أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر عطاالله - قراءة غير ناقدة في مجموعة -ناي ونرد- للشاعرة وسام عاشور البنا..














المزيد.....

قراءة غير ناقدة في مجموعة -ناي ونرد- للشاعرة وسام عاشور البنا..


ناصر عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 13:38
المحور: الادب والفن
    


قراءة غير ناقدة في مجموعة "ناي ونرد" للشاعرة وسام عاشور البنا..
تجربة تئن بالحنين الى ماضٍ، يستر القادم، ومزهر بالأماني، يخطط لقلبٍ، بدأ يشتعلُ في السادسة عشرة من عمره، قلبٌ انثوي التكوين، يتابع صباه، بهمس وترقب غير مجروح بالوقائع المعقدة، والواقع مصروف الى المأساة، فالصبية التي تحاول الكتابة للتعبير عن الذات تتدربّ على وصف العمر بأدوات بريئة، معفاة من تتبع الأحداث الدموية الجارية،في محيطها، فمكان الإقامة منفى، والوطن في صور قديمة لوالدين كلما اشتاقا فتحا ألبوم الصور، الصور التي تطير بالنظر الى الصبية فترسم في مخيلتها الوطن البعيد، وتجمع عليه ألوان الكلام المنبعث من والديها.
وهنا كلام مباح في ناي ونرد لأول تجربة شعرية للشاعرة وسام عاشور البنا، جمعت نصوصها عن كتف العمر، واستجمعت أفضل ما كتبت منذ طفولتها حتى يومنا هذا، فالناي الصبا، عزف على حلم بوتر الأمنيات، والنرد لعبة الأقوياء في مصير الضعفاء، وبين الناي والنرد، شرفة تطلّ على الذات، وإرهاصات النمو.
ومن يقرأ المجموعة بتمعن يقرأ التفاوت بين الأطوار العمرية من خلال الفاحص المنشور، في المجموعة، فالقلق والرعب والفزع والهمّ في نصوص الناي أقل بكثير من نصوص النرد، كقولها:
لنا في غيبنا سحرٌ دعاءٌ وأصلٌ للغيم يسقينا
فما إن أمطرت فينا تراتيلاً تناجي سوف ننساها مآسينا
بينما في نصوص النرد التي تزامن الراهن العمري للشاعرة، نجد إنقلاباً على الحاضر وحتى المستقبل لصالح الماضي الأكثر استقراراً وأمناً وترفاً.
فتقول في نرديتها " موجوعة"
ربيعٌ يغادر زوايا زمانٍ محاصر
حمامي بقدسي ينوح( وهنا في الأصح) لأن في تعني داخل الشيء، والباء مصاحبة ولا تفيد داخل الشيء.
ولا أقصد حصر المجموعة الشعرية، بين ناي غنى للماضي، ونرد يلعب بالحاضر والمستقبل، ولكن التفريق جاء لفرط التبيان بين مرحلتين عمريتين عند الشاعرة، لم تقدرهما تكتيكاً للكتابة، ولكنها جاءت على جملة شعورية عاشتها للناي، وضدها تعيشها اليوم، فحبيب الأمس البعيد، بات مستحيلاً، وحتى الدروب القديمة ولو كانت في منفى لا يجاور الوطن، باتت مستحيلة النوال، وكل ما بين يدي الشاعرة الآن أسى ووجع وألم وقلق وجرح نازف، وحصار، وأنين متواصل، وبذات المستوى، تتولد لديها إرادة التحدي، والإصرار على تغيير المعطى المتروك للمستحيل، ليكون ممكناً ذات يوم.
الشاعرة في نايها ونردها، نسخة طبق الأصل عن كل فلسطيني، عاش المنفى، وعاد الى الوطن، ليصاب بدوار الاحتمالات، فمن كان في البعيد رباه الحنين على الشوق الكثيف للوطن، وهذه الأشواق تكسرت مجاديفها عندما اصطدمت بصخرة عملاقة اسمها الإحتلال، ومن ثم الإنقسام ، فالحصار فالحياة المصلوبة على معابر مشلولة.
وإنصافاً للمجموعة وليست مجاملة شعرت للحظة في نردها أنها غلبت الهمّ العام على الخاص، فإسراء المقدسية بنار العدو والمستوطن الحاقد، تحولت الى رمز للتحدي عند الشاعرة فتقول:
لتبقى بنا شعلة من صمود
فنادي لنسمع
طبولاً ستقرع
لدمعٍ ترقرق
لوجهٍ جميل تمزق
لجلدٍ مذاب بقسوة
ولكن صمودٌ بعزة.
هذا التحدي المعذب بقهر فقدان الحيلة، رمى الروح في معركة الوجود، فكان لابد من لغة لتعاش، ولتخرج من قواميس الجبابرة الأسبقين ومن سلالة ينتمي إليها الحق في الوجود.
وفي نردها المشغول على حواف العمر، تتخذ الشاعرة من نصوصها، متراساً عالياً للدفاع عن الوطن، كما إسراء جعابيص الأسيرة بعد حرقها، يطل الشهداء من نوافذ النصوص ليلوحوا بأيديهم ويعودا الى أسرة الكلمات، ومنهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، والشهيد العربي الغريق الطفل إيلان كردي، لنجد المساحة الأكبر طابو أصلي للقدس، ولم أقرأ اسم مدينة أخرى في المجموعة، لأقول أنها لم تفرد أرضها الشعرية كلها من أجل زهرة المدائن.
ولكي أكون منصفاً فإنني عرجت على نصوص المجموعة الأولى، وتأدبت عن الدخول على النبطي لأنني لا أجيد قرأتها، وأحب سماعها وحسب.
كل التوفيق للشاعرة وسام عاشور البنا وأتمنى لها المزيد من تفكيك لغتها على واحة الأدب، ونثرها إبداعاً من بعد هذه التجربة المقدرة.



#ناصر_عطاالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسرا الخطيب - الكائن بيقيني- إتباع الهايكو لوطن أجمل.. ( ناص ...
- لا تموت هناك
- الصنم


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر عطاالله - قراءة غير ناقدة في مجموعة -ناي ونرد- للشاعرة وسام عاشور البنا..