أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البارزاني يطالب بإستمرار نهج المحاصصة














المزيد.....

البارزاني يطالب بإستمرار نهج المحاصصة


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تجربة الشعب الكوردي منذ العام 1991 ولليوم كان لها أن تنجح بأمتياز، لولا ضيق الأفق السياسي عند القيادة الكورديّة التي لم تستطع ولليوم أن تتخلص من تجربة المحاصصة والمناصفة، هذه التجربة التي وأدت أعظم فرصة للشعب الكوردي بالعراق للعيش بكرامة في ظل نظام ديموقراطي حقيقي. فبعد أندلاع المعارك بين الطرفين الرئيسين والمهيمنين على الساحة السياسية الكوردستانية أي الحزب الديموقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني، أتّفق الطرفان على حكومة "الفيفتي فيفتي" التي قسّمت المجتمع الكوردي وعطلت التنمية وأشاعت الفساد وقتلت الديموقراطية. فسياسة "الفيفتي فيفتي" التي يعشقها قادة الأقليم وعلى الضد من مصالح الشعب الكوردي، ساهمت في نهاية المطاف وبعد أن أنحنى قادة الحزبين لأملاءات دول الجوار وسلطة بغداد وإثر معارك طاحنة بينهما، الى دخول القوات البعثيّة الى المدن الكورديّة ومنها أربيل.

سياسة "الفيفتي فيفتي" هذه ترجمها قادة الحزبين مع حلفائهم في البيت الشيعي بعد الإحتلال الأمريكي، وكجزء من خطّة أمريكية لتدمير العراق الى سياسة المحاصصة بعد أن دخل سنّة العراق كطرف ثالث من أضلاع مثلث الشيطان الذي دمّر البلاد والعباد. الا أنّ ساسة الأقليم وهم يرون فشل تجربتهم في الأقليم، لا زالوا مصرّين وبعناد على الإستمرار في نظام المحاصصة بالمركز، على الرغم من أنّ المحاصصة في المركز وهي تعتمد على الأغلبية الطائفية تمنح العرب الشيعة اليد الطولى في إدارة شؤون الدولة. وهذه اليد الطولى وهي تستلم الأوامر من بلد جار، تنفّذ أجندة ذلك البلد. لذا رأينا خلال مرحلة الإستفتاء وما جرى بعدها أنّ أكبر الخاسرين كان شعبنا الكوردي، الذي تنازل قادة الإقليم ودون حياء عن "قدس الأقداس" كما تنقل صحافتهم وأدبياتهم أي كركوك.

أنّ قادة الإقليم وعلى الرغم من التجارب العديدة التي أثبتت سوء نظام المحاصصة في إدارة الدولة، وعلى الرغم ممّا سبّبه هذا النظام من مصاعب سياسية وإقتصادية للإقليم تحديدا ولا نقول كل العراق، كون ساسة الإقليم لايهمّهم لقصر نظرهم ما يجري بالمركز. لازالوا مصرّين على أن تكون ذاكرتهم أقصر من ذاكرة سمكة في تذّكرهم لأحداث طريّة جرت نتيجة نظام المحاصصة وهيمنة الأغلبية الطائفية على مقاليد السلطة، لذا تراهم يعودون من جديد لنفس الخطاب السياسي مطالبين بإستمرار المحاصصة كنهج للحكم في بغداد وبالتالي في الإقليم بعد أن فقدت الأطراف السياسية الرئيسية هناك الثقة فيما بينها!!

في لقاء مع محطة "رووداو" قال رئيس وزراء الإقليم "نيجرفان البارزاني" في معرض ردّه على سؤال حول تركيبة الحكم بعد الإنتخابات البرلمانية المقرر اجرائها الشهر القادم "سنتوصل الى تفاهم مشترك مع بغداد بشأن الحكم والتشكيلة الحكومية المقبلة". كما شدّد على أنّ منصب رئاسة الجمهورية سيبقى للكورد ولن يغادرهم. وهو بذلك يصرّ بغرابة بالرهان على حصان خاسر، فمطالبته بمنصب رئاسة الجمهورية يعني الإستمرار بالمحاصصة من جهة، وتشبثّه بمنصب شرفي في إدارة الدولة، منصب لا يغني ولا يسمن من جوع.

على السيد البارزاني، أن يفكر بعقلية السياسي وذكاءه وذاكرته وليس بعقلية رجل العشيرة وعناده ونسيانه. عليه أن يتذكر أنّ المحاصصة تعني أغلبية عربية "شيعية – سنّية"، والتي ستكون في حالات الهدوء السياسي في البلد في كفّة واحدة. عليه أن يفكّر كرجل دولة بحل مشاكل الشعب الكوردي الإقتصاديّة والماليّة وأن يوضّح خطّة حكومته في حل مشكلة الإدخار الإجباري حينما يقول أن حكومة الإقليم "لديها خطة لإنهاء مشكلة نظام الادخار الاجباري للرواتب"، كما وعليه أن يستخدم ذكاءه وحنكته بتجاوز الخلافات السياسية بين الأطراف السياسية بالإقليم ليستعيد الجميع الثقة التي فُقِدَت بعد دخول القوات الإتحادية لكركوك دون قتال تقريبا والمآل الذي آل إليه الإستفتاء.

على حكومة الإقليم العمل على أنهاء نظام "الفيفتي فيفتي" عن طريق ترسيخ الديموقراطيّة ومحاسبة الفاسدين وعدم تقنين الحريّات بسماحها للجماهير بالمشاركة الفعلية في الحياة السياسيّة. فالديموقراطية هي السلاح الأفضل للمحافظة على ما تبقى من منجزات للشعب الكوردي أهدرها "قادته"، كما وأنها السلاح الفعّال في إنهاء نظام المحاصصة على صعيد العراق. فلتبتعد القيادة الكوردية عن محاولة ترسيخ نهج المحاصصة في البلاد، لأن ثمن المحاصصة تعني تهميش الكورد وباقي مكوّنات شعبنا وأحزابه وحركاته السياسية.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند
- الكورد الفيليون الشيعة والعرب الشيعة بين قانوني جهرم ورفحاء
- 31 آذار و پ. ب. راي وذيوله
- نفس العضّة ونفس الدكتور
- خمسة عشر عاما على الأحتلال ... وعود ونتائج وآمال
- نوروز بلون الدم وطعم العلقم
- طاعون فساد الإسلام السياسي سيلتهم ما تبقى من العراق
- ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!
- المجموعات الشيعية وتدمير الدولة الوطنية العراقية في أوّل تجر ...
- السيستاني يبايع الدعوي الفاسد حيدر العبادي
- إيران وإحياء فتوى إبادة الشيوعيين .. لِمَ اليوم !؟
- قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق
- تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي
- الجيشان العراقي والسوري حطب طموحات ولي الفقيه التوسّعية
- بغداد الأزل بين الهزل والهزل
- عفرين .. أسطورة ونشيد للحريّة
- الشيوعيون وسائرون والإنتخابات ... ما العمل؟
- إن إنتفضت طهران إرتعشت بغداد
- تحذيرات وأمنية بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة
- قوت الفقراء خط أحمر


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البارزاني يطالب بإستمرار نهج المحاصصة