أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - اسرار كرسي الاعتراف














المزيد.....

اسرار كرسي الاعتراف


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 14:27
المحور: كتابات ساخرة
    



من المعروف ان رجال الدين من جميع الطوائف، هم خطباء مؤدلجون ويعرفون كيف يثيرون الاهتمام بخطبهم الدينية او خطب المناسبات الاجتماعية.
الأب جبرائيل أنهى عمله الذي استمر أربعة عقود كاملة ككاهن، وحان الوقت ليخرج للتقاعد.
كان كاهنا محبوبا من الجميع، لا يفوت مناسبة عائلية، فرحا او حزنا دون ان يشارك ويلقي خطبة تشد الاهتمام، بل والكثير من عباراته أضحت مستعملة كأمثال حكيمة.
حين علمت طائفته انه قرر الخروج للتقاعد، قرروا ان ينظموا له حفل وداع وتكريم.
دعيت كل شخصيات البلد للمشاركة في تكريم الأب جبرائيل ووداعه، طبعا اكتظت القاعة بالحضور.
الذي حدث اثناء الاحتفال ان قائد سياسي مرموق من البلد تعوق عن الحضور، وكان من المتفق عليه ان يلقي كلمة في حفل التكريم والوداع، ومنعا من الثرثرة حول أسباب تعوقه، التي كانت ظاهرة معروفة، ربما هي تقليد لمن يصير زعيما سياسيا، قرر الأب جبرائيل ان يلقي خطبة تمهيدية حتى يمنع القيل والقال حول تعوق الزعيم السياسي. وقف على المنصة وأجال نظره بالحضور، وبعد ان هدأ التصفيق العاصف قال:
- حين وصلت هذه البلدة قبل اربعة عقود، اول انطباع لي كان من اول شخص دخل ليعترف وما زلت اذكر اعترافه حتى اليوم ..
وتابع يقول:
- اعترف ذلك الشخص بانه كان يسرق النقود من والدية بشكل دائم خلال سنين طويلة ويريد من الله ان يغفر له خطيئته لأن والدية على شفا الموت ولا يرد دفنهما قبل ان يعترف ويتلقى الغفران من الله. وبعد تردد قليلا اضاف انه يخاف ان لا يغفر له الله اذا لم يعترف بكل ما ارتكبه من أخطاء أخرى في حياته، فهو سرق أيضا أموالا من مشغله وانه مارس الجنس ايضا مع زوجة مشغله، وانه باع السموم لطلاب المدراس من اجل المال الذي كان همه الأول والأخير في الحياة، وانه سبب إصابة زوجة مشغله بمرض جنسي، وبذلك أصيب مشغله أيضا بنفس المرض .. لذلك يشعر بتأنيب ضميرـ وجاء ليعترف ويطلب الغفران من الله.
توقف الكاهن قليلا ثم تابع:
- هذا الشخص هو المعترف الأول الذي اعترف بذنوبه أمامي وامام الله، من الصعب ان ينسى اعترافه ولكني عرفت فيما بعد أشخاصا اخرين مستقيمين وانقياء...
عند هذا المقطع دخل الزعيم السياسي للقاعة فوقف الحضور مصفقين له بل والبعض اطلق هتافات تمجيد لحضرته ..
وزع الزعيم ابتساماته على الحضور ملوحا لهم بيديه، وجاء يعانق الكاهن، الذي اخلى له المنصة بقوله ان سيد الخطابة قد وصل وهو شرف عظيم لي ان يشارك سعادته بكلمة في حفل تكريمي بمناسبة انهائي أربعة عقود من العمل الكنسي في هذه البلدة الكريمة.
افتتح الزعيم كالعادة كلمته بالاعتذار عن تأخره بسبب قضية هامة كان يعالجها، وهي جملة ربما كررها بدون انتباه في عشرات اللقاءات التي شارك فيها سابقا. ثم قال وهو يحيط كتف الكاهن بذراعه:
- اريد اليوم ان اكشف لكم سرا، إني كنت الشخص الأول الذي اعترف لأبونا الخوري بأخطائه..."
وضجت القاعة بالضحك...
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرة مدينة الفنانين... والبلدية تقوم بدعم واسع للحياة الف ...
- طائرات الجبهة لا تحلق في الفضاء
- جبهة الناصرة تصطاد السمك في البحر الميت
- هموم مرشح رئاسة
- أمراء الجبهة... او جبهة الأمراء
- الجمهور غائب عن يوم الأرض، هل أصبح يوما لقادة حزبيين؟
- يوميات نصراوي:-استقلال- اسرائيل كما عايشته
- الملك عاريا ... استيقظوا من سباتكم يا جبهويين!!
- سكيتربوليس الرومانية، بيسان الفلسطينية، بيت شان الإسرائيلية ...
- المكم من فشلكم وفقركم الفكري ..
- ميزانية بلدية الناصرة بين حابل الجبهة ونابل شباب التغيير
- مجتمعا متنورا متقدما مشروط بمشاركة كاملة للمرأة
- الرأسمالية في التطبيق!!
- العقل المنفعل والعقل الفعال .. والقناني الفارغة!!
- مفاوضات للوصول ل -مرشح توافقي- لمواجهة علي سلام في انتخابات ...
- بصراحة: عن الناصرة والجبهة وانتخابات البلدية القادمة
- كولومبوس يكتشف الناصرة – ارضنا الجديدة
- ملاحظات ثقافية: الجنس في الأدب
- يوميات نصراوي: أجمل عرض ماركسي في المدينة
- مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - اسرار كرسي الاعتراف