أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - دِعاية إنتخابِية














المزيد.....

دِعاية إنتخابِية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 14:28
المحور: كتابات ساخرة
    


( ... ماتَ أحد أقطاب العملية السياسية العراقية ، فوجدَ نفسهُ أمامَ بوابةٍ ضخمةٍ في السماء .. وبعد لحظات ظهرَ مَلاكٌ تبدو عليهِ علامات الوقار واضِحة . رمقهُ الملاك بنظرةٍ فاحصة ، ثُم فتح سِجّلهُ وقال : إذن .. أنتَ سياسي ؟ أجابهُ الرجُل : نعم سيدي .. هل في ذلك مُشكِلة ؟ الملاك : لا .. لا .. لكن هنالك تعليمات جديدة وصلتْ إلينا ، بِصَدد السياسيين العراقيين .. إذ عليكَ أن تقضي يوماً كاملاً في جهنم ! . الرجُل : لماذا ياسيدي ؟ الملاك : أنها تعليمات صارِمة واجبة التنفيذ .. ولكن بعد إنقضاء اليوم ، لك كامل الحرية في الإختيار بين البقاء في الجحيم أو الإنتقال إلى الجّنة .
صّفقَ الملاكُ .. فإختفى الرجل بلمحة البصر ، فعرفَ أنهُ في جهنم .. لم يفتح عينيهِ خوفاً ، وتوقعَ أن يسمع صراخات المعذبين وأنين المقيمين ويشم رائحة إحتراق الأجسام البشرية ... لكنهُ لم يسمع شيئاً من ذلك ولم يشم روائِح مُفزَعة ... ففتح عينيه قليلاً وتفاجأ بأنهُ في غرفة فندق راقية كاملة المواصفات .. ووجدَ رجلاً أنيقاً جميلاً مُبتسماً ، يحمل قنينة نبيذٍ فاخرة ، قائِلاً لهُ : .. مرحباً بك سيدي ، أنا الشيطان في خدمتك ، هل توّدُ أن تشرب قدحاً الآن ؟ أم تُفّضِل ان تأخذ جولةً في الجوار في هذا الطقس الرائِع ؟ وسط دهشته البالغة ، سألَ الرجلُ : هل حقاً هذهِ هي جهنم ؟ أجابَ إبليس مبتسماً : نعم ياسيدي ... أن دهوراً من تحريف الحقائِق وّلَدتْ لديكم إنطباعات سيئة وأفكاراً مُنحرِفة عن جهنم ! .
على بُعد أمتارٍ من باحة الفندق .. إزدادَ إنبهار الرجُل ، حيث وجد الكثير من الشخصيات الشهيرة والفنانين والأدباء الذين سمع عنهم في حياته ، وكَمْ تمنى أن يلتقي بهم .. وفوق ذلك رأى حبيبته التي يعشقها ترفع يدها مُحَيِية وتدعوه للإنضمام إليها .. وجد في كُل بُقعةٍ عجَباً وآيات من الجمال والمتعة .. بعد ساعاتٍ عادَ إلى الفندق بمعية حبيبته وقضى ليلةً ولا في الخيال .
نهضَ من النوم على صوتِ الشيطان الذي قالَ له بِرِفق وحنان : بقيتْ دقائِق على ال 24 ساعة ، وسوف تعود الآن إلى البوابة ياسيدي . صّفقَ الشيطان . فوجد الرجلُ نفسهُ أمامَ الملاك الوقور الذي قالَ لهُ : .. إذن ياعزيزي ، لقد قضيتَ يوماً كاملاً في جهنم .. والآن عليكَ أن تختار ، هل تُريد البقاء في جهنم للأبد ، أم تُفّضِل الجّنة حيث التعبدُ وتقديم فروض الطاعة والولاء لله ؟ قالَ الرجلُ بدون تردُد : ياسيدي .. أريد البقاء في جهنم .
صّفقَ الملاك ، فوجدُ السياسيُ العراقي الكبير نفسه ، بلمحة بصرٍ ، في مكانٍ مُظلمٍ دامِس وصراخات المُعذَبين تملأ الآفاق وروائِح الشواء البشري تزكم الأنوف ... وعلى ضوء نارٍ مُستعِرة ، رأى مخلوقاُ في غاية البشاعة ، فسألهُ مَنْ أنتَ وأينَ أنا ؟ أجابَ : أنا الشيطان وأنتَ في جهنم . فقالَ الرجلُ فَزِعاً : ولكن البارحةَ كُنتَ جميلاً .. وأينَ الفندق الفخِم أين النبيذ الفاخِر وأين حبيبتي ؟ أجابَ إبليس :
يا صاحبي ... يوم أمس ، كُنّا نجري حملة دعاية إنتخابية ليومٍ واحدٍ فقط !! .
وقبلَ قليل أنتَ إخترتَ البقاء في جهنم .. فأهلاً بك ! ) .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثرِياء وسُعداء
- السياسي .. حينَ يُحّرِك شفتيهِ
- الخَلاص
- إسمٌ .. على غَيرِ مُسّمى
- أوهام
- لا أؤيِد سياساتِكَ .. لكني لستُ عَدُواً لك
- على هامِش إنتخابات 12 أيار
- دَولِية .. وعالمِية
- عن عفرين وأخواتها
- تأمُلاتٌ صغيرة
- عامِلُ تنظيف
- شِعارات
- الإنتخابات ... الثعلبُ والذِئب
- - قفشات - بِمُناسبة قُرب الإنتخابات
- يوميات بُرجوازي صغير
- إنتخابات أيار 2018 / نينوى
- مَشاهِد من الساحة السياسية العراقية / كركوك
- أعداء الكُرد وكُردستان
- شروال الحَجي
- إطلالةٌ على إحتجاجات السليمانية


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - دِعاية إنتخابِية