أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - امير الدراجي - لغة لا تملك شرفها :ثلاث عجائب عراقية















المزيد.....

لغة لا تملك شرفها :ثلاث عجائب عراقية


امير الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما دامت اللغة قد دخلت طور العهر اللفظي وفقدت اخر مشاعر الكرامة والحصانة الدلالية ، فان كل قول مباح طالما لم يعد له مقابلا ودليلا فعليا مرصودا بالفحص والنقد والاستبيان ، فان النشاط الانشائي والبلاغي المفرط ادى بمصادر التلقي قبول حالة التزييف والتشويش واعتباط المعنى الى جعله صيرورة مستغفلة ، على الدوام ، وهكذا كل مرة وكل يوم تفاجئنا الاعاجيب والخرافات المدبلجة بعوامل الزيف الوراثي والمكتسب من هذه اللغة .
الاعجوبة الاولى : اعجوبة محاربة التكفيريين من قبل مقتدى الصدر !! عبر ايحائية عمياء تخفي مشروعه المقابل ، كما لو انه معادي للتكفير في ندية مبدئية وفكرية مضادة للتكفير، تحمل طبيعة الجدل والصراع على مستوى المفاضلة بين مشروعين احدهما تكفيري يحاربه مقتدى واخر ، افتراضا ، هو ضد التكفير ! ولكن هل هو [ضد] مبدئي ومنهجي ام [ضد] افقي فرقي وكتلي ، لا يقوم على رفض مبدأ التكفير ، بحيث يتقابل مع التكفير بمقابل الحرية ؟ وهذا هو المنطق الوحيد لتقابل الاضداد ، أي الحرية ضد التكفير ، والامن ضد الخطر ، والغنى ضد الفقر ، تلك قواعد البداهات الفطرية للتفكير والطبيعة المكتسبة في معرفة الطاقة التمييزية بين الاضداد ، داخل وظائف الادمغة. هذه الاشكالية تنطوي على معظم تاريخ الصراع بين افرقاء ، احتلوا البدائل الافتراضية وجاؤوا بوقائع مناقضة لها ، الامر الذي ساد الوضع الحالي في العراق ، حتى ليبدو التفاضل بين عهدين يجنح للاسوء والخلف وليس الافضل والامام .
لقد اثبت مشروع مقتدى وبسرعة قياسية أي الخلفيات القاحلة يحملها واي نوع من التكفير الجامح والحاد ، الذي يتفوق على زميله في الضد الاخر ، وهو تكفير [النواصب ] والسلفيين كما اسماه ، كما لو انه لم يشن حملة بشاعات وعدوان كبير على حريات الناس حتى تمكن بسرعة خاطفة اعادة استتباب ثقافة الخوف وسط المجتمع العراقي ، ألذي دخل طورا جديدا من الترميز الولائي لثقافة التكفير التي قادها مشروع مقتدى ، الى حد وصلت فيه فنون التكفير ما يفوق الخيال السحري ، فتوالت تدرجات سقوط الضحايا والتهديد والخوف المبرمج ضد سلام الناس وامنهم الاجتماعي والروحي ، تؤازره بذلك مجموعات عديدة اشتهرت ببشاعاتها واعمال عدوانها وعنفها ، تكونها احزاب الهدر من دراكلة الافتاء الديني ، عشاق الدم والفتك . تفجير سيارات لا تحمل صور الائمة ،الى حد اصبحت فيه صور الائمة والمراجع مرتبطة بغريزة الصراع من اجل البقاء وهو امر فاق بخطورته أي وضع اخر ، ولعله ارهاب الصور فاصبحت صور العهد الجديد بديلا مفرطا لصور الحاكم السابق ، بفضل العقل التكفيري / تفجير محلات تسجيل وموسيقى مطاردة النساء اللائي يسفرن عن شعرهن ، حملات القتل والاغتيالات العديدة باعة الخمور ، حتى امكنه حرق المكتبات والكتب ناهيك عن محاكمه " الشرعية" التي هي كناية عن محاكم تفتيش جاهلة لا ترتق ، حتى لمستوى محاكم القرون الوسطى التي كان يقودها لاهوتيون فلاسفة وليس علماء دين لا يعرفون الفاعل من المفعول ولا يعرفون النصب من الجر ، كما لا يقرؤون ثقافة ازمنتهم كما قرأها بابوات القرون الوسطى ... كدس من الجهلة المسلحين بالسلاح والاباحة يقودون علماء ومعرفة ومصائر شعب .
هذه الاعجوبة ، هي فولكلور لاعاجيب العصور الثورية التي اشبعناها كتابات وبحوث ، تحذر من قمع البدائل وارهاب الضحية منذ ازمنة قديمة ، وما هي الا ظاهرة شاملة امتدت في التجارب البشرية وتخصخصة اكثر في عالمنا ، بطريقة حادة وواضحة تبين كيف يخطف التكفير فكر الحرية بواسطة حرب مع تكفير اخر وكيف يخطف مشروع الطغاة والعبودية احلام الحرية بمشروع بديل يقوده طغاة جدد . اذا كان الزرقاوي يذبح بالسكين فجماعات مقتدى كانت تذبح بالمناجل ، أي انعدام شريعة السكين التي لا تجيز بالشرائع ان تذبح الاضاحي بسكين مثلومة كنوع من القتل الرحيم ، وهكذا فانه خالف حتى شريعة القتل الرحيم ، ما يدل على اعادة صياغات علاقات القتل والتكفير والتخوين الى سابق عهدها وتعويم ثقافة الولاء بالخوف ، الامر الذي جعل عمليات الانتخاب تقوم على قاعدة التكفير والتخويف المقابل ، وهذا ما خلق امرا واقعا كان الخوف مصدر تكوينه وحراكه .
الاعجوبة الثانية : هي كيف تصبح الحرية بقدرة قادر ، عبر بديل الدين ومنظومته التوتاليتارية ، وهي تعدد مآثرها في الحرب ضد الدكتاتورية ، وهنا نفس الموضوع الاول وهو التقابل الافقي وليس العمودي / تقابل العصبيات والعقل الفرقي ، أي تقاسم ادوار القمع وعدالة البطش بين الافرقاء من حاكم وضحية ، وهكذا خلقنا عهدا يقوم على عدالة واحدة هي تقاسم مشروع القتل بين قاتلين كان احدهما محروم من مشروع القتل فجاء بارثه وماثره الشهدائية والنضالية كي ياخذ قسطه وحقه التاريخي بعد ان قدم كل هذا الرصيد والفواتير القديمة . الماساة هنا مفهوم ثقافة السلطة ، القائمة على استعلاء الحاكم وتحقير المواطنة ، الحاكم المخدوم وليس الخادم / الحاكم المتكرم وليس الحاكم المكرم من شعبه بل الذي يتكرم على شعبه ، في سياق طويل ومتشعب من ارث التمنن والتشاوف ، الذي تمتد جذوره في مشروع الله نفسه لتطال الجنس البشري ، ولاسيما تلك الثقافات الرافضة للعرفان ، المتنكرة لشرف تحمل قيم الضمير ونظامه الضابط للايقاعات الوجدانية والسلوكية، وطالما ان المثال متمنن لماذا لا يكون الممثول اكثر منّة وتمنن ؟ صراع الشموليات المتقابلة لا يمثل حتى توصيف شائع الخطا ، أي معارضة، لان المعارضة هي نمو اجتماعي داخلي يتشكل في الاحشاء الداخلية للمجتمع ولم يات برانيا كتليا فرقيا له محددات خارج الاحشاء الداخلية للمجتمع ، وهذا ما لم يوصف حالة المعارضة العراقية التي ابتلعتها افكار تمامية برانية متكتلة خارج عملية النقد الاجتماعي ، لهذا اتخذت شرعيات الصراع نوعا من البله السياسي ، فاصبح الفكر الشمولي الديني ضد فكرا شموليا اخرا ، بحيث ان وطيس وجعجعة هذا الصراع باضداده خنق فكرة الحرية وحدد قيمها الاعتراضية بين ثنائية جائرة كلاهما قمع وقهر واطلاق ، من تداعياته تشويش طاقة التمييز بين ارهابين لا يقلان ضراوة عن بعضهما ، ولكن يتصادف ان تحتجز قيم الحرية والعهود الجديدة بقوة منتصرة مسيطرة ، تقوم بغسيل فكري ودماغي كغسييل الاموال ، وذلك باستخدام عدائها للظلم السابق والتذكير به كي تخفي ظلمها الحالي ! وتحت مسميات شتى ... انها حروب الطغاة وصراع الشموليات .
الاعجوبة الثالثة: هي رواج تكحيل الخطاب والكلام بايات الذكر ونصوص القران ، وهذا شاع وراج في الوسط العراقي ، بحيث لا يخلو كلام ، من التقديم باية قرانية ، طويلة ومملة تهدر وقت المتلقي والمستمع ، حتى بدا هذا الخطاب هو اشارات سيميائية ترمز الى عملية ولاء حزبي جديد تماها في خطاب الدين والايات ، واكبر اعجوبة تسقط حاسة التمييز لدى المتلقي هو ما يحدث في محاكمة صدام . هناك تجد الشهود والضحايا والمتهمين والقتلة كلهم يفتتحون حديثهم بسورة او اية قرانية مما يفرض هذا الخطاب الجديد والتقليعة القرانية نوعا من عدم الثقة بتقليد مكتسب ، افترض ان الذين يدعون التدين هم فضلاء ومعفيين عن الكذب والنفاق والزيف ، كذلك ان التدين يحصن الانسان من الخبائث والموبقات والبشاعات ، ولكن حين تجد اسوء طغاة الارض وابشعهم يمارسون هذا التموّض الديني الجديد لابد انك ستمحو الاثار التربوية المكتسبة والقائمة على ان الدين يحمي الاعمال من المنكرات ، ولعل الامر هنا يتصاعد لذروة ابشع حين تكون سور القران والنصوص غطاءٌ وتشريعا لابشع عمليات الاجرام والقتل ، كما لو ان صدام او الزرقاوي او أي مجرم يضع مسئولية اعماله على عاتق الله والدين ، ويوحي بانه عمل بموجب الشريعة ! هذا يضعنا امام حقيقة الى ان الدين ليس مرجعا يعول عليه في الحكم على الاحداث ، طالما اكبر مجرمي وقتلة هذه الارض يلوذ به ، هذا الحوار يستحق التوقف ، فكثيرة هي الوراثات تستحق رصاصة الرحمة ... ولعل اولية الاحساس بالخطر تتماها مع تحول الدين الى اداة خطرة على الحياة والامن والمجتمع ، وهذا لا يقبل الانتقاء والتبرير بين دين بار ودين مزور .



#امير_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحرقة
- مقابر! هل دفنوا الماء حقا لتهجرنا بجعات تشايكوفيسكي؟ متى ستك ...
- سلاما اهل سدني..انقلوا رفات درانزفليد للعراق وخذوا السياب لس ...
- البحث عن انارة في ظلام ابيض!!ضرورة الاستشفاء اللغوي في خطاب ...
- سعدي يوسف كتب نصا وليس ايات معبودة..ثنائية التحريم والتحليل
- نوستاليجيو دول الامن والاقبية.. ثقافة الحائط الزجاجي..قبلة ل ...
- بصرياتا ام صقر
- اصابع توقع على الجمر بصمة ابهامها
- نيازك لا تبحث عن ظلام لنورها!!
- الخراب الرائع والهدم الجميل ثمنا لحرية متوحشة امام امن مفترس
- نداء : على جيوش الحلفاء توفير الامن من اعداء القانون وقادة ا ...
- سلاما ايها الاستعمار.. مرحى ايتها الخيانة.. انقذونا من انفسن ...
- دعوة للانقلاب على تاريخية الاحزاب المستبدة:اعادة تاهيل الاحز ...
- الفكر اليومي:الازمنة الحاسمة والاوثان المتهدمة. خصم ليبرالي ...
- شضايا عاشقة: لقطات على شفير الهاوية
- دماء على منديل احمر:ثنائية الاستقلال والاستبداد والحرية والا ...
- امير غرناطة الازرق :فائق حسين مطلوب من الله كي يرسم جدارية ا ...
- التيار الوطني الديمقراطي :ثورة معرفية على ارث التزوير من اجل ...
- ردنا على نصائح الاسدي المبطنة بالارهاب: العراق دولة اوركاجين ...
- شغاف على عيون صادفتني في 8 شباط :اعياد واحزان من دون عراق او ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - امير الدراجي - لغة لا تملك شرفها :ثلاث عجائب عراقية