أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد أبو مطر - كيف كان سيتصرف الرسول لو كان حيا؟














المزيد.....

كيف كان سيتصرف الرسول لو كان حيا؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أقصد كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم سيتصرف إزاء الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إليه لو كان حيّا؟. وهذا السؤال إفتراضي لأن الرسول ( ص ) قد إنتقل إلى الرفيق الأعلى ، ورغم ذلك يمكن الوصول إلى إجابة تقريبية على هذا السؤال ، من خلال إستعراض ردود فعل الرسول
( ص ) إزاء أعمال مشابهة أساءت إليه في حياته وبشكل صارخ أكثر بكثير من هذه الرسوم . في البداية من المهم أن نوضح أن إستعراض السيرة النبوية الشريفة ، يعطينا أجوبة على العديد من مشاكل حياتنا المعاصرة التي تتطلب تحديد مواقف منها ، إذا أردنا أن نقتدي ميدانيا بسلوك الرسول ( ص ) ونجعله قدوة لنا بدلا من التغني اللفظي بهذه السيرة الشريفة وفي الواقع نمارس عكسها ونقيضها تماما ،وبالتالي تكون إساءتنا للرسول ( ص) مضاعفة . هل هناك في حياة الرسول ( ص ) من أساء له وأهانه أكثر من إساءة الرسوم الكاريكاتورية ؟. وكيف كان يتصرف إزاء هؤلاء المسيئين له والمهينين لكرامته ؟؟.
كانت الإساءات والإهانات والتحقير الذي واجهه الرسول في بداية البعثة في مدينة مكة ، ومن قومه المقربين من قريش ، أمر يكاد لا يصدق خاصة أنه من عشيرته وأهله ( وظلم ذوي القربى أشد مرارة ...) ، وسوف أعتمد في رصد هذه المواقف على كتاب ( الرحيق المختوم : بحث في السيرة النبوية ) للشيخ صفى الرحمن المباركفوري ،الطبعة الثانية لدار إحياء التراث العربي - بيروت ، وبالتالي فالإشارة إلى الصفحة تعود إلى هذه الطبعة ، ومن المعروف أن هذا البحث من الكتب المعتمدة ، فهو قد حاز على الجائزة الأولى لمسابقة السيرة النبوية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي ، عام 1396 هجري الموافق 1976 م .
أول ما أستخدمه خصوم الرسول ( السخرية والتحقير والتكذيب والتضحيك ....فرموا النبي بتهم هازلة وشتائم سفيهة ، فكانوا ينادونه بالمجنون...ويصفونه بالسحر والكذب ...وكانوا إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه ، إستهزأوا بهم وقالوا : هؤلاء جلساؤه ) ص 77 – 78 . وكانت ( امرأة أبي لهب ...لاتقل عن زوجها في عداوة النبي (ص) ، فقد كانت تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي (ص) وعلى بابه ليلا ، وكانت إمرأة سليطة تبسط فيه لسانها ، وتطيل عليه الإفتراء والدس ، وتؤجج نار الفتنة ، وتثير حربا شعواء على النبي (ص) لذلك وصفها القرآن بحمالة الحطب ) ص 81 . ( قال ابن إسحق: كان النفر الذين يؤذون رسول الله (ص) في بيته أبا لهب ، والحكم ابن أبي العاص بن أمية ، وعقبة بن أبي معيط ، وعدي بن حمراء الثقفي ، وابن الأصداء الهذلي - وكانوا من جيرانه - .......فكان أحدهم يطرح عليه (ص) رحم الشاة وهويصلي ، وكان أحدهم يطرحها في برمته إذا نصبت له ، حتى اتخذ رسول الله (ص) حجرا ليستتر به منهم إذا صلى ، فكان رسول الله(ص) إذا طرحوا عليه ذلك الأذى يخرج به على العود ، فيقف به على بابه ، ثم يقول : يا بني عبد مناف ! أي جوار هذا ؟ ثم يلقيه في الطريق )ص82.
وقد روى البخاري عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : أن النبي كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس ، إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد . فانبعث أشقى القوم ( وهو عقبة بن أبي معيط ) جاء به فنظر ، حتى إذا سجد النبي لله وضع على ظهره بين كتفيه ....فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ( أي يتمايل بعضهم على بعض مرحا وبطرا ) ورسول الله ساجد لايرفع رأسه ، حتى جاءت فاطمة ، فطرحته عن ظهره ، فرفع رأسه ، ثم قال : اللهم عليك بقريش ثلاث مرات ) ص 82 . وأخيرا فإن قصة الرسول (ص) مع جاره اليهودي معروفة ، ذلك الجار الذي كان يلقي كل صباح الزبالة والقمامة على باب بيت الرسول(ص) ، وعندما إنتبه الرسول يوما أن لا قمامة ولا زبالة ملقاة على باب بيته ، وعرف أن ذلك الجار مريض ، ذهب الرسول (ص ) وزاره في منزله .

هل تصرفنا إزاء الرسوم بمنطق وأخلاق الرسول؟

بعد هذه الإستشهادات الموثقة من السيرة النبوية الشريفه ، أليس من المنطقي أن نراجع تصرفاتنا
كعرب ومسلمين إزاء الرسوم الكارتونية التي أساءت للرسول (ص) ، كي نكتشف أن أغلب هذه التصرفات خاصة حرق السفارات في دمشق وطهران ، كانت أعمالا همجية تتنافى مع سلوك الرسول (ص) وأخلاقه ، وأنها أساءت لصورته وأخلاقه أكثر من الرسوم ذاتها !!. هذه الرسوم لاتساوي نقطة في بحر الإهانات المذكورة التي تعرض لها الرسول(ص) في حياته ، وتمعنوا كيف كانت ردوده أخلاقية مفحمة للمسيء له ، عارضة الوجه الأخلاقي لرسالته . تخيلوا لو كانت ردودنا على الرسوم بنفس المنطق النبوي كم كنا سنكسب إحتراما ، وكم كنا سنعطي من الصور الرائعة المقنعة عن الإسلام ورسالته ؟؟.
ونحن نعرض هذا السلوك النبوي الرائع ، ما يزال الجدل قائما بين دعاة الإسلام وشيوخه حول مؤتمر أولقاء الحوار الذي جرى في الدانمرك ، حيث عارضه وقاطعة الشيخ يوسف القرضاوي ، وذهب إليه وشارك فيه الداعية عمرو خالد ، وأنا لا أضع نفسي مطلقا في مستوى علم وفقه الشيخ القرضاوي ، ولكن مجرد تساؤل: إنسجاما مع سلوك الرسول(ص) سابق الذكر، أما كان من الفائدة للإسلام والمسلمين أن يذهب الكثيرون من الشيوخ والدعاة للحوار والنقاش ، كي نبين لهم في عقر دارهم سماحة الإسلام ورسالته الإنسانية ؟؟. أعتقد كنّا سنكسب أكثر بكثير من المقاطعة وحرق السفارات ، كما أنه من جانب آخر بالنسبة للمسلم العادي حيث في الأقطار العربية وحدها ستون بالمائة من الأميين ، هل يسترشدون بموقف الشيخ القرضاوي أم الداعية عمرو خالد ؟؟. ومن المهم التأكيد أن لكل منهما الآلآف المؤلفة من المريدين والمتابعين لبرامجهما في الفضائيات .
[email protected]



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نريد من العالم: تفاهم أم صراع؟
- محمد الأسعد يكتشف خطأ في طبعة عربية لمخطوطة إبن فضلان
- الأردن و حماس..العلاقة والهدف
- رحلة إبن فضلان..الحلقة الثانية
- بداية نهاية العقيد
- رحلة إبن فضلان في بلاد الصقالبة
- ماذا خسرنا وماذا ربحنا
- هل كان ذلك إنتصارا للرسول؟
- وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟
- عن مؤتمر فيينا والمقاومة والعنف والإرهاب !
- حركة حماس : الغاية تبرر الوسيلة
- قيس عبد الكريم : الفلسطيني العربي
- المسلمون في أوربا : كيف يمارسون وجودهم ، تعايش أم صراع ؟؟
- إدانة القرضاوي وفقهاء قطر..هل تشمل الأعمال الإرهابية في العر ...
- جنازة الحريري إستفتاء شعبي لبناني على رفض الوجود السوري
- حول البرنامج السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي في سوريا


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد أبو مطر - كيف كان سيتصرف الرسول لو كان حيا؟