أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - بين اشتهاء وغفلة .. هنالك طفلان ، وأكثر من خريف ! *















المزيد.....

بين اشتهاء وغفلة .. هنالك طفلان ، وأكثر من خريف ! *


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5853 - 2018 / 4 / 22 - 01:32
المحور: الادب والفن
    


وهكذا يضيع العمر وتنتهي أعوامه وشهوره وأيامه ولياليه لتكون ساعات الفرحة قليلة , وكأنها ومضات في مسيرة الحياة الدنيا بكل مايواجهنا فيها , ونصنعه بعقولنا وإرادتنا , سواء الإرادة الواعية الحرة المستنيرة ببواطن الأمور وظواهرها , لتكون في النهاية نتائج حاصلها سعادتنا أو شقوتنا , مكللة بأفراحنا أو مسدلة عليها أتراحنا , ثم ندعي أنها أقدارنا التي كتبت علينا , وكأننا علي علم مسبق بالقضاء والقدر والمشيئة والقدرة , في اتجاه ماسيحدث ومالاسيحدث , إلا أن الخيبات والإنتكاسات والإنكسارات تختبيء وتلوذ بالمعني الغيبي والقصد المجهول , المعلق علي أستار القضاء والقدر , لدرجة تتعاظم معها تلك البديهة الإيمانية التي تجد لها مواريث دينية عديدة حين الإلتقاء مع تفسيراتها تصطدم بالعقل والإرادة , ولذلك فإنها تحتاج إلي تأويل ليتصالح الموروث الديني مع العقل والإرادة , وهذا نادراً مايحدث لتظل المآسي مستمرة , والنكبات دائمة , والإنكسارات صديقة , والعثرات رفيقة , وكل هذا وهذه وذاك يعود إلي العقل والإرادة التي ينتجها العقل في إتجاه نكون في هذا الإتجاه أو لانكون , نكسر ونحطم القواعد التليدة العتيدة للتقاليد والأعراف المورثة عن المجتمع حيناً وعن الدين أو التدين أحياناً أخري ..
وفي حالات حسابات العمر والتعرف علي الفصول الأربعة , ليتضح في نهاية المطاف والإقتراب من حدود النهايات وكأنها جرف هارٍ يجرفنا إليه للهلاك اللا إرادي , وفي تلك الأثناء تعاود الزكريات الماضي , وتستجلبه , بآلام وحسرات وأوجاع وتأوهات , تكسر الأفئدة , وتحطم الوجدان , وتشعل الأحاسيس نيراناً لاتنطفيء , وتصير المشاعر ملتاعة بتلك الزكريات بلاجدوي أو فائدة , ليظل الوجع مستمر , ونتمني أن تعود تلك الليالي والأيام التي كانت لها طعوم لذيذة مختلفة ومتعددة في فصول السنة التي يحمل كل فصل فيها طعم خاص وألوان متعددة , وكأننا نري الكون قد تجمل وتزين بأزهي الملابس والألوان , وكأن العبير قد ملأ الكون برائحة زهر الليمون وزهر البرتقال , وهذه, زكريات تكاد لاتنتهي أيام الفرح والسعادة وإهمال كافة حسابات الليالي والأيام , , فهذا الصيف والربيع , وهذا الشتاء وذاك الخريف , لتتوقف فصول السنة مع لوعة الزكريات وتحسراتها عند فصل واحد , فقط فصل واحد لاغير : الخريف .. نعم , هاهو الخريف , الذي صار يحتوينا , ويحوط بنا , ويريد أن يصنع لنا سجن بلا أقفاص ولا أقفال ولا أصفاد , سجن الماضي , سجن ساكن بدواخلنا , بأنفسنا , لايبرح ذواتنا , ويؤلم أرواحنا , ويجعلها تتوجع , وتصرخ صرخات مكبوتة , فكيف لها أن تصرح بما لم تقدر أن تصرح به في الماضي , وكيف لها أن تصرخ وتستجير , ولكن تصرخ في وجه من ؟! وتستجير بمن ؟! .. فلا يوجد هذا ولا ذاك , فقد مضي العمر , ومازلنا أطفالاً بدواخلنا , نعيش بروح طفلة وطفل , نتمني أمانيهما , ونأمل ما يأملان , إلا أنهما شلت إرداتهما عن الطموح والتحدي لتحقيق الأحلام والأماني البريئة الجميلة الشفيفة التي لو وزنت الدنيا كلها ووضعت في كفة ميزان , ووضعت الأماني والأحلام في الكفة الأخري , لاختار الطفل والطفلة الكفة الأخري , إنه الحب الذي ولد في قلبين ونما وترعرع ليصير فتياً قوياً , ولكنه يجد كافة العقبات والصعاب التي تواجهه من أعداء الحب والحياة والحرية والكرامة الإنسانية , فمن الأهل تارة يكون العداء والكراهية لهذا الحب لأسباب ساقطة واهية راسبة في إختبار الحب و الإنسانية , ويكون الخوف والرعب من من الرقابة الإجتماعية المهترأة علي عتبات الحريات الفردية والمجتمعية , لدرجة تعلوا فيها علي الرقابة الدينية والرادع الديني , ليصير المجتمع وكأنه يعمل أفراده مخبرين وعسس علي سلوكيات بعضهم البعض , ناهيك عن الملكين الموكلين بك حسب الموروث الديني اللذين يراقبانك رقابة مستمرة علي مدار الساعة والدقيقة واللحظة واللحيظة , فأنت محاصر من ذاتك وعقلك وأسرتك ومدرستك ومعبدك الديني ومجتمعك الأصغر والأكبر ..
الحب في مجتمعاتنا كبيرة من الكبائر , وجريمة من أخطر الجرائم , فهذا مجتمع يؤمن بالنفاق , يريد منك أن تظهر بخلاف ماتبطن وما تؤمن به , يريدك أن تكون مخادع جبان رعديد , لاشجاع سباق مغوار جريء أو عتيد ..
بين اشتهاء وغفلة.. هنالك طفلان ، وأكثرمن خريف .. إنها كلمات , مفردات بسيطة , يمكن تجزئتها وتقطع كلماتها وإعادة تركيبها مجدداً , ولكن لن تعطي نفس التفسير , ولن تنتج ذات التأويل ..
كلمات تخفي في طياتها الكثير من معاني الألم و الوجع و براحات الحزن و الشوق و الوله والكبت و الضيق , إنها كلمات تشكلت جملة لاتنتج إلا الدموع و الوحدة والعزلة .. و .. أحياناً إنتحار المشاعر ووأد الأحاسيس , وقتل الوجدان .. إنها كلمات تجعلك تسبح في فضاءات من التحسر اللامتناهي ,خاصة حينما يتأتي الخريف, حينما تتحول الأماكن إلي أطلال وزكريات , وتصير الأزمان إلي أزمات من الندم والتحسر وجفول الأحلام والأماني والأمنيات حيث الزمان قد صار خريفاً لايمكن أن يكون شتاءاً , ولايصح أن يكون صيفاً , ومن المستحيل أن يكون ربيعاً , فالخريف صار يحمل في طياته الموجعة تلك الفصول وزكرياتها المشعة بالزكريات والندم وحده , ووحده فقط , وفي توقيت ميعاد دق أجراس فصل الخريف الذي يليه خريف وخريف وخريف , ليصير العمر كله خريف , لا لا , بل أكثر من خريف يفيض علي طفلين , وينازعهما التشهي أو الإشتهاء للحب , ولأنهما صار في فصل الخريف الدائم الذي لايبرح الزمان , ولايغادر المكان , واختار الزاكرة سكن , والقلب مأوي , والمشاعر ستائر علي نوافذه , والأحاسيس موسيقي حزينة تعزف علي تراتيل مشاعر وتأوهات نازفة من القلب الطفل ..لتنتقل للقلب الطفل الآخر ..
زكريات الطفولة والبراءة والصدق في كل الأقوال والأفعال بلاتفكير أو تصنع أو تجمل للجسد أو اللسان , أو التباهي بالأسرة أوالقبيلة , بالرغم من الأسرة أو القبيلة أوالعشيرة أو الأهل والأقارب والجيران , بل غالبية أفراد المجتمع الذين تربوا علي قيم زكورية تنتسب في مجملها إلي كل العادات والأعراف والتقاليد الموروثة جيلاً عن جيل , ولا يطرأ عليها تغيير أو تصحيح أو مجرد تعديل , عادات وتقاليد وأعراف تنتسب إلي ثقافة القتل والدم وأرداها وأردأها وأسوأها قتل البنات بالمتعارف عليه " وأد البنات " خشية العار والمعرة والفضيحة , فيقتل الأب أو الأخ البنت المولودة بلا وازع من ضمير أو رحمة إلا وازع أخلاق وثقافة القبيلة والعشيرة , التي توارثت تلك العادة وذاك العرف وهذا التقليد الموروث , لأن المجتمع يؤمن بجملة من الموروثات الدينية التي جعلت المرأة هي محور الشر والخراب والقتل والقتال في هذا الكون وتلك الحياة , فكانت ثقافة الختان ديناً , وصار النقاب عبادة أو ركن من أركان الدين , والتحجب والإحتجاب عن المجتمع صار من أفضل الواجبات الدينية والإجتماعية , فكانت المرأة تباع في سوق النخاسة
بين اشتهاء وغفلة ..هنالك طفلان ، وأكثر من خريف !
وكأن هذه الكلمات تحتاج إلي فنان مبدع يتعدي حدود القدرة والطاقة والإبداع ليبدع لوحة تذهب إلي تفسير تلك الكلمات لا أبداً , التفسير وحده لايكفي , عليه أن يتعدي حدود التأويل , ويمتطي ألمه ووجعه وحزنه وبؤس الزمان وحيرة المكان الذي صار كسجن رهيب تسكن فيه الروح كرهاً وغصباً بلا إرادة من عقل , فيخيم البؤس علي كل الأوقات والأزمان وفصول السنة الأربعة ليسكن في فصل الخريف بما يحمله من دلالات البؤس العقلي ويبوسة المشاعر , وحيرة الأحاسيس , والنأي بالوجدان عن ملاطفة المكان , ليصير المكان في حيرة وجودية دائمة مستمرة , فالروح تسكنها هذه الأماكن , ويصنع بها صنائعه هذا الزمان الخريفي اللئيم , وكأنه يعاند ويكايد الروح .. لتظل المقولة الجملة / الجملة المقولة خالدة , خلود الأسر في سجن الأعراف والعادات والتقاليد والموروثات الدينية , ليظل الطفلان متحسران نادمان ملتاعان, وتستمتر مأساتهما هنا وهناك
: بين اشتهاء وغفلة .. وأكثر من خريف ..!!

* هذه الجملة من صفحة الكاتبة والصحفية سوزان عاشور , علي صفجتها بالفيسبوك



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسبحة !!؟؟
- الأدب والرواية النسائية بين التاريخانية وسيمياء الجسد: جدل ا ...
- إلي روح الشهيد خالد المغربي : لن نقول وداعاً ..
- التأويلية _ الفصل الثالث _ التأويلية بين العولمة والتاريخاني ...
- التأويلية _الفصل الثاني _ التأويلية بين التداولية والعقلانية
- عن التأويلية ..
- التأويلية _ الفصل الأول _ التداولية كأداة للتأويلية
- عن النص ..
- عن الإختلاف ..
- يوميات عبقري : جنون سلفادور دالي المعقول
- جدل السيادة وتنازع المصالح : صنافير وتيران .. وتظل إيلات مصر ...
- عن حصار قطر .. مفتي السعودية وشعبان عبدالرحيم : إرادة أنظمة ...
- قطر ودول الخليج : الإستبداد والإرهاب وبداية التقسيم !!
- الشهقة الأخيرة .. عن مذبحة أقباط المنيا !
- محمد عبدالله نصر : من جدل نقد التراث إلي جدلية محاكمة النقد ...
- أكذوبة توكيلات السماء .. وفكرة الخلاص الجماعي !
- سأخبر الله بكل شيء ..
- إلي العمال : الجنة الآن !!
- علي حين غرة
- لما لا .. !؟ الفصل الأول 4


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - بين اشتهاء وغفلة .. هنالك طفلان ، وأكثر من خريف ! *