أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أكثيري بوجمعة أنس - عندما تتحدث الغربان














المزيد.....

عندما تتحدث الغربان


أكثيري بوجمعة أنس

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 7 - 17:45
المحور: المجتمع المدني
    


أصبحت مسألة البحث عن يوم بدون أسئلة تفوح سذاجة تخصّ متاهات المستقبل وترتبط به ارتباطا وثيقا في الأوساط الشعبية العربية أمرا مستبعدا؛ خصوصا اتجاه من تجشموا عناء خوض مسارات طوال في ميدان البحث العلمي بالبلدان العربية؛ دون أن تتاح لهم فرصة العمل بكرامة داخلها. غير أن العجيب في الأمر، أن هذه الشريحة المجتمعية من الشباب تحاول –ما أمكن- أن تتأقلم مع طبيعة الوضع القائم. كما أنها تحاول تتناسى عجز حكومة بلدانها وفسادها في التعاطي مع حقهم المشروع في العمل. إلا أن التشكيلة المجتمعية المغيبة عن هذه الأوضاع المزرية، والتي تفكر بمنطق البطن والماديات من سيارة وشقة وزوجة التي يوفرها العمل، تعمل على الحفر عميقا بجهلها في هذه الحيثية على هذه الشاكلة الحوارية:
السائل: السلام عليكم
المسؤول: وعليكم السلام
السائل: أحوالك؟
المسؤول: على ما يرام، الحمد لله، وأنت؟
السائل: الحمد لله، ترى ماذا تفعل حاليا؟ هل وجدت عملا مناسبا؟
المسؤول: ليس بعد اذ كان هذا يشفي غليلك، لكن أفضل أن تسأل كبار مسؤولي هذه البلد، فربما قد يجيبوك على سؤالك هذا.
السائل: بعد فهمه القصد الملغوم، يبتسم بصعوبة وصفرة السذاجة تعلوه، ويحرك رأسه يمنة ويسرة...ويأتيه الذكاء فجأة، ثم يتريث بعد ادراكه أنه يساق إلى المحظور حسب أبجدياته السطحية لمعنى حرية الرد...مباشرة بعد ذلك يحاول الفكاك بقوله بالمغربي " دوز بخير" بمعنى أتركك بألف خير.
المسؤال: بأسلوب منولوجي، كيف لي أن اكون بخير؟ وأمثالك المخدرين "المدوخين" يفجرون في وجهي قنابلهم الصباحية، مذكرين اياي وضعي.
هذا مقطع مصغر من حوار مقتطف من لقاء من بين اللقاءات الكثيرة التي تجمعك خلال اليوم مع محيط أصبح من فرط جهله يؤله المادة ومهوس بها، محيط يطلق أهله العنان بدون تورع في حشرأ انوفهم في أمور لا يفهمونها، أمور تكبر عقولهم الغر كثيرا. إنهم كثيرو السؤال، قليلو الحكمة، سذج باسم الواقع. وسيكولوجية مقهورة تترنح لتجد من تتنفس عبره مآسيها حتى وإن كانت غير دارية بذلك. لك أن تعاود الصيغة الحوارية، لتجد أنها غير بريئة كما قد يعتقد البعض، بل مقصودة ومفكر فيها، إنها آلية لتبرير هجران العلم والمعرفة، تبرير لقتل الأمل فيك كسامع لك حمولة علمية وثقافية. الكل يعتقد بداخل هذه المجتمعات، أنك قد أضعت حياتك في التحصيل بدون معنى؛ والمعنى المقصود هنا، هو العمل وتحصيل الدنانير والدريهمات، المعنى أن تكون ضمن القطيع ومعادلتك الأكل والشرب ونكاح...وانتظار طابور الموت. إنني أعجب لهؤلاء الغشم، واشفق على معنى الحياة المتوارث بينهم...إنه سيناريو بئيس عن الحياة، أن تحيا وفق معادلتهم تلك.
سيكولوجية مريضة تلك التي ترنو صباح مساء بتذكيرك بالمستقبل، لا أعلم عن أي مستقبل يتحدث هؤلاء، إنهم يتحدثون عن الوهم، عن السراب خصوصا إذا ما كانوا يربطونه ببلدان تجعل شبابها تهاجر لتحقيق أملها في قصد معين، لا أريد هنا أن اسمي قصدا هدفا معينا في الحياة بمستقبل أو غيره من الأسماء، ولن ألخص هذا الهدف في سيارة وشقة ورصيد بنكي وعذراء حسناء تنتظر أن أكون حاملا أرقاما بنكية...إلخ. ربما هناك ما هو أسمى، وقادر أن يعبر من حياتك المادية إلى ما بعدها...وحتى هذه لن أضع لها اسما؛ فالحرية الحقة ألا اسجنك بمفاهيمي الخاصة عن الحياة...وليت هؤلاء يتركون شباب اليوم؛ خصوصا أولئك الذين يحملون تاجا معرفيا وعلميا بالمعنى المعنوي. وحالهم دون أن يفسدوا لحظاتهم بقنابلهم المسيلة لخيبات الأمل، وبدل سؤالهم بشكل مباشر وبدون أدنى تفكير بأحوالهم النفسية المتأزمة، فليتوجهوا بأسئلتكم لكبار مسؤوليهم الحكوميين. فالشباب ليسوا ذلك الحائط القصير يسهل اجتيازه متى أردوا وشاؤوا.
وعليه، نذكركم أيها الفضوليون، انكم بهذا تتعدون حرية الآخرين، وتصنعون بأفواهكم وسلوكياتكم غير أخلاقية نعوش شبابكم، وتقتلون أمالهم بدل رعايتها، او المساعدة على رعايتها، وبالتالي تسقطون في مزالق القول المثبط للعزائم ومحبطها، فـ"رحم الله امرءا قال خيرا فغنم، أو سكت فسلم".



#أكثيري_بوجمعة_أنس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصور الكوني في الثقافة الشعبية المغربية


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أكثيري بوجمعة أنس - عندما تتحدث الغربان