أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - ما مصير القطب الديمقراطي السوري المعارض















المزيد.....

ما مصير القطب الديمقراطي السوري المعارض


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



طالعتنا وسائل الاعلام في اليومين الماضيين، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي بخبر استقالة بعض من رموز وقادة الائتلاف السوري المعارض، منهم جورج صبرة وسهير الأتاسي وخالد خوجة، وقد يكون آخرون على الطريق، وكان التبرير الوحيد الذي أعلن عنه كسبب للاستقالة هو انحراف الائتلاف عن خطه السياسي(كذا). ومن المعلوم أن خط الائتلاف السياسي منذ تشكيله كان قائما على التشدد تجاه النظام، فهو لا يقبل أقل من اسقاطه بكل أركانه ورموزه بل ومحاكمتهم، وهو لم يتخل عن هذا الخط حتى اليوم. ومن أجل تحقيق هدفه المركزي هذا فقد استثمر سياسيا وعسكريا في قوى اسلامية متطرفة وارهابية، وكذلك في إمكانية التدخل العسكري الخارجي. لم يبن سياسته يوما على معطيات الواقع بل على الرغبات، وما دامت رغباته لم تتغير فسياسته بقيت كذلك دون تغيير. لا زالت مطالبة هادي البحرة لمجلس الأمن في احدى جلساته غير الرسمية التي عقدت في الشهر الماضي بضرورة التدخل العسكري لإسقاط النظام السوري حاضرة في الذاكرة، علما أن هادي البحرة يعد من معتدلي الائتلاف.
إن تصنيف أعضاء الائتلاف إلى معتدلين ومتطرفين غير صائب، وما يظهر بين الفينة والأخرى في صفوفهم من تمايزات في المواقف السياسية تجاه بعض القضايا المرتبطة بالأزمة السورية لا يمكن تفسيرها من داخل الائتلاف، بل في طبيعة العلاقات السياسية بين الدول الوصائية عليه، فهو في النشأة أو في المسار كان مجرد أداة بيدها. ومن المعلوم ان العلاقات بين الدول الوصائية على الائتلاف، تجاه القضية السورية، قد تغيرت كثيرا في الفترة الأخيرة، من جهة نتيجة للتغيرات الميدانية الحاسمة لصالح الجيش السوري، وبالتالي لصالح النظام وحلفائه، ومن جهة اخرى نتيجة تفجر الأزمات بينها هي ذاتها، مما ازاح الأزمة السورية من دائرة اهتمامها الرئيسة، مما أدى إلى فقدان الائتلاف دوره الوظيفي إلى حد كبير. من الطبيعي والحالة هذه ان تجري انسحابات كثيرة منه، بل لن يكون مفاجئا لنا الاعلان عن حله نهائيا.
على المقلب الآخر فإن قوى المعارضة التي تعرف نفسها عادة بقوى وطنية وديمقراطية، وهو تعريف مجازي إلى حد كبير، لكنها مع ذلك وقفت ضد عسكرة الحراك الشعبي منذ البداية، وضد التدخلات العسكرية في سورية، وكان هدفها المركزي الرئيس هو اجراء تغيير جذري وشامل للنظام الاستبدادي القائم إلى نظام ديمقراطي، وحافظت على قدر كبير من استقلالية قرارها السياسي، تشكل أغلبية المعارضة السورية السياسية. ومع أنه جرت محاولات كثيرة لتوحيدها من قبل مختلف أطرافها في تكتل او تيار سياسي واحد لكن في كل مرة كانت النتيجة الفشل. وان أي تحليل موضوعي رصين لأسباب الفشل لا بد ان يجد ان السبب الرئيس يكمن فيما أسميناه في احدى مقالاتنا بـ "النخب الماركة "،التي تتقدم صفوف هذه القوى، وليس في طرحها السياسي الذي يكاد يكون متطابقا لديها. فهي لا تختلف على ضرورة التغيير الجذري والشامل للنظام إلى نظام ديمقراطي، ولا تختلف على ضرورة ان يكون المدخل إلى ذلك عن طريق اعداد دستور جديد، مع كل القوانين المكملة له، ولا تختلف على ان يكون التغيير سلميا من خلال صناديق الاقتراع...، لكنها تختلف بقوة حول موقع نخبها الماركة ودورها في أي تحالف محتمل. لقد عملنا في السابق كهيئة تنسيق وطنية – حركة التغيير الديمقراطي على إنشاء قطب معارض ديمقراطي، ولا زلنا نعمل، وقد حققنا بعض النجاح، لكن في النهاية لم يكتمل هذا انجاح في تشكيل القطب الديمقراطي المنشود، بل كان الفشل هو النتيجة الحاسمة. لقد نجحنا في التوافق على تفاهمات سياسية كثيرة منها مع جبهة التغيير والتحرير، ومع تيار الغد، ومع تيار التغيير السلمي، ومع بعض القوى الحزبية الكردية، ومع بعض الأحزاب المرخصة، لكن ما إن نطالب بالتنفيذ حتى تظهر المشكلات ذات الطابع الشخصي في الغالب الأعم. في الأسبوع الماضي اطلعت على مقالة للسيد هثم مناع لفت نظري دعوته في نهايتها إلى تشكيل قطب ديمقراطي معارض، فما كان مني إلا أن نقلتها فورا إلى مكتبنا السياسي الذي تعامل معها بجدية، وبناء على تكليفه أرسلت إلى السيد نبراس دلول القيادي في تيار قمح وفي المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري الذي يترأسه السيد هيثم مناع اعلمه استعداد هيئة التنسيق الوطنية – حرجة التغيير الديمقراطي للتفاعل ايجابياً مع هذه الدعوة، ولا زلت انتظر الجواب. وفي الوقت ذاته بدأنا بإجراء اتصالات مع تيار الغد، ومع جبهة التغيير والتحرير، وقوى معارضة أخرى للبحث في امكانية إنشاء هكذا قطب. بالنسبة لنا أية قوة تطالب بالتغيير الجذري والشامل للنظام الاستبدادي القائم إلى نظام ديمقراطي حقيقي، يتيح فرصة حقيقة لتبادل السلطة عن طريق انتخابات حرة نزيهة مراقبة دوليا نعده حليفا موضوعيا، ويمكن ان يكون حليفا فعليا لتكوين قطب ديمقراطي معارض. ويتحدد قرب أو بعد هذا الحليف الموضوعي منا بحسب كونه يرى أن أفضل شكل للنظام السياسي في سورية هو النظام الديمقراطي العلماني اللامركزي، ويقف بقوة ومبدئية ضد التدخلات الخارجية في الشأن السوري التي لا تتوافق مع مصالح سورية وشعبها، وبوحدة سورية أرضا وشعبا، وبسيادة الدولة على كامل أراضيها.
إن تشكيل قطب معارض ديمقراطي سوري في الوقت الراهن له اهمية خاصة، خصوصا بعد فشل مسار جنيف التفاوضي، سواء نتيجة تطرف هيئة المفاوضات، وخضوعها لتأثيرات خارجية عديدة، ورهانها على قوى التطرف والارهاب، او بسبب النظام الذي يزداد تعنتا بعد التغيرات الميدانية الحاسمة التي جرت لصالحه في الفترة الأخيرة. وإذا كانت التغيرات الدولية والاقليمية قد تجاوزت الحاجة إلى القوى المعارضة المتطرفة، فهي استنفذت وظيفتها، لكنها سوف تظل بحاجة إلى حامل سوري محلي لتأثيراتها السياسية التدخلية في سورية، ولذلك ليس مستبعدا ان نشاهد ولادة تشكيلات معارضة جديدة مناسبة للمرحلة. لكن حاجة سورية وشعبها ، و الحاجة للمساهمة في الحل السياسي للأزمة السورية، وكذلك حاجة اعمار سورية لاحقاً، تولد طلبا قويا على القوى الوطنية الديمقراطية غير المرتبطة بأجندات خارجية، وهي تشكل أغلبية القوى السياسية المعارضة، فهل تلبي هذه القوى طلب سورية وشعبها وتكون على قد المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان الثلاثي ومصير الحل السياسي
- وطن في بازار سياسي
- قراءة متانية في ورقة - اللاورقة - للدول الخمس
- قراءة متانية في البيان الختامي لمؤتمر سوتشي
- سيناريو المر الواقع للحل في سورية
- قراءة متانية في وثيقة - اللاورقة - لدي مستورا
- المصالح الدولية في سورية وفرص نجاح الحل السياسي
- ماركة سياسية
- الأثار الاقتصادية والاجتماعية للصراع في السورية
- رؤية هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي لمسارات ...
- الآثار الاقتصادية والاجتماعية للصراع في سورية
- كيف سوف يكون شكل سورية بعد الأزمة
- قراءة متأنية في الوثيقة السياسية لمجلس سورية الديمقراطية
- خيارات ما بعد الأزمة السورية
- هل نتجه نحو التقسيم؟
- جنيف4 والحل السياسي الممكن
- سؤال الهوية والانتماء
- أفاق الزمن القادم(مرة ثانية)
- ليتها لم تكن كذلك : لكنها كانت!!
- بيان أستانة وقراءتي المتأنية له


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - ما مصير القطب الديمقراطي السوري المعارض