أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد القنديلي - تضاريس الوقت الميت














المزيد.....

تضاريس الوقت الميت


أحمد القنديلي

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 16:58
المحور: الادب والفن
    



ليس ثمة شيء يرى في الأفق
أصدقائي الأعزاء
رحلوا
سقف بيتي قُراد
اطمئني
وارتحلي.

كل شيء أجلته لغد قد لا يأتي.
لا شيء يرى في الأفق.
كل شيء ذا بال
سأؤجله،
ريثما تأتي لحظة البوح الحارقه
آنذاك
سأزعج أصحابي الموتى
وسأزعج أصحابي الأحياء.
ماذا سأقول يا ترى في حضرتهم؟
أرض بيتي قُراد.ْ

وأنا وسط هذي الرحى الخانقهْ
أحتاج إلى من يحك مواطن من جسدي
أحتاج الآن
إلى من يوهمني بقدوم رياح الصبا الباردهْ
! لا أحدْ
! لا أحدْ

أحتاج الآن
في هذا التدهور فيّ وفيكم وفي ما حولي وما حولكم،
أحتاج إلى وأد ذاكرتي كي أنام
هناك بعيدا
عن أسراب القُراد.
كذب الواشون ولو صدقوا
ليلى لم تزل ليلى.

من يافا
أتيت
أجر عويل رعود
تجر سيولا من لهب ورماد
! لا أحدْ
في هذي العواصم يصغي إلى أحدٍ
صم/
بكم/
عمي/
سرطان
يسري في أغصان التين
رويدا،
رويدا،
يتأبط خياطا ينتشي بالصفد وبالوخز.
آه يا جسدي الموبوء
انتظر
! لا أحدْ
يصغي
! لا أحدْ

مِن هنا
و هناك
مِن هذا الشرق الغارق في عبق القات
أستنشق رائحة الشنق
أقتفي أثر النار كي أشوي أضلعي
! لا أحدْ
يقتفي أثر النار كي يطفئ الجمر الباقي
لا أحد يقتفي أثر النار كي يشوي أضلعه
! لا أحدْ
! لا أحدْ
من دمشق

أتيتُ
أرى قاسيون
يبعثر أعضاءه
ترتدي ثوبه
يتأهب للسفر الوعر
فإلى أين ياصاحبي؟
! لا أحدْ
يدري
! لا أحدْ

وأنا من يافا
أتيت
أجر رعودا
تجر سيولا من لهب ورماد.

ركن بيتي قُراد
فلتختبئي
يتها الكأس المُرّهْ
خلف أسوار بغداد.

من بويب صديقي السيّاب
جئت
أجر حروبا هنا وهناك
تئد الموتى والثماتيل
تئد الجرحى والتراتيل
بابل
آشور
وأبونواس
فرغ الركح من أهله
فليرقص الموتى
ولينتحر الأحياء
مات الأحياء
عاش الموتى.

وأنا من يافا
أتيت
أجرّ عويل رعود
تجرّ سيولا من لهب ورماد.

باب بيتي قُراد
من حضر موت أتيتْ
ضوء من ظفار يلوحُ
يفوح لُبانا
يدوخ هذا الأفق الممتد في جسدي.

أيها الأطلس الممتد
عميقا في موج الأطلسي
قفل بيتي قُراد.

لكأن الصنوبر صار فلولا من الدِّفلى
لكأن الدِّفلى صارت فلولا من الأقحوان
لكأن الغبار أتى.
عتْبة البيت
ابتعدت عني
لكأني بين الصدى والصدأ
في هذا الفراغ الذي أستهويه
بيني وبيني يقيم القُراد
يستهتر بي وبأعضائي
يلهو بي كما يشتهي
في هذا العراء.

أيها الأطلس الممتد
عميقا في موج الأطلسي
ليس لي منفى
احضن بقايا صداي
لي أن أقول انتهيت
لي أن أقول ابتدأت
كيف لي أن أؤاخي
بيني وبيني؟

صداع يدور
يزوبع أجوائي
ويحول مجراي
نحو العجاج.
! لا أحد
! لا أحد

دع جلدي يهرب من جلده
كي يرى وجهه في ذاك الطيف المرفرف
في الجهة اليسرى
دعني خلف الرايهْ
أخسر الحرب
لا أخسر الرايهْ
ليلى لم تزل ليلى

يا هذا المهووس بالفوضى
دعك في قاعك السفلي هناك،
حيث اللافا تُرْقِص اللافا وبقايا الوقت الحزين
حيث ريح الجنوب تهب لهيبا
يسيل نحاسا يُقيّح أعضائي.
دعك تحرق أعواد الأرز
أيها الأطلس الممتد عميقا في موج الأطلسي
أنت لي
لي كما أشتهي.
2017



#أحمد_القنديلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثا عن نعل وماء
- تحولات الشعر العربي: قصيدة النثر: من مواجهة الفراغ إلى مواجه ...
- شعرية التناص في القصيدة المغربية المعاصرة
- بلاغة الانحراف في الشعر المغربي المعاصر
- بصمات الحداثة في الشعر العربي المعاصر
- النص الموازي في الشعر
- الفراغ في الشعر: مقاربة للفراغ في ديوان -سلاما وليشربوا البح ...
- الدراما في الشعر العربي المعاصر
- لعبة المرايا في رواية -أوراق- لعبد الله العروي
- النص والتلقي
- عجائبية الحكي والمحكي في قصص أحمد بوزفور من خلال قصتي -سرنمة ...
- شعرية الحكي في المجموعة القصصية -نصف يوم يكفي- للقاصة المغرب ...
- شهوة الدم المجازي في -شهرزاد- توفيق الحكيم
- جغرافية اليباب
- الخوصصة النقابية
- المثقف والصراع الطبقي
- قراءة أولية لمشروع قانون الإضراب بالمغرب
- الأنساق الدلالية في مسرحية -بجماليون- لتوفيق الحكيم
- الشظايا المتجاذبة في رواية -سوق النساء ، أو ص .ب 26 - للروائ ...
- سيمياء البدء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد القنديلي - تضاريس الوقت الميت