوب الفناء..
والشاعر مقداد مسعود في مجموعته الشعرية(الارق استراحة النوم) التي اسهمت دار ضفاف في نشرها وانتشارها/2017..يجمع ما بين المتعة الادهاشية والمنفعة الفكرية كرسالة يتبناها في مضمار الشعر من خلال التساؤلات التي تطرحها صوره الشعرية المحتضنة للهم الذاتي والذات الجمعي الآخر باعتماد اللغة الايحائية والتكثيف والايجاز الجملي ابتداء من العنوان المفتاح التأويلي والايقونة الدلالية الخالقة لنصها الموازي المضاف بفونيماته الثلاثة المكتظة بالتفاصيل الحوارية السابحة ما بين الصحو والنوم(الرؤية والرؤيا) المعبران عن الحالة النفسية والكاشفان عن البعد الانساني المتصاعد في ارقى تجلياته وسلوكياته ببناء فني معنى ومبنى..
يغمرني نعاس بثياب صيفية
فأرى ذلك العصفور يفتح جناحيه كمظلتين
ويرسم انصاف دوائر..مثل مصباح يدوي يترامش
حينها يطمئن نومي..
لن امتص الملح من اصابعي ورفقتي
في
قطار
حمولة
ظهيرة
صيف
1963 /ص40
فالنص ينبثق من موقف انفعالي وتوتر نفسي يتكىء على حقول دلالية (زمان/مكان/حدث/شخصية..)..مع تكثيف العبارة وعمق المعنى بالجنوح نحو التركيز للتعبير عن اللحظة بتوظيف التقنية الانزياحية واستنطاق الرمز بوصفه(اداة فكرية معبرة عن قيم غامضة تسهم في تصعيد التكنيك النصي)..فينسج الشاعر عوالمه عبر فضاءات منفتحة على آفاق دلالية مشبعة بها الذاكرة المنتجة التي تتشابك فيها الالفاظ الخالقة لجملها المشهدية التي تتجاوز واقعها(بانزياح معيار اللغة) على حد تعبير جان كوهن..فضلا عن خروجها عن فضائها العلاماتي الى فضائها التأويلي وهي محملة بوجعها الذاتي وندائها الخفي باعتمادها الفعل الحركي(يغمر/يرسم/يدوي/اختنق..).. اضافة الى انسنة الاشياء القائم على انعكاس الحالة النفسية وسمو التجربة بتحويل المشاهد الى رؤيا..
اشتريت مظلة..
ورحت ادربها عند الفجر..مع هلال مكتبتي
وفي نزهات مساءاتي
..................................
..................................
الآن تشير الاصابع نحو كهل وتقول الافواه
وحده هذا الطفل المجنون
يحمل مظلة لشخصين.. /ص73
فالمقاطع النصية تتسم بالوعي الفكري والنزعة الدرامية وتجاوز النسق المتداول باعتماد البناء المشهدي القائم على لغة الاستعارة والمجاز والمخيلة المتدفقة التي تحول الفكرة الى صورة مع غوص في اعماق الذات..فضلا عن توظيفه تقانات فنية متجاوزة للتفصيلات والاستطرادات الوصفية كسيميائية التنقيط التي تشكل نصا صامتا تتعطل فيه دلالة القول وتستدعي المستهلك(المتلقي) لملىء بياضاته ليكون مشاركا في بناء بعض عوالم النص وفك مغاليقه بلغة تشكل وسيلة وغاية في حد ذاتها والتي يعمل الشاعر على تفجير طاقتها الايحائية والانزياحية كي يكشف عن وظيفتها الجمالية..
انتقل مع ربيع 2003 الى آذانهم فانتعش وادي السلام
بشواهد الحروب والتواصل الاجتماعي
في المقبرة الجديدة
اصطدم قبر
بكتفي الايسر وانا احاول المرور بين قبرين
فاذا بالصدمة جاءت من صديق
نسيني ثلاثين عاما لانني لم اضمد جرحه السياسي...
ليلتها زارني في فندق البلال..وحين سالته: كيف عرفت مكاني؟
اجابني:انت اخبرتني وانا تنازلت
لمن لا يملك قبرا /ص120
فالنص يتميز بدينامية حركية مع رؤيا للزمن وتأكيد على المكان باعتباره مكون ثقافي ووعاء فكري حاضن للفعل الشعري والذاكرة..فيسجل المنتج(الشاعر) لحظته التي تتمحور اشتغالاتها على الحدث اليومي بتعابير جمالية معتمدا العبارة الموجزة..المشحونة بالخيال والحركة المرئية المؤطرة بوحدتها الموضوعية.. وحيثيات دلالية تنبثق من المفردة الرامزة بوصفها لفظ مكتنز الدلالة في سياق يبذل فيه المنتج جهدا استثنائيا في هندسة تراكيبه الجملية الخالقة لصوره من خلال اشتغاله بحركة ذهنية واستثمار العناصر البلاغية(مجاز/استعارة..)..اضافة الى توظيفه تقانة الاستذكار والتذكر والرمز المتوهج بنغمه..المتألق في سياقه..
وبذلك سجل الشاعر حضوره الواعي المنسجم مع تنامي المؤثرات النفسية والحسية في مجمل تعبيراته النصية..كاشفا عما جاء به كروتشه الايطالي(ان العاطفة بدون الصورة عمياء والصورة دون عاطفة فارغة جوفاء..)..
*المقالة منشورة في طريق الشعب/ 9 / 5/ 2018





#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقيع الزبرجد..في (دكة مكة) للروائي زيد عمران
- فلاح رحيم / فوزي كريم
- الشاعر مجيد الموسوي يوقد شمعة الأربعين.. في اتحاد أدباء البص ...
- صلاح شلوان : نسيان الخيط
- تكليم النص...(وحدي أثرثر في المتاهة) للشاعر عدنان محسن
- جورج يرق : يحرس الموتى ويطرّز أنسجة السرد
- الزرقاء العاقر
- أقتصاديات الصمت ....في (على تخوم البرية.. أجمع لها الكمأ)
- مشحوف خريبط : للكاتبة نوال جويد / كل مافي الكتاب يجعله كتابا ...
- لا تكن سعيدا بحزنك ياوطني
- قصيدة النثر : من باب الأرشفة
- السياب ... من خلال يوسف الخال
- القراءة وظيفتها : مساءلة اللحظة عبد الرزاق عيد.. في (هدم اله ...
- تقشير سردي بنكهة ساخرة... لرسملة الإيمان (يوليانا) للروائي ن ...
- لحظة فالح عبد الجبار
- ليلة الثامن من آذار 2018/ في منتدى أديبات البصرة : أمسية شعر ...
- قراءة تأمل منتخبة.. (في الأحوال والأهوال).. للمفكر فالح عبد ...
- لماذا تكرهين ريمارك / ملاحظتان فقط
- (بساطيل عراقية) كتابة التاريخ بلغة الأدب .. - بقلم علاء لازم ...
- التقاطع والتوازي في (المغيّب المضيء) للشاعر مقداد مسعود بقلم ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - تنامي المؤثرات الحسية والنفسية في (الأرق استراحة النوم) للشاعر مقداد مسعود