أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان عبد الستار عطا الله - لوحات ممسرحة/قراءة نقدية للوحات الفنان العراقي احمد الزعيم














المزيد.....

لوحات ممسرحة/قراءة نقدية للوحات الفنان العراقي احمد الزعيم


ايمان عبد الستار عطا الله

الحوار المتمدن-العدد: 5865 - 2018 / 5 / 5 - 01:46
المحور: الادب والفن
    


لوحات ممسرحة
قراءة نقدية للوحات الفنان التشكيلي العراقي احمد الزعيم

بقلم ايمان الكبيسي
تنطلق بين ثنايا الاشكال والالوان صرخة تحمل وجع الصدر وحرقة الالم ينجلي عبرها ذلك الجبل الجليدي الحاجب للحقيقة والذي يستثمر مئات الاقنعة البشرية الهجينة المزيفة في ازاحة للحقيقة واسِكان تلك المسوخ مكانها، اذ تنطلق فرشاة الزعيم عبر الالوان والاشكال والخامات لتجسد صراعاً مسرحياً ضمن فضاءات لاتنعزل زمكانيا عن ماهية الواقع المعش فنجدها تتجسد في لوحة (فلاكا) التي تشكل عملا مستفزا لكشف المضمر ومتناولة لموضوعات مسكوتٍ عنها عرفيا تحت قوانين وتابوهات شتى.
عندما نتحدث عن المسرح نصا كان ام عرضا على الخشبة ينبغي توافر مقومات تتمثل (بالشخصية، الحوار، الحبكة وما تحويه من احداث وصراعات، الفكرة المراد ايصالها عبر وسائل سمعية منها وبصرية)، وهنا نجد الزعيم قد وظف تلك العناصر المسرحية عبر لعبة ذكية ضمنها لوحاته الاخيرة ومنها (فلاكا) في انتقالة تصاعدية بين السابق الحاضر لمستوى اعماله وآلية اختيار موضوعاته. فقد جسد الصراع الازلي بين ثنائيات (الخير والشر)(الحق والباطل) عبر رسمه لشخصيات ادمية تتمثل بالانسانية التي تبتغي الحياة بسلام لكنها مقيدة بقيود كثيرة تفرضها تلك المسوخ القاطنة للجانب الثاني من الصراع رسم (الزعيم) ابعادها بحرفية عالية تمثلت بالغراب المعمم بالافاعي في استعارة قصدية تحيل الى رؤيا اراد عبرها الفنان الانزياح عن فكرة الدين المشوه مدافعا بذلك عن اساس الدين ورافضا في ذات الوقت تلك المسوخ وسلوكياتها التي تعمد الى التشويه والتخريب تحت عباءة متهرئة باسم الدين تحاول تصوير التقليد لها والاعتقاد بها هو الوصول الى الدين الذي عمد الفنان الى الترميز له باستعارة اللون التركواز لما له من دلالات رمزية تعاقد عليها المجتمع وتعارف بربطها بالشرق والدين، مع اختياره لموقع الدين القويم في انقطاع عن ما يرومه الغراب والاعتلاء عن مستوى نظره وفهمه ضمن ميزانسن اللوحة، فالفنان جعل من شخصية الغراب شخصية ضدية للانسانية متسلحة بالخرافة عبر تصديرها الى الجهلاء والبسطاء من القوم في علاقة تفاعلية متبادلة المنفعة بينها وبين المسوخ القادمة على ظهر عربة الازبال التي صدرها لنا المحتل، فالغراب والخرافة يمثلان صوتا ودستورا يحمي تلك المسوخ في وقت تمثل هذه المسوخ دعما يبقى على الجهل والتخلف وبهذا تبقى المسوخ على اختلاف منابعها دينية كانت ام سياسية متسيدةً للمشهد العام ومغيبة للانسان الذي يمثل الطرف الثاني من الصراع عبر اغراقه ببحور الدم والهروب منها الى سلوكيات تغيب العقل (كالمخدرات والادمان او الارتكان الى التباكي على ذلك النهر الاحمر الجاري ولطم الصدور)، لكن الفنان هنا جعل من التحول اساسا له بعد ان اعتمد التعرف للشخصيات والاحداث وتصاعدها من خلال وضعه لتلك المسوخ على سكة واحدة، والغرابة ان تلك السكة الممثلة لقيادة دفة الحكم محطمة في اشارة منه الى ان تلك المسوخ لاتمتلك مقومات القيادة والا تفقه شيئا في الحكم، كما تحيل الى ان الدين لايتفق مع السياسة ولايسيران على سكة واحدة.
يرسم الزعيم احداث قصته المتصاعدة وصولا الى الذروة التي تفتح السدود لتغذية انهار الدم مع تصاعد الاصوات المناهضة لها والتي تعمد المسوخ الى اسكاتها والالتفاف حولها وتسيسها ضمن نظام القطيع فتصبح عقلا طوطميا ينقاد ويغذى ايروتيكيا وبهذا يعلن الفنان عن نهاية ماساوية مفتوحة امام المواطن تكمل المشهد اما ان يختار ان يموت في بحار الدم او ان يختار ان يُعدم عقله سريريا عبر الخرافة والادمان والجنس، لتبقى المسوخ متنعمة بالخيرات وممسكة بها باذرعا والسنتها. ولايختلف الامر كثيرا في اسلوب الفنان في لوحة ( احتضار 3D) التي جسد عبرها صراعا ازليا بين الابواق المؤيدة للامبرايالية وسياسات الدول الكبرى ومصالحها وبين الانسانية والحضارة الموغلة في القدم، وهو بذلك قد استعار من واقعه صورا جسدها عبر مخيلته الفذة بشخصيات بعضها مؤنسن والاخر فنتازي فقد اتخذ من الحصان العربي رمزا للحضارة فيما جسد الاعلام بافواه مشوهة تشبه الابواق لاظهار الدور الاعلامي لتلك السياسات في طمس حضارات وتعزيز اساطير بدل عنها، اذ تنتهي الاحدث بذات النهاية لسابقتها لكن بمشهد اقل سودواية عبر حركة الحصان الناهض، وفي تحفيز للجماهير تبعا لموقولة الشاعر(اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر).



#ايمان_عبد_الستار_عطا_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان عبد الستار عطا الله - لوحات ممسرحة/قراءة نقدية للوحات الفنان العراقي احمد الزعيم