أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أنا ... وأيار MAI 68















المزيد.....

أنا ... وأيار MAI 68


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنـــا... وأيــار 68 Mai...

ثـورة شهر أيار 1968 كانت بالنسبة لي أنا الذي قضيت طفولتي وفتوتي وبداية شبابي, في سوريا قبل جلاء الفرنسيين منها.. وبعد الجلاء... ولما ضاقت بي كل نوافذ الأوكسجين.. هاجرت إلى فرنسا نهائيا بالستينات من القرن الماضي... وأعدت دراسة كل قناعاتي إلى نقطة الصفر... وبدأت تعلم الحياة والفلسفة والسياسة.. وخاصة التعمق بكل ما يتعلق بحرية الفرد أو الإنسان... وانخرطت كليا بأحداث أيــار ــ مــايــو 1968 بجميع طاقاتي وأفكاري وظمأي لتفهم كلمة " حـــريـــة Liberté "... واليوم بعد خمسين سنة أتطلع إلى هذا البلد الذي حضنني بعد سنوات من هذا التاريخ.. وتغيراته الإيجابية والسلبية وتناقضاته السياسية المختلفة من ديغول إلى ماكرون... ببعض غــصـة... ولكن بدون أي ندم... لأن حريتي وثقافتي الحقيقية وفلسفتي ونظرتي وتحاليلي للمجتمع والعلاقات الإنسانية.. والــحــب والصداقة وكل الأحاسيس الطبيعية الإنسانية.. تعلمتها هنا... ولا بأي مكان آخـر..

وكل ما عشته بالسابق.. كان محرمات وعوائق وممنوعات.. تحجب النظر والفكر والتحليل وأبسط حريات الاختيار الطبيعية...

وهنا... وهنا عندما أنظر إلى اللاشيء المتبقى من أيار 68 الفرنسي.. تراجع اليسار.. تراجع النقابات.. حتى الحزب الاشتراكي الذي خطفه الرئيس السابق ميتران ووصل إلى الحكم بواسطته.. اختفى وانحل وراء الرئيس إيمانويل مـاكــرون... ولم يتبق سوى بعض التجمعات الشعبية والعمالية وعدد نادر جدا من الأنتليجنسيا والفنانين إلى أقصى اليسار وألأناركية.. تحت تسمية La France Insoumise فرنسا الرافضة.. فرنسا الغير مطيعة.. فرنسا المنتفضة.. تعاكسا مع غالب أحزاب اليسار واليمين والوسط التي تبعت مــاكــرون كالقطيع.. بحثا عن المكاسب والمناصب.. سواء بالوزارات أو المجالس المحلية والنيابية.. أو بالمؤسسات العامة والخاصة التي تشرف عليها الدولة... ومن المعروف أن غالب مؤسسات الإعلام الضخمة التي يملكها مليارديرية معروفون وبعض العائلات العتيقة التي تملك أقدم البنوك... وضعت كل طاقاتها من أربعة سنوات قبل الانتخابات الرئاسية والنيابية.. بـخــدمـة المرشح مـاكـرون ومن تبعه تحت شعار La République en Marche الجمهورية السائرة.. أو الجمهورية الماشية.. وبعد سنة تقريبا من وصول السيد ماكرون إلى السلطة التي حملت شعار لا يمين ولا وسط ولا يسار.. تبين أن الجمهورية سائرة.. بــاتــجــاه أصحاب الرأسمال والبورصة.. وسياسة الاتحاد الأوروبي المركزية في بروكسل.. والتي خلقت لخدمة الرأسمال والنظام الرأسمالي فقط... وها هي تبيع المؤسسات الحكومية الكبيرة التاريخية واحدة تلو الأخرى.. للشركات الرأسمالية والتي سوف تخلق أكبر أزمات البطالة التاريخية.. وقبل حلول الذكرى القادمة لأيار 68 أو لعيد العمال القادم بأول أيار 2018 فرنسا.. ها هي غارقة من مدة شهر تقريبا بإضرابات بمؤسسة سكة الحديد.. بشركات النقل.. وبجميع المستشفيات.. وخاصة بالجامعات الفرنسية التي تتقلص ميزانياتها سنة عن سنة... مع اختفاء جميع التسهيلات التي كانت تضمن جميع الفرص بجميع الفروع والاختصاصات لجميع حملة البكالوريا... مما يخشى تكاثر الغضب والاعتصامات والإضرابات بجميع المدن الفرنسية.. هذا الأسبوع وأسابيع شهر أيار القادم... وخاصة أن الوزارة الماكرونية تتظاهر بالمفاوضات مع النقابات المسؤولة وبعض أطراف ما تبقى من المعارضة البرلمانية... ولكنها تتابع برامجها بتحويل غالب المؤسسات العامة إلى مؤسسات خاصة.. بعد تجزيئها وتقسيمها وتفتيتها.. وبالتالي بيعها للقطاع الخاص........

يعني : إصرخوا.. أضربوا.. تجمعوا... إعترضوا... ولكن الدولة الماكرونية بسلطات رئيسها وحلقات أكثريته البرلمانية الساحقة.. تفعل ما تشاء من تغييرات اقتصاديه ومالية وقانونية.. حسب ما ترغب وما تشاء!!!...

جل ما أخشى من تكاثر غليان طنجرة الشارع بمختلف درجاته وعلى اختلاف تشكيلات المطالب.. وتكاثر الفقر (عشرة ملايين شخص بفرنسا.. يعيشون تحت خط الفقر... )... والفقر بــفــرنــســا.. ظــاهــر... يـــتـــأمـــرك!!!... بمقابل كروش تنتفخ بالمليارات سنة إثر سنة... اللاعدالة الاجتماعية التسابقية التزاحمية تتمركز بــفــرنــســا... منذ بداية رئاسة ساركوزي.. مرورا برئاسة هولاند.. وتغرس قوة قواعدها... الرأسمالية الوقحة الاقتحامية بوضوح وازدياد منذ الشهر الأول من رئاسة مــاكــرون... ومما لا شـك فيه أنها بعد أقل من سنة.. تفتح أمامها أوتوسترادات واسعة لتكرار رئاسة ثانية... رغم الاعتراضات المخنوقة وتكاثرها.........

***************

عــلــى الـــهـــامـــش :

ــ الــهــدايــا الــفــرنــســيـة

La Légion d’Honneur

قرر الرئيس ماكرون ووزير خارجيته لودريان.. ســحــب هذا الوسام الفرنسي الرفيع الذي أهداه الرئيس شيراك بزمانه إلى الرئيس الشاب آنذاك بشار الأسد, والذي كان جوابه الفوري والآني بأنه ليس على استعداد لحمل وسام دولة تابعة ــ عبوديا ــ لمشاريع الولايات المتحدة الأمريكية...

وهذا يذكرني أيام الطفولة بباحة المدرسة الخاصة الفرنسية التي تهتم بأبناء البورجوازية السورية الغنية, من درجات مختلفة بالغنى.. حيث كان أولاد هذه الزبدة, ورغم انتماء عائلتي لها.. كنت أعاديها وأروعها مدافعا عن الأطفال الضعفاء.. لأن أولاد الأغنياء كانوا يعيرون لهم لعبهم الثمينة.. طالما أولاد الطبقات الأدني يشكلون حولهم حلقاتهم المطيعة.. ولما يثورون عليهم وينتفضون من تراكم الإهانات والمذلات.. يطالبونهم بلعبهم الثمينة.. ويستعيدونها...

وهنا أتذكر عشرات الأوسمة والهدايا التي أهدتها السلطات الفرنسية إلى الرئيس الراحل صدام حسين.. ثم شاركت أمريكا بكل عمليات قتله.. وتفجير بلده.. وبعده المرحوم معمر القذافي الذي استقبله الرئيس السابق ساركوزي كالقيصر الغضنفر.. مانحا إياه أرفع الأوسمة والهدايا والنعوت الإنسانية.. وبعد فترة قليلة تــآمـر عليه وسهل عملية اغتياله... وفجر بلده إلى باندوستانات فوضوية.. ضاع فيها كل قانون وأمان وسلطة...

ومن الجدير بالذكر أن هذا الوسام الرفيع المستوى الذي خلقه الأمبراطور نابوليون.. لأبطال جيوشه وضباطه وجنرالاته, لبطولاتهم بالمعارك التاريخية... أصبح كعديد من الهدايا اللماعة المظهرية تهدى للأحباب والأصحاب من جميع المستويات.. بلا أية بطولة.. سوى الدخول بالحلقات الخادمة المطيعة.. بشرط أن تبقى خادمة مطيعة.. مع كل أسفي وحزني لكل السلبيات التي تكاثرت وازدهرت وأينعت خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة... بهذا البلد فرنسا الذي اخترته وطنا وفلسفة وعقيدة.. منذ خمسة وخمسين عاما.. رغم تناقضاته.. ولا أغيره لقاء الــجــنــة!...

وإني أنصح جميع المسؤولين والسياسيين الأجانب.. تجنب الأوسمة والهدايا التي توفرها لهم السلطات الفرنسية.. من وقت لآخر...لأنها غالبا تصبح عقد ولاء من عبد لسيده.. وحتى كالطوق الجلدي الذي يوضع هنا على عنق الكلاب والقطط حاملا اسم وعنوان أصحابهم... وخاصة ــ بهذه الأيام ــ لجميع المسؤولين والسياسيين والخدام الموالين من البلدان العربانية المختلفة المتصارعة المتقاتلة المتضاربة طائفيا.. وغيرها من التسميات المخيفة المهزوزة المضطربة اليوم.. وغدا.. وبعد غد!!!...........

بــــالانــــتــــظــــار...

غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة الأمريكية... ودرس الحرب الماكروني...
- وعن الإعلام الغربي...تحية شخصية من ملحد للبابا... وهامش واقع ...
- رسالة إلى صديقة من هنا وهناك...
- ثورة غضب مخنوقة...
- حكاية.. سيرة ذاتية... وهامش كالعادة...
- رسالة لصديقتي آرليت Arlette الدمشقية...
- ضحايا إضافية للإرهاب.. بفرنسا.. لمتى؟؟؟!!!...
- الرأي العام...
- ما بين عفرين السورية.. والغوطة السورية... أيضا...
- رأي شخصي جدا...
- الانتخابات النيابية اللبنانية...
- نعم... لا يمكن أن ننسى...
- حرية الاختيار...
- رأي عن الإعلام بالعالم اليوم...
- رسالة للصديق نضال نعيسة
- لماذا لا يجري التبادل بالمثل؟؟؟!!!
- تركيا؟...أم امبراطورية عثمانية أردوغانية؟؟؟... وهامش واسع...
- عودة ضرورية إلى سوريا...
- وعن الصداقة.. والحب.. بعيد الحب... بعد أسطورة فالنتان Saint ...
- منال ابتسام...أو Mennel Ibtissem... صوت؟.. أو ظاهرة؟؟؟...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أنا ... وأيار MAI 68