أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها














المزيد.....

الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن في حسبان الشعب العراقي الذي كان تواقاً للخلاص من نظام طاغية العصر صدام حسين وحزبه الفاشي ، والخروج من ذلك الوضع القاسي ، ليصبح ضحية وضع أشد قساوة وأفضع .
كما لم يدر في خلده أن يشهد هذا الصراع العنيف بين قادة الكتل والأحزاب السياسية على السلطة ، تاركين الشعب تحت رحمة القوى الإرهابية الصدامية والظلامية التي حولت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق، جراء الجرائم التي يقترفونها كل يوم بدم بارد ، وعن عزمٍ وتصميم لإنزال اكبر الخسائر البشرية والمادية بالشعب العراقي ، بسياراتهم المفخخة والعبوات المزروعة على الطرق والشوارع ، والأحزمة الناسفة للانتحاريين الظلاميين المجرمين ، حتى بات المواطن العراقي لا يأتمن على نفسه حتى في بيته .
وبدلا من أن توحد القوى والأحزاب السياسية التي عارضت نظام الطاغية صدام جهودها للتصدي لهذا الوباء الخطير الذي يعصف بالبلاد والعباد ، فقد جرى تحويل مجرى الصراع بين هذه القوى إلى صراع طائفي خطير بين الشيعة والسنة !!، ووصل هذا الصراع إلى الحد الذي جرت فيه أعمال القتل الوحشية على الهوية ، ولعب الإعلام المتخلف والمتعصب لهذه القوى دوراً خطيراً في تحشيد العناصر المتخلفة وغير المنضبطة ، وزجها في هذا الصراع الرهيب الذي ينذر بكارثة كبرى إذا لم تبادر هذه القوى على معالجة الأمر قبل فوات الأوان .
لكن المؤسف أن هذه القوى قد تخلت عن وطنيتها العراقية واضعة نصب أعينها الحصول على المكاسب والمغانم من خلال سعيها الحثيث للإمساك بالسلطة حتى لو احتراق العراق بأهله ، ففي حين نشهد كل يوم عشرات بل مئات الضحايا من المواطنين المقتولين خنقاً أو ذبحاً أو رصاصة بالرأس وهم معصوبي الأعين ومكتفي الأيدي على يد العناصر الإرهابية التي لم تبقَ وقفاً على العناصر الصدامية والظلامية ، بل يشاركها اليوم العناصر المحسوبة على الطائفة الشيعية بما فيها عناصر تنتسب إلى قوات الأمن المفروض فيها حماية الأمن والنظام العام والحفاظ على امن المواطنين ،وقد اعترفت وزارة الداخلية بأن عصابات الموت في الأجهزة الأمنية قد مارست هذا العمل الشنيع بحق المواطنين الأبرياء .
إن مصبية هذه القوى التي فقدت ثقة الشعب بها جراء مواقفها الا مسؤولة ، وتخليها عن وطنيتها العراقية ، فقد وضعت قوى سياسية عنبها في سلة إيران ، وأخرى وضعت عنبها في سلة سوريا ، وثالثة وضعت عنبها في سلة السعودية ، ورابعة وضعت عنبها في سلة أمريكا و بريطانيا ، ولكل منها أجندتها وأهدافها البعيدة المدى مستعينة بما تقدمها هذه الدول من دعم مادي ولوجستي لقاء الخدمات التي تقدمها هي لهذه الدول بالضد من مصالح الشعب والوطن .
ولم تتعلم هذه القوى الدرس من تجارب التاريخ ، وتناست كل تلك المؤتمرات التي كانت تعقدها يوم كانت في المعارضة الوطنية خارج الوطن ، وتوافقها على وحدة الجهود لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد ، ينعم فيه شعبنا بالحرية والعدالة الاجتماعية التي حُرم منها لعقود طويلة .
لقد تخلت هذه القوى عن الشعب في أحلك محنة تعصف به ، ولم يعد ما يهمها سوى تحقيق مآربها الأنانية ، وتعطشها للسلطة والاستئثار بها ، والسعي لتحقيق أهدافها الخاصة حتى ولو أدت إلى تمزيق العراق شعباً ووطناً .
الشعب العراقي أيها السادة تنتابه اليوم خيبة أمل كبرى بكم ، فقد تلاشى الأمل الذي كان يحلم به على أيديكم ، وأصابه اليأس من إصلاح الأوضاع المأساوية التي يعيش بظلها ، فلا أمان واطمئنان على الحياة ، ولا خدمات اجتماعية وصحية وثقافية ، والبطالة بلغت أعلى معدلاتها ، والجوع والفقر والأمراض تنخر بالمجتمع ، وانتم عنه لاهون ، وعلى السلطة تتصارعون ، ولخدمة الأجنبي تتسابقون .
الوضع خطير أيها السادة ، ولم يعد هناك متسع من الوقت إلا القليل لتكفروا عن أوزاركم ، وتعودوا إلى شعبكم ، و تدعو جانياً مصالحكم الحزبية والشخصية الأنانية ، ولتكونوا عراقيين أوفياء حقاً وصدقاً ، وليشد بعضكم إزر بعض ، ولتحافظوا على وحدة الشعب والوطن ، وتقفوا وقفة رجل واحد ضد كل من يسعى لإحداث الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد بمختلف قومياته وأديانه وطوائفه ، والحيلولة دون نشوب الحرب الأهلية التي لن ينجُ منها أحد أبداً ، وسيلعن التاريخ كل من يدفع أطياف الشعب العراقي المظلوم نحو الكارثة .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين
- واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في ...
- الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو السبيل لدرء أخطار الح ...
- تطوير المناهج الدراسية ضرورة ملحة لبناء مجتمع ديمقراطي
- من يقف وراء جريمة تفجير مقامي علي الهادي وحسن العسكري في سام ...
- من أجل منع تسيس الجيش العراقي وخلق دكتاتور جديد في البلاد
- السرقة ودوافعها وسبل علاجها لدى الأطفال والمراهقين
- أعيدوا لقائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم حقوقه
- هكذا وقع انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963
- مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان
- حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربي ...
- التأخر الدراسي وسبل معالجته
- مخاطر الأزمة العراقية الراهنة والسبيل للخروج من المحنة
- إيران واللعبة الخطرة
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة
- أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لأنقاذ العراق ،ونزع فتيل الح ...
- مقاومة أم إرهاب ؟
- مَن سيفوز في الانتخابات ؟
- خاب أمل الشعب بأسلوب محاكمة طاغية العصر وزبانيته


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها