صفية بنت حيي اليهودية و دميانة بنت جرجس القبطية

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما الفرق بين ما قام به نبي الإسلام قبل 15 قرنا عندما اختطف صفية اليهودية وبين ما تقوم به العصابات السلفية في مصر التي احترفت خطف و أسلمة القبطيات ؟؟ النبي ذبح والد صفية اليهودية حيي ابن الأخطب سيد بني قريظة وزوجها كنانة ابن الربيع وأجهز على ذكور قبيلتها بني قريظة بالسواطير على طريقة داعش بما فيهم أطفال نبت في عانتهم زغب ؛ وحسب ما ترويه لنا كتب السيرة التي يتم تدريسها بالأزهر أن النبي قام بنكاحها و هو في طريق عودته ليثرب و دماء أهلها لن تجف بعد؛ ثم نطقت بالشهادة و دخلت الاسلام .(...)
.
ما الفرق إذن بين ما قام به نبي الإسلام و بين ما تقوم به اليوم في مصر عصابات سلفية منضوية تحت لواء الأزهر؛ و مدعومة من طرف دولة السيسي السلفية؛ عندما تنصب الشباك لقبطيات على طريقة المافيا وإلحاقهن بحظيرة الإسلام نصرة للعقيدة الغراء ؟؟.(...)
.
ما الفرق بين التهجير القسري الذي طال يهود بني القينقاع وبني النظير في فجر الاسلام وبين تهجير مجالس الصلح اليوم في مصر حيث يتم ترحيل قسري لعوائل قبطية بكاملها من قراها و أحيائها برعاية أمن الدولة ومباركة الأزهر نصرة لهيبة عقيدة الأغلبية ؟؟(....)
=======
لا فرق بين صفية اليهودية المسبية و بين دميانة القبطية؛ دميانة المسروقة من حضن أسرتها وكنيستها ؛الفرق الوحيد هو أن عصابات الأزهر التي تستلهم خطف القبطيات من السيرة النبوية العطرة و وملاحم السلف الصالح أصبحت اليوم أكثر إبداعا و تنظيما و احترافية من الملهم الأول وواضع أسس البلطجة (...)
.
عندما نكح نبي الاسلام صفية بنت حيي المسبية؛ ظل الصحابي أبو أيوب الانصاري متوشحا سيفه يحرس الخيمة ويطوف بها ؛ ولما حل الصباح سأله النبي ؛ ما بك يا أبا أيوب ؟؟ ؛ فأجاب : يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة و قد قتلت أباها وزوجها و قومها وكانت حديثة الكفر فخفت عليك ، ابتهج نبي الله ورفع رأسه إلى السماء و شقلب بؤبؤ عينيه قائلا (( اللهم أحفظ أبا أيوب كما بات يحرسني )).(....)
.
العصابة السلفية تنتقي الضحية بعناية فائقة مثل الفهود المتربصة بالغزال الشارد؛ ان تكون الفتاة جميلة؛ وتمر بمرحلة فراغ روحي...تحاط بأصدقاء يزرعون الشكوك في عقيدتها.....تكون لها بعض المشاكل مع أسرتها ....تستدرج ويعطى لها مخدر لايت لتحفيز هرمون السعادة ( السيروتونين ) على الفرز.... ....
.
تعزل الضحية ويتم استعمال الضوء الخافت و جعلها تنصت للقرآن بصوت شجي.....تحاط بأخوات في الله يلقننها النطق بالشهادة لنمر لمرحلة استخراج هوية جديدة بسرعة البرق من الأزهر لدميانة بنت جرجس التي صار اسمها عائشة؛ ثم تظهر دميانة سابقا عائشة حاليا على الفيديو لتدمي قلب أمها الواهن و تفجع أقاربها بالحديث عن نعمة الاسلام وخرافات الكنيسة (....)
=========
صفية اليهودية سبيت و اختطفت وتم ذبح عشيرتها كالنعاج؛ و دميانة المصرية اختطفت هي الأخرى و تم ذبح قلب أم و ضرب مشاعر أقباط مصر وتمريغها في التراب.(....) هو ذبح؛ و إن اختلف العصر و الطريقة ؛ فمازالت المذابح سارية في مصر بأحزمة ناسفة؛ وسكاكين الجهاديين التي طالت الأقباط في غرة أعيادهم داخل كنائسهم؛ و طالت العم لمعي بالاسكندرية و رجال دين بسطاء استفزوا النخوة الاسلامية بصلبانهم ولبسهم الكهنوتي فكان مصيرهم الذبح .(...)
=======
تكوين عصابات أزهرية تمتهن حرفة خطف القبطيات و أسلمتهن وإدخال الفجيعة في قلوب أمهات و أسر قبطية هي فكرة الشيخ متولي الشعراوي" الذي كان لا يغمض له طرف خوفا من الكنيسة وخوفا من طوابير العابرين والذين كان عدد كبير منهم من الطلبة والنخب المثقفة (....)
==========
في زيارته للسعودية سنة 1970 و تعيينه في منصب أستاذ زائر بكلية الشريعة بمكة التابعة لجامعة الملك عبد العزيز؛ حمل الشعراوي ملف التنصير لحكام السعودية والتقى بأمراء ومشايخ ورجال أعمال مقربين من السلطة.
.
من بين من التقى بهم الشعراوي الشيخ عبد العزيز ابن باز الذي كان يشغل حينها منصب رئيس البحوث العلمية و الافتاء والدعوة والارشاد؛ و الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي كان يتقلد وقتها منصب وزير الداخلية ولفيف آخر من رجال الدين و حذرهم جميعا من خطورة الوضع ( على أرض الكنانة )؛ و انه لا بد من باب الشرع والجهاد التصدي خارج أرض الحرمين للحرب الصليبية التي تشنها الكنيسة المصرية بصمت و بطريقة الدبيب ...فالحزام القبطي بالصعيد يشكل خطرا على الأمن الروحي لبلاد الحرمين وعلى مصر (...).
=======
وسنة 1970 هي السنة التي قال فيها الرئيس السادات في مدينة جدة السعودية على هامش المؤتمر الاسلامي كلمته المأثورة ( لن يبقى من المسيحيين في مصر غير ماسحي الأحذية ....)) و أن عليهم الرحيل ؛و قبل اغتيال السادات بأسابيع قليلة تم إحداث وزارة الهجرة و تعيين ألبرت برسوم سلامة على رأسها؛ وتم تفويت ملف الأقباط لجهاز الأمن على أساس أنهم خطر على أمن مصر القومي؛ وتم فرض الإقامة الجبرية على البابا شنودة بوادي النطرون.(...)
=======
ومنذ زيارة الشعراوي المشؤومة لمبعرة الشر الوهابية ؛ دخل مشروع إفراغ مصر من أقباطها حيز التنفيذ؛ واختطاف القبطيات و أسلمتهن هو شكل من أشكال التضييق العديدة على أقباط مصر؛ و قد ظهر في الآونة الأخيرة شكل آخر غريب يتمثل في انتحار الأقباط المجندين داخل ثكناتهم .(....)
.
أصحاب المشروع الاستئصالي الوهابي يرون أن أنجع طريقة لتسريع هدم الكنيسة المصرية هو استهداف المرأة و تشكيكها في عقيدتها ؛ فالمرأة في الصعيد مثلا هي الرحم الولود والمدرسة الأولى التي يتدرج فيها الطفل ويفتح عينيه عليها لتلمس بداية الطريق و السير على التقاليد الكنسية المصرية الأصيلة والجميلة .(...)
========
في ظل هذا الظلم والحيف المسلط على إخواننا أقباط مصر؛ نرى ومع الأسف رجال دين محسوبين على الكنيسة وهم يصرحون أمام كاميرات العالم بأن مسيحيي مصر يعيشون أزهى عصورهم في عهد الرئيس السيسي؛ و نرى منهم من يثني على السلفيين ويصفهم بالفصيل الوطني المخلص؛ في حين ومباشرة بعد مديح القساوسة يظهر الإرهابي ياسر برهامي على قنوات ماسبيرو لينعت الأقباط بالكفرة و حطب جهنم وفكاك المسلمين من النار ؛ و يظهر ممثل برلماني لحزب النور السلفي ليذكر الرأي العام الوطني بأنه غير مسموح للأقباط بالتغول داخل الأجهزة السيادية للدولة .(( انظروا كيف هي العهدة العمرية العنصرية مترسبة في مخيالهم الوسخ ...))
.
والقساوسة المذلولون رأيناهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جددت العهدة للسيسي وهم خارجون من مكاتب التصويت رافعين أصابعهم التي غطسوها في الحبر الانتخابي علامة على أدائهم واجبهم الوطني وتقديمهم البيعة للرئيس السلفي ؛ وهم يتمايلون يمنة ويسارا تمايل طائر الهدهد وكأنهم في كرنفال احتفالي للمثليين؛ لم ينقصهم سوى رفع البالونات البنفسجية و حمالات الصدر الملونة ومعانقة و تقبيل بعضهم البعض؛ قمة المذلة والمهانة. (...)
=======
قبل أيام قليلة اختفت طالبة قبطية تدعى ميراي جرجس صبحي لتنضم لقافلة المختفيات ؛ و قمت بتنزيل بوست صغير لا يتعدى سطرين؛ و أنا من باب الحزن و التعاطف أبديت بعضا من العتاب لمحيط الطالبة ميراي و غيرها من المختفيات؛ وهذا لم يرق لبعض من أصدقائي الأعزاء الأقباط بحجة أني استهزأ بالعقيدة المسيحية و أقوم بنوع من التشكيك ؛ و هذا غير صحيح بالمرة.
.
العديد من الشباب و الشابات القبطيات ينتابهم في مرحلة من المراحل سيلا من التساؤلات حول جوهر العقيدة؛ و هذا شيئ جد عادي وطبيعي ؛ لكن الشيء الغير الطبيعي هو إن لا يجد الشاب إجابات شافية وتأطيرا ملائما من طرف أسرته و كنيسته؛ والعصابة السلفية التي تحترف الاختطاف تستغل أي مرحلة فراغ روحي أو فترة شكوك قد تمر منها الفتاة القبطية لتنقض عليها (...)
البوست الذي قمت بحذفه جر علي سيلا من النقد اللاذع وصل لدرجة التجريح ؛ لدرجة أن صديقا عزيزا علي قام بتهديدي بحذفي من لائحة الأصدقاء؛ وزاد قائلا أن أخلاقي قد ساءت ؛ و قال لي صديق قبطي آخر أنني غير عابر؛ و غير نائل لطقس المعمودية ؛ فرددت عليه :أنا لست بحاجة للغطس في الماء ورشم الصليب؛ تكفيني سيرة السيد المسيح النضالية؛ وعظمة نهجه الانساني النقي الذي يتماشى مع مزاجي وتكويني؛ ويكفيني كذلك حبي للتراث الكنسي القبطي الرائع و سيرة القديسين الملهمة .....أما بعض المعلقين على صفحتي فقد وصفني بعنصر ناشط بشبك رصد الاخوانية (...)
أنا هنا لست بصدد الدفاع عن نفسي بقدر ما أريد ان أقول انني أحمل صليبي مع اخواني و اخواتي ويدي ممتدة في هذا النضال بضمير صالح من أجل الكنيسة
========
على الأقباط اليوم أن يبدوا بعض الحراك؛ سواء داخل مصر أو ببلدان المهجر؛ على أحرار وحكماء رجال الدين بالكنيسة القيام بثورة ناعمة لكي لا يفقدوا ثقة الشعب ؛ وكل الناشطين الحقوقيين وكل قبطي غيور عليه ان يتحرك ؛ استحضروا ملحمة البشموريين و المعلم يعقوب؛ نظموا تظاهرات ووقفات احتجاجية أينما حللتم وتواجدتم في أي بقعة من العالم ؛ ارفعوا الكيرياليسون؛ و لتتشح النسوة بالسواد على طريقة المآتم بالصعيد حتى يسمعكم كل العالم كما قال الناشط القبطي مجدي خليل ... استحضروا سمعان الخراز في مسيراتكم ووقفاتكم الاحتجاجية؛ و استحضروا كذلك تاريخ الباش مهندس عدلي أبادير النضالية فالرجل ظل يناضل حتى آخر رمق في حياته .
.
واعلموا يا أقباط أن مشروع اجتثاث الأقباط من تربتهم ماض عن قدم وساق ؛ ولن تكون ميراي جرجس آخر فتاة قبطية يتم استهدافها؛ما دام بعض من الناطقين باسمكم ومنهم رجال دين يصرحون أن عصر السيسي هو أزهى العصور الذي يعيشه أقباط مصر.
.
وأن العهدة العمرية التي تأمركم بجز الناصية والشد بالزنار تزداد ترسخا بين شريحة واسعة من مسلمي مصر الذين استبدلوا ثقافة الهرم بثقافة الحرم؛ و سيكونون في قمة النشوة عندما يرون الديناميت يفجر الأهرامات وأبي الهول و الجرافات تسوي متاحف مصر بالأرض ومآثر الأقصر يتم إتلافها كما يدخل فيل هائج على دكان الفخار فيعيث فيه خرابا وتهشيما ..
.
فعلا ؛ما أشبه صفية بنت حيي اليهودية بدميانة بنت جرجس القبطية .

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات