أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - التربية في الجزائر / منصات الإقلاع المعطوبة















المزيد.....


التربية في الجزائر / منصات الإقلاع المعطوبة


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 20:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وزارة التربية في الجزائر ها هي أربع سنوات تنقضي لم تحسن من مخرجات التربية و لا جودة النتائج و لا تتوقف عن تقديم التشخيصات بدل تحسين حال التربية و هي مهمومة بعولمة القيم

وزيرة التربية الحالية لا تتوقف بين الحين و الاخر عن إخطارنا بأنها وقفت على حقيقة جديدة تتعلق بنكبة المدرسة و النظام التربوي ...

و ذلك من خلال تشخيصات الفريق الذي يشتغل معها كأن الأمر ليس جليا يلوح للعين المجردة فقد بات ما تدعيه الوزيرة عمل خبرة متخصصة يعرفه كل الناس ...

للتذكير و في بداية تعيين السيدة الوزيرة قدم مستشارها السيد فريد بن رمضان و هو دكتور في اللسانيات و ليس متخصصا في البيداغوجيا ( بسيكو- بيداغوجي ) قدم تشخيصا أسودا لوسائل الإعلام الجزائرية حول وضع النظام التربوي ....

بين فيه كلفة التلميذ الذي يبقى سنوات يعيد و يتعثر في دراسته و نوعية مخرجات التربية و مدخلات الجامعة و نسبة الرسوب فيها في السنة الأولى ليفيدنا و لوعن غير قصد بأن إصلاحات بن زاغو الذي كان عضوا فيها هو مع الوزيرة ذهبت في الريح و تبخرت و أنتجت الفشل ...

و هذا أمر خطير جدا جدا في دولة تحترم نفسها و شعبها و أولادها و تعطي للمدرسة الجزائرية المكانة اللائقة بها بل يحاسب عليه من خططوا لإصلاحات نشاز لا تتطابق و البيئة الجزائرية

يطرح السؤال لماذا كانت تقارير مرافقة اليونسكو و برنامج دعم اليونسكو تقارير المرحلة في فترات سابقة لا تذكر القطاع بالسوء بل بالإشادة

...

يطرح السؤال لماذا كانت تقارير مرافقة اليونسكو و برنامج دعم اليونسكو مرحلية تشيد وتثني و لا تذكر المنظومة الا بالخير فمن الكاذب يا ترى و أين الخلل....

مخرجات المدرسة الجزائرية طيلة إصلاحات بن زاغو وإلى اليوم متعبة و رديئة و سيئة و منهكة و لا تشرف الجزائر...

ترتيب الجامعات و المدارس و البكلوريا عالميا و حتى عربيا و تارة إفريقيا يندى له الجبين و مؤشر كاف على نكبة المنظومة التربوية في بلادنا و نكبة البحث العلمي و الجامعة ...

اليوم جاءت بن غبريط و ملأت الدنيا ضجيجا بعد تشخيص قدمه للإعلام أيام تعيينها و قدومها السيد فريد بن رمضان المنظر الرئيس و المدقق و المشخص و واضع برامج التكوين الوطنية مفاده أن وضع النظام التربوي أسود و كارثي و أنه و الوزيرة سيخلصوننا من الكارثة ....

أربع سنوات تمر و فضائح تلو الأخرى و ارتجال و استفزاز و مخرجات تزداد رداءة ...

ها هي الوزارة تخبرنا باعتراف منها عن طريق تصريح المفتش العام و الذي يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية أيضا يعترف بتهميش الرياضيات و المواد العلمية واللغات و تعثر دراستها و نتائجها.....

ماذا بقي في المنظومة التربوية التي جاءت بن غبريط لتصلحها و معها بطاقة خضراء و لها حرية و إستقلالية لم تتح لغيرها و الوضع يسوء أكثر ...

أنا متعجب و الله من مفتش عام و غيره يمارسون مع فريق عمليات التكوين للمفتشين و لمديري التربية و يتابع تنفيذ إصلاحات عميقة و يشرف على دورات في المعالجة البيداغوجية في مختلف أنحاء الوطن يعترف بفشله اليوم و فشل فريقه والوزيرة لكن دون أن يقرصراحة بأنه و االفريق و الوزيرة هم السبب إنه يلقي ضمنيا على عاتق من سبقه و على القيم التي تعلم مسؤولية الإخفاق ....

فلتفهمنا الوزيرة و تفهم النخب و الشعب و أولياء التلاميذ و الإعلام ....

و تفهم فخامة الرئيس و الوزير الأول و السلطات العليا بما تقوم به منذ مجيئها مع فريقها الذي استقدمته هي و فرغت من أجله الوزارة القطاع من إطارات بمبررات مختلفة وجودهم لا يخدم مشروع إصلاح للأسف باهت ...

لتفهمنا هل يختصر برنامج الوزيرة وفريقها في إخبار الناس بالفشل تلو الفشل و القيام بتشخيصات و إشعار الناس بها و بحالة الطوارىء تكتم من أجل تبرير إصلاحات أكثر منها أيديولوجية ليست في قلب البيداغوجيا و لا تحسين المخرجات بقدر ما تشتغل بلون المخرجات ...

وزارة تربية هذه أم وزارة تشخيصات و تحديد العلل ...

إنني من موقع الخبير في التربية و المثقف و الباحث و المهموم و المتألم من الوضع الذي الت إليه المنظومة التربوية ....

أعلن و اقترح تطوعي بلا راتب شهري و بلا مقابل مادي و لا حقيبة وزارية و لا مسؤولية عدا الراتب الأساس لأقتات و أكفل من هم تحت رعايتي و لأعيل أولادي

متطوعا مسخرا خبرتي و كسبي و مهارتي من أجل المساهمة في إنقاذ ما تبقى و تهدئة كل التشنجات و جعل المواطن من مخرجات المدرسة مواطنا قوامه الصلاح و الإبداع و الإبتكار و روح النقد و التحليل و البناء يعشق المعرفة و العلم

و من أجل رفع الغبن و إصلاح حال الوزارة و لكم أن تعينوا شرفيا وزيرا لها فسأكون مواطنا و عاملا بيسطا ينقذ المدرسة مما الت إليه يا أصحاب القرار ثم يعود إلى بيته للتأليف و الكتابة ...

إننا أمام وطن يدمر و تدمر معه أجيال و أساتذة جدد و معلمن و مؤسسات تعليمية و تدمر عقول و مستقبل أمة لا مخرج لها من التخلف إلا عبر المدرسة ...

كل ما فسد في قطاعات أخرى قد يصلح و يستدرك إلا الإنسان و محاضن و ورشات صناعة الإنسان هي المدرسة و النظام التعليمي أولا و الجامعة و البحث العلمي ثانيا...

كفانا أوهاما و سرابا بأننا انتقلنا من مدرسة سلوكية " بيهافيورية " إلى مدرسة بنائية أو سوسيو بنائية و مقاربة تدريس الفرنسية بالكفاءة إلى مقاربة تعليمية اللغة - الثقافة و قمنا بإصلاح

و طورنا الأداء التقييمي و طرق التقييم بدراسة العينات و حصرنا كل النقائص في حقل المعالجات البيداغوجية و الأخطاء الواردة و المتكررة في الإمتحانات ..

كل هذا عمل فوقي ضعيف و بمساحيق سطحية و ضجيج إعلامي و تدوير لنشوة نخبة تحيط بالوزيرة منقطعة عما يحصل في القاعدة فعلا رغم زياراتها الميدانية

و ليست تلك الندوات الجهوية هنا و هنالك في أنحاء الوطن ذات الشكل البيروقراطي و المنمط و المتعجل هي التي سوف تحسن من الأداء و جودة المخرجات أو تتكفل بالملامح التي يجب أن تكون مخرجات التربية من خلال التكفل بمهمة إدارة التربية في القواعد و من خلال مديريات التربية و في الهرم ...

وزارة تتخبط و تعجز عن تسيير شؤون بسيطة تنظيمية من جنس ضبط مواعيد عطل و مواعيد امتحانات و أيام الإمتحانات ...الخ و تتعلق بتنظيم امتحانات وطنية نزيهة و وزارة تعجز عن مكافحة التسريب للإمتحانات و الغش في الأقسام و الإمتحانات كما حصل من قبل و عاجزة عن إعادة الإعتبار لقيمنا الأخلاقية بل بدل إصلاح فهمها تقوم باستئصالها ...

بل وزارة تتخوف من قيم الدين و الحضارة تزعم أنها تطبق توصيات اليونسكو و نحن في مؤخرة الأنظمة التعليمية

و وزارة يهمها الأيديولوجي قبل البيداغوجي و تبحث عن ضم مدارس القران و إعادة النظر في تسمية و مكانة مادة التربية الإسلامية بعد زيارة اليونسكو إلى أربعة عشر نقطة من الوطن تتعلق بتدريس القران مدارس قرانية

كأن هذا لب الإصلاح و أولوياته ومنه ستتحسن مخرجات المدرسة و لن تستطيع أن تفعل الوزيرة ما خططت له لتبديل قيم المجتمع و استئصال المخيال الجمعي الذي يتغذى من خارج المدرسة أكثر منه من المدرسة ...

بل وزارة لا تشتغل في قلب المسألة البيداغوجية بعيدا عن أوهام " الإنتقال من السياسة التربوية إلى المنهاج " و من " القانون التوجيهي إلى المنهاج " و " ميثاق البرامج" "

تخرف و تهذي و تقلد تقليدا طفوليا تجربة " نجاة فالو بلقاسم " و فرنسا و اليسار الفرنسي الحاكم من قبل شبرا بشبر و هو تقليد لا يسمن و لا يغني من جوع قطاع التربية

و لذلك زاد تدهور الوزارة و الوزيرة و فريقها و مفتشها العام الذين يطلعون علينا في كل مرة باكتشاف و تشخيص جديد .قد يبهربعض أصحاب القرار لا النخبة العالمة و لا المواطنين ..

وزارة و أعني هنا قطاع التربية تخلصت من جزء كبير من معلميها و كنستهم كنسا ليحالوا على التقاعد المبكر و هم لم يقوموا بدورة واحدة تكوينية لزملائهم الجدد تثمينا و نقلا لتراكمات خبرتهم بما لها و ما عليها فأي بلد يفعل هذا الإستائصال و الدمار في قطاعه...

وزارة و أعني هنا الوزارة نفسها كنستها الوزيرة من كل من يعارضها و يختلف معها فجوعته و أوقفته و حرمته من راتبه و من العمل و دمرت مساره المهني و حاصرته و تابعته عبر القضاء أو بمؤامرات انتقاما بالتعاون مع من يسندها و جاء بها و لا زال يدافع عنها أو أحالته على التقاعد بحجة ديماغوجية التشبيب عبر علاقات و معارف تندر فيها الكفاءة و ما تتطلبه المرحلة ..

وزارة مشتت ملف التعاون فيها - هكذا تركته و كان - و أهمه ملف اليونسكو بين أيادي مختلفة ربما مكلف متقاعد غالق على الملف في مكتبه و ملفات تعاون أخرى موزعة هنا و هنالك ما يجعلك تتسائل ما دور مديرية فرعية للتعاون و العلاقات الدولية بل ما دور مدير جديد مركزي يعفى من مهمة نيابات المديريات الأخرى مثل المنازعات - هكذا تركته - و يشترط ان يتفرغ فقط للتعاون جيء به من جامعة في الغرب مختص في المواصلات و اللاسلكي ربما لا علاقة له بقطاع التربية كان مكلفا بالتعاون الجامعي و هو مختلف تماما عما هو في قطاع التربية

ملفات متناثرة هنا و هنالك هكذا تركتها يقال موزعة على " خبراء " و

الماناجمانت و الحوكمة الراشدة بالوزارة غالبا ما تلخص في حسن و إتقان تحرير التقارير لا ة
الخبرة و الإبداع و لذلك تمنح فرص التألق للمحررين الإداريين لا للعقول

فكيف بادارة تولي التحرير مكانة على التدبير العلمي و الإستراتيجي أن تتقدم

بمعنى اخر محظوظ من يتقن هذا الفن ليعتلي و يرتقي أعلى المناصب و صاحب الحظ السيء أكبر عبقري إن رفض مثل هذه البيروقراطيات و الإستلابات و الذررية و هدر الجهد و تتفيه العقل و الإبتكار..

ماذا يمكن أن يكون حاصل التعاون لما يكون حظ الأسد فيه لفرنسا و ليت فرنسا تمنحنا ما نتقدم به حقا في منظومتنا التربوية ليتنا نكون في موقع المفاوض لا المتصاغر...

وزارة تتكتم على تربصات و تعاون جزائري- فرنسي يتدخل في هندسة البرامج و الكتب المدرسية و المناهج و أسس السياسة التربوية هل يمكنها أن تنال الثقة و الإستقرار و تلاحم الفاعلين التربويين الذين يستقبلونها بوجه الخائف على لقمة عيشه و يستدبرونها بالشؤم و السخط...

هل نحن في حاجة إلى تقنيات إجرائية و أدوات نبيئها و نشجبها أم إلى تدخل سافر في محتوى برامجنا و القيم الناظمة لها من جهة الطرف الفرنسي و من يواليه..

وزارة يهمها الايديولوجي و تشتكي من معارضيها أن يكونوا مؤدلجين ...

أردت أن أفهم الوزيرة و من يدعم خطها ما يلي /

أولا /
أن استئصال مخيال جمعي تشكل في جزء كبير منه من الدين و اللغة و التاريخ أمر مكلف و يكاد يكون مستحيلا و لا يتم عبر المدرسة و التحكم في تسيير الكتاب القراني و الثقافة و أندية الرياضة و الشبيبة و تهجين الأحزاب الإسلامية هذه كلها أعمال بوليسية تنزع إلى القمع لا إلى العلاج و أعمال مخبرية غير مجدية ...

لقد كانت مقاربة الإرهاب و لا زالت بوليسية عنفيه و تكتيكية و مفخخة لم تخترق قلب ملهامت هذه الظاهرة تفكيرا و نصا و سوسيولوجيا

و التي توظفها جهات خارجية أيضا توظيفا مغلوطا أو متعمدا و تدميريا ناهيك عن انعدام بعض الإرادات السياسية من أجل إيقاف مد الإرهاب و العنف بل استخدامه أحيانا كورقة و من ثمة كانت المعاملة تكتيكية و سياسوية مفخخة ( أنظر حالة " مختار بلعور" الذي لم يتم القبض على شبكاته بمشقة و كلفة باهظة ما يطرح أسئلة عديدة و لا أظن الأمر عسيرا) ) ....

لقد حملت المدرسة تهمة ساقطة كاذبة مصطنعة مفادها أنها صانعة الإرهاب حاضنة له

ثانا /

إن تشكل وعي و ثقافة مخيال الإنسان المتدين تتم خارج المدرسة بنسبة سبعين بالمائة و المجتمع يعيد إنتاج مخياله عبر الثقافة الشفوية و الهوائيات و الإحتكاك بين الأفراد و يكفي أن يبقى المسجد مفتوحا يؤدي فيه الصلاة الجزائريون و القران بينهم يتلى لتبقى إشكالية الفهم و التمثل مطروحة

فلتصلح وزارة الشؤون الدينية خطابها المسجدي ما شاءت و لتقم بإنشاء دورالفتوى و توحيدها و تدريس الفقه المالكي و الأصول و المقاصد و دار الحديث و متون الزوايا و الشيوخ والتأكيد على الخصوصية الجزائرية و المغربية فإن ذلك لن يغير شيئا ...

كما أن وصفات المخابر الداخلية و الخارجية لامتصاص الديني و استيعابه لن تجدي نفعا و هي جهد مبدد على مهندسي هذه الاستراتيجيات إعادة النظر فيها...

ثالثا /

المدرسة اليوم ضحية علمنة صلبة و نموذج مستلهم من مصدرين هيئة اليونسكو و رغبتها في عولمة القيم و توحيد ما يسمى بالقاعدة المشتركة للمعارف و الكيل فيها بمكاييل عديدة واحدة للغرب و الدول المتقدمة و أخرى للدول العربية و الإسلامية المهللة لمثل هذه الإملاءات

كما أوكلت إدارة مرافقة هذه العولمة و الإصلاحات في الجزائر لفرنسا ذات اليد الطويلة في شؤوننا و الغريب أان الوثائق المقدمة من الطرف الفرنسي كخدمات و خبرة نسي أصحابها نزع التاريخ عليها فهو يعود إلى ست أو سبع سنوات خلت أي تجاوزها الزمن

فنرتهن إليها و ندفع طبعا ثمن الخدمات المقدمة باهظة لخدمة بالية و مهترئة و سطحية و مريبة و هي ليست خدمات نوعية .و نسمح بالتدخل السافر في هندسة و تصميم مناهجنا و وضع خارطة الطريق لنا ثم التكتم حول هذه الانشطة بما هو مريب جدا ..

و االسؤال المطروح أين حظ التجارب التربوية العالمية الناجحة لتكون موضوع دراسة و إستلهام و تعاون لا تقليد حرفي يكون فيه الطرف الجزائري مطأطأ الرأس كما هو مع فرنسا وعلى سبيل المثال بعض الدول الانجلوسكسونية و دعني من ذر الرماد في العيون من كون المركز الثقافي البريطاني بيننا و بينه تعاون أو بناء مدرسة يستفيد منها أكثر الأنجليز...

كل هذا "سوبودراج" و مساحيق تغطي على التعاون الإستراتيجي مع فرنسا في قطاع التربية إلى حد فيه تدخل في تصميم المقررات و المناهج و فلسفة التربية و نوعية المخرجات و الأمر واضح و إلى حد كما يقال أن " شدة الظهور تولد الخفاء" بل لماذا تم التكتم و لا زال "...

نتسائل هل بن غبريط عندما تجدد المناهج على أساس إبراز القيم العالمية و الفرنسية و حساب عدد الصور للمرأة مقارنة بالرجل في الكتاب المدرسي و كم عدد نصوص المبدعات من النساء مقارنة بالرجال و كم عدد النصوص الجزائرية لكتاب جزائريين و جزائريات و لو غير متألقين تم اختيارهم في اطار و باسم المنتخبات الأدبية أو " الأنطولوجيا الأدبية " و كم عدد النصوص المتحيزة جنسانيا و التنميط و النمذجة كما فعلت من قبل " نجاة فالو بلقاسم " و و لتحقيق نظرية الجندر أو النوع و مكافحة تكريس ثقافة المساواة بين الجنسين

و قد يأتي ربما تباعا إستحسان المثلية و الزواج المثلي فإن لم يكن اليوم فغدا و استبعاد الرموز العلامات الدينية التاريخية و تحرير النصوص من هيمنة النزعة التي تبغض الإستعمار وتجرمه و التحدث عن الإستقلال بأنه استفتاء من أجل تقريب الشعب الفرنسي و الجزائري و امتحان شعور الناس بخريطة إسرائيل في الكتاب المدرسي كبالون اختبار و تلهية في ان واحد....

و غيرها من الكماليات و التحسينيات المفخخة و المبطنة التي لا نتفق عليها جميعا و لا تنفذ إلى قلب معالجة و مكافحة التخلف و الفشل في المدرسة الجزائرية ..

هل هذا هو الذي جاءت من أجله بن غبريط يعني عولمة القيم و جعل تلاميذ اليوم شعوب المستقبل يتمثلون قيم العولمة و قيم فرنسا من غير فرز و انتقاء باعتبارها قيما كونية

هل هذا هو الذي سيجعل المدرسة الجزائرية مدرسة بمخرجات علمية جيدة تمنحها حق الصدارة في الترتيب العالمي ....

في الأخير أتسائل هل تجريد المدرسة من هويتها الحضارية مقابل جعل غلبة اللغوي و الديني كمحورين للمراجعة في عملية الإصلاح سيجعلنا ننتج عباقرة في الرياضيات و الفيزياء و العلوم و الهندسة و التكنولوجيا و أصحاب عقول نقدية تحليلية و مواطنين صالحين و سيجعل من مخرجات التربية جيدة ...

سأتحدث بالمقابل إن كانت حقا وحدها مواد الهوية أيضا ضامنة لمخرجات علمية و بيداغوجية ذات جودة...

و أتناول الموضوع بحياد و موضوعية و توازن بعيدا عن الإنغلاقات و بعيدا عن التقليد الببغاوي من الطرفين ...

و كيف أنه على السلطة و أصحاب القرار قبل فوات الأوان أن يختاروا من يوازن و يشتغل بعمق و بعمل معرفي استراتيجي بيداغوجي عميق لتحرير المدرسة الجزائرية و المنظومة التربوية من التجاذبات الأيديولوجية

و يشتغل أساسا في إطار نواظم القيم الوطنية بالجودة و تحسين مخرجات النظام التربوي بمقاييس عالمية مع بعض التحفظ على عبارة "عالمية "

و أعتبر الوزيرة الحالية تماما كالذين يعارضونها طرفان متساويان مكرسان للتدمير و الأدلجة و الصدام و السطحية إلا من رحم ربي دون تحسين مخرجات المدرسة ...

فتحديات المدرسة تحتاج إلى وزير وطني و ليس إلى شخصية كارزمية أو وطنية و غيرها و لا إلى تكنوقراط و لا من الرموز و الخرجات التي اعتدناها في مثل هذه الوظائف العالية و السامية فهذه وزارة حساسة

بل تحتاج المرحلة إلى وزير خبيرو معتدل يتربع لثلاث عهدات على الأقل متتالية لا تهزه المؤامرات و الضجيج الإعلامي و لا مساومات النقابات و التزكيات و المحاصصات في التعيينات

فليتحمل مسؤولية من يأتى بهم و إذا أظهر جديته يمنح من جهة أصحاب القرار حماية و استقلالية و بطاقة خضراء و ميزانيات مناسبة و يحاسب حسابا عسيرا ...

و يستعين بخبرات علمية و بيداغوجية شهيرة محايدة عالمية بكل حرية و استقلال و يستشير و يسافر و يطلع و لا يقدم على خطوة يهدر فيها المال إلا بعد دراسة جدوى و يمضي معاهدات التعاون مع الدول من غير تنبيه و تصنيف و تحذير ..

وزير ينسق جهوده مع سوق العمل و مع التمهين و التكوين المهني و في إطار الافاق التنموية و الاقتصادية و الوطنية و يرسم خارطة تنموية مع الأطراف تستوعب مخرجات التربية و التكوين المهني و الجامعات و المدارس و المعاهد...

و لا أظن أن هذه المواصفات تتحقق عند وزراء لقطاعات أخرى لهم خصوصيتهم كالتعليم العالي و البحث العلمي أو التكوين المهني ليتم تعيينهم على رأس القطاع لا بإرادة استقدام البارعين في تهدئة القطاع و لو على حساب نوعية و جودة مخرجاته

على اصحاب القرار إن بقيت فيهم ذرة خير أو بعض الغيرة على الوطن التحرك سريعا و سوف تحسب لهم حسنات تعوض عن سيئاتهم و تقصيرهم و نسيانهم و إهمالهم و سهوهم و عمدهم و سوف تحسن خاتمتهم و تجب ما فات و حصل في غير التربية من قصور في الحقول و القطاعات الأخرى....

فليذهب المال و ليبقى رأس المال و هو الإنسان و العلم ...

كونوا لمرة واحدة فقط محبين لهذا الوطن فالمدرسة قلعة تتهاوى اليوم...

و سأتابع حديثي لأبين لكم أن قراءة المخابر التابعة لأجهزة النظام و أصحاب القرار و حصائل خبرات الخارج و مقاربتهم للواقع خاطئة و مضللة سواء كانت محلية أو عالمية
و أن وصفات بعض النخب المقربين من هذه المخابر مغلوطة حول قضايا مفصلية كالمدرسة و الإرهاب والتنمية

و أن ما يقدمونه للأسف غالبا محض هراء و هي وصفات خيالية و مكلفة و باهظة تدفع من أجلها أحيانا بالعملة الصعبة فواتير باهظة ....

و إن سلفية و مدخلية اليوم قد تكون جهادية الغد بتصحيح شيخ من الشيوخ

المخابر تصغي لمن هب و دب وليست لها نخب لامعة و مقتدرة ...

و ان الاسلام يقارب فهمه كقوة محركة لدواليب الحياة و محققة للتعايش و اللحمة الوطنية فهل نفهمه كذلك و ننزله كذلك عبر مؤسسات لي فيها خبرة محترمة .... (يتبع )



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميشال دو سارتو ..فيش ..دريدا ..في السياقات العربية و الإسلام ...
- ما معنى - الإسلاميات التطبيقية - عند محمد أركون..
- في أصل سكان جزيرة العرب رؤية أحمد أمين النقدية في - فجر الإس ...
- في وجوه الخلاف الثلاثة بين القحطانيين و العدنانيين حسب أحمد ...
- وكلاء الأوليغارشية الدولية في العالم العربي و الإسلامي / في ...
- المدرسة الجزائرية بين خطابين و سلطة توظف ..تشد و ترخي الحبال ...
- نظام العزابة أحد المنجزات الهامة الرائعة عند إخواننا الإباضي ...
- في مقولة النسب عند طه عبد الرحمن
- أخطاء الحيدري الفقيه في نقد محمد عابد الجابري الفيلسوف
- أمة إقرأ لا تقرأ
- في الإيمان و الإلحاد / أسئلة الشك في منظومة العدم و اليقين ا ...
- قضايا التراث و التراثيون و هدر العمر في اللاجدوى
- في مقولة الإستعمار و ما بعده - الحلقة الأولى -
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز أبو القاسم حاج حمد - الحلقة الأولى ...
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران - الحلقة ...
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران - الحلقة ...
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران الحلقة ال ...
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران -- الحلقة ...
- التراثيون و الخوف من الفلسفة و تجاهل جدواها
- الكفاءة متحررة من التصنيفات في عالمنا العربي


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - التربية في الجزائر / منصات الإقلاع المعطوبة