أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - ترادف الأجيال.. بين تحديات الانفصام وضرورات التواصل














المزيد.....

ترادف الأجيال.. بين تحديات الانفصام وضرورات التواصل


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 16:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ترادف الأجيال.. بين تحديات الانفصام وضرورات التواصل

نايف عبوش

تعاقب الأجيال من السلف إلى الخلف ظاهرة اجتماعية، وحقيقة حياتية قائمة. وهي بموضوعية تواترها، احد حتميات سنن التطور في الحياة. إلا ان الملاحظ، ان الفجوة التي تحدث بين الجيل الحالي، وبين الجيل الذي يليه، تزداد اتساعا، وتترسخ عمقا، بشكل متواتر، وملفت للنظر، مع مرور الزمن.

ومع مفاعيل حركة الزمن، وبالتفاعل مع معطيات التطور، والإنجازات العلمية، والتقنية، التي تطالعنا بها الحداثة، يوما بعد يوم، فإن الكثير من القيم، والتقاليد الاجتماعية، باتت تتعرض للكثير من التغيرات. بل ان البعض منها، كاد يختفي من الوجود، حيث تحل محلها تقاليد، وعادات جديدة، تستولدها ضرورات التطور، ومسايرة الحال.

وفي الأجيال السابقة، كان الترادف قوياً بين الأجيال، وكان التواصل الاجتماعي الحقيقي التقليدي، ملتحما بشكل متماسك، بين الجيل السالف، والجيل اللاحق له، من الشباب. فقد كانت مجالس السمر قائمة، وعامرة في الدواوين، وفي مجالس الحارات، وفي المناسبات بكافة أشكالها، مع ما يرافقها من طقوس اجتماعية متوارثة. وقد كان جيل الشباب حريصاً على محاكاة الاسلاف في السلوك، من حيث تمثل قيم الرجولة، والشجاعة، والتمسك بالكرم، والامانة، والعفة، وغيرها. كما كان السلف يحرصون على تربية الشباب، على مناقبية الصدق، والفضيلة، واحترام القيم الاجتماعية، وتوقير الكبار، والتفسح في المجلس، وذلك من خلال النصح والإرشاد، وتداول الحكايات التراثية، وترديد القصائد التي تتغنى بتلك القيم. وحيث كانت وسائل التواصل الاجتماعي محدودة، وبطيئة السرعة، يوم ذاك، فإن تأثيرها، موجبا ام سالبا، على ظاهرة الترادف، كان بطيئا جداً، بل ولا يكاد يذكر.

على ان سرعة التطورات المادية، العلمية، والتقنية، للحداثة في العصر الراهن، كانت هائلة، ومن ثم فإن تأثيراتها بشقيها السالب، والموجب، جاءت فعالة. وقد افرزت تقنيات الشبكة العنكبوتية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة، منتديات جديدة بديلة للحوار، والتواصل، والدردشة، حلت محل مجالس السمر التقليدية، حيث أنتجت واقعا جديداً، من الواقع الافتراضي بكل ما فيه من تسهيلات، ومغريات، والذي أوشك ان يحل بالكامل، محل الواقع الحقيقي للحياة الاجتماعية، التي التي كنا نعيشها بسعادة، حتى الأمس القريب.

ومنذ ان أصبح الواقع الافتراضي الرقمي الجديد، حقيقة واقعة ، سارع الجيل الحالي للإنغماس فيه بالكامل، واخذ ينفصل تدريجياً عن واقعه الاجتماعي، بكل حلقاته التقليدية ، الأسرية منها، والاجتماعية، الأمر الذي خلق فجوة شاسعة، بين الجيل القديم من السلف ، وبين الجيل الجديد من الشباب، وبشكل أضعف حس الشباب بدفء الترابط، والتواصل الاجتماعي الحقيقي، مع بيئته الاجتماعية الفعلية، بعد ان اعتمد قيما، وتقاليد، بل، ولغة دردشة جديدة غريبة، عنها تماماً .

وهكذا أخذت العصرنة بوسائل الرقمية الجديدة، وبما افزرته من قيم، وسلوكيات طارئة، تفرض نفسها بإلحاح، على جيل الشباب، وتحد في نفس الوقت، من سلطة المجتع، وتهمش دور الجيل السالف، في ضبط سلوك الشباب، والحفاظ، على العادات، والتقاليد، والتراث.

ولذلك بات الأمرُ يتطلَّب الإنتباه الجدي، إلى خطورة الانفصام بين الأجيال، وضرورة الحرص على إدامة التواصل الاجتماعي الحقيقي التقليدي بين الأجيال، حتى بالحدود الدنيا، مع ممارسة التعامل مع الجيل الجديد، بأعلى درجات التفهم لمتطلبات العصرنة، دون التفريط بالقيم، والتقاليد الاجتماعية، والحث على التمسك بأصالة الهوية، والحفاظ على كل ما هو إيجابي من الموروث الشعبي،وذلك لتفادي الاستلاب، والضياع بمرور الزمن.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع جديب
- في ذكرى تأسيسها.. جامعة الموصل صرح عتيد من صروح العلم
- سلبيات الاستخدام المفرط للإنترنت
- الشاعرية الإبداعية.. من الصعاليك إلى الهايكو
- مجبل الوكاع.. شخصية لن تتكرر
- في اليوم العالمي للمرأة
- وللصعاليك حكاياتهم
- بلاغة الاستعارة في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- رمزية ثوار الجزائر في الوجدان الشعبي العربي
- بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي
- تنور الطين.. صناعة أيدي ختيارات أيام زمان
- جدلية ضول الرفاكة مع الدار في التراث الشعبي
- اكلهن إبن آوى
- أسلوب المدح بالمعاني في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- ها قد وهن العظم..
- من هدوء الطبيعة إلى ضجيج العصرنة
- إحياء تقاليد التعاليل.. ومجالس السمر
- محمود عبدالله.. معلم فاضل استوطن ذاكرة جيل
- صخب العصرنة.. والحاجة إلى الطمأنينة وراحة البال
- دعونا نتفاءل بحلول العام الجديد


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - ترادف الأجيال.. بين تحديات الانفصام وضرورات التواصل